والتنعم بعد الموت. ومن الآيات قوله تعالى: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) المؤمنون - 100، والآية ظاهرة الدلالة على أن هناك حياة متوسطة بين حياتهم الدنيوية وحياتهم بعد البعث: وسيجئ تمام الكلام في الآية إنشاء الله تعالى. ومن الآيات قوله تعالى: (وقال الذين لا يرجون لقائنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا يوم يرون الملائكة) (ومن المعلوم أن المراد به أول ما يرونهم وهو يوم الموت كما تدل عليه آيات أخر) (لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا. وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١ - الصفحة ٣٤٩. أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا. ويوم تشقق السماء الغمام
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة:
««
«...
344
345
346
347
348
349
350
351
352
353
354...
»
»»
- الباحث القرآني
- ص2 - تفسير أحمد حطيبة - تفسير قوله تعالى وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة - المكتبة الشاملة الحديثة
- تفسير: (وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ...)
- تفسير: (إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون)
- تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١ - الصفحة ٣٤٩
- فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم الميتة
- فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ورحمة الله
- فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم الصيام
- فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم وعليكم السلام
- فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم يالسعوديه
الباحث القرآني
قال ابنُ عطية:» وليس هذا بجيدٍ «. يعني أن الرجاء والخوفَ ليسا بضدين إذ يمكنُ اجتماعُهما، ولذلك قال الراغب: - بعد إنشادِه البيتَ المتقدم -» ووجْهُ [ذلك] أن الرجاءَ والخوفَ يتلازمان «، وقال ابن عطية:» والرجاءُ أبداً معه خوفٌ، كما أن الخوفَ معه رجاءٌ «. وزعم قومٌ أنه مجازٌ للتلازمِ الذي ذكرناه عن الراغب وابنِ عطية. وأجاب الجاحظُ عن البيتِ بأنَّ معناه لَم يَرْجُ بُرْءَ لَسْعِها وزواله فالرجاءُ على بابه». وأمَّا قولُه: {لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا} أي لا يَرْجُون ثوابَ لقائِنا، فالرجاءُ أيضاً على بابِه، قاله ابنُ عطية. الباحث القرآني. وقال الأصمعي: «إذا اقترن الرجاءُ بحرفِ النفي كان بمعنى الخوفِ كهذا البيتِ والآيةِ. وفيه نظرٌ إذ النفيُ لا يُغَيِّر مدلولاتِ الألفاظِ. وكُتبت» رحمة «هنا بالتاءِ: إمَّا جرياً على لغةِ مَنْ يَقِفُ على تاءِ التأنيث بالتاءِ، وإمَّا اعتباراً بحالِها في الوصلِ، وهي في القرآن في سبعةِ مواضعَ كُتبت في الجميع تاءً، هنا وفي الأعراف: {إِنَّ رَحْمَةَ الله} [الأعراف: 56] ، وفي هود: {رَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ} [هود: 73] ، وفي مريم: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ} [مريم: 2] ، وفي الروم: {فانظر إلى آثَارِ رَحْمَتِ الله} [الروم: 50] ، وفي الزخرف: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ... وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ} [الزخرف: 32].
ص2 - تفسير أحمد حطيبة - تفسير قوله تعالى وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة - المكتبة الشاملة الحديثة
قولُه تعالى: {إِنَّ الذين آمَنُواْ}: إنَّ واسمُها، و «أولئك» مبتدأ، و «يَرْجُون» خبرُه، والجملةُ خبرُ «إنَّ» ، وهو أحسنُ من كونِ «أولئك» بدلاً من «الذين» و «يرجُون خبرٌ» إنَّ «. وجيء بهذه الأوصافِ الثلاثةِ مترتبةً على حَسَبِ الواقعِ، إذ الإيمانُ أولُ ثم المهاجَرةُ ثم الجهادُ. وأَفْرَدَ الإِيمانَ بموصولٍ وحدَه لأنه أصلُ الهجرةِ والجهادِ، وجَمَعَ الهجرةَ والجهادَ في موصولٍ واحدٍ لأنَّهما فَرْعانِ عنه، وأتى بخبرِ» إنَّ «اسمَ إشارة لأنه متضمِّنٌ للأوصافِ السابقةِ. وتكريرُ الموصولِ بالنسبةِ إلى الصفاتِ لا الذواتِ، فإنَّ الذوات متحدةٌ موصوفةٌ بالأوصافِ الثلاثةِ، فهو من بابِ عَطْفِ بعضِ الصفاتِ على بعض والموصوفُ واحدُ. ولا تقولُ: إنَّ تكريرَ الموصولِ يَدُلُّ على تَغايرِ الذواتِ والموصوفةِ لأنَّ الواقعَ كان كذلك. وأتى ب» يَرْجُون «لِيَدُلَّ على التجدُّدِ وأنهم في كلِّ وقتٍ يُحْدِثُون رجاءً. تفسير: (وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ...). والمهاجَرةُ مُفاعَلَةٌ من الهَجْرِ، وهي الانتقالُ من أرضِ إلى أرضٍ، وأصلُ الهجرِ التركُ. والمجاهدةُ مفاعلةٌ من الجُهْدِ. وهو استخراجُ الوُسْع وبَذْلُ المجهود، والإِجهادُ: بَذْلُ المجهودِ في طَلَبِ المقصودِ، والرجاءُ: الطمعُ، وقال الراغب: وهو ظَنُّ يقتضي حصولَ ما فيه مَسَرَّةٌ، وقد يُطْلَقُ على الخوفِ، وأنشد:
940 - إذا لَسَعَتْه النحلُ لَم يَرْجُ لَسْعَها... وخالَفَها في بَيْتِ نُوبٍ عَواسلِ أي: لم يخف/، وقال تعالى: {لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا} [يونس: 7] أي: لا يَخافون، وهل إطلاقُه عليه بطريقِ الحقيقةِ أو المجازِ؟ فزعم قومٌ أنَّه حقيقةٌ، ويكونُ من الاشتراك اللفظي، وزعم قومٌ أنه من الأضدادِ، فهو اشتراكٌ لفظي أيضاً.
تفسير: (وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ...)
فقال (عليه السلام): يا أبا العباس من وصف الله بخلاف ما وصف به نفسه فقد أعظم الفرية على لله, قال الله تعالى: (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)) (الأنعام: 103) و( بحار الأنوار, 4, 53 ح 31). وهناك العشرات من الأحاديث الواردة عن الأئمة عليهم السلام تنفي رؤية الله عزوجل, وقد ذكرنا طرفا ًَ منها كشواهد ونماذج. والحمد لله رب العالمين
تفسير: (إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون)
الرسم العثماني إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيٰوةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ ءَايٰتِنَا غٰفِلُونَ الـرسـم الإمـلائـي اِنَّ الَّذِيۡنَ لَا يَرۡجُوۡنَ لِقَآءَنَا وَرَضُوۡا بِالۡحَيٰوةِ الدُّنۡيَا وَاطۡمَاَنُّوۡا بِهَا وَالَّذِيۡنَ هُمۡ عَنۡ اٰيٰتِنَا غٰفِلُوۡنَۙ تفسير ميسر: إن الذين لا يطمعون في لقائنا في الآخرة للحساب، وما يتلوه من الجزاء على الأعمال لإنكارهم البعث، ورضوا بالحياة الدنيا عوضًا عن الآخرة، وركنوا إليها، والذين هم عن آياتنا الكونية والشرعية ساهون. القرآن الكريم - يونس 10: 7 Yunus 10: 7
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١ - الصفحة ٣٤٩
♦ الآية: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (21). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ﴾ لا يخافون البعث: ﴿ لَوْلَا ﴾ هلا ﴿ أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ ﴾ فتُخبِرنا أن محمدًا صادق، ﴿ أَوْ نَرَى رَبَّنَا ﴾ فيخبرنا بذلك، ﴿ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ﴾ حين طلبوا من الآيات ما لم يطلبه أُمَّة، ﴿ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴾ وغلَوْا في كفرهم أشد الغلوِّ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ﴾ أي لا يخافون البعث، قال الفراء: الرجاء بمعنى الخوف لغة تهامة، ومنه قوله تعالى: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]؛ أي: لا تخافون لله عظمة، ﴿ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ ﴾ فيُخبِرونا أن محمدًا صادق، ﴿ أَوْ نَرَى رَبَّنَا ﴾ فيُخبِرنا بذلك، ﴿ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا ﴾ أي تعظَّموا ﴿ فِي أَنْفُسِهِمْ ﴾ بهذه المقالة، ﴿ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴾ قال مجاهد: عتَوْا: طغَوْا، قال مقاتل: عتَوْا: غلَوْا في القول، والعتوُّ أشدُّ الكفر وأفحش الظلم، وعتوُّهم طلبُهم رؤيةَ الله حتى يؤمنوا به.
تفسير القرآن الكريم
01-20-2019, 10:30 PM
Re: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ ( Re: هاشم الحسن)
اوفقك تماما اخي هاشم الحسن السلمية و الحسنى تهزم اكبر العتاه الثورة هي كائن طاهر، جميل ونبيل وهذا ما يزعج اهل السلطة واعوانهم ويربك حساباتهم... يريدون العنف ليطلقوا عقال عنفهم و يتحرروا من القيود.
فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم الميتة
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط
فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ورحمة الله
هذا، وأسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا المسلمين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا إنه سميع مجيب، -والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه. انظر: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (2/ 467).
فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم الصيام
هذه القاعدة مأخوذة من قوله تعالى: {…فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ…}, وقوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا…}, ومفادها أنّ من يُعتدى عليه بالقتل أو الجرح أو الإتلاف يجوز له أن يقابِل ذلك بالمثل قصاصاً وتضميناً, والمثليّة في كلّ شيء, في المحلّ والمقدار, فمن تقطع يده اليمنى يقابل بها, واليسرى باليسرى, ومن يقطع منه عضو زائد يقابل بمثله, كذلك في الإتلافات المثليّة في الصورة وفي القيمة. والاُمور التي يتصوّر فيها المقابلة بالمثل هي:
الأوّل: للقتل والجرح وقطع الأعضاء, فيجوز مقابلة ذلك بمثله وإيقاعه بالجاني, ولا خلاف في شمول القاعدة له. الثاني: إتلاف الأموال وتفويت المنافع, وهنا يجب ضمان المال بالمثل, فإن تعذّر فالقيمة؛ لأنّ المثل مثلان, مثل من حيث الصورة, ومثل من حيث القيمة. الثالث: ما كان من الأفعال التي لا تبلغ القتل والجرح كالضرب والوكز, أو بصاق في وجه وإظهار غضب أو السعي عليه عند ظالم. فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم وعليكم السلام. وهنا اختلف الفقهاء في وجوب القصاص أو الضمان في مثل ذلك. الرابع: ما كان من قبيل رفع الصوت وخشونة الكلام والسبّ والشتم ونسبة المعايب إليه أو مدّ رجليه نحوه في المجلس لتحقيره وإعلاء الصوت لتفزيع النائم ونحو ذلك.
فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم وعليكم السلام
لما كانت النفوس -في الغالب- لا تقف على حدها إذا رخص لها في المعاقبة لطلبها التشفي، أمر تعالى بلزوم تقواه، التي هي الوقوف عند حدوده، وعدم تجاوزها. من حكمة التشريع الإسلامي وعظمته تشريع الله تعالى للقصاص وبيان حق رد الاعتداء على المعتدي بمثل ما اعتدى به مع عدم التجاوز. فلسنا مثل النصارى (من ضربك على خدك الأيمن فأعطه الآخر)؛ ولسنا مفرطين مبالغين في الاعتداء فمن فقأ لنا عينا فقئنا له الاثنتين؛ وإنما هو الاعتدال في القصاص حتى تستقيم الحياة ولا يستهين أحد بحقوق الآخرين. الدرس(12) قول الله تعالى:{فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه...}. قال تعالى: { الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} { البقرة:194}. قال العلامة السعدي رحمه الله: يقول تعالى: { الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ} يحتمل أن يكون المراد به ما وقع من صد المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عام الحديبية، عن الدخول لمكة، وقاضوهم على دخولها من قابل، وكان الصد والقضاء في شهر حرام، وهو ذو القعدة، فيكون هذا بهذا، فيكون فيه، تطييب لقلوب الصحابة ، بتمام نسكهم، وكماله.
فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم يالسعوديه
"فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ; (آية 194). أما المسيح فقال: "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 194. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ; (متى 5: 44). والقرآن مشحونٌ بما يحضُّ على قتل من خالف المسلمين في الدين، فإذا وُجدت آية قرآنية تأمر بمعروفٍ أو إحسانٍ نُسخت بما يحضّ المسلمين على القتال، كما قال علماء المسلمين الذين ألّفوا كتاب الناسخ والمنسوخ، مثل أبي القاسم هبة الله ابن سلامة أبي النصر وابن حزم وغيرهما، فقرروا أن عبارة القتال نَسَخت وألغت كل عبارات الرفق واللين. وعليه فالمعمول به هو قوله: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ; (التوبة 9: 5) وهذه الآية نسخت 124 آية من القرآن تأمر بالعفو.
وثانيها: ما روي عن الحسن أن الكفار سمعوا أن الله تعالى نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن أن يقاتلهم في الأشهر الحرم ، فأرادوا مقاتلته وظنوا أنه لا يقاتلهم ، وذلك قوله تعالى: ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام) [ البقرة: 217] ؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية لبيان الحكم في هذه الواقعة ، فقال: ( الشهر الحرام بالشهر الحرام) أي من استحل دمكم من المشركين في الشهر الحرام فاستحلوه فيه. المقصود بقوله تعالى (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ (194) البقرة) – Albayan alqurany. وثالثها: ما ذكره قوم من المتكلمين وهو أن الشهر الحرام لما لم يمنعكم عن الكفر بالله ، فكيف يمنعنا عن مقاتلتكم ، فالشهر الحرام من جانبنا ، مقابل بالشهر الحرام من جانبكم ، والحاصل في [ ص: 115] الوجوه الثلاثة أن حرمة الشهر الحرام لما لم تمنعهم عن الكفر والأفعال القبيحة ، فكيف جعلوه سببا في أن يمنع للقتال من شرهم وفسادهم. أما قوله تعالى: ( والحرمات قصاص) فالحرمات جمع حرمة والحرمة ما منع من انتهاكه والقصاص المساواة وإذا عرفت هذا ففي هذه الآية تعود تلك الوجوه. أما على الوجه الأول: فهو أن المراد بالحرمات: الشهر الحرام ، والبلد الحرام ، وحرمة الإحرام ، فقوله: ( والحرمات قصاص) معناه أنهم لما أضاعوا هذه الحرمات في سنة ست فقد وفقتم حتى قضيتموه على زعمكم في سنة سبع.