وعن عبدالعزيز قال: دخلت أنا وثابتٌ على أنس بن مالك، فقال ثابت: يا أبا حمزة، اشتكيتُ، فقال أنسٌ: ألا أَرقيك برُقية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: بلى، قال: ((اللهم ربَّ الناس، مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاءً لا يغادر سقمًا))؛ أخرجه البخاري رقم: (5410). وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يُعوِّذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: ((اللهم ربَّ الناس، أذهب البأس، اشفِه وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقمًا))؛ أخرجه البخاري رقم: (5411). وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يَرقي يقول: ((امسح البأس، رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت))؛ أخرجه البخاري رقم: (5412). أحاديث نبوية في فضل الحبة السوداء. وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول للمريض: ((بسم الله، تربة أرضنا، برِيقةِ بعضنا، يُشفى سقيمنا، بإذن ربِّنا))؛ أخرجه البخاري رقم: (5413)، ومسلم رقم: (2194). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أوى إلى فِراشه، نفَث في كفَّيه بـ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، وبالمعوذتين جميعًا، ثم يمسح بهما وجهه، وما بلغَت يداه من جسده، قالت عائشة: فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به.
حديث الرسول عن الحبة السوداء 1
عن خالد بن سعد قال: خرَجنا ومعنا غالبُ بن أبجر، فمرض في الطريق، فقَدِمنا المدينة وهو مريض، فعاده ابنُ أبي عتيق فقال لنا: عليكم بهذه الحبيبة السوداء، فخذوا منها خمسًا أو سبعًا، فاسحَقوها ثم اقطروها في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب؛ فإن عائشة رضي الله عنها حدَّثَتني أنها سمعَتِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن هذه الحبة السوداء شفاء من كلِّ داء إلا من السام))؛ قلت: وما السام؟ قال: ((الموت))؛ أخرجه البخاري رقم: (5363). عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((في الحبة السوداء شفاء من كل داء، إلا السام))؛ قال ابن شهاب: والسام الموت، والحبة السوداء الشونيز. أخرجه البخاري رقم: (5364)، ومسلم رقم: (2215). أحاديث صحيحية عن الحبة السوداء. عن عائشة رضي الله عنها: أنها كانت تأمر بالتلبين للمريض وللمحزون على الهالك؛ وكانت تقول: إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن التلبينة تجمُّ فؤاد المريض، وتذهب ببعض الحزن))؛ أخرجه البخاري رقم: (5365). عن عائشة رضي الله عنها: أنها كانت تأمر بالتلبينة وتقول: هو البغيض النافع؛ أخرجه البخاري رقم: (5366). وعن أم قيس بنت محصن رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((عليكم بهذا العود الهندي؛ فإنَّ فيه سبعة أشفية، يُستَعَطُ به من العُذْرة، ويُلدُّ به من ذات الجنب))، ودخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بابنٍ لي لم يأكل الطعام فبال عليه، فدعا بماء فرشَّ عليه؛ أخرجه البخاري رقم: (5368)، ومسلم رقم: (2214).
حديث الرسول عن الحبة السوداء مترجم
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((الحمَّى مِن فَيح جهنم؛ فأطفئوها بالماء))، وكان عبدالله يقول: اكشِف عنا الرِّجز؛ أخرجه البخاري رقم: (5391). وعن فاطمة بنت المنذر: أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها كانت إذا أُتيَت بالمرأة قد حُمَّت؛ تدعو لها، أخذَت الماء فصبَّته بينها وبين جيبها، وقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمرنا أن نُبردَها بالماء؛ أخرجه البخاري رقم: (5392)، ومسلم رقم: (2211). وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء))؛ أخرجه البخاري رقم: (5393). أحاديث صحيحة عن الحبة السوداء - الطب النبوي و الاعشاب. وعن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((الحمى من فوح جهنم فأبردوها بالماء))؛ أخرجه البخاري رقم: (5394)، ومسلم رقم: (2212). وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يَنفُث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوِّذات، فلما ثقل كنت أنفُث عليه بهنَّ، وأمسحُ بيدِ نفسِه؛ لبرَكتِها. فسألت الزهري: كيف ينفث؟ قال: كان يَنفث على يديَه، ثم يمسح بهما وجهَه؛ أخرجه البخاري رقم: (5403). وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن ناسًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتَوا على حيٍّ من أحياء العرب فلم يُقْرُوهم، فبينما هم كذلك إذ لُدِغ سيِّد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواءٍ أو راقٍ؟ فقالوا: إنكم لم تُقْرونا، ولا نَفعل حتى تجعلوا لنا جُعلًا، فجعلوا لهم قطيعًا من الشاء، فجعل يقرأ بأمِّ القرآن، ويجمع بُزاقه ويتفل؛ فبَرأ، فأتَوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسألوه، فضحك، وقال: ((وما أدراك أنَّها رُقية؟!
قال يونس: كنتُ أرى ابنَ شهاب يصنع ذلك إذا أتى إلى فراشه؛ أخرجه البخاري رقم: (5416). وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ينفث على نفسه في مرضه الذي قُبض فيه بالمعوِّذات، فلما ثقل كنتُ أنا أنفث عليه بهن، فأمسح بيد نفسه؛ لبركتها. حديث الرسول عن الحبة السوداء 1. فسألت ابنَ شهاب: كيف كان ينفث؟ قال: ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه))؛ أخرجه البخاري رقم: (5419). وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رقاه جبريل، قال: ((باسم الله يُبريك، ومن كل داء يَشفيك، ومن شرِّ حاسدٍ إذا حسد، وشرِّ كلِّ ذي عين))؛ أخرجه مسلم رقم: (2185).
ابن أبي عامر
الملك المنصور ، حاجب الممالك الأندلسية ، أبو عامر ، محمد بن عبد الله بن أبي عامر محمد بن وليد القحطاني المعافري القرطبي ، القائم بأعباء دولة الخليفة المرواني المؤيد بالله هشام بن الحكم أمير الأندلس ، فإن هذا المؤيد استخلف ابن تسع سنين ، وردت مقاليد الأمور إلى الحاجب هذا ، فيعمد إلى خزائن كتب الحكم ، فأبرز ما فيها ، ثم أفرد ما فيها من كتب الفلسفة ، فأحرقها بمشهد من العلماء ، وطمر كثيرا منها ، وكانت كثيرة إلى الغاية ، فعله تقبيحا لرأي المستنصر الحكم. وكان بطلا شجاعا ، حازما سائسا ، غزاء عالما ، جم المحاسن ، كثير الفتوحات ، عالي الهمة ، عديم النظير ؛ وسيأتي من أخباره في ترجمة المؤيد. دام في المملكة نيفا وعشرين سنة ، ودانت له الجزيرة. إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - الطبقة الحادية والعشرون - ابن أبي عامر- الجزء رقم16. وأمنت [ ص: 16] به ، وقد وزر له جماعة. وكان المؤيد معه صورة بلا معنى ، بل كان محجوبا لا يجتمع به أمير ولا كبير ، بل كان أبو عامر يدخل عليه قصره ، ثم يخرج فيقول: رسم أمير المؤمنين بكذا وكذا ، فلا يخالفه أحد ، وإذا كان بعد سنة أو أكثر ، أركبه فرسا ، وجعل عليه برنسا ، وحوله جواريه راكبات ، فلا يعرفه أحد. وقد غزا أبو عامر في مدته نيفا وخمسين غزوة ، وكثر السبي حتى لأبيعت بنت عظيم ذات حسن بعشرين دينارا ، ولقد جمع من غبار غزواته ما عملت منه لبنة ، وألحدت على خده ، أو ذر ذلك على كفنه.
محمد بن ابي عامر وصبح
أعجب به الخليفة الحكم المستنصر لقوة علمه وذكائه وفطنته وتعدد مواهبه، ولم تزل الأيام تكشف عن مجهوده في الأعمال التي تولاها وبرع فيها حتى أنسى بها من كان قبله ممن هم أكبر سنا وأوسع خبرة، فتولى القضاء والحسبة وإدارة الشرطة الوسطى (الأمن العام) والعليا (الأمن القومي) ودار السكة (وزارة المالية) ثم بعث في سفارة ومهمة دبلوماسية، وما إن مات الخليفة الحكم المستنصر حتى كان محمد بن أبي عامر هو المؤتمن على ولده الصغير ولي العهد والقائم بشؤونه. وهنا قام بالمناورات السياسية الكبرى التي أسفرت عن تفوقه جميعا ضد مراكز القوى الكبرى في قصر الحكم، فلعب على التناقضات بينهم، وخاض معاركه المتتالية معهم رغم خطورة كل منها ولم يخسر واحدة منها؛ فاستعان أولا بالمصحفيين (أتباع الحاجب المصحفي) على الصقالبة، ثم بغالب الناصري (فارس الأندلس وشيخ الموالي) على الصقالبة، ثم بجعفر بن حمدون (شيخ المقاتلين المغاربة) على غالب، ثم بأبي يحيى التجيبي (والي سرقسطة وشيخ التجيبيين) على جعفر، حتى اختتم المشهد وليس في الأندلس إلا المنصور. وتلك سيرة كل من ارتقى إلى الحكم بمواهبه، بغير اعتماد على عشيرة، وهي سيرة حري بكل طارئ على نظام حكم أن يفقهها ويستوعبها ويهضمها كي لا يأكله النظام القديم!
محمد بن ابي عامر العامري
وقد بلغ المنصور هذه المكانة، رغم أن بدايته كانت غاية البساطة، فقد نشأ شابا عاديا في ريف الجزيرة الخضراء أقصى جنوب غربي الأندلس، لذا فإن قصة نجاحه هي قصة ملهمة لكل شاب طموح، ولكل سياسي في مقتبل العمر.. ونحن في هذه السطور نقتبس بعضا من دروس سيرته الثرية.
محمد بن ابي عامر
[9] وفي العام التالي، خالف سانشو غارسيا كونت قشتالة العهد الذي كان بينه وبين الحاجب المنصور، فكانت وجهة عبد الملك الثانية إلى أراضي قشتالة التي اجتاحها دون مقاومة من سانشو، الذي أسرع بعد عودة عبد الملك إلى قرطبة بنفسه يطلب تحديد الصلح. [10]
أتبع عبد الملك حملته تلك بحملة في العام التالي 395 هـ على أراضي مملكة ليون، لم يلق فيها مقاومة تذكر، وعاد منها بغنائمه إلى قرطبة. وفي أواخر عام 396 هـ، خرج متوجهًا إلى سرقسطة منها إلى وشقة فبربشتر متوجهًا لغزو بنبلونة عاصمة مملكة نافارا إلا أنه لم يكمل غزوته بعد أن صادفته ظروف جوية سيئة حالت بينه وبين استكمال غزوته. محمد بن ابي عامر العامري. [11]
وفي عام 397 هـ، نما إلى علمه تجمع تحالف من قوات سانشو غارسيا كونت قشتالة وألفونسو الخامس ملك ليون وسانشو الثالث ملك نافارا ، فبادر بالخروج إليهم واخترق أراضي قشتالة، والقى الجيشان قرب قلونية ، وانتهت المعركة بانتصار كبير لجيش عبد الملك على إثره طلب عبد الملك من الخليفة منحه لقب «المظفر بالله»، فتم له ذلك وأصبح يخاطب رسميًا بلقب «الحاجب المظفر سيف الدولة أبي مروان عبد الملك بن المنصور»، كما طلب من الخليفة أن يولي ابنه الطفل محمد الوزارة ويكنّيه بكنية جده «أبي عامر»، ومنحه لقب «ذي الوزارتين».
محمد بن ابي عامر الحاجب المنصور
وما يُثار عن قصة حب بينه وبين البشكنسية لا دليل عليه!
ومع كثرة دخول الخطابات علىالخليفة أعجب بحسن الخط وسأل عن صاحبها،فأخبر أنه رجل ضعيف
يسترزق بالكتابة،وله دكان صغير خارج القصر،فطلبه الخليفةوعهد إليه بعدة وظائف كتابية،فوضع قدمه
في قصرالحكم ليكون موظفاً صغيراً،فتمكن بفرط ذكائه وقدرته القيادية أن يحكم الأندلس بعدوقت. وعندما طلبت السيدة"صبح" زوجة الخليفة وأم"هشام" ولي العهدالخليفة القادم بعد أبيه من يكتب عنها،
فعرفها به من كان يأنس إليه بالجلوس من فتيان القصر،فترقى إلى أن كتب عنها،فاستحسنته حتى صارهو
المسؤول عن إدارة أملاكها والنظرفي مزارعها وبساتينها. عبد الملك المظفر بالله - ويكيبيديا. كما أسند إليه الخليفة مهمةالإشراف على أملاك ولي العهد ثم إدارة الخزانة العامة ودار المواريث وغيرها
من المناصب العامة لما رأى من عزمه وطموحه وتفانيه في العمل،وكان عمرالمنصور وقتها لم يتجاوز
السابعة والعشرين،فلقب"بفتى الدولة" وذلك بفضل مواهبه وإمكاناته الباهرة. لقد برز المنصو رفي فترة صعبة من حياة الأندلس الإسلامية،كانت فيها ممالك النصارىفي الشمال قد
اكتسبت كل ظواهرالدول وقوتها،وأخذت هذه الممالك في توجيه جهدها لحرب المسلمين من قبل أن تعلن
الحرب الصليبية بصوره رسمية، وكانت أندلس المسلمين قد عرفت في عهدي عبد الرحمن الناصرلدين الله،
وابنه الحكم المستنصرذروة عهد المجدوالقوة،غيرأن هذه القوة كانت تُخفي تحتها من ظواهر التمزق
المرعبة مايتهدد أندلس المسلمين بشر مستطير.