• ومن هذه الصور أيضًا تكرار حرف الجر في قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 8]، فقد أعاد المولى تبارك وتعالى (الباء) مع حرف العطف في قوله: ﴿ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [البقرة: 8]، وهذا لا يكون إلا للتوكيد، وليس في القُرْآن غير هذا الموضع. والسر في هذا أن هذا حكاية لكلام المنافقين، وهم أكدوا كلامهم نفيًا للريبة وإبعادًا للتهمة، فكانوا في ذلك كما قيل: يكاد المريب يقول: خُذوني، فنفى الله الإيمان عنهم بأوكد الألفاظ، فقال: ﴿ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 8] [3] ؛ اهـ. قلت: وذلك حينما جاء بضمير الجمع للغائب (هم) مسبوقًا بالنفي، فأخرج ذواتهم وأنفسهم من طوائف المؤمنين، وجاء الإيمان مطلقًا كأنه قال: ليسوا من الإيمان في شيء قط، لا من الإيمان بالله وباليوم الآخر، ولا من الإيمان بغيرهما. سورة البقرة تكرار. • قد يكون المكرر كلمة مع أختها لداعٍ، بحيث تفيد معنى لا يمكن الحصول عليه بدونها:
ومِن أمثلته قول الله تعالى في أول سورة البقرة عن جزاء المؤمنين: ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 5]؛ فقد تكرر اسم الإشارة (أولئك)، والسر في ذلك إظهار مزيد العناية بشأن المشار إليهم، والتنبيه على أنهم كما ثبت لهم الاختصاص بالهدى ثبت لهم الاختصاص بالفلاح، وأن كل واحدة من الصفتين كافية في تمييزهم عن غيرهم [4] ؛ اهـ.
التكرار في القرآن الكريم
من خصائص النظم القُرْآني أيضًا المتعلقة بجانب اللفظ التكرار ( الترداد) في ألفاظه ونظمه، وهو مذهب من مذاهب العرب في كلامها كانت تذهب إليه لأغراض شتى، غير أن التكرار في القُرْآن الكريم يباين التكرار في كلام العرب الذي لا يسلم معه الأسلوب من القلق والاضطراب، فيكون هدفًا للطعن والنقد، أما التكرار في القُرْآن الكريم فقد جاء محكمًا سليمًا من المآخذ والعيوب، غير دعاوى المغالين في الطعن فيه. وقد جاء التكرار في نظم القُرْآن على عدة صور:
• تارة يكون المكرر أداة تؤدي وظيفة في الجملة بعد أن تستوفي ركنيها الأساسين، ومن أمثلته قول الله تعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 110]، فقد تكررت (إن) في الآية مرتين، وكان من الممكن الاكتفاء بـ: (إن) الأولى، ولكن لما طال الفصل بينها وبين خبرها (لغفور رحيم) كررت (إن) ثانية؛ حتى لا يتنافى طول الفصل مع الغرض المسوقة له (إن)، وهو التوكيد؛ فاقتضت البلاغة تكررها لتلحظ النسبة بين ركني الجملة على ما حقها أن تكون عليه من التوكيد [1]. يقول الزركشي: (وحقيقته إعادة اللفظ أو مرادفه لتقرير معنى، خشية تناسي الأول لطول العهد به) [2] ؛ اهـ.
وقال مجاهد: لها جناحان وذنب. وقال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه: السكينة رأس هرة ميتة إذا صرخت في التابوت بصراخ هر ، أيقنوا بالنصر وجاءهم الفتح. وقال عبد الرزاق: أخبرنا بكار بن عبد الله أنه سمع وهب بن منبه يقول: السكينة روح من الله تتكلم إذا اختلفوا في شيء تكلم فأخبرهم ببيان ما يريدون. وقوله: ( وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون) قال ابن جرير: أخبرنا ابن المثنى حدثنا أبو الوليد حدثنا حماد عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية: ( وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون) قال: عصاه ورضاض الألواح. وكذا قال قتادة والسدي والربيع بن أنس وعكرمة وزاد: والتوراة. وقال أبو صالح ( وبقية) يعني: عصا موسى وعصا هارون ولوحين من التوراة والمن. وقال عطية بن سعد: عصا موسى وعصا هارون وثياب موسى وثياب هارون ورضاض الألواح. وقال عبد الرزاق: سألت الثوري عن قوله: ( وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون) فقال: منهم من يقول قفيز من من ، ورضاض الألواح. التكرار في القرآن الكريم. ومنهم من يقول: العصا والنعلان. وقوله: ( تحمله الملائكة) قال ابن جريج: قال ابن عباس: جاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض حتى وضعته بين يدي طالوت ، والناس ينظرون.
واذا الموؤدة سئلت بأى ذنب قُتلت؟ - YouTube
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة التكوير - الآية 9
واذا الموؤدة سئلت بأى ذنب قُتلت؟ - YouTube
إسلام ويب - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - سورة التكوير - قوله تعالى وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت- الجزء رقم7
وقال الإمام أحمد حدثنا ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن سلمة بن يزيد الجعفي قال انطلقت أنا وأخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم وتقري الضيف وتفعل [ وتفعل هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا قال لا " قلنا فإنها كانت وأدت أختا لنا في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا قال الوائدة والموءودة في النار إلا أن يدرك الوائدة الإسلام فيعفو الله عنها ورواه النسائي من حديث داود بن أبي هند به.
وإذا الموءده سئلت باي ذنب قتلت (عبد الباسط عبد الصمد ) - Youtube
وقال قتادة: كانت الجاهلية يقتل أحدهم ابنته ، ويغذو كلبه ، فعاتبهم الله على ذلك ، وتوعدهم بقوله: وإذا الموؤدة سئلت قال عمر في قوله تعالى: وإذا الموؤدة سئلت قال: جاء قيس بن عاصم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إني وأدت ثماني بنات كن لي في الجاهلية ، قال: " فأعتق عن كل واحدة منهن رقبة " قال: يا رسول الله إني صاحب إبل ، قال: " فأهد عن كل واحدة منهن بدنة إن شئت ". وقوله تعالى: سئلت سؤال الموؤودة سؤال توبيخ لقاتلها ، كما يقال للطفل إذا ضرب: لم ضربت ؟ وما ذنبك ؟ قال الحسن: أراد الله أن يوبخ قاتلها; لأنها قتلت بغير ذنب. وإذا الموءده سئلت باي ذنب قتلت (عبد الباسط عبد الصمد ) - YouTube. وقال ابن أسلم: بأي ذنب ضربت ، وكانوا يضربونها. وذكر بعض أهل العلم في قوله تعالى: سئلت قال: طلبت; كأنه يريد كما يطلب بدم القتيل. قال: وهو كقوله: وكان عهد الله مسئولا أي مطلوبا. فكأنها طلبت منهم ، فقيل أين أولادكم ؟ وقرأ الضحاك وأبو الضحى عن جابر بن زيد وأبي صالح ( وإذا الموؤدة سئلت) فتتعلق الجارية بأبيها ، فتقول: بأي ذنب قتلتني ؟! فلا يكون له عذر; قاله ابن عباس وكان يقرأ ( وإذا الموؤدة سألت) وكذلك هو في مصحف أبي. وروى عكرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن المرأة التي تقتل ولدها تأتي يوم القيامة متعلقا ولدها بثدييها ، ملطخا بدمائه ، فيقول يا رب ، هذه أمي ، وهذه قتلتني ".
واذا &Quot; أم الخرسان&Quot; سئلت. باي ذنب قتلت؟
مقدمة بحثية
قبل أيام وصلتني رسالة من أخت باحثة، ودكتورة فاضلة، لها اهتمام بشأن الأديان وتفسير القرآن الحكيم، ولذا فجَّرت عندي مفاجأة من العيار الثقيل، وهي حول الآية الكريمة: { وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}. (التكوير: 9)، تقول فيها: بأن هناك قراءة عن أمير المؤمنين وأهل البيت، عليهم السلام تقول بالتخفيف دون الهمز أي ( المودة)، وليس ( الموؤودة) وقالت لي: أن مستندها في مجمع البيان لشيخنا الطبرسي، في القراءة، والحجة، والتفسير للآية الكريمة. وفعلاً قصدتُ المجمع فوجتُ فيه العَجب من مسألتين وليست من مسألة واحدة؛ وهما حول ( المَوَدَّة)، و( سَأَلَتْ)، وإليك بعض البيان والتوضيح لكلمات الشيخ الطبرسي، مؤيداً ومستشهداً بروايات متعددة عن أهل البيت الأطهار.
والله أعلم. وقرئ ( قتلت) بالتشديد ، وفيه دليل بين على أن أطفال المشركين لا يعذبون ، وعلى أن التعذيب لا يستحق إلا بذنب.