والله أن هذا الكلام لهو العجب العجاب والأعجب من هذا أن هذه الكلمات المسمومة التي أطلقها أبن عربي في العواصم والقواصم لم تكن الوحيدة، فقد نسج على منوالها الضال عدد من المنحرفين ووعاظ السلاطين، من هم على شاكلة شريح القاضي وأبي هريرة وسمرة بن جندب، فحذا حذو ابن عربي في غيه وضلالته عبد المغيث بن زهير الحربي الذي ألف كتاباً في فضائل يزيد بن معاوية! ولا أدري هل جعل شرب الخمر والعربدة مع القرود والكلاب والكفر فضيلة وقتل سيد شباب أهل الجنة من أفضل الفضائل!!! وجرى في هذا الضلال والإسفاف أيضاً الحفناوي، في كتابه أبو سفيان شيخ الأموين وتبعه في زمرة الضلالة والانحراف محمد الخضري، الذي شجب جميع الثورات التي قامت ضد السلطة الأموية وأعتبرها خروجاً على الدولة الإسلامية!!! استخلاف معاوية بن يزيد وتنازله| قصة الإسلام. وكأن ابن عربي ومن جرى مجراه من هؤلاء قد نسوا أو تناسوا الأحاديث الشريفة الكثيرة، في وجوب مقارعة الظلم والاستبداد والثورة على الظالمين، ووجوب الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكأن في أذانهم وقراً، ولم يسمعوا الحديث الشريف: (أفضل الجهاد عند الله كلمة الحق في وجه سلطان جائر) والحديث الشريف: (من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهده مخالفاً لسنة رسول الله (ص) يعمل في عباد الله بالإثم و العدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله).
يزيد بن معاوية
وكان رحمه الله أبيض شديد البياض، كثير الشعر، كبير العينين، جعد الرأس، أقنى الأنف، مدور الرأس، جميل الوجه، كثير شعر الوجه دقيقه، حسن الجسم. قال أبو زرعة الدمشقي: معاوية، وعبد الرحمن، وخالد أخوه، وكانوا من صالحي القوم، وقال فيه بعض الشعراء - وهو عبد الله بن همام البلوي -:
تلقاها يزيدٌ عن أبيه * فدونكها معاوي عن يزيدا
أديروها بني حربٍ عليكم * ولا ترموا بها الغرض البعيدا
ويروى أن معاوية بن يزيد هذا نادى في الناس: الصلاة جامعة ذات يوم، فاجتمع الناس فقال لهم فيما قال: يا أيها الناس! إني قد وليت أمركم وأنا ضعيف عنه، فإن أحببتم تركتها لرجل قوي كما تركها الصديق لعمر، وإن شئتم تركتها شورى في ستة منكم كما تركها عمر بن الخطاب، وليس فيكم من هو صالح لذلك، وقد تركت لكم أمركم فولوا عليكم من يصلح لكم. معاوية بن يزيد - المعرفة. ثم نزل ودخل منزله، فلم يخرج منه حتى مات رحمه الله تعالى. ويقال: إنه سقي. ويقال: إنه طعن. ولما دفن حضر مروان دفنه، فلما فرغ منه قال مروان: أتدرون من دفنتم؟
قالوا: نعم معاوية بن يزيد. فقال مروان: هو أبو ليلى الذي قال فيه أرثم الفزاري:
إني أرى فتنة تغلي مراجلها * والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
قالوا: فكان الأمر كما قال، وذلك أن أبا ليلى توفي من غير عهد منه إلى أحد، فتغلب إلى الحجاز عبد الله بن الزبير، وعلى دمشق وأعمالها مروان بن الحكم، وبايع أهل خراسان سلم بن زياد حتى يتولى على الناس خليفة، وأحبوه محبة عظيمة، وسار فيهم سلم سيرة حسنة أحبوه عليها، ثم أخرجوه من بين أظهرهم.
قصة يزيد بن معاوية
١٠
(٣) فتنة أهل الكوفة: وذلك أنهم لما علموا بموت
يزيد، وأن البصريين قد بايعوا عبيد الله بن
زياد، عزلوا أميرهم عمرو بن حريث، وأمَّروا
عامر بن مسعود بن خلف القرشي. ١١ فمكث ثلاثة أشهر حتى خضعت الكوفة
لابن الزبير. (٤) فتنة أهل البصرة: وذلك أنهم بايعوا عبيد
الله بن زياد، بعد أن علموا بموت يزيد، ولكنهم
لم يلبثوا أن خلعوه ووقعت بين الجانبين حوادث
انتهت بهرب عبيد الله إلى الشام، وخضوع البصرة لابن الزبير. ١٢ واستقر المصران (البصرة والكوفة)
لعبد الله بن الزبير حين بعث عليهما عبيد الله
بن يزيد الأنصاري على الصلاة، وإبراهيم بن
محمد بن طلحة على الخراج. ١
ابن الأثير ٤: ٥١، والطبري ٧: ١٧. ٢
ابن الأثير ٤: ٥١، والطبري. ٣
الخطط ١: ١٤٦. ٤
الطبري ٧: ٣٤–٤٣. ٥
الخطط للمقريزي ٢: ٣٣٧. ٦
الطبري ٧: ٨٣. يزيد بن معاوية... سنخ الجريمة. ٧
وروى الطبري غير ذلك ٧: ٨٤. ٨
الخميس، للديار بكري ٢: ٣٤٢. ٩
ابن الأثير ٤: ٧٥. ١٠
ابن الأثير ٤: ٩١. ١١
الطبري ٧: ٣٧. ١٢
الطبري ٧: ١٨–٣١.
شعر يزيد بن معاوية
وَلِهَذَا كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ مُعْتَقَدُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَأَئِمَّةِ
الْأُمَّةِ: أَنَّهُ لَا يُسَبُّ وَلَا يُحَبُّ ، قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ: قُلْت لِأَبِي: إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ: إنَّهُمْ يُحِبُّونَ
يَزِيدَ ، قَالَ: يَا بُنَيَّ وَهَلْ يُحِبُّ يَزِيدَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؟
فَقُلْت: يَا أَبَتِ فَلِمَاذَا لَا تلعنه؟ قَالَ: يَا بُنَيَّ وَمَتَى رَأَيْت
أَبَاك يَلْعَنُ أَحَدًا؟ ". خالد بن يزيد بن معاوية. انتهى من " مجموع الفتاوى "(3/ 412).
" وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ المقدسي لَمَّا سُئِلَ عَنْ يَزِيد َـ فِيمَا بَلَغَنِي
ـ: لَا يُسَبُّ وَلَا يُحَبّ ، وَبَلَغَنِي أَيْضًا أَنَّ جَدَّنَا أَبَا عَبْدِ
اللَّهِ ابْنَ تَيْمِيَّة سُئِلَ عَنْ يَزِيدَ ، فَقَالَ: لَا تنقصْ وَلَا تَزِدْ. وَهَذَا أَعْدَلُ الْأَقْوَالِ فِيهِ وَفِي أَمْثَالِهِ وَأَحْسَنِهَا " انتهى "
مجموع الفتاوى "(4/ 483). ولمزيد الفائدة في معرفة الموقف الصحيح تجاه يزيد تنظر الفتوى رقم: ( 23116). والله تعالى أعلم.
الحمد لله. أولا:
لا يزال المسلمون في محنة وبلاء من إيراد الأخبار الواهية والأقاصيص المكذوبة في
سجلات التاريخ ، ولو أن عاقلا تأمل قول الله تعالى: ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ
لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا
يَعْمَلُونَ) البقرة/ 134 ، ثم كف لسانه ، وسكت عن الخوض في أحاديث الفتن ، وبرئ
إلى ربه من الظلم ، واعتقد حب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وبغض من عاداهم ،
لكان أتقى لربه ، وأسلم لدينه. وكثير مما يُروَى في أخبار الفتن الحاصلة بين المسلمين: يتفرد بروايته المتهمون
والكذابون والمجهولون ، ولا يجوز لأحد الاعتماد على شيء مما يرويه هؤلاء ؛ لأنهم
ساقطو العدالة ، وقد قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ
جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات/ 6. قصة يزيد بن معاوية. ومن هذه الأخبار الكاذبة ، ما رواه الطبري في تاريخه (5/ 461) ، وابن عساكر في "
تاريخ دمشق " (69/ 176) من طريق أبي مخنف ، عن الْحَارِث بن كعب، عن فاطمة بنت علي،
قالت:
" لما أجلسنا بين يدي يَزِيد بن مُعَاوِيَة رق لنا، وأمر لنا بشيء، وألطفنا، قالت:
ثُمَّ إن رجلا من أهل الشام ، أحمر ، قام إِلَى يَزِيد فَقَالَ: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، هب لي هَذِهِ ـ يعنيني ، وكنت جارية وضيئة ـ فأرعدت وفرقت، وظننت
أن ذَلِكَ جائز لَهُمْ ، وأخذت بثياب أختي زينب ، قالت: وكانت أختي زينب أكبر مني
وأعقل، وكانت تعلم أن ذَلِكَ لا يكون، فَقَالَتْ:
كذبت وَاللَّهِ ، ولؤمت!
وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم - موكب النور (28) - عمر عبد الكافي رمضان 2014 - YouTube
وكأين من دابه لا تحمل رزقها الله يرزقها و إياكم - Youtube
وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم
عطف على جملة كل نفس ذائقة الموت فإن الله لما هون بها أمر الموت في مرضاة الله وكانوا ممن لا يعبأ بالموت علم أنهم يقولون في أنفسهم: إنا لا نخاف الموت ، ولكنا نخاف الفقر والضيعة. واستخفاف العرب بالموت سجية فيهم كما أن خشية المعرة من سجاياهم كما بيناه عند قوله تعالى: ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ، فأعقب ذلك بأن ذكرهم بأن رزقهم على الله وأنه لا يضيعهم. وضرب لهم المثل برزق الدواب ، وللمناسبة في قوله تعالى: إن أرضي واسعة من توقع الذين يهاجرون من مكة أن لا يجدوا رزقا في البلاد التي يهاجرون إليها ، وهو أيضا مناسب لوقوعه عقب ذكر التوكل في قوله: وعلى ربهم يتوكلون ، وفي الحديث لو توكلتم على الله حق توكله لرزقتم كما ترزق الطير ، تغدو خماصا وتروح بطانا. وكأين من دابه لا تحمل رزقها الله يرزقها و إياكم - YouTube. ولعل ما في هذه الآية وما في الحديث مقصود به المؤمنون الأولون; ضمن الله لهم رزقهم لتوكلهم عليه في تركهم أموالهم بمكة للهجرة إلى الله ورسوله ، وتوكلهم هو حق التوكل ، أي أكمله وأحزمه ، فلا يضع نفسه في هذه المرتبة من لم يعمل عملهم. [ ص: 25] وتقدم الكلام على كأين عند قوله تعالى: " وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير " في سورة آل عمران.
وروينا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ".