ويقول عز من قائل في آية أخرى: { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ. ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ. في العجلة الندامة وفي التأني السلامة. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت: 9- 12]. أليس الله بقادرٍ على خلْق الأشياء جُملة وفي لَمح البصر؟! بلى قادرٌ، ولكنه الإرشاد والتعليم.
- د العريفي في التأني السلامة وفي العجلة الندامة - YouTube
- في العجلة الندامة وفي التأني السلامة
د العريفي في التأني السلامة وفي العجلة الندامة - Youtube
من اول من قال فى التانى السلامة وفى العجلة الندامة/ ليس هناك شخص بعينه قيلت على لسانه تلك المقولة بل هى حكمة او مثل عربى شهير وموروث قديم من الاجداد والحكماء نتداولها عندما نريد التاكيد على التانى والصبر والحكمة فى اتخاذ القرارات والتريث وحسن التفكير لان الاستعجال يحقق الندامة لصاحبة
في العجلة الندامة وفي التأني السلامة
أليس الله بقادرٍ على خلْق الأشياء جُملة وفي لَمح البصر؟! بلى قادرٌ، ولكنه الإرشاد والتعليم.
د. عادل المراغي | القاهرة
يعد التأني من السلوكيات التي تبني جسور التواصل بين الناس ، وتزرع أشجار المودة ، وتبعث على الأمن الاجتماعي والاطمئنان النفسي بين أفراد المجتمع قاطبة بين الجار وجاره والأخ وأخيه والصديق وصديقه والرجل وزوجته وأولاده والرئيس وحكومته والوزير ورعيته والمدير ومسؤوليه. وفي هذا المعني يقول ابن القيِّم رحمه الله: " إذا انحرفت عن خُلُق الأناة والرِّفق انحرفت: إمَّا إلى عَجَلة وطيش وعنف، وإمَّا إلى تفريط وإضاعة، والرِّفق والأناة بينهما " والتأني والتريث خلق محبب إلي الله تعالى ،حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشجِّ عبد القيس: " إنَّ فيك خصلتين يحبُّهما الله: الحِلْم، والأناة ". د العريفي في التأني السلامة وفي العجلة الندامة - YouTube. قال الغزالي: ( الأعمال ينبغي أن تكون بعد التَّبصرة والمعرفة، والتَّبصرة تحتاج إلى تأمُّل وتمهُّل، والعَجَلَة تمنع مِن ذلك، وعند الاستعجال يروِّج الشَّيطان شرَّه على الإنسان مِن حيث لا يدري). ومن صور التأني التَّريُّث عند الحكم علي الناس: قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين ".
الشرح
" مَنْ " اسم شرط جازم،و: " رأى " فعل الشرط،وجملة
" فَليُغَيرْه بَيَدِه " جواب الشرط. وقوله: " مَنْ رَأَى " هل المراد من علم وإن لم يرَ بعينه فيشمل من رأى
بعينه ومن سمع بأذنه ومن بلغه خبر بيقين وما أشبه ذلك، أو نقول: الرؤيا هنا رؤية العين،
أيهما أشمل؟
الجواب:الأول، فيحمل عليه، وإن كان الظاهر الحديث أنه رؤية العين لكن
مادام اللفظ يحتمل معنى أعم فليحمل عليه. وقوله: " مُنْكَراً " المنكر:هو ما نهى الله عنه ورسوله، لأنه ينكر على
فاعله أن يفعله.
" ف َلْيُغَيِّرْهُ " أي يغير هذا المنكر بيده. مثاله: من رأى مع شخص آلة لهو لا يحل استعمالها أبداً فيكسرها. وقوله: " مُنْكَرَاً " لابد أن يكون منكراً واضحاً يتفق عليه الجميع،
أي المنكر والمنكر عليه، أو يكون مخالفة المنكر عليه مبينة على قول ضعيف لا وجه له. أما إذا كان من مسائل الاجتهاد فإنه لا ينكره.
" فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ " أي إن لم يستطع أن ينكره بيده
" فَبِلِسَانِهِ " أي فلينكره بلسانه ويكون ذلك: بالتوبيخ، والزجر
وما أشبه ذلك، ولكن لابد من استعمال الحكمة، كما سيأتي في الفوائد إن شاء الله، وقوله
" بِلِسَانِهِ " هل نقيس الكتابة على القول؟
الجواب: نعم، فيغير المنكر باللسان، ويغير بالكتابة، بأن يكتب في الصحف
أو يؤلف كتباً يبين المنكر.
"
أن اليد هي آلة الفعل، لقوله: " فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ "
لأن الغالب أن الأعمال باليد، ولذلك تضاف الأعمال إلى الأيدي في كثير من النصوص،مثل
قوله: ( فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) [ الشورى: الآية30] والمراد:
بما كسبتم بأيديكم أو أرجلكم أو أعينكم أو آذانكم. 5. أنه ليس في الدين من حرج،وأن الوجوب مشروط بالاستطاعة، لقوله: ( فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ
فَبِلِسَانِهِ) وهذه قاعدة عامة في الشريعة،قال الله تعالى: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا
اسْتَطَعْتُمْ) [ التغابن: الآية16] وقال عزّ وجل: ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً
إِلاَّ وُسْعَهَا) [ البقرة: الآية286] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مَا نَهَيتُكُم عَنهُ
فَاجتَنِبوهُ،وَمَا أَمَرتُكُم بِهِ فَأتوا مِنهُ مَا استَطَعتُم "( 2) وهذا داخل في
الإطار العام أن الدين يسر. 6. أن الإنسان إذا لم يستطع أن يغير باليد ولا باللسان فليغير بالقلب،
وذلك بكراهة المنكر وعزيمته على أنه متى قدر على إنكاره بلسانه أو يده فعل. فإن قال قائل:هل يكفي في إنكار القلب أن يجلس الإنسان إلى أهل المنكر
ويقول:أنا كاره بقلبي؟
فالجواب:لا،لأنه لو صدق أنه كاره بقلبه ما بقي معهم ولفارقهم إلا إذا
أكرهوه، فحينئذ يكون معذوراً.
إذا دلّ الدليل على أن هذا العمل يخرج به الإنسان من الإسلام صار شرطاً
لصحة الإيمان، وإذا دلّ دليل على أنه لا يخرج صار شرطاً لكمال الإيمان وانتهى الموضوع،
أما أن تحاول الأخذ والرد والنزاع، ثم مَنْ خالفك قلت:هذا مرجىء. ومن وافقك رضيت عنه،
وإن زاد قلت، هذا من الخوارج، وهذا غير صحيح. فلذلك مشورتي للشباب ولطلاب العلم أن يدعوا البحث في هذا الموضوع، وأن
نقول: ما جعله الله تعالى ورسوله شرطاً لصحة الإيمان وبقائه فهو شرط، وما لا فلا ونحسم
الموضوع( 4). فإن قال قائل: قوله: " فَليُغَيرهُ بيَدِهِ " هل هذا لكل إنسان؟
فالجواب:ظاهر الحديث أنه لكل إنسان رأي المنكر، ولكن إذا رجعنا إلى القواعد
العامة رأينا أنه ليس عاماً لكل إنسان في مثل عصرنا هذا، لأننا لو قلنا بذلك لكان كل
إنسان يرى شيئاً يعتقده منكراً يذهب ويغيره وقد لا يكون منكراً فتحصل الفوضى بين الناس. نعم راعي البيت يستطيع أن يغير بيده، لأنه هو راعي البيت،كما أن راعي
الرعية الأكبر أو من دونه يستطيع أن يغير باليد. وليعلم أن المراتب ثلاث: دعوة، أمر، تغيير، فالدعوة أن يقوم الداعي في
المساجد و في أي مكان يجمع الناس ويبين لهم الشر ويحذرهم منه ويبين لهم الخير ويرغبهم
فيه.
مجموع الفتاوى " ( 28 / 126 – 128). فعلم أن إنكار المنكر مما يعني المسلم فيجب عليه إنكاره قدر الوسع والطاقة ووفق المصلحة الشرعية ، وأن الذي لا يعنيه لا يمكن أن يكون من الواجبات أو المستحبات. وهذه أقوال العلماء في شرح حديث " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ":
أ. قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
( المسلم) مأمور إما بقول الخير ، وإما بالصمت ، فإذا عدل عما أُمر به من الصمت إلى فضول القول الذي ليس بخير: كان هذا عليه ، فانه يكون مكروهاً والمكروه ينقصه ، ولهذا قال النبي " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " ، فإذا خاض فيما لا يعنيه نقص مِن حُسن إسلامه.
" مجموع الفتاوى " ( 7 / 49 ، 50). ب. وقال ابن القيم رحمه الله:
وقد جمع النبيُّ الورعَ كله في كلمة واحدة فقال " مِن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " ، فهذا يعم الترك لما لا يعني من الكلام والنظر والاستماع والبطش والمشي والفكر وسائر الحركات الظاهرة والباطنة فهذه الكلمة كافية شافية في الورع. قال إبراهيم بن أدهم: الورع ترك كل شبهة ، وترك ما لا يعنيك: هو ترك الفضلات. وفى الترمذي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة " كن ورعاً تكن أعبد الناس ". "
إذا
دلّ الدليل على أن هذا العمل يخرج به الإنسان من الإسلام صار شرطاً لصحة الإيمان،
وإذا دلّ دليل على أنه لا يخرج صار شرطاً لكمال الإيمان وانتهى الموضوع، أما أن
تحاول الأخذ والرد والنزاع، ثم مَنْ خالفك قلت: هذا مرجئ. ومن وافقك رضيت عنه، وإن
زاد قلت، هذا من الخوارج، وهذا غير صحيح. فلذلك
مشورتي للشباب ولطلاب العلم أن يدعوا البحث في هذا الموضوع، وأن نقول: ما جعله
الله تعالى ورسوله شرطاً لصحة الإيمان وبقائه فهو شرط، وما لا فلا ونحسم الموضوع (4). قال قائل: قوله " فَليُغَيرهُ بيَدِهِ " هل
هذا لكل إنسان؟
ظاهر الحديث أنه لكل إنسان رأي المنكر، ولكن إذا رجعنا إلى القواعد العامة رأينا
أنه ليس عاماً لكل إنسان في مثل عصرنا هذا، لأننا لو قلنا بذلك لكان كل إنسان يرى
شيئاً يعتقده منكراً يذهب ويغيره وقد لا يكون منكراً فتحصل الفوضى بين الناس. نعم
راعي البيت يستطيع أن يغير بيده، لأنه هو راعي البيت، كما أن راعي الرعية الأكبر
أو من دونه يستطيع أن يغير باليد. وليعلم
أن المراتب ثلاث: دعوة، أمر، تغيير، فالدعوة أن يقوم الداعي في المساجد وفي أي
مكان يجمع الناس ويبين لهم الشر ويحذرهم منه ويبين لهم الخير ويرغبهم فيه.
3
- أنه لابد أن يكون المنكر منكراً لدى الجميع، فإن كان من الأمور الخلافية فإنه لا
ينكر على من يرى أنه ليس بمنكر، إلا إذا كان الخلاف ضعيفاً لا قيمة له، فإنه ينكر
على الفاعل، وقد قيل:
وليس
كل خلاف جاء معتبراً... إلا خلافاً له حظ من النظر
فلو
رأيت رجلاً أكل لحم إبل وقام يصلي، فلا تنكر عليه، لأن المسألة خلافية، فبعض
العلماء يرى أنه يجب الوضوء من أكل لحم الإبل، وبعضهم لا يرى هذا، لكن لا بأس أن
تبحث معه وتبين له الحق. ولو
رأيت رجلاً باع عشرة ريالات من الورق بأحد عشر، فهل تنكر عليه أو لا تنكر؟
لا أنكر، لأن بعض العلماء يرى أن هذا جائز، وأنه لا ربا في الأوراق، لكني أبين له
في المناقشة أن هذا منكر، وعلى هذا فقس. فإن
قال قائل: ما موقفنا من العوام، لأن طالب العلم يرى هذا الرأي فلا ننكر عليه، لكن
هل نقول للعوام اتبعوا من شئتم من الناس؟
لا، العوام سبيلهم سبيل علمائهم، لأنه لو فتح للعامي أن يتخير فيما شاء من أقوال
العلماء لحصلت الفوضى التي لا نهاية لها، فنقول: أنت عامي في بلد يرى علماؤه أن
هذا الشيء حرام، ولا نقبل منك أن تقول: أنا مقلد للعالم الفلاني أو العالم الفلاني.