ما هي القبعات الست؟
1- القُبعة البيضاء:
ترمز القبعة البيضاء إلى التفكير الحيادي والموضوعي، أي التفكير المبني على مجموعةٍ من المعلومات، الحقائق، الأرقام، التساؤلات، والمعطيات، ولا تعتمد هذه الطريقة في التفكير على أي رأي لأنّها حياديّة تحدد احتياجاتها من المعلومات الخام التي سوف تبنى عليها القرارات، وتُستخدم هذه الطريقة في التفكير عن طريق:
طرح مجموعة من المعلومات والحصول عليها. تجميع وإعطاء المعلومات. التركيز على الحقائق والمعلومات. التجرد من العواطف
جمع وطرح المعلومات فقط دون تفسيرها. الإجابات المباشرة والمحددة على الأسئلة. الإنصات والاستماع الجيد. 2- القبعة الحمراء:
ترمز القبعة الحمراء إلى التفكير المبني على العواطف والمشاعر الداخليّة، الحدس، والتخمين، أي أنّ صاحب هذا التفكير يُعطي مساحة كبيرة للعواطف والمشاعر حتّى يرى الأمور بوضوح أكثر، وتُستخدم هذه الطريقة في التفكير عن طريق:
إظهار الأحاسيس والمشاعر بسبب و بدون سبب. التعبير عن الشعور والاحاسيس ببساطة ودون أي مخاوف. قبعات التفكير الست: ماهي؟وكيف نستخدمها؟. عدم طلب إيضاح أو تعليل لمشاعرنا. يُمكن أن تستخدم كجزء من التفكير الذي يؤدي إلى اتخاذ القرار. 3- القبعة السوداء:
وهي نوع من أنواع التفكير الناقد المنطقي، التي تهتم بدراسة المخاطر والمشاكل المستقبليّة، لإيجاد الحلول المناسبة لها، وهي من أهم طرق التفكير المستخدمة لإقامة المشاريع التجاريّة والأنشطة المستقبليّة، كما وترمز القبعة السوداء إلى التفكير السلبي والناقد، وتُستخدم هذه الطريقة في التفكير عن طريق:
استكشاف الأسباب وراء عدم جدوى وفعاليّة الشيء أو العمل.
- قبعات التفكير الست: ماهي؟وكيف نستخدمها؟
- رب هب لي من لدنك ذرية
- رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين
- رب هب لي حكما
قبعات التفكير الست: ماهي؟وكيف نستخدمها؟
التفكير المدروس: تستكشف الطريق وترسم خريطة بطريقة موضوعية و محايدة و من أجل ذلك يتوجب عليك النظر للأمور بوضوح و سعة أفق, و هذا مختلف تماماً، عن التفكير الروتيني الذي يقوم على مجرد ردود الأفعال عند رؤية اللوحات الإرشادية. مفهوم القبعات الست هي تقسم التفكير إلى ستة أنماط واعتبار كل نمط قبعة يلبسها الإنسان أو يخلعاها حسب طريقة تفكيره في تلك اللحظة. ولتسهيل الأمر فقد أعطى ادوارد لون مميزاً لكل قبعة لنستطيع تميزه وحفظه بسهولة. وتستخدم هذه الطريقة في تحليل تفكير المتحدثين أمامك بناءاً على نوع القبعة التي يرتدونها. وهذه الأشكال الستة من الألوان تم اختيارها لتضفي نوعا من الجو النفسي على عملية التفكير. فقد ثبت علميا ما للألوان من تأثير نفسي على البشر من خلال تجارب عملية تبين من خلالها دور الألوان في استثارة مشاعر نفسية مختلفة. وقد ارتبطت بعض الألوان في لاوعي كثير من الناس على مر العصور بمشاعر محددة. فالأحمر يرمز إلى الحب ولذلك اختير ليدل على التفكير العاطفي، أما الأصفر فقد ربط بالتفكير الإيجابي وهو مأخوذ من لون الشمس الصفراء لما لها من دور عظيم في عملية الحياة والنمو على سطح الأرض فهي مصدر جميع أنواع الطاقة، أما الأسود فارتباطه بالتفكير التشاؤمي ، واللون الأبيض يرمز إلى النقاء والصفاء ولذلك جعل رمزا على التفكير المحايد الذي لا يحمل أية توجهات مسبقة لا إيجابية ولا سلبية، أما الأخضر فيرمز إلى التفكير الإبداعي وهو لون النباتات لما فيها من عظيم بديع خلق الله الظاهر للعيان، وأخير الأزرق يرمز للتفكير الشمولي وهو لون السماء الزرقاء المحيطة بالأرض كما أنه لون البحر المحيط باليابسة.
أما عن التفكير بمنطق القبعة الصفراء فهي التي تتمثل في القدرة على النظر إلى الجانب الإيجابي، إذ أن أول ما ينطق به لسان وعقل الشخص المُفكر بأسلوب القبعة الصفراء هو أجد في هذا الأمر جانب إيجابي متمثل في أن الطائرة مازالت في مكان آمن ولم تهوى في البحر فالركاب ما زالوا في أمان. أما عن أصحاب الفكر بالقبعة الخضراء فهم دومًا وأبدًا يصدرون العديد من الأفكار الجديدة والحيوية، إلى جانب إصدار المقترحات الواهية البعيدة عن الواقعية واللامحدودة، ففي هذا الوضع تجد صاحب القبعة الخضراء يقترح مثلاً: دعونا نُفكر في مقترح من شأنه أن نتحكم في مسار الطائرة عن بُعد؟. وعن أصحاب الفكر ذوات القبعة السوداء فهم من المتشائمين والبعيدين عن المنطق في التفكير، فتجدهم ينظرون إلى الأمور بقتامة، ففي قضية اختطاف الطائرة كمثل؛ نجد أنهم ينظرون إلى أن تلك القضية لابد أن تتسبب بضرر كبير بأن يموت الركاب أو ينتحر الطيار، أو أن يُقتل أحدهم على متن الطائرة. نجد أن القبعة الزرقاء من أبرز أنماط التفكير التي تقود إلى الحلول مباشرة وبمنطقية؛ إذ أن في قضية الطائرة يبحث صاحب الفكر بنظام القبعة الزرقاء إلى ماذا بعد الاختطاف؟ ليبدأ التفكير بمنطق المُختطف ويُفكر في حلول متتالية ومتعددة، كما أنه يُلخص كل تلك الأمور في نتيجة عامة خلُص إليها من الاستماع إلى الآخرين.
ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم حساب. ربنا آتنا في الدنيا حينةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النّار. دعاء رب هب لي حكما
ربّ هب لي حكمًا من الأدعية القُرآنية التي دعا بها إبراهيم الخليل -عليه السّلام-، فبعد أن قدّم إبراهيم الثّ،اء على الله -تعالى- بالصّفات العُليا والنّعوت الجليلة العظيمة، فقد توسّل إلى الله بأسمائه الحُسنى وصفاته العُليا، وهذا من أعلى أنواع التوسُّل إلى الله، كما أنه من الوسائل التي تكون سببًا في قبول الدّعاء من الله، ونصّ الدّعاء:"رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ".
رب هب لي من لدنك ذرية
رب هب لي من لدنك كلا الجارين متعلق بهب لاختلاف معنييهما، فـ"اللام" صلة له و "من" لابتداء الغاية مجازا، أي: أعطني من محض قدرتك من غير وسط معتاد. ذرية طيبة كما وهبتها لحنة، و يجوز أن يتعلق "من" بمحذوف وقع حالا من "ذرية"، أي: كائنة من لدنك، و "الذرية": النسل، تقع على الواحد والجمع والذكر والأنثى، و المراد ههنا: ولد واحد فالتأنيث في الصفة لتأنيث لفظ الموصوف، كما في قول من قال: أبوك خليفة ولدته أخرى... وأنت خليفة ذاك الكمال
وهذا إذا لم يقصد به واحد معين، أما إذا قصد به المعين امتنع اعتبار اللفظ نحو: طلحة وحمزة، فلا يجوز أن يقال جاءت طلحة وذهبت حمزة. إنك سميع الدعاء أي: مجيبه، و هو تعليل لما قبله وتحريك لسلسلة الإجابة.
رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين
تفسير: (هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء)
♦ الآية: ﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: سورة آل عمران (38). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ هنالك ﴾ أَيْ: عند ذلك ﴿ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قال رب هب لي من لدنك ﴾ أَيْ: من عندك ﴿ ذريةً طيبةً ﴾ أَيْ: نسلاً مباركاً تقيًّا.
رب هب لي حكما
٣٤ - {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ} (١). بعدأن قدّم الخليل إبراهيم - عليه السلام - الثناء على ربّه - عز وجل - بما له من الصفات العلية، والنعوت الجليلة، والأفضال الجزيلة قبل السؤال؛ لأنها أعظم الوسائل الموجبة لقبول الدعاء واستجابته، وهذا النوع هو أعلى أنواع التوسل إلى اللَّه - عز وجل - كما تقدم، وهو التوسل إليه تعالى بالأسماء الحسنى، أو بالصفات العُلا، سواء كانت ذاتية أو فعلية. فبدأ بقوله: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}. قوله: {حُكْمًا}: ((معرفة بك، وبحدودك، وأحكامك)) (٢) ، ((أي علماً أعرف به الأحكام، والحلال، والحرام، وأحكم به بين الأنام)) (٣) ، وقيل هب لي نبوة (٤) ، و ((لا يجوز تفسير الحكم بالنبوة، لأنها حاصلة له - عليه السلام -)) (٥). وقوله: {وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}: أي اجعلني مع الصالحين في (١) سورة الشعراء، الآيات: ٨٣ - ٨٥. (٢) تفسير القرطبي، ٧/ ١٠٥. (٣) تفسير ابن سعدي، ٥/ ٥٢٤. (٤) انظر: تفسير الطبري، ١٩/ ٣٦٤. (٥) تفسير الدعوات المباركات، ص ٣٤.
فإن الولد الصالح من أعظم النعم، و أقرِّ الأعين، وأحبِّ المُنى، وهل يكون الفلاح في الآخرة إلا بالصلاح، وسؤال اللَّه تعالى الصلاح للذرية يدخل فيه سؤال اللَّه صلاح البدن، والخلق، والدِّين أن يكون سليماً مستقيماً في خِلْقته، وخُلُقه في ظاهره وباطنه، وهذه من أعظم النعم التي يتمناها كل عبدٍ صالح. و قوله: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي ﴾ فيه بيان أن رزق الولد الصالح مِنَّةٌ ربانيةٌ، ومِنحةٌ إلهيةٌ، والهبة هي: عطاء بلا عوض، ولا ثمن، فالهبة منه عز وجل كمال محض؛ لأن الإعطاء منه تفضلاً، وابتداءً من غير استحقاق، ولا مكافأة( [7]). قوله: ﴿ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ قَيّد في سؤاله الصلاح، وهذا أمر مهمٌّ؛ لأن من الذرية ما يكون سبباً للهمِّ والنّكَدِ، وسوء الخُلُقِ. قال ابن جرير الطبري رحمه اللَّه: ((يقول: يا ربِّ هبْ لي منك ولداً يكون من الصالحين الذين يطيعونك، ولا يعصونك، ويصلحون في الأرض، ولا يفسدون))( [8]).
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ [ ( [1]). الصلاح: ((ضد الفساد، وهما مختصّان في أكثر الاستعمال بالأفعال، وقُوبل في القرآن تارة بالفساد، وتارة بالسيئة، قال تعالى: ﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا ﴾( [2])، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾( [3])))( [4]). هذه الدعوة ضمن دعوات إبراهيم عليه السلام حيث سأل اللَّه تعالى أن يهب له ولداً صالحاً، فبعد أن طلب الصلاح لنفسه: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ طلب الصلاح من اللَّه تعالى لذريته، حتى يتم الكمال له ولذريته، ومطلب الصلاح هو سؤال الأنبياء والمرسلين. فقد طلبه سليمان عليه السلام فقال: ﴿ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾( [5]). وطلبه يوسف عليه السلام فقال: ﴿ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾( [6])، وهي -كما تقدم – دعوة نبينا محمد عليه السلام: (( اللَّهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين))؛ لأن الصلاح هو أفضل الخصال، وأسماها، وأشرف مقامات السالكين إلى اللَّه تعالى، فمن ناله صلح أمره وشأنه في الدنيا، وحسنت عاقبته في الآخرة.