الكذب في المنام
(من تحلَّم بحلمٍ لم يره)
يعمد بعض الناس إلى اختلاق رؤى ومنامات لم يَرَوْها، والغرض من ذلك هو تحصيل فضيلة، أو ذِكر بين الخَلق، أو حيازة منفعة مالية، أو تخويفُ مَن بينه وبينهم عداوة، وكثير من العامة لهم اعتقادات في المنامات وتعلُّق شديد بها، فيُخْدَعون بهذا الكذب. • وقد ورد وعيد شديد لكل مَن تكلَّف واختلق حلمًا وحكى عنه وهو لم يره؛ ففي الحديث الذي أخرجه البخاري عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن من أعظم الفِرَى [1] أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يُري عينيه في المنام ما لم تَرَيا، أو يقل عليَّ ما لم أقل)). • وفي البخاري أيضًا من حديث ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((من أفْرَى الفِرَى أن يُرِيَ الرجل عينيه ما لم ترَ)). حكم الكذب في الحلم الضائع. • وعند البخاري أيضًا من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مَن تحلَّم بحُلمٍ [2] لم يره، كُلِّفَ أن يعقد بين شعيرتين [3] ، ولن يفعل، ومَن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفِرُّون منه، صُبَّ في أذنه الآنُكُ [4] يوم القيامة، ومَن صوَّر صورة عُذِّب وكلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ)).
حكم الكذب في الحلم المتجدد
همهم الوحيد هو تحقيق الربح المادي
ومواجهه الازمه العالميه
حكم الكذب في الحلم 1
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنكِ قد ارتكبتِ إثماً عظيماً، بل كبيرة من الكبائر، بادعائكِ رؤيا لم ترَيها، فقد جاء في صحيح البخاري في باب: من كذب في حلمه ـ من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، وَلَنْ يَفْعَلَ. وفيه عن ابن عمر مرفوعاً: إِنَّ مِنْ أَفْرَى الْفِرَى أَنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَ. أي في المنام.
حكم الكذب في الحلم الضائع
ما حكم من يكذب في الرؤيا ؟ جاء الوعيد الشديد لمن كذب في منامه، وعقد البخاري في صحيحه باب: مَن كذب في حلْمِه، وساق فيه حديثين: الأول: حديث ابن عباس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَن تَحَلَّم بحلم لم يَرَه كُلَّف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل، ومَن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يَفرُّون منه صُبَّ في أُذُنه الآنكُ يوم القيامة، ومَن صَّور صورةً عُذِّب وكُلِّف أن ينفخ فيها وليس بنافخ)) رواه أحمد والنسائي من رواية قتادة رضي الله عنه وجاء في رواية أخرى عن أبي هريرة: (( من كذب في رؤياه)). والثاني: حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( مِن أفرَى الفِرى أن يُريَ عينُهُ ما لم ترَ))، وفي رواية: (( ما لم يريا)) ومعنى: أفرى الفرى أي أعظم الكذبات، والفِرَى جمع فرية وهي الكذبة العظيمة. ومعنى: مَن تَحَلَّم أي مَن تكلّف الحُلْم هذا.
حكم الكذب في الحلم العربي
والله تعالى اعلم. ⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
١٧، جمادى الآخرة، ١٤٤٠ هـ
٢٢ – ٢ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍? ✍?? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام:
وإنما كان الكذب في المنام كذب على الله؛ لحديث: ((الرؤيا جزء من النبوة))، وما كان من أجزاء النبوة فهو من قِبَل الله تعالى". اهـ
[1] من أعظم الفرى: أي من أعظم الكذبات. [2] مَن تحلَّم بحلم: أي تكلف الحلم، وزعم أنه رأى ولم ير. [3] يعقد بين شعيرتين: تعجيزًا أو تعذيبًا. [4] الآنُك: بالمد وضم النون وتخفيف الكاف، وهو الرصاص المذاب، وقيل: هو الرصاص الأبيض، وقيل: الأسود، وقيل: هو الخالص منه.
تاريخ الإضافة: 16/2/2013 ميلادي - 6/4/1434 هجري
الزيارات: 38099
حديث: كل أمتي معافى إلا المجاهرين...
شرح مئة حديث (21)
٢١ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه))؛ متفق عليه. ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺑﺸﺮﻯ ﻃﻴﺒﺔ لأﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ - صلى الله عليه وسلم - ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭالآﺧﺮﺓ، ﻓﺎﻟﻤﻌﺎﻓﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻦ ﻳﻬﻠﻜﻬﺎ بسنَة ﻋﺎﻡ؛ ﻛﻤﺎ ﺧﺴﻒ بالأﻣﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻓﻘﺪ ﺍﺑﺘﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ الأﻣﻢ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﺓ ﺑﺄﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﻴﻦ:
ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ: ﻋﺬﺍﺏ الاستئصال، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺩﻱ ﺑﺠﻤﻴﻊ الأﻣﺔ، ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ولا ﻳﺬﺭ؛ ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻊ ﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻋﺎﺩ ﻭﺛﻤﻮﺩ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻫﻮ ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻴﺐ الأﻣﺔ ﻭﻳﺰﻟﺰﻟﻬﺎ؛ ﻛﺎﻟﻄﻮﺍﻋﻴﻦ ﻭﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﻣﻦ ﺧﺴﻒ ﻭﻣﺴﺦ، ﻭﻗﺪ ﻋﺬﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ لا ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻓﻨﺎﺀ الأﻣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺬﺑﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ؛ ﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40].
خطبة خطورة المجاهرة بالمعاصي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ففي باب ستر عورات المسلمين والنهي عن إشاعتها أورد المصنف -رحمه الله-:
حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه [1] ، متفق عليه. خطبة خطورة المجاهرة بالمعاصي. قوله ﷺ: كل أمتي معافى ، حمله بعض أهل العلم على أن المعافاة هنا من ذم الناس وعيبهم وإساءتهم إليه ووقيعتهم في عرضه، فإذا جاهر فإنه تناله ألسنتهم ولربما حصل له شيء من التعدي من جهتهم بأنواعه المختلفة، هكذا فسره بعض أهل العلم. والحديث يحتمل أن يكون المراد معافى من العقوبة، ولكن هذا لا يخلو من إشكال؛ لأن ذلك معناه أن كل من يعمل الذنوب من غير مجاهرة أنه في عفو، وهذا ليس بمراد، والله تعالى أعلم. ولهذا فسره من فسره من أهل العلم فقال: معافى يعني: أن عرضه مصون، محفوظ وله حرمته فلا يصل إليه أحد بأذية، غيبة، أو نحو ذلك، ثم فسر النبي ﷺ المجاهرة بذكر صورة من صورها، وإلا فلها صور كثيرة، ولهذا قال: النبي ﷺ: وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا ، فدل على أن للمجاهرة أنواعا متنوعة.
≪≪≪ كل أمتي معافىً إلا المجاهرين ≫≫≫ - هوامير البورصة السعودية
وإذا كان الإسلام قد حرم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع، ووصف تفاصيل ذلك وما يجري من المرأة فيه من قول أو فعل ونحوه، حيث ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها». وفي رواية: «إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها». مع أن هذا الفعل (جماع الرجل لزوجته) حلال في أصله وذاته، فمنع التحدث به لئلا يفتح أبواب الفتنة على السامعين، فكيف إذا كان الأمر المتحدث به محرماً في أصله كالزنا ونحوه عياذاً بالله، فلا شك أنه أشد حرمة وأفظع جريمة، وأكثر فتنة. إن المجاهرة في السابق كما يفهم من الحديثين مقتصرة فحسب على التحدث باللسان، لكنها في هذا العصر توسعت دائرتها، وتنوعت مظاهرها وصورها وأساليبها، لتعم بعض الوسائل السمعية والمقروءة والمرئية، فهناك التسجيل بالصوت، والتسجيل بالصوت والصورة (الفيديو، والبلوتوث) وهناك التصوير الفوتوغرافي. فليست المسألة حديثاً يدار على الألسنة، ويلقى به على الأسماع بل زاد البلاء بلاء، والفتنة فتنة، حتى أخذت الفضيحة مساحة في المجتمع أوسع، لتعم المقاطع الصوتية، والمشاهد المرئية، حتى كأن السامع الرائي بين ظهراني المذنبين وتحت سقف واحد والعاصين.
ثمَّ أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ مِن المُجاهرةِ -أي: الوقاحةِ والاستهتارِ بالدِّينِ والاستخفافِ بحُدودِ الله- أنْ يَعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ مَعصيةً، ثمَّ يُصبِحَ وقدْ ستَرَه اللهُ، فيُحدِّثَ إخوانَ السَّوءِ مِن أصدقائِه بأنَّه فعَلَ المعصيةَ الفلانيَّةَ أمسِ، وقدْ بات يَستُرُه ربُّه ويُصبِحُ يَكشِفُ سِترَ اللهِ عليه! وهذا المجاهِرُ لا يُريدُ السِّترَ، وإنَّما يُريدُ الفضيحةَ، حيث يَراها في نظَرِه مَفخرةً ومُباهاةً، والعياذُ بالله! وفي الحَديثِ: أنَّ على مَن ابتُليَ بمَعصيةٍ أنْ يَستُرَ على نفْسِه. وفيه: أنَّ ارتِكابَ المعصيةِ مع سَتْرِها أهونُ وأخفُّ مِن المجاهَرةِ بها. وفيه: أنَّ المجاهرةَ بالسُّوءِ وَقاحةٌ وجُرأةٌ وانتهاكٌ لحدودِ اللهِ.