* * *
معاني المفردات
{اشْرَحْ لِي صَدْرِي}: شرح الصدر: توسيعه. {وَاحْلُلْ}: الحل: ضد العقد. {عُقْدَةً}: العقدة: جملة مجتمعة يصعب تفكيكها. {يَفْقَهُواْ}: يفهموا. {أَزْرِي}: الأزر: الظهر. {بَصِيراً}: عالماً. {سُؤْلَكَ}: مطلوبك. {مَنَنَّا}: أنعمنا. {أَوْحَيْنَآ}: ألهمنا. {فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ}: اطرحيه في البحر. {وَفَتَنَّاكَ}: ابتليناك واختبرناك. الغرض البلاغي المشترك للأمر والنهي في الجملة التالية قال تعالى (قال رب اشرح لي صدري * ويسر لي - نبع العلوم. {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي}: جعلتك موضع صنيعتي وإحساني. اذهب إلى فرعون
{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} في نظرته إلى نفسه، فرأى نفسه إلهاً أو شبه إله؛ وفي نظرته إلى الناس، فرآهم عبيداً له أو أقل من العبيد؛ وفي نظرته إلى الله سبحانه فأنكره وتمرّد عليه واستخفّ بالعقيدة التي ترتبط به وتشير إليه. ولكن موسى يشعر بثقل المهمة الملقاة على عاتقه، وضخامة المسؤولية في ما تمثله من التحدّي المضاد في عملية الصراع التي يخوضها في مسيرة الرسالة، لا سيما وأن الشخص المعنيّ بالمسألة الرسالية هو فرعون الطاغية الذي كان يستعبد المجتمع كله من حوله، وكان المجتمع يخضع له في ذلك، ولا يفكر أن يثور في وجهه. وجاءت رسالته تستهدف تغيير المفاهيم العقيدية والقانونية والأخلاقية بالطريقة التي تختلف فيها اختلافاً كلياً مع مفاهيم العامة والخاصة من الناس، فكيف يمكن أن يقوم بالعبء وحده؟ {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي} وافتحه على كل القضايا التي تواجهه في الدعوة وفي ساحة الصراع، واجعلني أواجه الموقف برحابة الصدر، وسعة الخلق، ومرونة الفهم، وانفتاح الوعي…، فلا أضيق بأيّة مشكلة وأيّ موقفٍ، ولا أتعقد من أيّ شخص في ما يثيره من إرباك وتعقيد، {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} في كل مواطن العسر، لأستطيع أن أقوم بهذه الرسالة من دون صعوبة تذكر.
- قال ربي اشرح لي ويسر لي امري
- قال ربي اشرح لي ويسر لي امري واحلل عقده
- قال ربي اشرح لي ويسر لي امري واحلل
- قال ربي اشرح لي ويسر لي امري واحلل عقده من لساني
- IMLebanon | قبلان: زمن الدُوَيلات في طريقه إلى الزوال
- أعظم رسالة رمضان تزكية النفس من الرذائل الأخلاقية
- عاقبة الظلم ومصارع الظالمين - ملتقى الخطباء
- الكناية في القرآن وحفظ اللسان من الألفاظ المستقبحة - إسلام أون لاين
- جريدة الرياض | إمام المسجد النبوي يحذر من تضييع الحقوق والمماطلة في أدائها
قال ربي اشرح لي ويسر لي امري
والجواب عن الكل أن هذه الشبهات إنما تدور في العقول والخيالات لأن الإنسان يحاول قياس فعله على فعلنا ، وذلك باطل لأنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
قال ربي اشرح لي ويسر لي امري واحلل عقده
{وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يَفْقَهُواْ قَوْلِي} فقد كان يعيش حبساً في لسانه بحيث يمنعه من الطلاقة التي تفصح الكلمة، بحيث يفهم الناس ما يريد أن يقوله، لأن الرسالة تتصل بطريقته في التعبير عنها. وتلك هي مشكلته التي أراد العون من الله على تجاوزها وتسهيل صعوباتها، في ما يريد أن يمارسه من جهد ذاتي، {وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} لأن المهمة تحتاج إلى جهد آخر يشترك مع جهده في الدعوة والحركة والانطلاق، ليعاون أحدهما الآخر في ما يمكن أن يواجههما من مشاكل وقضايا وصعوبات، خصوصاً في جانب الدعوة التي تتطلب طبيعة خاصة للكلمة والمنهج والأسلوب، حيث يتمتع هارون بمميزات جيدة، لأن لسانه أفصح من لسان موسى، كما جاء في سورة أخرى. وتلك هي الروح المتواضعة الجادة التي تدرس حجم المسؤولية وحجم إمكاناتها، فإذا رأت بعضاً من الخلل الذي قد يصيب المسؤولية أمام ضعف الإمكانات، فإنها لا تتعقد ولا تهرب من الواقع، لتلجأ إلى الذات في عملية استغراق في الإيحاء بالقدرة الشاملة غير الموجودة لينعكس ذلك سلباً على حركة الموقف العملي، بل تعمل على أن تستكمل القوة من جانب آخر، لمصلحة العمل المسؤول.
قال ربي اشرح لي ويسر لي امري واحلل
فتضمّنت هذه الدعوة المباركة سؤال اللَّه تعالى الإعانة على أمور الدين من العبادة، والطاعة، والذكر، والتسبيح؛ لهذا يندب للداعي ذكر علة دعائه خاصة إذا كان من أمور الدين. يخطأ البعض احيانا فيقولوا ربي اشرح لي صدري و الصواب ان تقول رب اشرح لي صدري و هو من اشهر الادعية
قال ربي اشرح لي ويسر لي امري واحلل عقده من لساني
ومجموع هذين الكلامين كالبرهان القاطع على أن جميع الحوادث في هذا العالم واقعة بقضائه وقدره وحكمته وقدرته. قال ربي اشرح لي ويسر لي امري واحلل. ويمكن أن يقال أيضا: كأن موسى عليه السلام قال: إلهي لا أكتفي بشرح الصدر ، ولكن أطلب منك تنفيذ الأمر وتحصيل الغرض; فلهذا قال: ( ويسر لي أمري) ، أو يقال: إنه سبحانه وتعالى لما أعطاه الخلع الأربع ، وهي الوجود والحياة والقدرة والعقل ، فكأنه قال له: يا موسى أعطيتك هذه الخلع الأربع فلا بد في مقابلتها من خدمات أربع لتقابل كل نعمة بخدمة. فقال موسى عليه السلام: ما تلك الخدمات ؟ فقال: ( وأقم الصلاة لذكري) ، فإن فيها أنواعا أربعة من الخدمة ، القيام والقراءة والركوع والسجود ، فإذا أتيت بالصلاة فقد قابلت كل نعمة بخدمة. ثم إنه تعالى لما أعطاه الخلعة الخامسة وهي خلعة الرسالة قال: ( رب اشرح لي صدري) حتى أعرف أني بأي خدمة أقابل هذه النعمة فقيل له بأن تجتهد في أداء هذه الرسالة على الوجه المطلوب ، فقال موسى: يا رب إن هذا لا يتأتى مني مع عجزي وضعفي وقلة آلاتي وقوة خصمي فاشرح لي صدري ويسر لي أمري.
قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي
تفسير بن كثير وهذا برهان ثان لموسى عليه السلام، وهو أن اللّه أمره أن يدخل يده في جيبه، كما صرح به في الآية الأخرى.
ولكن هذا الوحي الإلهي قد خلق عندها نوعاً من الطمأنينة النفسية، تماماً كما يحدث للإنسان عندما يخضع لفكرة معينة بشكل لاشعوري، فيستسلم من دون أن يعرف لماذا حدث ذلك، وكيف تحرك في هذا الاتجاه. وهكذا كانت أم موسى واقعة تحت تأثير هذا الهاجس الروحي الذي صوّر لها المسألة بتفاصيلها المحتملة التي تؤدي إلى الشعور بالأمان في ما يمكن أن يتطور إليه أمر ولدها موسى باتجاه الأمان، الذي يوحي به القرآن..
موسى(ع) في بيت فرعون
{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي} فقد أبصره فرعون، وأمر خدمه أن يأتوا به إليه عندما وقف التابوت في زاوية من الشاطىء. وما إن أبصره حتى وقع حبه في قلبه، وبدأ الاستعداد لتدبير من يكفله ويحضنه ويرعاه ويربيه. قال ربي اشرح لي ويسر لي امري. {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} أي ليكون صنع شخصيتك، ونموّ تربيتك، وحركة حياتك تحت رعاية الله، وبعينه التي تلاحقه في كل أجواء طفولته الأولى، في ما أوحى به إلى أمه من تدابير الإنقاذ، وما أودعه من محبة له في قلب فرعون الذي لم يعرف قلبه الحب للطفولة البائسة المعذبة في شعبه، وفي ما يدبره له من رجوع كريم إلى أمه من جديد. {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ} فتدخل إلى بيت فرعون كإنسانة عادية لا علاقة لها بالصبي، فتجد القوم مشغولين به، متسائلين عن المرأة الصالحة لرعايته وكفالته، فتستفيد من هذه الحالة الحائرة لتوجيه الاهتمام إلى أمه، باعتبارها الإنسانة القادرة على إرضاعه والعناية به.. ، {فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ} قالتها، بكل عفوية، لتوحي إليهم بأن المسألة لا تعدو أن تكون مجرد اقتراح بريء.
فعدل الله مع كل عباده، ويقول ابن تيمية -رحمنا الله وإياه-: "إن الله ينصر الأمة العادلة ولو كانت كافرة، ويهزم الأمة الظالمة ولو كانت مسلمة". ومن الواجبات الشرعية -أيها المسلمون- نصرة المظلوم والوقوف معه وتأييده ودعمه، فالله تعالى يقول: (وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ) [الأنفال: 72]، وفي الحديث السابق يقول -صلى الله عليه وسلم-: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا". فالمؤمن الحق والرجل الحق يقف مع الحق ويدور معه؛ لأن نفسه أبية، ومعدنه أصيل، ومبدأه نقي، وهذا ما أوجبه الله عليه وأملاه عليه ضميره وما دله عقله. IMLebanon | قبلان: زمن الدُوَيلات في طريقه إلى الزوال. اتقوا الله جميعًا -أيها المؤمنون-، ثم صلوا وسلموا على النبي المعصوم...
Imlebanon | قبلان: زمن الدُوَيلات في طريقه إلى الزوال
وهناك آيات عديدة في كتاب الله تعالى نهجت أسلوب الكناية للعدول عن اللفظ الصريح إلى لفظ آخر غير مستقبح أو مستهجن، وهذا كله تعليم وتربية للمؤمن على الأخلاق والآدب؛ لأجل اختيار الألفاظ وانتقاء الكلمات التي نعبر بها عن مثل هذه المواضيع في تخاطبنا وكلامنا مع الآخرين. خطبه مكتوبه عن الظلم. وهذا الأسلوب الذي نهجه القرآن الكريم أشار إليه كثير من العلماء ونبهوا عليه، وفي هذا المنحى يقول الدكتور عبد العزيز عتيق: «ولعل أسلوب الكناية من بين أساليب البيان هو الأسلوب الوحيد الذي يستطيع به المرء أن يتجنب التصريح بالألفاط الخسيسة أو الكلام الحرام، ففي اللغات، وليس في اللغة العربية وحدها، ألفاظ وعبارات "غير لائقة"، ويرى في التصريح بها جفوة أو غلظة أو قبح أو سواء أدب أو ما هو من ذلك بسبيل. وعدم اللياقة في النطق أو التصريح بهذه الألفاط الخسيسة والعبارات المستهجنة التي تدخل في دائرة الكلام الحرام، كما يقول علماء الاجتماع قد يكون باعثه الاشمئزاز مما تولده في النفس من مشاعر وانفعالات غير سارة، وقد يكون باعثه الخوف من اللوم والنقد والتعنيف، والخوف يدفع المرء بالخروج عن آداب المجتمع الذي يعيش فيه. لكل ذلك كانت الكناية هي الوسيلة الوحيدة التي تيسر للمرء أن يقول كل شيء، وأن يعبر بالرمز والإيحاء عن كل ما يجول بخاطره حراما كان أو حلالا، حسنا كان أو قبيحا، وهو غير محرج أو ملوم.
أعظم رسالة رمضان تزكية النفس من الرذائل الأخلاقية
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أعظم رسالة رمضان تزكية النفس من الرذائل الأخلاقية. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أيها المسلمون: هذا شهر صومكم قد رحل عنكم وانقضى، كما هلَّ عليكم قبلُ وأتى.
عاقبة الظلم ومصارع الظالمين - ملتقى الخطباء
3 - أَيْنَ مُبِيدُ أَهْلِ الفُسُوقِ وَالعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ؟
المُبِيدُ هو الذي يُهلك الباطل الذي يواجهه ويُنهيه. والقائم عجل الله تعالى فرجه الشريف مُبِيدُ أهل الفسوق والعصيان والطغيان، أي الذين عصوا فلم يلتزموا بأوامر الله تعالى أو ينتهوا عن نواهيه، والذين طغوا وظلموا باستخدام قدراتهم في الظلم والعدوان. الإيمان هو المقابل لكل عناوين الانحراف، قال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ الله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ (الحجرات: 7). ولكن لا رجاء بأولئك الجهلة الذين أوغلوا في البعد عن طاعة الله تعالى. عاقبة الظلم ومصارع الظالمين - ملتقى الخطباء. كتب الإمام أبو عبد الله عليه السلام: "ولعمري ما أُتي الجهال من قبل ربهم, وإنهم ليرون الدلالات الواضحات والعلامات البينات في خلقهم، وما يعاينون من ملكوت السماوات والأرض والصنع العجيب المتقن الدال على الصانع، ولكنَّهم قومٌ فتحوا على أنفسهم أبوابَ المعاصي، وسهَّلوا لها سبيلَ الشهوات، فغلبت الأهواءُ على قلوبهم، واستحوذَ الشيطان بظلمهم عليهم، وكذلك يطبع الله على قلوب المعتدين" (2). وستكون إبادة هؤلاء على يد الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف.
الكناية في القرآن وحفظ اللسان من الألفاظ المستقبحة - إسلام أون لاين
وما من شيء إلا سيرحل، ولا يبقى إلا الله عز وجل، فهو الباقي، ومن أسمائه الباقي سبحانه وتعالى. رحل عنا شهر الصوم، فماذا أخذ منا؟ وماذا علمنا؟ وماذا أخبرنا عن أنفسنا؟
لقد كشف لنا رمضان أننا نستطيع أن نفعل أمورًا كنا نظنها من الأمور الصعبة والمهام الثقيلة، علمنا رمضان ختمَ القرآن مرة ومرتين وأكثر من ذلك، وأغلب الظن أن الكثير قد قرؤوا القرآن كاملًا في هذا الشهر، وهو أمرٌ لم يكونوا يفعلوه قبل ذلك. علمنا رمضان أن الصوم ليس عبادة شاقة لا يتحملها إلا الأتقياء من عباد الله الصالحين، فها هم الناس قد صاموا شهرًا كاملًا، بلا تعب أو جهد أو مشقة، فلماذا كانوا يحرمون أنفسهم من صيام الأيام الأخرى قبل ذلك؟ فمن صام رمضان يستطيع أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام الإثنين والخميس، وغيرها من تطوعات الصيام. خطبة جمعة عن الظلم. علمنا رمضان أننا نستطيع أن نصلي الوتر سبع ركعات، أو تسع ركعات، أو إحدى عشرة ركعة، ولا نحس بكثير من التعب والعناء، فلماذا كنا نقتصر على كل ركعة واحدة أو ثلاث ركعات؟
أيها المسلمون:
انظروا كيف نظلم أنفسنا بتفريطنا في كثير من الأعمال الصالحة اليسيرة بظنون وأوهام لم تكن في محلها؛ والله سبحانه وتعالى يقولون: ﴿ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 57].
جريدة الرياض | إمام المسجد النبوي يحذر من تضييع الحقوق والمماطلة في أدائها
عباد الله أكثروا من الدعاء فهو سلاح المؤمنين الصادقين وها أنتم تسألون ربكم الغيث وترجونه وهو صاحب الجود والكرم خزائنه ملآى لا تعجزه النفقة يده سحاء تنفق الليل والنهار فأكثروا من دعائه وأقبلوا عليه بقلوب حاضرة فربنا قريب مجيب [وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ](البقرة الآية 186). وقال تعالى: [وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ](الأعراف الآية56). خطبه جمعه عن الظلم. وقال صلى الله عليه وسلم: (ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ) (رواه الترمذي). وصدق الله العظيم: [اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49)](الروم الآيتان48، 49).
نعم جاءت النصوص أن العباد لا يدخلون الجنة حتى تؤدى المظالم ويقتص للمظلوم من الظالم قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (يؤخذ بيد العبد فينصب على رؤس الناس وينادي منادٍ هذا فلان ابن فلان فمن كان له حق فليأت فيأتون فيقول الرب آت هؤلاء حقوقهم فيقول يا رب فنيت الدنيا فمن أين أوتيهم فيقول للملائكة خذوا من أعماله الصالحة فأعطوا كل إنسان بقدر طلبته فإن كان ناجياً وفضل من حسناته مثقال حبة من خردل ضاعفها الله حتى يدخل بها الجنة). وقد كان السلف رضوان الله عليهم أحرص الناس على هذا الأمر وكانوا يتواصون عليه ويعين بعضهم بعضاً بأن يسلموا من حقوق الخلق لما عرفوا من خطورتها ولزوم القصاص منها فهذا محمد بن واسع يكتب إلى أحد إخوانه قائلاً (إن استطعت أن تبيت حين تبيت وأنت نقي الكف من الدم الحرام خميص البطن من الطعام الحرام خفيف الظهر من المال الحرام فافعل فإن فعلت فلا سبيل عليك إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في لأرض بغير الحق). وقال صلى الله عليه وسلم: (منْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ (مِنْ أَخِيهِ) فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ)(رواه البخاري).