حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن ورقاء ، قال: قدم رهط زوبعة وأصحابه مكة على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعوا قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ثم انصرفوا ، فذلك قوله: ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا) قال: كانوا تسعة فيهم زوبعة. حدثت عن الحسين ، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد ، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن) هو قول الله ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن) لم تحرس السماء في الفترة بين عيسى ومحمد; فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم حرست السماء الدنيا ، ورميت الشياطين بالشهب ، فقال إبليس: لقد حدث في الأرض حدث ، فأمر الجن فتفرقت في الأرض لتأتيه بخبر ما حدث. وكان أول من بعث نفر من أهل نصيبين ، وهي أرض باليمن ، وهم أشراف الجن وسادتهم ، فبعثهم إلى تهامة وما يلي اليمن ، فمضى أولئك النفر ، فأتوا على الوادي وادي نخلة ، وهو من الوادي مسيرة ليلتين ، فوجدوا به نبي الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الغداة ، فسمعوه يتلو القرآن; فلما حضروه ، قالوا: أنصتوا ، فلما قضي ، يعني فرغ من الصلاة ، ولوا إلى قومهم منذرين ، يعني مؤمنين ، لم يعلم بهم نبي الله صلى الله عليه وسلم ولم يشعر أنه صرف إليه ، حتى أنزل الله عليه: ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن).
يهدي إلى الرشد فآمنا به | موقع البطاقة الدعوي
ثمّ إنّ الرشد والرشد والرشاد من صيغ المصادر، ولكنّ الرشد يدلّ على الحدث، والرشد على عروضه وتحرّكه لدلالة التحريك عليه مع أنّ فعل مكسور العين يبنى غالبا من الأعراض والألوان، وارشاد يدلّ على استمرار الرشد بوجود الألف. فالرشد كما في: { قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ... } [البقرة: 256] ، { وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ... } [الأعراف: 146]، { يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ... } [الجن: 2] ، { فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا}... [النساء: 6] ، { وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ... } [الأنبياء: 51] ، { عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66]. فيراد في هذه الموارد مطلق مفهوم الرشد. والرشد كما في: { وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا... } [الكهف: 10]، { لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا... من القائل يهدي الى الرشد فامنا به. } [الكهف: 24] ، { لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا... } [الجن: 21] ، { فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا} [الجن: 14]
فيراد الرشد الحادث المتحرك العارض، لا المفهوم الثابت من حيث هو. والرشاد كما في: { وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ.. } [غافر: 29] ، { اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر: 38].
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الجن
والى هذا المعنى يرجع - { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} [الجن: 1، 2]. فالدين وكذلك القرآن يهديان الى حقيقة الرشد. وكذلك الرشد اللازم في ذات الإنسان الموجب لتوجّه التكليف من جانب اللّه المتعال، كما في - { فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} [النساء: 6] ، { وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ} [الأنبياء: 51]
وفي مقابل حقيقة مفهوم الرشد الثابت: الرشد العارض الطاري الّذى يتحصّل في الخارج في قبال الضرّ والشرّ-{ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [الجن: 10] ، { قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} [الجن: 21] - { فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا} [الجن: 14] فيراد طلب الرشد وجريانه الطاري. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الجن - الآية 2. وإذا يذكر نتيجة في هداية الرسل وتبليغهم: فيعبّر بالرشاد المستمرّ- كما في - { وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر: 29].
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الجن - الآية 2
#أبو_الهيثم #مع_القرآن
4
0
23, 586
وذلك أنهم إن ادَّعوا ذلك لها أكذبتهم المشاهدة ، وأبان عجزَها عن ذلك الاختبارُ بالمعاينة. فإذا قالوا " لا " وأقرُّوا بذلك، فقل لهم. فالله يهدي الضالَّ عن الهدى إلى الحق ، (أفمن يهدي) أيها القوم ضالا إلى الحقّ، وجائرًا عن الرشد إلى الرشد ، (أحق أن يتبع) ، إلى ما يدعو إليه ( أَمَّنْ لا يهدِّي إِلا أن يُهدى) ؟ * * * واختلفت القراء في قراءة ذلك. يهدي إلى الرشد فآمنا به | موقع البطاقة الدعوي. فقرأته عامة قراء أهل المدينة: ( أَمَّنْ لا يَهْدِّي) بتسكين الهاء ، وتشديد الدال، فجمعوا بين ساكنين (3) ، وكأنّ الذي دعاهم إلى ذلك أنهم وجَّهوا أصل الكلمة إلى أنه: أم من لا يهتدي، ووجدوه في خطّ المصحف بغير ما قرءوا ، (4) وأن التاء حذفت لما أدغمت في الدال، فأقرُّوا الهاء ساكنة على أصلها الذي كانت عليه، وشدَّدوا الدال طلبًا لإدغام التاء فيها، فاجتمع بذلك سكون الهاء والدال. وكذلك فعلوا في قوله: وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ ، [سورة النساء: 154] ، (5) وفي قوله: يَخِصِّمُونَ ، [سورة يس: 49]. (6) * * * وقرأ ذلك بعض قراء أهل مكة والشام والبصرة ، " (يَهَدِّي) بفتح الهاء وتشديد الدال. وأمُّوا ما أمَّه المدنيون من الكلمة، غير أنهم نقلوا حركة التاء من " يهتدي": إلى الهاء الساكنة، ، فحرَّكوا بحركتها ، وأدغموا التاء في الدال فشدّدوها.
تفسير الجلالين { وما أكثر الناس} أي أهل مكة { ولو حرصت} على إيمانهم { بمؤمنين}. تفسير الطبري الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { وَمَا أَكْثَر النَّاس وَلَوْ حَرَصْت بِمُؤْمِنِينَ} يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَمَا أَكْثَر مُشْرِكِي قَوْمك يَا مُحَمَّد, وَلَوْ حَرَصْت عَلَى أَنْ يُؤْمِنُوا بِك فَيُصَدِّقُوك, وَيَتَّبِعُوا مَا جِئْتهمْ بِهِ مِنْ عِنْد رَبّك بِمُصَدِّقِيك وَلَا مُتَّبِعِيك. الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { وَمَا أَكْثَر النَّاس وَلَوْ حَرَصْت بِمُؤْمِنِينَ} يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَمَا أَكْثَر مُشْرِكِي قَوْمك يَا مُحَمَّد, وَلَوْ حَرَصْت عَلَى أَنْ يُؤْمِنُوا بِك فَيُصَدِّقُوك, وَيَتَّبِعُوا مَا جِئْتهمْ بِهِ مِنْ عِنْد رَبّك بِمُصَدِّقِيك وَلَا مُتَّبِعِيك. ' تفسير القرطبي قوله تعالى { ذلك من أنباء الغيب} ابتداء وخبر. { نوحيه إليك} خبر ثان. قال الزجاج: ويجوز أن يكون { ذلك} بمعنى الذي! { نوحيه إليك} خبره؛ أي الذي من أنباء الغيب نوحيه إليك؛ يعني هو الذي قصصنا عليك يا محمد من أمر يوسف من أخبار الغيب { نوحيه إليك} أي نعلمك بوحي هذا إليك. الباحث القرآني. { وما كنت لديهم} أي مع إخوة يوسف { إذ أجمعوا أمرهم} في إلقاء يوسف في الجب.
الباحث القرآني
والإنسان المؤمن يقيس استمتاعه في الآخرة بقدرة الله على العطاء، وبإمكانات الحق لا إمكانات الخَلْق. وهَبْ أن إنساناً معزولاً عن أمر الآخرة، أي: أنه كافر بالآخرة وأخذها على أساس الدنيا فقط، نقول له: انظر إلى ما يُطلب منك نهياً؛ وما يُطلب منك أمراً، ولا تجعله لذاتك فقط، بل اجعله للمقابل لك من الملايين غيرك. سوف تجد أن نواهي المنهج إن منعتْك عن شر تفعله بغيرك؛ فقد منعتْ الغير أن يفعل بك الشر، في هذا مصلحة لك بالمقاييس المادية التي لا دَخْل للدين بها. ويجب أن نأخذ هذه المسألة في إطار قضية هي " دَرْء المفسدة مُقدّم على جَلْب المصلحة ". وهَبْ أن إنساناً مُحباً لك أمسك بتفاحة وأراد أن يقذفها لك، بينما يوجد آخر كاره لك، ويحاول أن يقذفك في نفس اللحظة بحجر، وأطلق الاثنان ما في أيديهما تجاهك، هنا يجب أن تردَّ الحجر قبل أن تلتقط التفاحة، وهكذا يكون دَرْء المفسدة مُقدّماً على جَلْب المصلحة. وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين - عبد الرحمن عبد الخالق. وعلى الإنسان أن يقيس ذلك في كل أمر من الأمور؛ لأن كثيراً من أدوات الحضارات أو ابتكارات المدنية أو المخترعات العلمية قد تعطينا بعضاً من النفع، ولكن يثبت أن لها ـ من بعد ذلك ـ الكثير من الضرر. مثال هذا: هو اختراع مادة " د.
وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين - عبد الرحمن عبد الخالق
لذلك؛ يحذر القرآن الرسول وأتباعه من إطاعة المخالفين للحق، وإن كانوا كثرة بقوله سبحانه: وَإن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ [الأنعام: 116]، كما يحذرهم من الاغترار بهذه الكثرة: قُل لَّا يَسْتَوِي الْـخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْـخَبِيثِ [المائدة: 100]. والحكمة في استطراد القرآن لبيان هذه السنة الكونية تتجلى في أمور عدة، منها - والله أعلم -:
- أن في هذا البلاغ المبين لهذه الظاهرة الإنسانية: تأكيدا للأنبياء وورثتهم على صعوبة المهمة التي يقومون بها، حيث إنها بطيئة النتائج، وقليلة الثمرة، وباهظة التكاليف، لذلك؛ فإن عليهم أن يوطنوا أنفسهم على صور التكذيب والجحود، والسخرية والاستهزاء، والإيذاء والتعذيب، والعدوان والبغي. - كما أنَّ فيه تهيئة لنفوسهم، حتى لا يدخل عليهم اليأس والقنوط ابتداء، وهم يرون الأكثرية تعرض عنهم، ظانين أن نجاح رسالتهم أمام الله، يقاس بكثرة الأتباع، ما قد يُدخِلُ الحزن والهم في نفوسهم. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة يوسف - قوله تعالى وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين - الجزء رقم14. - أن لا يستوحش الأنبياء بقِلَّتهم، أو يشعروا في ظل هذه القلة بالذل والهوان، فيستسلموا إحساساً بالضعف المادي، ويتخلوا عن نصرة دعوتهم. - أن يأخذ الأنبياء وأتباعهم لهذه الحقيقة تدبيرها السياسي، بحيث لا يوغلوا في الأماني والأحلام الكاذبة، بعيداً عن أرض الواقع، ولا يقوموا بعمل يقضي على وجودهم ودعوتهم في مهدها، ولا يُسْتَفَزُّوا إلى شيء من ذل.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة يوسف - قوله تعالى وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين - الجزء رقم14
﴿وما أكْثَرُ النّاسِ ولَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ ﴿وما تَسْألُهم عَلَيْهِ مِن أجْرٍ إنْ هو إلّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ﴾ انْتِقالٌ مِن سَوْقِ هَذِهِ القِصَّةِ إلى العِبْرَةِ بِتَصْمِيمِ المُشْرِكِينَ عَلى التَّكْذِيبِ بَعْدَ هَذِهِ الدَّلائِلِ البَيِّنَةِ، فالواوُ لِلْعَطْفِ عَلى جُمْلَةِ ﴿ذَلِكَ مِن أنْباءِ الغَيْبِ نُوحِيهِ إلَيْكَ﴾ [يوسف: ١٠٢] بِاعْتِبارِ إفادَتِها أنَّ هَذا القُرْآنَ وحْيٌ مِنَ اللَّهِ وأنَّهُ حَقِيقٌ بِأنْ يَكُونَ داعِيًا سامِعِيهِ إلى الإيمانِ بِالنَّبِيءِ ﷺ. ولَمّا كانَ ذَلِكَ مِن شَأْنِهِ أنْ (p-٦٢)يَكُونُ مُطْمِعًا في إيمانِهِمْ عُقِّبَ بِإعْلامِ النَّبِيءِ ﷺ بِأنَّ أكْثَرَهم لا يُؤْمِنُونَ. و(النّاسِ) يَجُوزُ حَمْلُهُ عَلى جَمِيعِ جِنْسِ النّاسِ، ويَجُوزُ أنْ يُرادَ بِهِ ناسٌ مُعَيَّنُونَ وهُمُ القَوْمُ الَّذِينَ دَعاهُمُ النَّبِيءُ ﷺ بِمَكَّةَ وما حَوْلَها، فَيَكُونُ عُمُومًا عُرْفِيًّا. وجُمْلَةُ ﴿ولَوْ حَرَصْتَ﴾ في مَوْضِعِ الحالِ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ اسْمِ (ما) وخَبَرِها. (ولَوْ) هَذِهِ وصْلِيَّةٌ، وهي الَّتِي تُفِيدُ أنَّ شَرْطَها هو أقْصى الأسْبابِ لِجَوابِها.
وضمير الجمع في قوله وما تسألهم عائد إلى الناس ، أي الذين أرسل إليهم النبيء صلى الله عليه وسلم. وجملة إن هو إلا ذكر للعالمين بمنزلة التعليل لجملة وما تسألهم عليه من أجر ، والقصر إضافي ، أي ما هو إلا ذكر للعالمين لا لتحصيل أجر مبلغه. وضمير ( عليه) عائد إلى القرآن المعلوم من قوله ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك.