و " حتى " ابتدائية ، أي ليست حرف جر فإن ما بعدها جملة. ومعنى الغاية لا يفارق " حتى " فآذن ما فيها من معنى الغاية بمغيا محذوف ، فالغاية تستلزم ابتداء شيء. والتقدير: فابتدأ ضوءه وأخذ في الازدياد ليلة قليلة ثم أخذ في التناقص حتى عاد ، أي صار كالعرجون التقديم ، أي شبيها به. والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون. وعبر عنه بهذا التشبيه إذ ليس لضوء القمر في أواخر لياليه اسم يعرف به ، بخلاف أول أجزاء ضوئه المسمى هلالا ، ولأن هذا التشبيه يماثل حالة استهلاله كما يماثل حالة انتهائه. وعاد بمعنى صار شكله للرائي كالعرجون. والعرجون: العود الذي تخرجه النخلة ، فيكون الثمر في منتهاه وهو الذي يبقى متصلا بالنخلة بعد قطع الكباسة منه وهي مجتمع أعواد التمر. [ ص: 23] والقديم: هو البالي لأنه إذا انقطع الثمر تقوس واصفر وتضاءل فأشبه صورة ما يواجه الأرض من ضوء القمر في آخر ليالي الشهر وفي أول ليلة منه ، وتركيب " عاد كالعرجون القديم " صالح لصورة القمر في الليلة الأخيرة وهي التي يعقبها المحاق ولصورته في الليلة الأولى من الشهر هو الهلال. وقد بسط لهم بيان سير القمر ومنازله لأنهم كانوا يتقنون علمه بخلاف سير الشمس.
الباحث القرآني
ولأن الشهر يساوي منزلتين قمريتين تقريبا، فإن الاقترانات تأخذ أسماء فردية (مثل: قران ثالث، وقران خامس، وقران سابع، وقران تاسع، وقران حادي… إلخ)، فحين يقترن القمر بالثريا في الليلة 11 من الشهر، ويحدث ذلك في ديسمبر/كانون الأول؛ فإن العرب تقول "قران حادي.. برد بادي" أي أنه بداية البرد. أما في يناير/كانون الثاني، فيقترن القمر بالثريا في يومه التاسع من الشهر القمري، حين يكون الطقس شديد البرودة، فيقولون "قران تاسع.. برد لاسع". وأما في اقترانه مع الثريا لـ7 أيام في فبراير/شباط، فيقولون "قران سابع.. مُجيع وشابع"، وذلك لبداية ظهور العشب في أماكن، وانتفائه في أماكن أخرى، فتجوع أغنام وتشبع أخرى. واستبشارا بقدوم الربيع وزيادته في الشهور الثلاثة: مارس/آذار وأبريل/نيسان ومايو/أيار، يقول الشاعر:
وإذا الثريا والهلال تقارنا في ثالث أو رابع أو خامس
خرج الشتاء ببرده وأتى الربيع بورده ويطيب ليل الرامس
والرامس هو كل من يستيقظ أو يسهر ليلاً. خريطة السماء من برمجية "ستيلاريوم-ويب" توضح معنى الاقتران وطلوع الثريا (هاني الضليع)
وفي وصية الراعي الشامي لابنه الذي يرعى أغنامه في سهل حوران بصحراء سوريا (شمال الأردن)، يقول:
بقران تسعة لا تواسـط بحوران.. الباحث القرآني. وبقران سبع ناوشه بالأطـاريف
وبقران خمسة انزل بوسط حوران.. تضفي على الخلَفات لون المراديف
فهو يُوصي ولده بألا يرعى في سهل حوران أيام اقتران القمر بالثريا لـ9 أيام من الشهر القمري (في يناير/كانون الثاني) حيث البرد والأمطار وانتفاء العشب، وينصحه بدخول أطراف حوران حين يقترن القمر بالثريا لـ7 أيام من الشهر القمري (في فبراير/شباط)، لظهور بعض العشب عند أطراف السهل.
قال ابن عباس رضي الله عنهما وهو أصل العذق. وقال مجاهد العرجون القديم أي العذق اليابس يعني ابن عباس رضي الله عنهما أصل العنقود من الرطب إذا عتق ويبس وانحنى ". تفسير ابن كثير
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، خبرنا عبد الله المحاملي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزاز، أخبرنا محمد بن يونس، أخبرنا عمر بن حبيب القاضي، أخبرنا سليمان التيمي، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما أسري بي إلى السماء رأيت موسى يصلي في قبره". وروينا في المعراج أنه رآه في السماء السادسة ومراجعته في أمر الصلاة. قال السدي: فلا تكن في مرية من لقائه، أي: من تلقى موسى كتاب الله بالرضا والقبول. 23ـ " ولقد آتينا موسى الكتاب " كما آتيناك. " فلا تكن في مرية " في شك. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة هود - الآية 110. " من لقائه " من لقائك الكتاب كقوله: " إنك لتلقى القرآن " فإنا آتيناك من الكتاب مثل ما آتيناه منه فليس ذلك ببدع لم يكن قط حتى ترتاب فيه ، أو من لقاء موسى للكتاب أو من لقائك موسى. " وعنه عليه الصلاة والسلام رأيت ليلة أسري بي موسى صلى الله عليه وسلم رجلاً آدم طوالاً جعداً كأنه من رجال شنوءة ".
" وجعلناه " أي المنزل على موسى. " هدًى لبني إسرائيل ". 23. We verily gave Moses the Scripture; so be not ye in doubt of his receiving it; and We appointed it a guidance for the Children of Israel. 23 - We did indeed aforetime give the Book to Moses: be not then in doubt of its reaching (thee): and We made it a guide to the Children of Israel.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة هود - الآية 110
[ ونقله القرطبي عن عبيد بن عمير أيضا قال: وهو الاسم الأعظم]. وقال ابن أبي نجيح: الروح هو حفظة على الملائكة. وقال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس: القدس هو الرب تبارك وتعالى. وهو قول كعب. وقال السدي: القدس: البركة. وقال العوفي ، عن ابن عباس: القدس: الطهر. [ وحكى القرطبي عن مجاهد والحسن البصري أنهما قالا: القدس: هو الله تعالى ، وروحه: جبريل ، فعلى هذا يكون القول الأول]. تفسير قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل}. وقال ابن جرير: حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، أنبأنا ابن وهب قال: قال ابن زيد. في قوله تعالى: ( وأيدناه بروح القدس) قال: أيد الله عيسى بالإنجيل روحا كما جعل القرآن روحا ، كلاهما روح من الله. كما قال تعالى: ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) [ الشورى: 52]. ثم قال ابن جرير: وأولى التأويلات في ذلك بالصواب قول من قال: الروح في هذا الموضع جبريل ، لأن الله ، عز وجل ، أخبر أنه أيد عيسى به. كما أخبر في قوله: ( إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل). الآية [ المائدة: 110]. فذكر أنه أيده به. ، فلو كان الروح الذي أيده به هو الإنجيل ، لكان قوله: ( إذ أيدتك بروح القدس) ( وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل) تكرير قول لا معنى له ، والله أعز أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به.
[60] قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ..} - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
«وكل» متعلق بشبه جواب الشرط. ⬤ جاءَكُمْ رَسُولٌ: جاء: فعل ماض مبني على الفتح. الكاف: ضمير متصل في محل نصب مفعول به والميم علامة الجمع. وجملة «جاءَكُمْ رَسُولٌ» صلة «ما» المصدرية لا محل لها رسول: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. ⬤ بِما لا تَهْوى: جار ومجرور متعلق بجاءكم. و «ما» اسم موصول بمعنى «الذي» مبني على السكون في محل جر بالباء. لا: نافية لا عمل لها. تهوى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر وجملة «لا تَهْوى». صلة الموصول لا محل لها والعائد محذوف وهو ضمير في محل نصب. التقدير: تهواه. ⬤ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ: أنفسكم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. الكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالاضافة. والميم علامة جمع الذكور. استكبرتم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع. [60] قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ..} - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. والميم: علامة الجمع «اسْتَكْبَرْتُمْ» مشبهه لجواب الشرط لا محل لها. ⬤ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ: الفاء: استئنافية. فريقا: مفعول به مقدم منصوب بالفعل كذّبتم وعلامة نصبه الفتحة. كذبتم: فعل ماض مبني على السكون لإتصالة بتاء الفاعل. والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
تفسير قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل}
[٦]
معاني المفردات في آية: ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل
إن كتاب الله تعالى هو أصلُ الأصول، وهو أساسُ الدينِ الإسلامي كُلّه وأنزل الله تعالى كتابه لعباده المؤمنين لفهمه وتدبره والعمل بما جاء به، ولا بدَّ من معرفةِ معاني المفردات في آياتِه ليسهل تفسيرها وتدبرها [١٠] ، وبعدَ بيان معنى قول الله تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ} ، سيأتي بيان معاني المفردات في الآية ليكتملَ تفسير الآية وتزداد وضوحًا وهي كما يأتي:
آتَيْنَا: أعطى وأدَّى وساقَه إليه. [١١]
الْكِتَابَ: الصُّحفُ المجموعة، والكتاب يُطلق على القرآن الكريم وغيره من الكتب السماوية، والكتاب المقدس هو كتاب اليهود ويشمل التوراة والأنبياء وبعضالكتب الأخرى التي يطلق عليها الكتابات. ولقد اتينا موسى الكتاب. [١٢]
قَفَّيْنَا: أتبَعَ، ومعناها أتبعنا على أثره الرّسل على منهاجه يحكمون بشريعته. [١٣]
الرُّسُلِ: جمع رسول وهو المُرْسَل، الرَّسُولُ من ا لملائكة: من يبلِّغ عن الله. [١٤] إعراب آية: ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل
يُعدُ الإعراب أمرًا ضروريًا في اللّغة العربية، ويُعرفُ الإعراب بأنّه تغيير أحوال أواخر الكلام، لاختلاف العوامل الداخلة عليه، تقديرًا أو لفظًا [١٥] ، وإعرابُ قول الله تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ} ، كما يأتي: [٦]
وَلَقَدْ: الواو حرف عطف، اللام واقعة في جواب القَسم المحذوف، قَد حرف تحقيق.
قوله: 53- "ولقد آتينا موسى الهدى" هذا من جملة ما قصه الله سبحانه قريباً من نصره لرسله: أي آتيناه التوراة والنبوة، كما قي قوله سبحانه: "إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور" قال مقاتل: الهدى من الضلالة: يعني التوراة. 53. " ولقد آتينا موسى الهدى "، قال مقاتل: الهدى من الضلالة، يعني التوراة، " وأورثنا بني إسرائيل الكتاب "، [التوراة]. 53-" ولقد آتينا موسى الهدى " ما يهتدي به في الدين من المعجزات والصحف والشرائع. ولقد اتينا موسى الكتاب فاختلف فيه. " وأورثنا بني إسرائيل الكتاب " وتركنا عليهم بعده من ذلك التوراة. 53. And we verily gave Moses the guidance, and We caused the Children of Israel to inherit the Scripture,
53 - We did aforetime give Moses the (Book of) Guidance, and We gave the Book in inheritance to the Children of Israel,