2) يأتي في الدرجة الثانية: أن يصوم الست من شوال ثم يتبعه القضاء وقت ما شاء وخصوصا في حق من في نيته أن يؤخر القضاء عن شَوَّالٍ، وقد اختلف فيه العلماء: فالحنفية قالوا بالجواز مطلقا لأن وقت الست وهو شوال أضيق من وقت القضاء وهو السنة كلها، فقدم المضيق على الموسع. والحنابلة قالوا بتحريم التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان مطلقا؛ لأن دين الله أحق بالقضاء، ولأن الفريضة أولى بالبدء والمسارعة من النافلة، ولا يخفى ما في هذا من التشدد؛ لأن التحريم يحتاج إلى دليل، ولا دليل هنا يعتمد عليه. حكم النية في صيام الست من شوال - موقع محتويات. والمالكية والشافعية توسطوا فقالوا بالجواز مع الكراهة، لما يترتب على الاشتغال بالتطوع عن القضاء من تأخير الواجب، وخير الأمور أوسطها؛ {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}؛ ودليل الجواز ما ثبت أن عائشة رضي الله عنها قالت: «كانَ يكونُ عليَّ الصومُ مِنْ رمضانَ، فما أستطيعُ أن أقضيَ إِلا في شعبانَ» ذلك عن الشُّغْلِ بالنبيِّﷺ. أخرجه البخاري ومسلم.
حكم النية في صيام الست من شوال - موقع محتويات
ومعنى الحديثِ -أيها المؤمنون! كما قال أهلُ العلم-: أنَّ مَنْ صامَ رمضانَ كاملاً فَلَمْ يكنْ عليهِ مِنْهُ قضاءٌ لِعُذْرٍ، ثم صامَ بعدَهُ مِنْ أيامِ شوالَ -غيرِ يومِ العيدِ- سِتّةَ أيامٍ؛ كان كمَنْ صامَ السَّنَة كلَّها. حكم صيام ست من شوال :. فَمَنْ كان عليه قضاءُ أيامٍ أفْطَرَها مِنْ رمضانَ لِعُذْرٍ؛ فَلْيُبادِرْ إلى صيامِها، فالفرضُ أولى بالتّقديم، ثم يُتْبِعُها بصيامِ سِتٍّ مِنْ شوالَ؛ لِيَتَحَقَّقَ له بذلك إكمالُ الصيامِ المفروضِ، ويَتِمَّ له إدراكُ فضْلِ السِّتِّ مِنْ شوالَ بعد ذلك. قال الإمامُ ابنُ رجبٍ -رحمه الله تعالى-: ((لا يَحْصُلُ مقصودُ صيامِ ستةِ أيامٍ مِن شوالَ؛ إلا لِمَنْ أكملَ صيامَ رمضانَ، ثم أتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِن شوالَ. فمَنْ كان عليه قضاءٌ مِنْ رمضانَ، ثم بَدَأَ بصيامِ سِتٍّ مِنْ شوالَ تَطَوُّعًا؛ لم يَحصلْ لهُ ثوابُ مَنْ صام رمضانَ، ثم أتبعَهُ بِسِتٍّ مِن شوالَ؛ حيثُ لَم يُكْمِلْ عِدّةَ رمضان)). انتهى كلامه رحمه الله تعالى. وهنا مسائلُ ينبغي التنبيهُ عليها، تتعلقُ بصيامِ السِّتِّ مِنْ شوالَ:
فمِنْ ذلك: أنَّ بعضَ الناسِ يكونُ عليه قضاءُ يومٍ أو يومين مِنْ رمضان، فإذا صامَها في شوال؛ جَعَلها معدودةً مِنْ صِيامِ سِتّةِ أيامٍ مِنْ شوال!
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبِه أجمعين،
أما بعدُ: فاتّقوا اللهَ -عبادَ الله-، وقابِلوا أوامِرَ الله بامتثالها، ونواهي اللهِ بِتَرْكِها والابتعادِ عنها وعن قُرْبِها، واستقيموا على طاعَتِه مُخلِصين له الدينَ في كلِّ زمانٍ ومكان، ولا تُكَدِّروا في شوالَ ما صَفَا لكم مِنَ الأعمالِ في رمضان، واستَمِرّوا على طاعةِ الرحمن، ومعصيةِ الشيطان؛
عبادَ الله: عَلِمْنا مما سبَقَ: أنّ صومَ السّتِّ مِنْ شوالَ؛ فَضْلُها عظيمٌ، وأجْرُها كبير؛ إذْ هو يَعْدِلُ صَوْمَ سَنَةٍ كامِلة. وعَلِمْنا أنّ: صَومَها ليس واجبًا، ولكنه مُستحَبٌّ اسْتحباباً شديداً، ولا يَنبغي الإنكارُ على مَنْ لم يَصُمْها إلا مِنْ بابِ الترغيب على الخير. وعَلِمْنا كذلك: أنّ مَنْ عليه قضاءُ أيامٍ مِنْ رمضانَ أفطَرها بِعُذْرٍ؛ فَلْيَبْدَأْ بِصوْمِها أولاً، ثم لْيُتْبِعْها بصومِ السّتِّ، فَتقديمُ الفرضِ أوجبُ مِنْ تقديم النفْلِ. وعَلِمْنا كذلك: أنه يجوزُ صومُها متتابعةً، ويجوزُ صومُها متفرقة، وأنه لا بأسَ بِصومِها في أولِ الشهر، أو في وسطِه، أو في آخره، وكلُّ ذلك جائزٌ لا حرَجَ فيه.
الآداب الشرعية الآداب الدعاء والذكر
ما حكم رفع الأيدي في الدعاء للخطيب والمستمعين عند قول الخطيب: (إني داعٍ فأمنوا)، مع الدليل؟ وجزاكم الله خيرًا. من آداب الدعاء بعامة أن يستقبل الداعي القبلة عند دعائه، وأن يرفع يديه بحيث يرى بياض إبطيه، وأن يمسح بهما وجهه في آخر الدعاء، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «كَانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَدَّ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يَرُدَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهِهِ» أخرجه الترمذي [1] ، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: «كان صلى الله عليه وسلم إذا دعا ضَمَّ كَفَّيْهِ وجعل بطونهما مما يلي وجهه» أخرجه الطبراني [2]. ويرى بعض الفقهاء عدم رفع اليدين من قبل المصلين عند دعاء الخطيب. أما التأمين على دعاء الخطيب فهو سنة عند جمهور الفقهاء ويكون سرًا بلا رفع صوت، والله أعلم. 1) رقم (3386). حكم رفع اليدين في الدعاء في الخطبة. 2) رقم (1223) بلفظ: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا جعل باطن كفه إلى وجهه)؛ وهو في المسند عن أنس (رقم 11792)، بلفظ آخر.
رفع اليدين أثناء دعاء الخطيب في خطبة الجمعة
السؤال:
المستمع أبو جابر من تبوك بعث بسؤال يقول فيه: ما حكم رفع اليدين بعد الصلاة بالدعاء؟ وما حكم مسح الوجه بعد الانتهاء من الدعاء؟ جزاكم الله خيرًا.
حكم رفع اليدين بالدعاء للمأمومين في خطبة الجمعة
لكن لا يشرع رفعهما في المواضع التي وجدت في عهد النبي صلى الله عليه
وسلم ولم يرفع فيها: كأدبار الصلوات الخمس، وبين السجدتين، وقبل
التسليم من الصلاة، وحين خطبة الجمعة والعيدين، لأن النبي صلى الله
عليه وسلم لم يرفع في هذه المواضع وهو عليه الصلاة والسلام الأسوة
الحسنة فيما يأتي ويذر، لكن إذا استسقى في خطبة الجمعة أو خطبة
العيدين شرع له رفع اليدين كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. حكم رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة. أما الصلاة النافلة فلا أعلم مانعاً من رفع اليدين بعدها في الدعاء
عملاً بعموم الأدلة لكن الأفضل عدم المواظبة على ذلك؛ لأن ذلك لم يثبت
فعله عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو فعله بعد كل نافلة لنقل ذلك
عنه؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم قد نقلوا أقواله وأفعاله في سفره
وإقامته وسائر أحواله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم
جميعاً. أما الحديث المشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الصلاة تضرع وتخشع وأن تقنع أي ترفع يديك تقول يا
رب يا رب " فهو حديث ضعيف كما أوضح ذلك الحافظ بن رجب وغيره،
والله ولي التوفيق. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - المجلد
الحادي عشر. 7
0
23, 470
حكم رفع اليدين بين خطبتي الجمعة وأوقات الإجابه فيها
تاريخ النشر: الإثنين 5 ذو القعدة 1421 هـ - 29-1-2001 م
التقييم:
رقم الفتوى: 6822
90234
0
537
السؤال
هل من السنة رفع اليدين والأكف إلى السماء أثناء دعاء القنوت؟ أريد دليلا واضحاً
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد اختلف العلماء في رفع اليدين في دعاء القنوت، فذهب إلى استحبابه الشافعية في المشهورعندهم، وبه قال أحمد، وإسحاق، والحنفية، وكان مالك والأوزاعي لا يريان ذلك. ودليل من استحبه أنه دعاء فيندرج تحت الدليل المقتضي لاستحباب رفع اليدين في الدعاء، ومن قال يكره علل ذلك بأن الغالب على هيئة العبادة التعبد والتوقيف ، والصلاة تصان عن زيادة عمل غير مشروع فيها، فإذا لم يثبت دليل على رفع اليدين في القنوت كان الدليل على صيانة الصلاة عن العمل الذي لم يشرع أخص من الدليل الدال على رفع اليدين في الدعاء. والراجح - والله أعلم - أن رفع اليدين في دعاء القنوت مستحب سواء كان قنوت نازلة أم كان قنوت وتر، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه في دعائه على المشركين الذين قتلوا السبعين قارئاً، وكان ذلك في صلاة الصبح. حكم رفع اليدين بالدعاء للمأمومين في خطبة الجمعة. فقد قال أنس رضي الله عنه: ( فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الغداة رفع يديه فدعا عليهم) رواه أحمد والطبراني في الصغير.
فعلى هذا فينبغي أن ينتهز الفرصة فيدعو بين الخطبتين وأما رفع اليدين بذلك فلا أعلم به بأساً لأن الأصل في الدعاء أن من آدابه رفع اليدين فإذا رفع الإنسان يده فلا حرج وإذا دعا بدون رفع يد فلا حرج. وقال الشيخ محمد المختار الشنقيطي في شرح الزاد: رفع اليدين بالدعاء بين الخطبتين قول طائفة من العلماء، وأنه مما يتحرى لإجابة الدعوة أي أنه مما يظن أن فيه الساعة التي هي ساعة الجمعة، ولذلك يدعو فيها ولكن رفع اليدين بقصد القربة يعتبر من الحدث، أما لو أنه دعا دعوة مطلقة فلا حرج عليه في ذلك، أو لم يتخذ ذلك ديمة ولم يعتقد فيه فضلاً فلا حرج عليه، لمطلق الأحاديث في جواز رفع اليدين في الدعاء، والوقت الذي بين الخطبة الأولى والخطبة الثانية يشرع فيه الكلام، ويشرع فيه الفعل، وهذا دل عليه الحديث في صحيح البخاري أن الصحابة فعلوا ذلك بحضرة عمر رضي الله عنه وأرضاه. انتهى. وقد تكلم المباركفوري في شرح الترمذي على رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة فقال بعد نقاش أدلة المسألة: القول الراجح عندي أن رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة جائز لو فعله أحد لا بأس عليه إن شاء الله تعالى. والله تعالى أعلم. حكم رفع اليدين في الدعاء في الصلاة. انتهى. ولكن الأحاديث التي اعتمد عليها متكلم فيها وقد خالفه جمع من المحققين فيما ذهب إليه.