كيف استوى؟ فقال: (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة). وإن كانت هذه النصوص لا تستلزم الحركة لله- لم يكن لنا إثبات الحركة له بهذه النصوص، وليس لنا أيضًا أن ننفيها عنه بمقتضى استبعاد عقولنا لها، أو توهمنا أنها تستلزم إثبات النقص، وذلك أن صفات الله تعالى توقيفية، يتوقف إثباتها ونفيها على ما جاء من الكتاب والسنة، لامتناع القياس في حقه تعالى، فانه لا مثل له ولا ند،وليس في الكتاب والسنة إثبات لفظ الحركة أو نفيه، فالقول بإثبات لفظه أو نفيه قول على الله بلا علم. وقد قال الله تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق أن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطان وأن تقولوا على الله مالا تعلمون} وقال تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}. حل سؤال أطال الله عمرك أسلوب - خطوات محلوله. فإن كان مقتضى النصوص السكوت عن إثبات الحركة لله-تعالى أو نفيها عنه، فكيف نكفر من تكلم بكلام يثبت ظاهرهم-حسب زعم هذا العالم التحرك لله تعالى؟! أو تكفير المسلم ليس بالأمر الهين، فإن من دعاء رجلًا بالكفر وقد باء بها أحدهما، فإن كان المدعو كافرا باء بها، وإلا باء بها الداعي.
حل سؤال أطال الله عمرك أسلوب - خطوات محلوله
سادساً: هل يعلم فخامته ان الكفالة التي طلبتها القاضية غادة عون وهي 500 مليار ليرة لبنانية هي أكبر كفالة في تاريخ القضاء اللبناني، وللمناسبة فإنّ هذه ليست كفالة بل هي بند تعجيزي لأنّ غادة عون تريد الإبقاء على السيّد رجا سلامة في السجن والضغط عليه فلربما تستطيع أن تصل من خلاله الى الحاكم. سابعاً: من ناحية ثانية قال فخامته «ما بدّي أعمل نظام رئاسي بدّي أعمل رئيس». اطال الله في عمرك. فخامة الرئيس ألا تظن انك تأخرت قليلاً في مطلبك العادل هذا؟ ولماذا لم تأتك هذه الأفكار من قبل؟
ثامناً: يقول فخامته إنه لن يترك موقعه إلاّ ويكون قد كشف كل فاسد. هنا نسأل فخامته: إذا لم يُوَفّق في تحقيق هذا الهدف النبيل وانتهت مدة ولايته فماذا سيفعل؟
كذلك بحثت في الدستور لأجد قولك يا فخامة الرئيس انك لن تترك موقعك -أي رئاسة الجمهورية- إلاّ بعد أن تكون قد كشفت كل فاسد، فلم أجد أي نص دستوري. فمِن أين أتيت بهذه البدعة الجهنمية؟
تاسعاً: يقول فخامته إنه منذ أن كان لاجئاً أو هارباً في فرنسا حذّر من دعم الليرة اللبنانية.
قرأت بتأنٍّ ما قاله فخامة الرئيس أمام وفد الرابطة المارونية التي انتخبت قبل أيام. وقبل البدء بإبداء أي رأي لا بد وأن نتوقف عند نقطة أساسية بالنسبة لفخامته وهو الذي ناهز التسعين من عمره. ومن المعروف طبيّاً أنّ قدرة الانسان على العطاء تضعف مع التقدّم في السن، كما تتلاشى تدريجياً قدرته على العطاء، سوى لفترة قصيرة في النهار. وذلك -طبعاً- حسب ظروف هذا الانسان الصحية. عدا عن الاخبار التي ترد من القصر والتي تشير ان الطابق السفلي تحوّل الى مستشفى متخصّص بمعالجة فخامته. ونترك هذا الموضوع لأني لا أحب أن أخوض غمار هذا الحديث. بالعودة الى تصريح فخامة الرئيس أمام وفد البنك الدولي، فقد جاهد للتوصّل الى قرار التدقيق الجنائي في مجلس الوزراء، لتحديد المسؤولية عمّا وصلت إليه البلاد، لا سيما أنّ المسؤول عن الحفاظ على النقد وقيمته، هو المصرف المركزي، كما ان المسؤول عن صناديق المصرف المركزي هو حاكم مصرف لبنان… وقال إنه يذكر -وهنا يعني ان فخامته يعتمد على ذاكرته (اسم الله على هذه الذاكرة)- فإنّ مجلس الوزراء أقرّ التدقيق الجنائي في 26 آذار 2020 في حرب «ضروس» يذكر تفاصيلها الجميع. وهنا استوقفتني شكوى فخامته من أنه خاض حرباً ضروساً من أجل التدقيق الجنائي.
فالله يعطيك ويوسع عليك، فينظر إلى عملك ويبتليك، يمرض الولد، تمرض البنت، تمرض الزوجة، تمرض أنت، تخسر التجارة، يحصل لك شيء من المكاره، فينظر كيف عملك. الإنسان لا يشعر بعافية الله ، فإذا مرض أو جرح بدأ ينظر إلى العالم بمنظار آخر، يتميز عنهم بأشياء يجدها في مشاعره، لا يستطيع التعبير عنها؛ لأنه يشعر بالألم والمرض. خطبة عن قوله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. فأقول: هذا وعد من الله حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ [محمد:31]، المجاهد الذي يثبت أمام هذا الابتلاء، ويعالج نفسه مرة بعد مرة، ليحملها على الطريق الصحيحة المستقيمة، ويدخل في ذلك ألوان الجهاد، جهاد النفس، وجهاد أصحاب المنكرات بأمرهم ونهيهم وتعليمهم، والاحتساب عليهم، وجهاد أعداء الله -تبارك وتعالى. قال: والآيات في الأمر بالصبر، وبيان فضله كثيرة معروفة. ثم ذكر حديث أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري ، قال: قال رسول الله ﷺ: الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ، رواه مسلم. وهذا حديث عظيم، وقد أفرده بعض أهل العلم، كالحافظ العلائي -رحمه الله- بشرح في كتاب مستقل، ذكر فيه فوائد هذا الحديث، وما دل عليه من المعاني العظيمة.
ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم - الآية 31 سورة محمد
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
ا لخطبة الثانية ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)
ويبتلى الله عباده بالجهاد ، كما قال الله سبحانه وتعالى: ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (142) آل عمران.
(ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوأخباركم) اللهم لا تبتلينا - هوامير البورصة السعودية
وقال تعالى " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ " [محمد: 31]. فمن لم يحصن نفسه بالصبر غزته جيوش الأحزان ، وتلاعبت بسخطه وضجره ، فإذا هو صريع فزع قلق ، لا يقوى على مواجهة المضار، ولا تحلو له بضجره وقلقه الحياة.
خطبة عن قوله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
ولكن من أهل العلم -كالخليل بن أحمد الفراهيدي، والأزهري وهو من المتقدمين من الأئمة الكبار- من يقول: لا يقال إلا بالضم، الطُّهور للجميع. (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوأخباركم) اللهم لا تبتلينا - هوامير البورصة السعودية. والطهارة يمكن أن نحملها على الطهارة الحسية، والطهارة المعنوية، الطهارة الحسية تكون بالتخلي عن النجاسات، وتكون بالوضوء والغسل من الجنابة، والتيمم، وتطهير الثوب والبدن، فهذا شطر الإيمان، أي: أنه يرقى بمنزلته ومكانته عند الله إلى هذا المقام. ولا نستغرب هذا، والنبي ﷺ أخبر أن عامة عذاب القبر من البول، وهذه قضية تافهة بالنسبة لبعض الناس، فلا يستبرئ من بوله، ويصيبه رشاش منه. ويمكن أن يفسر: الطهور شطر الإيمان تفسير آخر، وهو الذي مشى عليه النووي في شرح مسلم، الإيمان بمعنى: الصلاة، والله لمّا حول الصلاة من بيت المقدس إلى الكعبة قال: وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ [البقرة:143]، يعني: صلاتكم إلى بيت المقدس، لأنهم تساءلوا قالوا: وصلاتنا السابقة انتهت؟، قال: لا، وما كان الله ليضيع إيمانكم، وهذا المعنى معقول جداً، ما فيه إشكال؛ لأنه لا صلاة إلا بطهارة، فيحمل الإيمان على الصلاة، وهذا قال به جمع من أهل العلم. والكلام على هذا الحديث يحتاج إلى شيء من الوقت، فنترك ذلك في ليلة قادمة، أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
قالَ اللهُ تعالى:{ وَلَنَبْلُوَنّكُمْ حَتّـٰى نَعْلَمَ ٱلمُجَـٰهِدِينَ مِنْكُمْ وَٱلصّـٰبِرِينَ}سورة محمد/31. مَعنَاهُ: أنّ اللهَ يبتلي عبادَه حتى يُظهِرَ ويُمَيِّزَ لعبادِه مَنْ هو الصّادقُ المجاهِدُ الذي يَصبِرُ على المشَقّاتِ, ومَنْ هو غيرُ الصّادقِ الذي لا يَصبِر، وليسَ معناهُ أن اللهَ لم يكُنْ عالما مَنْ يُجاهِدُ ويصبِرُ فيبتلي النّاسَ لينكشِفَ له ذلك، ليسَ هذا المعنى، فاللهُ لا يَخفَى عن عِلمِهِ شىء. ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين. الله تعالى يَعلَمُ بعلمِهِ الأزليّ كلّ شىء، يَعلمُ ما كانَ وما يكونُ وما لا يكون. قال تعالى: { وَأنّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَىءٍ عِلمًا}سورة الطلاق/12.