واللام في قوله ليخرجكم متعلقة بـ ( يصلي). فعلم أن هذه الصلاة جزاء عاجل حاصل وقت ذكرهم وتسبيحهم. والمراد بالظلمات: الضلالة ، وبالنور: الهدى ، وبإخراجهم من الظلمات: دوام ذلك والاستزادة منه لأنهم لما كانوا مؤمنين كانوا قد خرجوا من الظلمات إلى النور ( ويزيد الله الذين اهتدوا هدى). وجملة وكان بالمؤمنين رحيما تذييل. ودل بالإخبار عن رحمته بالمؤمنين بإقحام فعل ( كان) وخبرها لما تقتضيه كان من ثبوت ذلك الخبر له تعالى وتحقيقه وأنه شأن من شئونه المعروف بها في آيات كثيرة. هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم. ورحمته بالمؤمنين أعم من صلاته عليهم لأنها تشمل إسداء النفع إليهم وإيصال الخير لهم بالأقوال والأفعال والألطاف.
- (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ) - بوابة الفتح
- في ظلال آية – (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾ الأحزاب) | اسلاميات
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأحزاب - الآية 43
- قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 10
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأحقاف - الآية 26
- ولقد مكناكم في الأرض | موقع البطاقة الدعوي
(هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ) - بوابة الفتح
وذلك معلوم من آيات كثيرة ، وقد يكون ذلك بإخبار النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين فيما قبل نزول هذه الآية ، ويؤيد هذا المعنى قوله بعده { وكان بالمؤمنين رحيماً} كما يأتي قريباً. واللام في قوله: { ليخرجكم} متعلقة ب { يصلي}. هو الذي يصلي عليكم وملائكته سبب النزول. فعلم أن هذه الصلاة جزاء عاجل حاصل وقت ذكرهم وتسبيحهم. والمراد ب { الظلمات}: الضلالة ، وبالنور: الهُدى ، وبإخراجهم من الظلمات: دوام ذلك والاستزادَة منه لأنهم لما كانوا مؤمنين كانوا قد خرجوا من الظلمات إلى النور { ويزيد الله الذين اهتدوا هدى} [ مريم: 76]. وجملة { وكان بالمؤمنين رحيماً} تذييل. ودلّ الإِخبار عن رحمته بالمؤمنين بإقحام فعل { كان} وخبرها لما تقتضيه { كان} من ثبوت ذلك الخبر له تعالى وتحققه وأنه شأن من شؤونه المعروف بها في آيات كثيرة. ورحمته بالمؤمنين أعمّ من صلاته عليهم لأنها تشمل إسداء النفع إليهم وإيصال الخير لهم بالأقوال والأفعال والأَلطاف.
في ظلال آية – (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾ الأحزاب) | اسلاميات
ولا حاجة إلى دعوى استعمال المشترك في معنييه على أنه لا مانع منه على الأصح ، ولا إلى دعوى عموم المجاز. واجتلاب ( يصلي) بصيغة المضارع لإفادة تكرر الصلاة وتجددها كلما تجدد الذكر والتسبيح ، أو إفادة تجددها بحسب أسباب أخرى من أعمال المؤمنين وملاحظة إيمانهم. وفي إيراد الموصول إشارة إلى أنه تعالى معروف عندهم بمضمون الصلة بحسب غالب الاستعمال: فإما لأن المسلمين يعلمون على وجه الإجمال أنهم لا يأتيهم خير إلا من جانب الله تعالى فكل تفصيل لذلك الإجمال دخل في علمهم ، ومنه [ ص: 50] أنه يصلي عليهم ويأمر ملائكته بذلك ، وإما أن يكون قد سبق لهم علم بذلك تفصيلا من قبل: فبعض آيات القرآن كقوله تعالى والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض فقد علم المسلمون أن استغفار الملائكة للمؤمنين بأمر من الله تعالى لقوله تعالى ما من شفيع إلا من بعد إذنه ، والدعاء لأحد من الشفاعة له ، على أن من جملة صلة الموصول أن ملائكته يصلون على المؤمنين. في ظلال آية – (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾ الأحزاب) | اسلاميات. وذلك معلوم من آيات كثيرة ، وقد يكون ذلك بإخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - المؤمنين فيما قبل نزول هذه الآية ، ويؤيد هذا المعنى قوله بعده وكان بالمؤمنين رحيما كما يأتي قريبا.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأحزاب - الآية 43
طالع ايضا.. من الذي عدلت شهادته شهادة رجلين ؟
[ غافر: 7 - 9]. وقوله: ( ليخرجكم من الظلمات إلى النور) أي: بسبب رحمته بكم وثنائه عليكم ، ودعاء ملائكته لكم ، يخرجكم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الهدى واليقين. ( وكان بالمؤمنين رحيما) أي: في الدنيا والآخرة ، أما في الدنيا: فإنه هداهم إلى الحق الذي جهله غيرهم ، وبصرهم الطريق الذي ضل عنه وحاد عنه من سواهم من الدعاة إلى الكفر أو البدعة وأشياعهم من الطغام. وأما رحمته بهم في الآخرة: فآمنهم من الفزع الأكبر ، وأمر ملائكته يتلقونهم بالبشارة بالفوز بالجنة والنجاة من النار ، وما ذاك إلا لمحبته لهم ورأفته بهم. قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن حميد ، عن أنس ، رضي الله عنه ، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه وصبي في الطريق ، فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ ، فأقبلت تسعى وتقول: ابني ابني ، وسعت فأخذته ، فقال القوم: يا رسول الله ، ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأحزاب - الآية 43. قال: فخفضهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " ولا الله ، لا يلقي حبيبه في النار ". إسناده على شرط الصحيحين ، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة ، ولكن في صحيح الإمام البخاري ، عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة من السبي قد أخذت صبيا لها ، فألصقته إلى صدرها ، وأرضعته فقال: " أترون هذه تلقي ولدها في النار وهي تقدر على ذلك ؟ " قالوا: لا.
ووزنه مفاعل; لأن الياء أصلية في الكلمة. بخلاف مدائن وصحائف وبصائر ، جمع مدينة وصحيفة وبصيرة من: مدن وصحف وأبصر ، فإن الياء فيها زائدة ، ولهذا تجمع على فعائل ، وتهمز لذلك ، والله أعلم. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرونأي جعلناها لكم قرارا ومهادا ، وهيأنا لكم فيها أسباب المعيشة. والمعايش جمع معيشة ، أي ما يتعيش به من المطعم والمشرب وما تكون به الحياة. يقال: عاش يعيش عيشا ومعاشا ومعيشا ومعيشة وعيشة. وقال الزجاج: المعيشة ما يتوصل به إلى العيش. ومعيشة في قول الأخفش وكثير من النحويين مفعلة. ولقد مكناكم في الارض وجعلنا لكم معايش. وقرأ الأعرج: ( معائش) بالهمز. وكذا روى خارجة بن مصعب عن نافع. قال النحاس: والهمز لحن لا يجوز; لأن الواحدة معيشة ، أصلها معيشة ، فزيدت ألف الوصل وهي ساكنة والياء ساكنة ، فلا بد من تحريك إذ لا سبيل إلى الحذف ، والألف لا تحرك فحركت الياء بما كان يجب لها في الواحد. ونظيره من الواو منارة ومناور ، ومقام ومقاوم; كما قال الشاعر:وإني لقوام مقاوم لم يكن جريرولا مولى جرير يقومهاوكذا مصيبة ومصاوب - هذا الجيد - ولغة شاذة: مصائب. قال الأخفش: إنما جاز مصائب; لأن الواحدة معتلة.
قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
تاريخ النشر: الأربعاء 27 ربيع الأول 1440 هـ - 5-12-2018 م
التقييم:
رقم الفتوى: 387955
55759
0
58
السؤال
ما حكم العمل بهذا القول لأجل البركة في المال؟ "للبركة في النقود اكتب هذه الآية المباركة يوم الجمعة بين الصلاتين (صلاة الظهر والعصر)، وضعها في جيبك، أو في أي مكان يخصّك، وسوف ترى ذلك المكان لا يخلو من المال مطلقًا: من سورة الأعراف: "بسم الله الرحمن الرحيم: {ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون}، والكتابة على طهارة ووضوء، وأنت متوجه للقبلة، بقلم جاف أسود، على ورقة بيضاء غير مخططة". الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس هذا الكلام صحيحًا، ولا يدل عليه شيء من الكتاب، أو السنة، أو فعل أحد من السلف فيما نعلم. ومن أراد سعة الرزق، والبسطة في المال؛ فعليه بتقوى الله تعالى، وطاعة أمره، واجتناب نهيه، فإن هذا أعظم سبل سعة الرزق، كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 10. ولبيان بعض أسباب سعة الرزق وزيادته، تنظر الفتوى رقم: 112334 ، وتنظر أيضًا الفتوى رقم: 69056.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 10
تاريخ الإضافة: 22/7/2017 ميلادي - 28/10/1438 هجري
الزيارات: 37828
فسير: (ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون)
♦ الآية: ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُون ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأعراف (10). القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأحقاف - الآية 26. ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ولقد مكنَّاكم في الأرض ﴾ ملَّكناكم فيما بين مكَّة إلى اليمن وإلى الشَّام يعني: مشركي مكَّة ﴿ وجعلنا لكم فيها معايش ﴾ ما تعيشون به من الرِّزق والمال والتجارة ﴿ قليلًا ما تشكرون ﴾ أَيْ: إنَّكم غير شاكرين لما أنعمت عليكم. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل ": قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾، أي: المراد مِنَ التَّمْكِينِ التَّمْلِيكُ وَالْقُدْرَةُ، ﴿ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ ﴾، أَيْ: أَسْبَابًا تَعِيشُونَ بِهَا أَيَّامَ حَيَاتِكُمْ مِنَ التِّجَارَاتِ وَالْمَكَاسِبِ وَالْمَآكِلِ وَالْمُشَارِبِ وَالْمُعَايِشُ جَمْعُ الْمَعِيشَةِ، ﴿ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾، فِيمَا صَنَعْتُ إِلَيْكُمْ. تفسير القرآن الكريم
مرحباً بالضيف
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأحقاف - الآية 26
الآية 10
ولقد مكناكم في الأرض | موقع البطاقة الدعوي
ولو جعلت " مدينة " " مَفْعلة " من: " دان يدين ", وجمعت على " مفاعل ", كان الفصيح ترك الهمز فيها. وتحريك الياء. وربما همزت العرب جمع " مفعلة " في ذوات الياء والواو = وإن كان الفصيح من كلامها ترك الهمز فيها. إذا جاءت على " مفاعل " = تشبيهًا منهم جمعها بجمع " فعيلة ", كما تشبه " مَفْعلا " " بفعيل " فتقول: " مَسِيل الماء ", من: " سال يسيل ", ثم تجمعها جمع " فعيل ", فتقول: " هي أمسلة " ، في الجمع، تشبيهًا منهم لها بجمع " بعير " وهو " فعيل ", إذ تجمعه " أبعرة ". وكذلك يجمع " المصير " وهو " مَفْعل " ، " مُصْران " تشبيهًا له بجمع: " بعير " وهو " فعيل ", إذ تجمعه " بُعْران ", (44) وعلى هذا همز الأعرج " معايش ". وذلك ليس بالفصيح في كلامها، وأولى ما قرئ به كتاب الله من الألسن أفصحها وأعرفها، دون أنكرها وأشذِّها. ولقد مكناكم في الأرض | موقع البطاقة الدعوي. ---------------- الهوامش: (41) في المطبوعة: (( ولقد وطنا لكم أيها الناس)) ، والصواب من المخطوطة. (42) انظر تفسير (( مكن)) فيما سلف 11: 263. (43) في المطبوعة والمخطوطة: (( ونظائر)) والسياق ما أثبت. (44) انظر معاني القرآن للفراء 1: 373 ، 374
قال الزجاج: هذا خطأ يلزمه عليه أن يقول مقائم. ولكن القول أنه مثل وسادة وإسادة. وقيل: لم يجز الهمز في معايش لأن المعيشة مفعلة; فالياء أصلية ، وإنما يهمز إذا كانت الياء زائدة مثل مدينة ومدائن ، وصحيفة وصحائف ، وكريمة وكرائم ، ووظيفة ووظائف ، وشبهه. ولقد مكناكم في الأرض. ﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله: وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ (10)قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولقد وطَّأْنا لكم، أيها الناس، في الأرض, (41) وجعلناها لكم قرارًا تستقرُّون فيها, ومهادًا تمتهدونها, وفراشًا تفترشونها (42) =( وجعلنا لكم فيها معايش)، تعيشون بها أيام حياتكم, من مطاعم ومشارب, نعمة مني عليكم، وإحسانًا مني إليكم =(قليلا ما تشكرون)، يقول: وأنتم قليل شكركم على هذه النعم التي أنعمتها عليكم لعبادتكم غيري, واتخاذكم إلهًا سواي. * *والمعايش: جمع " معيشة ". * * *واختلفت القرأة في قراءتها. فقرأ ذلك عامة قرأة الأمصار: (مَعَايِشَ) بغير همز. * * *وقرأه عبد الرحمن الأعرج: " مَعَائِشَ" بالهمز. * * *قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندنا: (مَعَايِشَ) بغير همز, لأنها " مفاعل " من قول القائل " عشتَ تعيش ", فالميم فيها زائدة، والياء في الحكم متحركة, لأن واحدها " مَفْعلة "،" مَعْيشة "، متحركة الياء, نقلت حركة الياء منها إلى " العين " في واحدها.