له سبحانه عما ينسبون إليه، والظاهر أن (رب العرش) عطف بيان لرب السماوات والأرض لان المراد بالسماوات والأرض مجموع العالم المشهود وهو عرش ملكه تعالى الذي استوى عليه وحكم فيه ودبر أمره. ولا يخلو من إشارة إلى حجة على الوحدانية إذ لما كان الخلق مختصا به تعالى حتى باعتراف الخصم وهو من شؤون عرش ملكه، والتدبير من الخلق والايجاد فإنه إيجاد النظام الجاري بين المخلوقات فالتدبير أيضا من شؤون عرشه فربوبيته للعرش ربوبية لجميع السماوات والأرض. قوله تعالى: (فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون) وعيد إجمالي لهم بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاعراض عنهم حتى يلاقوا ما يحذرهم منه من عذاب يوم القيامة. والمعنى: فاتركهم يخوضوا في أباطيلهم ويلعبوا في دنياهم ويشتغلوا بذلك حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدونه وهو يوم القيامة كما ذكر في الآيات السابقة: (هل ينظرون إلا الساعة الخ. قوله تعالى: (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم) أي هو الذي هو في السماء إله مستحق للمعبودية وهو في الأرض إله أي هو المستحق لمعبودية أهل السماوات والأرض وحده، ويفيد تكرار (إله) كما قيل التأكيد والدلالة على أن كونه تعالى إلها في السماء والأرض بمعنى تعلق ألوهيته بهما لا بمعنى استقراره فيهما أو في أحدهما.
- هل حقاً شارك المسلمون في أميركا في انتخاب أوباما؟ – مجلة الوعي
- سورة المعارج - الآيات 36-44
- صفات أنس بن مالك - موضوع
هل حقاً شارك المسلمون في أميركا في انتخاب أوباما؟ – مجلة الوعي
2 الآيات فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلقوا يومهم الذي يوعدون (42) يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون (43) خشعة أبصرهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون (44) 2 التفسير 3 كأنهم يهرعون إلى الأصنام!! هذه الآيات وهي آخر آيات سورة المعارج جاءت لتنذر وتهدد الكفار المعاندين والمستهزئين، يقول سبحانه: فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون (1). لا يلزم الاستدلال والموعظة أكثر من هذا، فإنهم لا يتعضون وليس لهم الاستعداد للاستيقاظ، دعهم يخوضون في أباطيلهم وأراجيفهم كما يلعب الأطفال حتى يحين يومهم الموعود، يوم البعث ويرون كل شئ بأعينهم! 1 - " يخوضوا " من أصل خوض - على وزن حوض - وتعني في الأصل الحركة في الماء، ثم جاءت بصيغة الكناية في موارد يغطس فيه الإنسان في الباطل. (٣٧)
الذهاب إلى صفحة:
««
«...
32
33
34
35
36
37
38
39
41
43
44...
»
»»
سورة المعارج - الآيات 36-44
علينا إدراك أننا سنجد أنفسنا ذات يوم فى مواجهة ما نخشاه، ستمر الأيام وتتوالى الأحداث ونقف أمام ذلك اليوم الذى حاولنا أن نهرب منه، لأنه – ببساطة - لا شىء يهزم الزمن. يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الزخرف "فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِى يُوعَدُونَ"، والآية هنا تتحدث عن الآخرة، وتخاطب الذين يأخذون الحياة الدنيا لعبًا ولهوًا وأنهم سيفاجئون فى النهاية بأنهم يقفون أمام الله سبحانه وتعالى فى انتظار حسابه، ومع وضوح هذا المعنى يمكن لنا أيضًا أن ننظر إلى الآية من زاوية أخرى، دنيوية بعض الشىء. المعروف أن الحياة لا تسلم أبدًا من أيام ثقيلة الظل، قد تكون يوم امتحان مثلًا أو يوم مرض أو شيخوخة، هذه الأيام نخشاها، بعضنا يحتاط لها ويستعد، وبعضنا لا يهتم، بعضنا يعمل من أجل تجاوزها، وبعضنا يغمض عينيه ويسير فى الحياة، وبعد يوم أو شهر أو سنة أو سنوات نجد أنفسنا وجها لوجه أمام هذا الحدث الذى حاولنا أن نتجنبه. نعم، لا مهرب من ذلك، فالحياة منذ نشأنها بنيت على هذه الطريقة، يوم سهل لا عناء فيه، ويوم عناء لا راحة به، وتقبلنا لهذه الحقيقة أمر ضرورى على المستوى النفسى، أما العمل والاستعداد لليوم الصعب، فهى فكرة إنسانية ودينية أيضا، فالأحاديث الشريفة تحدثنا دائما عن "اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ) وهى الأمور التى ستقع بالتأكيد، طالما نحن على ظهر الأرض وطالما الزمان يمر.
، في كلِّ يوم لها مشرق غير مشرِقها بالأمس، يعرفُ ذلك من يُتابع طلوعَ الشمس وغروبَها، فمشرقُها اليوم غيرُ مشرقِها أمس، ومغربُها اليوم غيرُ مغربها أمس، فلهذا ذُكرتِ المشارق بلفظ الجمعِ.
وأم أنس هي أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها، كانت تحت مالك بن النضر أبي أنس بن مالك في الجاهلية، فولدت له أنس بن مالك، فلما جاء الله بالإسلام أسلمت مع قومها وعرضت الإسلام على زوجها، فغضب عليها وخرج إلى الشام فهلك هناك، ثم خلف عليها بعده أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه. ولقد تربى أنس بن مالك رضي الله عنه على يد الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم تربية خاصة، فمنذ بلغ العاشرة من عمره أتت به أمه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ليخدمه ويتربى على يديه، فقالت له: "هذا أنس غلامٌ يخدمك"، فقَبِله. وروى الترمذي بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: "خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَهُ، وَلاَ لِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ لِمَ تَرَكْتَهُ, " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا، وَلاَ مَسَسْتُ خَزًّا قَطُّ وَلاَ حَرِيرًا وَلاَ شَيْئًا كَانَ أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلاَ شَمَمْتُ مِسْكًا قَطُّ وَلاَ عِطْرًا كَانَ أَطْيَبَ مِنْ عَرَقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"[3].
صفات أنس بن مالك - موضوع
هذه الأسماءُ التي ذكرناها هم أعمدةُ العلمِ في زمانِهم، وناقلو السُّنَّةِ عن جدارةٍ، وكلُّهم مِنَ الثِّقاتِ الأفذاذِ. وقيل إنه في المرتبة الثالثة بعد ابن عمر وأبي هريرة -رضي الله عنهما- في كثرة الأحاديث التي رواها وحفظها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسنده ألفان ومائتان وستة وثمانون حديثًا، اتفق له البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثًا، وانفرد البخاري بثمانين حديثًا، ومسلم بتسعين حديثًاً. وفاة أنس بن مالك
عن صفوان بن هبيرة، عن أبيه قال: قال لي ثابت البناني: قال لي أنس بن مالك رضي الله عنه: هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعها تحت لساني. قال: فوضعتها تحت لسانه، فدُفن وهي تحت لسانه. وقد عاش أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه على الأغلبِ إلى العامِ الثَّالثِ والتِّسعين مِنَ الهجرةِ (أي زاد عمرُه على مائةِ عامٍ)، حيث مات بالبصرةِ، فكان آخر الصَّحابةِ موتًا بها، وبقي أصحابُه الثِّقاتُ إلى ما بعدَ العامِ الخمسين بعدَ المائةِ، فساعد ذلك على نشرِ علمِه بشكلٍ كبيرٍ. صفات انس بن مالك. وقيل: تُوُفِّي سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين[8]. [1] الطبراني: المعجم الأوسط (7745)، قال الهيثمي: إسناده حسن.
بعد ذلك تزوّجت أمّ سليم من أبي طلحة الأنصاري، وكان من بين إخوة أنس - رضي الله عنه - البراء بن مالك، وزيد بن مالك - رضي الله عنهما -، وأخوه من قِبَل أمّه أبو عمير، الذي كان يُمازحُهُ النّبي الكريم وهو طفلٌ صغير. من صفات انس بن مالك. علاقة أنس بن مالك بالنّبي الكريم
كانت علاقة أنس بن مالك بالنّبي - عليه الصّلاة والسّلام - علاقةً وثيقةً؛ حيث لازم النّبي الكريم مُنذُ قُدومه إلى المدينة المنوّرة مُهاجراً، وقد كان عُمُر أنس - رضي الله عنه - حينها هو عشر سنوات حين أَتَتْ به أُمّه (أمّ سليم) إلى رسول الله لِتعرضَ عليه أنْ يَكونَ أنس خادمًا وكاتبًا بين يديه. أحبّ أنس النّبي الكريم حبّاً عظيماً، ووصف تعامله الرّفيق معه؛ إذ إنّه لم يُعنفه يومًا، ولم يسبّه أو يغلظ له في القول، كما لم يَأمره بشيءٍ من حوائج الدّنيا ولم ينهه عن شيء، وقد وَصف أنس النّبي - عليه الصّلاة والسّلام - في أحاديثه، حينما حدّث بأنّه لم يمس كفّاً ألين مِن كَفِّ رسول الله، ولم يَشتَم رائحةً أجمل وأزكى من رائحة رسول الله. وفاة أنس بن مالك
دعا النّبي - عليه الصّلاة والسّلام - للصّحابي الجليل أنس بن مالك أنْ يُكثِّر اللهُ ماله وولده، وقد استجاب الله دعاء نبيّه؛ حيث كان لِأنس الكثير من الأولاد والأحفاد، كما طال عُمُرُ أنس - رضي الله عنه - حتى كان آخر من تُوُفّي من صحابةِ رسول الله، وكان ذلك في العام الثّالثِ والتّسعين للهجرة، رضي الله عنه وأرضاه.