لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي
وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا
قال الله تعالى:
وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد
(الشورى: 28)
—
أي والله وحده هو الذي ينزل المطر من السماء، فيغيثهم به من بعد ما يئسوا من نزوله، وينشر رحمته في خلقه, فيعمهم بالغيث، وهو الولي الذي يتولى عباده بإحسانه وفضله, الحميد في ولايته وتدبيره. التفسير الميسر
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
- Books الغيث المسجم - Noor Library
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشورى - الآية 28
- تفسير قوله تعالى: وهو الذي ينـزل الغيث من بعد ما
- إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الشورى - قوله تعالى ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض- الجزء رقم27
- أسباب غزوة بدر
- كتب سيرة النبويه الغزوة بدر الكبري - مكتبة نور
- 22ـ غزوة بدر، وجندي البركة (1)
Books الغيث المسجم - Noor Library
واختيار المضارع في { ينزل} لإفادة تكرر التنزيل وتجديده. والتعبير بالماضي في قوله: { من بعد ما قنطوا} للإشارة إلى حصول القنوط وتقرره بمضي زمان عليه. والغيث: المطر الآتي بعد الجفاف ، سمي غيْثاً بالمصدر لأن به غيث الناس المضطرين ، وتقدم عنه قوله { فيه يغاث الناس} في سورة يوسف ( 49). والقنوط: اليأس ، وتقدم عند قوله تعالى: { فلا تكن من القانطين} في سورة الحجر ( 55). والمراد: من بعدما قنطوا من الغيث بانقطاع إمارات الغيث المعتادة وضيق الوقت عن الزرع. وصيغة القصر في قوله: { وهو الذي ينزل الغيث} تفيد قصر القلب لأن في السامعين مشركين يظنون نزول الغيث من تصرف الكواكب وفيهم المسلمون الغافلون ، نزلوا منزلة من يظن نزول الغيث مَنُوطاً بالأسباب المعتادة لنزول الغيث لأنهم كانوا في الجاهلية يعتقدون أن المطر من تصرف أنواء الكواكب. وفي حديث زيد بن خالد الجُهني قال: «خطبنا رسول الله على إثْر سماء كانت من الليل فقال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قال ، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي ، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال: مُطرنا بنَوْء كذا ونَوْء كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب».
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشورى - الآية 28
وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) وقوله: ( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا) أي: من بعد إياس الناس من نزول المطر ، ينزله عليهم في وقت حاجتهم وفقرهم إليه ، كقوله: ( وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين) [ الروم: 49]. وقوله: ( وينشر رحمته) أي: يعم بها الوجود على أهل ذلك القطر وتلك الناحية. قال قتادة: ذكر لنا أن رجلا قال لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين ، قحط المطر وقنط الناس ؟ فقال عمر ، رضي الله عنه: مطرتم ، ثم قرأ: ( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته). ( وهو الولي الحميد) أي: هو المتصرف لخلقه بما ينفعهم في دنياهم وأخراهم ، وهو المحمود العاقبة في جميع ما يقدره ويفعله.
تفسير قوله تعالى: وهو الذي ينـزل الغيث من بعد ما
وأما العقل فهو أن النفس إذا كانت مائلة إلى الشر لكنها كانت فاقدة للآلات والأدوات كان الشر أقل ، وإذا كانت واجدة لها كان الشر أكثر ، فثبت أن وجدان المال يوجب الطغيان. المسألة الثانية: في بيان الوجه الذي لأجله كان التوسع موجبا للطغيان ، ذكروا فيه وجوها:
الأول: أن الله تعالى لو سوى في الرزق بين الكل لامتنع كون البعض خادما للبعض ، ولو صار الأمر كذلك لخرب العالم وتعطلت المصالح. الثاني: أن هذه الآية مختصة بالعرب ، فإنه كلما اتسع رزقهم ووجدوا من المطر ما يرويهم ومن الكلأ والعشب ما يشبعهم أقدموا على النهب والغارة. الثالث: أن الإنسان متكبر بالطبع ، فإذا وجد الغنى والقدرة عاد إلى مقتضى خلقته الأصلية ، وهو التكبر ، وإذا وقع في شدة وبلية ومكروه انكسر ، فعاد إلى الطاعة والتواضع. المسألة الثالثة: قال خباب بن الأرت: فينا نزلت هذه الآية ، وذلك أنا نظرنا إلى أموال بني قريظة والنضير وبني قينقاع فتمنيناها ، وقيل: نزلت في أهل الصفة ، تمنوا سعة الرزق والغنى.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الشورى - قوله تعالى ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض- الجزء رقم27
نعم. هذه الأمطار في أصلها رحمة ونعمة ، ولكنَّ الله سبحانه وتعالى قد يجعلها نقمة على أهلها ، فيكون هلاكهم وخرابهم بجند المطر ، وفي قصص القرآن دعا العبد الشكور نوح عليه السلام: { أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ} ، فكان الجواب: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ* وَفَجَّرْنَا الأرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ}. وها نحن نرى اليوم فياضانات مدمرة ، وأعاصير مروِّعة تقتلع وتَنْسِف، وتهدم وتُتْلِف، ولا شك أنَّ هذه نقم توجب يقظةَ القلوب، وعودتَها إلى علام الغيوب. هذا الغيث برعوده وبروقه يقلِّبُ العبادَ ما بين طمع وخوف ، فإذا رأو بوادر الغيث ووضحت ، فرحوا وطمعوا ، وإذا بَرَقَتْ المُزْنُ ورَعَدَتْ ، خافوا وذَعَرُوا. وهذه آية وعبرة جعلها الله لأهل الأرض، إن هذه السحب حين ترعد رعدتها كأنما هي رسالة من السماء لتعظيم الملك ، وقَدْرِه حقَّ قَدْرِه. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا}
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..
الخطبة الثانية
أما بعد فيا إخوة الإيمان:
ومع تتابع القطر والمطر تزدان الأجواء، فيعتاد البعض الخروج حينها لِرُؤْيَةِ الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ وَهِيَ تَجْرِي بِالمَاءِ،،
وترويح النفس والاستمتاع بجمال الطبيعة والهواء ونعمة الماء من المباحات ولا إشكال.
ومما يُستَحَبُّ مَعَ نُزُولِ المَطَرِ أنْ يَكْشِفَ الواحدُ مِنَّا شيئًا مِن مَلابِسِهِ حتى يُصِيب جَسَدَهُ المطرُ؛ كما كانَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يفعلُ ذلك؛ رواه مسلم، نسأل الله أن يجعلنا مِنَ المُتَّبِعِينِ المهتدينِ بهديِ خيرِ المُرسلين..
فإحياءُ الله الأرضِ بَعدَ موتها دليلٌ واضحٌ على قُدرَتِهِ سبحانه على إحياءِ الموتى يوم القيامة؛ قال تعالى: ﴿ فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [فصلت: 39]. فبينما الأرضُ جرداءَ قاحِلَةً، إذا بها تهتزُّ خضراءَ رابية، ﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ﴾ [ق: 9 - 11]. أي: كذلك خُروجُكُم مِن قُبُورِكُم بَعدَ مَوْتِكُم، فالذي أحيا الأرضَ بَعدَ موتِهَا قادرٌ على بَعثِكُم بَعدَ موتِكُم. عباد الله، ومِنَ العِبَرِ التي ينبغي استحضارُها معَ نُزُول المطر، قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الفرقان: 48 - 50].
للغزوة عدّ معانٍ في اللغة والاصطلاح، وبيان ذلك على النحو الآتي: معنى الغَزْوة لُغةً: الغزوة في اللغة اسم، وجمعها: غَزَوات، وغَزْوات، والغزوة مصدر مرّةٍ؛ فهي المرّة من الغَزْو، ويُقال: غزوة بدر؛ أي: معركة بدر، ويُقال: غَزَوات الرّسول صلّى الله عليه وسلّم؛ أي: معاركه، ويُقال: غَزَا الشيءَ غَزْواً؛ أي: أَراده وطلبَه، ويُقال: غَزَوْتُ فلاناً أغْزوهُ غَزْواً، والغَزْوة تُطلَق على ما يُغْزى ويُطلَب. معنى الغزوة اصطلاحاً: هي الجيش الذي يخرج من بلاده أو موطنه؛ قاصداً قتال أهل الكفر ومواجهتهم، وقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قائداً ومُشاركاً في العديد من الغزوات، أمّا المواجهة التي لا يكون فيها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-فيُطلَق عليها اسم السريّة. المصدر:
أسباب غزوة بدر
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 25/6/2014 ميلادي - 27/8/1435 هجري
الزيارات: 121518
كانت معركة بدر من معارك الإسلام الفاصلة التي فرق الله فيها بين الحق والباطل، والإيمان والكفر، ولا شك أن أي معركة في التاريخ لا بد لها من أسباب ومقدمات، وقد سميت الغزوة بغزوة بدر باسم المكان الذي وقعت فيه المعركة [1]. ويمكن تلخيص أسباب غزوة بدر بالآتي:
١- وجود حق وباطل يتمثل في معسكرين، حق أتى به محمد - صلى الله عليه وسلم - من ربه، يدعوهم إليه، وترك ما عداه، وباطل تتمسك به قريش، من عادات الآباء وتقاليدهم، وإلى هذا أشار الله تعالى بقوله: ﴿ وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ ﴾ [الأنفال: 7] ، فلا بد من الصراع والمواجهة لإحقاق الحق وإزهاق الباطل. ٢- لا شك أن الأنصار قدموا الكثير لإخوانهم من المهاجرين، وأعانوهم بأموالهم وأنفسهم، ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرين معه كانوا على درجة من التعفف لا يقابلها إلا كرم الأنصار، ولذا كانت أنظار الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه تتطلع إلى تلك التجارات التي كانت في الآونة الأخيرة تجهز بأموال المسلمين المهاجرين التي خلفوها في مكة، ولم يستطيعوا استصحابها نظرا لظروف سفرهم السرية.
كتب سيرة النبويه الغزوة بدر الكبري - مكتبة نور
إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قد ظلوا على غاية من التيقظ والتربص بكل حركة من حركات قريش التجارية والعسكرية. قال ابن إسحاق: ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلاً من الشام في عير لقريش عظيمة، فيها أموال لقريش، وتجارة من تجاراتهم فيها ثلاثون رجلاً من قريش، أو أربعون منهم: مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، وعمرو بن العاص بن وائل [6]. 22ـ غزوة بدر، وجندي البركة (1). روى ابن إسحاق بسنده إلى ابن عباس أنه قال: لما سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي سفيان مقبلاً من الشام ندب المسلمين إليهم، وقال: "هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها، لعل الله ينفلكموها" فانتدب الناس، فخف بعضهم وثقل بعضهم، وذلك أنهم لم يظنوا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يلقى حرباً، وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار، ويسأل من لقي من الركبان، تخوفاً على أمر الناس، حتى أصاب خبراً من بعض الركبان أن محمداً قد استنفر أصحابه لك ولعيرك. فحذر عند ذلك، فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري، فبعثه إلى مكة، وأمره أن يأتي قريشاً فيستنفرهم إلى أموالهم، ويخبرهم أن محمداً قد عرض لنا في أصحابه، فخرج ضمضم بن عمرو سريعاً إلى مكة [7].
22ـ غزوة بدر، وجندي البركة (1)
لقد كانت محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، طاقة معنوية لا تحدها حدود، ولا تحصرها موانع الزمان والمكان، ولا تكدر صفوها هواجس النفس وشهواتها، فهذا سواد بن غزية رضي الله عنه يضرب أروع مثال على حب المؤمنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ في تنظيم صفوف أصحابه يوم بدر، و "في يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو مستنتل من الصف، فطعن رسول الله في بطنه بالقدح وقال: "استوِ يا سوادُ بن غزية". قال: يا رسول الله، أوجعتني وقد بعثك الله بالحق، فأقدني. قال: فكشف رسول الله عن بطنه، ثم قال: "استقد". قال: فاعتنقه وقبَّل بطنه. فقال: "ما حملك على هذا يا سواد؟" فقال: يا رسول الله، حضر ما ترى فلم آمن القتل، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمسَّ جلدي جلدك. فدعا له رسول الله بخير، وقال له خيرا". ومع المحبة، هناك عامل آخر يجب الإشارة إليه ونحن بصدد الحديث عن العامل الذاتي، أو الفاعلية الإنسانية المتمثلة في "البدريين" الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: «لعل الله أن يكون قد اطَّلَع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرتُ لكم» ، وهذا العامل هو ذلك الإيمان الصادق بموعود الله تعالى لهم بالنصر والتمكين، أو الشهادة ودخول الجنة.
وقال تعالى:} كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ * وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْن ِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ { [الأنفال: 5-8]. ثامنا: أن هذه الغزوة المباركة تضمنت الكثير من الدروس والعبر والعظات، وتجسدت فيها الكثير من المعاني العظيمة، والقيم الرفيعة، التي لا غنى للمسلمين عنها في كل عصر وفي كل مصر، وفيها بالنسبة للمسلمين في وقتنا الحاضر الذي منيوا فيه بالهزائم والنكسات على أيدي أعدائهم، أمل كبير، وحافز قوي لتجاوز واقعهم الأليم والتغلب على الصعاب، ومواجهة الهزائم، والانتصار عليها، وفي مقدمتها هزيمتهم النفسية والمعنوية، شريطة إخلاص النية، وصحة العزيمة، والصدق مع الله، ومع النفس، ومع الناس. كما أن غزوة بدر الكبرى فيها أمل للمظلومين والمقهورين من المسلمين وغير المسلمين في إمكانية الانتصار على الظالم الذي ظلمهم وتعدى على حقوقهم، مهما بلغت قوته وسطوته، وذلك إذا ما اتحدت كلمتهم، ووضعوا أيديهم في أيدي بعض، وثبتوا في المطالبة بحقوقهم، واتخذوا كل الوسائل المتاحة أمامهم للدفاع عنها، وتوكلوا على الله حق توكله.
22ـ غزوة بدر، وجندي البركة (1)
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أَمَّا بَعْدُ، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ، مِنْ جُنُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ جُنْدِيُّ البَرَكَةِ، وَهُوَ تَضْخِيمُ النَّتِيجَةِ للفِعْلِ البَسِيطِ، تَعْمَلُ شَيْئًا في الأَصْلِ لَا يُؤَدِّي إلى نَتِيجَةٍ كَبِيرَةٍ، فَإِذَا بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُبَارِكُ في هَذَا العَمَلِ وَيُضَخِّمُهُ، وَيُضَخِّمُ أَثَرَهُ، حَتَّى تُصْبِحَ النَّتِيجَةُ هَائِلَةً. إِنَّ أُمَّةً لَا تَقْرَأُ تَارِيخَهَا، لَا يُمْكِنُ أَنْ تَعْرِفَ حَاضِرَهَا، وَلَا أَنْ تُخَطِّطَ لِمُسْتَقْبَلِهَا، قَالَ تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى﴾. وَقَدْ ذَكَرَ اللهُ تعالى لَنَا قَصَصَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ لِنَتَدَبَّرَ فِيهَا وَنَسْتَقِيَ مِنْهَا العِبَرَ، وَنَقْرَأَ بَيْنَ سُطُورِهَا وَثَنَايَاهَا الدُّرُوسَ التي كَتَبَهَا اللهُ تعالى في قَوَاعِدَ مُحْكَمَةٍ ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ ﴿كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.