بيئة الدب القطبي
خلق الله سبحانه وتعالى جميع الكائنات الحية بحكمة منه و إتقان وكل منها سخر ليؤدي عمله المكلف به من الله عز وجل فكلها مسيرة لأجله. من الكائنات الحية و بالأخص الحيوانات, خلق الله سبحانه وتعالى الدب القطبي و أبدع في خلقه ابتداء من مظهره الخارجي الأبيض الرائع, إلى تكوينات جسمه, ويتميز الدب القطبي بفروه الأبيض الرائع ذو طبقة سميكة من الدهون تحت الجلد, وذلك لكي يحميه من برد الثلوج القارص, كونه يعيش في القطب المتجمد و تمتد هذه الفروة على طوله وحتى أطراف أقدامه وذلك لمنعه من الإنزلاق على الثلج, ويعود سبب لون فرائه الأبيض إلى حمايته من الإعتداء وبالتالي يكون لونه كلون الثلج. فمن الممكن أن يتعرض الدب القطبي إلى إعتداء خارجي سواء كان من الإنسان أو من الحيوانات أو أفراد مجموعته. الدب القطبي يواجه تدهورا حادا في أعداده. مميزات الدب القطبي:
1- يمتلك الدب القطبي حاسة شم قوية تمكنه من أن يعرف أين توجد فريسته فيكون بإمكانه أن يصل إليها بسرعة, وبإمكانه أيضا أن يشتم رائحة الغريب أو المعتدي إذا أحس بوجوده. 2- يمتلك الديب القطبي أسنان ومخالب قوية جدا بإمكانه أن تؤدي إلى الموت بضربة واحدة منه فقط و وهذه الميزة تجعل من فريسته أمر سهل الوصول إليه.
الدب القطبي يواجه تدهورا حادا في أعداده
ذكرت دراسة علمية حديثة أن الدببة القطبية استطاعت التعايش مع المواسم الحارة في القطب الشمالي، حيث تراجع غطاء الجليد فوق البحر بفعل التغير المناخي، مشيرةً إلى أن صمود الدببة للبقاء على قيد الحياة كان وراءه اعتمادها في طعامها على جثث الحيتان الكبرى التي تلقي المياه بها على الشاطئ. الدب القطبي : كيف أصبح دب القطبين مهددًا بالانقراض؟ • تسعة بيئة. وأوضح الباحثون أن الحيتان النافقة رغم كونها مصدرًا حيويًّا للدهون والبروتين لبعض الدببة القطبية، لن تكون كافيةً في المستقبل لتأمين احتياجات معظم الدببة؛ فمن المتوقع أن يكون فصل الصيف في القطب الشمالي خاليًا من الجليد بحلول عام 2040 بفعل التغير المناخي. وتقول "كريستين لايدر"-الأستاذ المساعد بكلية البحار والمصايد بجامعة واشنطن، والباحثة الرئيسية للدراسة- في تصريحات لـ"للعلم": "إذا استمر معدل فقدان الجليد وارتفاع درجة الحرارة بالقدر نفسه، فإن التغيرات التي ستشهدها مناطق إيواء الدب القطبي ستتجاوز ما تم تسجيله عن ملايين السنين السابقة. وسيكون من الصعب التنبؤ بما سيحدث لها في المستقبل". ووفق الدراسة التي نشرتها دورية "فرونتيرز إن إيكولوجي آند ذي إنفايرومنت"(Frontiers in Ecology and the Environment)، فإن الدببة القطبية تحتاج إلى طبقة الجليد، التي تغطي البحار، للبقاء على قيد الحياة؛ باعتبارها منصتها الأساسية لاصطياد عجول البحر، التي تمثل غذاءها الرئيسي؛ فهي تتجول فوق الجليد بحثًا عن فتحات التنفس التي تكشف وجود فريستها أو أماكن ولادة هذه الحيوانات.
ماذا ترى الدببة القطبية؟
تميل الدببة القطبية البالغة إلى الاقتيات على الجلد والشحم فقط من فريستها، أي الأجزاء الغنية بالسعرات الحرارية، وترك اللحم أو العضلات والأعضاء وهذا يؤدي إلى تقليل نسبة مادة اليوريا بالدم الذي يرتفع مع ازدياد نسبة اللحوم والبروتينات وبالتالي يكون هناك حاجة أقل لشرب الماء وتكون كمية الطاقة المخزونة من تناول الشحوم كافية لحفظ الدب القطبي لأيام طويلة. أما الدببة الأصغر سنا فتقتات على اللحم الأحمر الغني بالبروتين. وعادة ما يقوم الدب القطبي باصطياد فقمة مرة كل خمسة أيام. كما تقوم الدببة بغسل نفسها بالماء أو الثلج بعد أن تنتهي من الاقتيات. بحث بيئة الدب القطبي. ولا تشتهر الدببة القطبية بشراستها النمطيّة، إلا أنها عادةً ما تكون حذرة عند أي مواجهة مع مصدر للخطر، حيث تُفضل غالبا أن تتراجع عوضاً على أن تقاتل. صداقات متطورة تعيش الدببة القطبية البالغة حياة انعزالية عادةً، إلا أنه تمت رؤيتها في بعض الأحيان وهي تلاعب بعضها لساعات طويلة وهي تنام متعانقة ووصف عالم الحيوان المختص بدراسة الدببة القطبية، نيكيتا أوفسيانيكوف الذكور منها بأنها تمتلك صداقات متطورة للغاية، حيث تقوم الذكور اليافعة باللعب مع بعضها عن طريق التظاهر بالقتال مما يساعد على شحذ مهاراتها وتطويرها لتستخدمها عندما ستتقاتل مع الذكور الأخرى للحصول على حقوق التناسل في مواسم التزاوج اللاحقة في حياتها.
الدب القطبي... دراسة تنذر بـ&Quot;كارثة&Quot; في ظرف 80 عاماً - Pnn
كشف المصور العالمي بول نيكلين عن فيديو التقطه وصانعو أفلام من "مجموعة ليغاسي" في جزيرة بافن في شمال كندا، أواخر الصيف، وصفته ناشيونال جيوغرافيك بـ"مشهد مثير للقلق"، يظهر دبا قطبيا على شفا الموت، وهو يتضور جوعا. ونشر نيكلن على صفحته الخاصة بموقع إنستغرام، الثلاثاء الماضي، مقطعا مصورا عن دب قطبي هزيل، قائلا إن الفيديو كان واحدا من أكثر المشاهد المذهلة التي شاهدها من أي وقت مضى. وأضاف "لقد وقفنا نبكي ونصور بينما تنهال الدموع من أعيننا". بحث عن بيئة الدب القطبي. ويظهر الفيديو الدب القطبي يتشبث بالحياة، بينما يغطي شعره الأبيض الضعيف جسمه الضئيل. يبدو الدب وكأنه يمشي بالكاد، بسبب ضمور العضلات. وببطء شديد يبحث الدب القطبي عن الطعام، فيبدأ في التنقيب في المهملات القريبة منه التي يستخدمها الصيادون الموسميون. ويأمل نيكلن، من خلال سرد قصة الدب القطبي، أن ينقل رسالة أكبر بشأن تأثير التغير المناخي. وساهم الاحتباس الحراري في ذوبان الثلوج في القارة القطبية الشمالية مما حرم الدب من الطريقة التقليدية التي يصيد بها من المياه.
الدب القطبي : كيف أصبح دب القطبين مهددًا بالانقراض؟ &Bull; تسعة بيئة
وتوصل أتوود وفريقه البحثي إلى أن تحديات أخرى يواجهها الدب القطبي -منها عمليات التنقيب عن النفط والغاز واصطياده على أيدي السكان الأصليين- تصبح ذات أثر ضئيل إذا ما قورنت بفقدان الغطاء الجليدي. ومن المتوقع أن تطرح الهيئة الأمريكية للأسماك والحياة البرية مسودة خطة لتعافي أعداد الدب القطبي للمناقشة الجماهيرية اليوم.
إنسان «إيلون ماسك» الجديد
[٣]
تنظيم درجة حرارة الجسم
يُساعد الفرو السميك المعزول والذي يُغطي جسم الدب القطبي وطبقة الدهون السميكة المتراكمة تحت جلده على تكيفه مع البيئة القطبية المتجمدة؛ إذ يُمكنه المُحافظة على درجة حرارة جسمه بحدود ال 37° مئوية، وكذلك فإنّ تكيفه الذاتي يعتمد على مكان تواجده، إذ إنّه يتكيف من خلال الفرو أثناء وجوده فوق الماء، ويتكيف من خلال طبقة الدهون السميكة أثناء تواجده تحت الماء، ويُشار إلى أنّ سمك هذه الطبقة الدهنية يُمكن أنّ يصل إلى 11 سم، وتزداد كلما زادت سمنة الدب القطبي. [٣]
يُوجد فرو في الجزء السفلي من قدم الدب القطبي؛ وذلك لمساعدته على التكيف مع شدة البرودة كما يُمكنه من المشي بشكل جيد وسهل على الجليد، ويسعى الدب القطبي للحفاظ على درجة حرارة مناسبة لجسمه؛ لذا فإنه يتخلص من أيّ حرارة زائدة عن طريق أجزاء معينة في جسمه مثل؛ الأنف، والأذنين، والفخذين، والكتفين، ويعزى ذلك إلى أنّ تلك الأجزاء تكون غالباً خالية من الفرو أو لها أوعية دموية قريبة من الجلد، كما تمكنه السباحة أيضاً من التخلص من الحرارة الزائدة. [٢] [٣]
هل يمكن للدب القطبي العيش في بيئة دافئة؟
أشار علماء الأحياء إلى أنّه من غير المرجح أن يعيش الدب القطبي في بيئة دافئة، كما أشاروا إلى أنّ ظاهرة الاحتباس الحراري تُفقد الدب القطبي موطنه وبيئته الطبيعية الباردة؛ ممّا سيكون سبباً في انتقاله نحو الجنوب باحثاً عن غذائه، وهو بذلك ينافس سلالة الدب الرمادي في بيئته.
يتميزالدب القطبي برقبته الطويلة نسبيًا عند مقارنته مع أنواع الدببة الأخرى، حيث إن هذا الطول أعطاه القدرة وسهل عليه مهمة السباحة، كما أنه يقوم خلال عملية السباحة بإغلاق خياشيمه حتى لا يدخلها الماء. يمتلك الدب القطبي أرجلًا قوية تساعده على الركض والسباحة لمسافات طويلة، وبالتالي يساعده على اللحاق بفريسته والحصول على غذائه. لا يحتاج الدب القطبي للسبات الشتوي في الظروف الجوية السيئة، ولكن يمكن أن يدخل في حالة سبات يستيقظ منها بسهولة، وعند ذلك فإنه يقوم بالحفر ويدخل في نوم عميق. تتميز أنثى الدب القطبي بقدرتها على الحمل والولادة خلال فترة السبات والخمول، حيث أن ولادتها تكون في شهر كانون الثاني، وقبل ذلك تقوم بحفر مكان مناسب لصغارها، وتقدم لهم ما يكفي من الحليب، على الرغم من قلة الطعام والشراب. غذاء وتكاثر الدب القطبي
على الرغم من أن أنواع الدببة الأخرى تتغذى على اللحوم والنباتات، إلا أنّ الدب القطبي آكل للحوم على وجه التحديد، وتعتبر الفقمات الوجبة المفضلة لديه، حيث إنّه يشم رائحتها من مسافة تصل إلى ميل أي ما يعادل 1. 6كيلومتر، ويستخدم في عملية الصيد تقنية تعرف باسم الصيد الثابت، حيث يختبئ في الجليد على عمق 0.
بقلم/ د. محسن عطيه
بينما يرى"أفلاطون" النفس إنعكاساً للإلهى. فهي كذلك" تمثل النقاء الأبدى لـ مريم العذراء.. مثلما تتخلل الشمس الزجاج. "(1)إذ أن فكرةالإله في مفهوم "العصورالوسطى" تتتمثل في مرآة للكمال. وإنه "مرآة" مشرقة لذاته. أي أن الإله ينعكس في مرآة العقل الكونية ، ولأن الإنسان قاصرعن معرفة الإله بعقله مباشرة ،لذا يستعين بمرآة ،أي عبر الكائنات و الأشياء التي تكشف الوهيته. تلك مرآة العقل حيث: (يتراءى للعقل عبر آثاره وقدرته الأزلية وألوهيته(*). و تمثل فكرة"العقل كمرآة" وانعكاس المتشابهات،المواجهة الأصلية بين الإنسان والإله. فعقل الإنسان يقود إلى تمزيق الحجاب ،وتجلى الإله للإنسان، وهما واجهتان لنفس المرآة. وكذلك ماهية العقل في الفكر الإغريقى تأملية،إذ تعتبر المرآة استعارة رمزية للمعرفة التي تعترف أنها محاكاة (mimesis). فهناك إمكانية ظهور "الميتافيزيقا" بمعنى الثقافة والنظرة الإلهية والإنسانية في آن واحد تتابعا. كما تتضمن المواجهة بين الإنسان والكون. ومع علمنة أنماط الحياة والمعارف في مقابل التفسير الدينى للأشياء،انتقل نمط الرؤية من مرآة الإله إلى «مقلة العقل» نحو «مرآة الواقع» المباشر،وتأسيس انعطافات فكرية ومعرفية أخرى وتشكيل صورأخرى في «مرآة العقل الملتوية».
إن وراء" المرآة المادية "تقع" مرآة الحقيقة "، التى يقدمها الآخر كوجهة نظر، ورؤية مايريد أن يراه في شخص معين. وهنا تستخدم العلاقة المتبادلة بين شخصين ،أحدهما يرى نفسه مرآة للآخر. وفى أحيان أخرى تعد المرآة آداة خادعة،لايمكن الوثوق بها،فهى تظهراليد اليمنى في الجهة اليسرى. ومنذ القرن الخامس عشر،استخدم الفنانون المرآة لتمثل عنصراً رمزياً. وترى " فينوس " (1580)فى لوحة "فيرونيز"من ظهرها عارية،وهى معجبة بكل فخر بصورتها المنعكسة في المرآة. ذلك الانعكاس للظهر أثار هجوما من قبل النساء. والمرأة «تحدق» في صورتها،والعنصر المفقود هو الانعكاس و«الرواية النرجسية» والأنوثة غير المعلنة مما يحدث حرجاً للمشاهد،ويستدعى التفكير والتساؤل حول الهوية الذاتية والمعنى الصادق، والنظرة غير المتوقعة، بدلاً من الغرورالمتمثل في الانعكاس. وصورة «المرأة» تكونها الثقافة الذكورية من أجل الثقافة الذكورية،حتى تمكن الرجل من أن يعيش خيالاته التي يفرضها على صورة «المرأة»، والعودة إلى المتع النرجسية التي تتميز بها «مرحلة المرآة في الطفول»ة. بالمعنى الذى يقصدة "جاك لاكان"بأن " الطفل يتخيل أنه قوته وكماله تتحققان من خلال التماهى مع صورته في المرآة ،وهي الصورة التي تقدمها السينما من خلال شخص البطل.
لذلك ينبغي أن تطلب الصداقة لذاتها، وحينئذ يحس المرء بلذتها. والصداقة من أقوى الروابط التي يقوم عليها دعامة المجتمع، فإذا شاعت في أمة تماسكت، ثم قويت لتماسكها، ثم علا شأنها لقوتها، فتصدرت سائر الأمم لعلو شأنها والاعتراف بمنزلتها. وكان هذا هو حال الأمة الإسلامية في بدء نشأتها. وأنت تعلم أن الدعوة الإسلامية قامت على اثنين من الرجال، النبي عليه السلام، وأبي بكر، الذي سمي لصدق وفرط تصديقه بالصدق دلالة على المبالغة، فقالوا أبو بكر الصديق، رضي الله عنه وإذا أطلعت على سير الرجال من أهل الإسلام في عزة وعنفوانه، وفي أوجه وعلمه وسلطانه، يوم أن كانت أوربا تعيش على علوم الشرق وتعترف من عمرانه، رأيت أن الروابط بينهم قامت على الصداقة، وعلى التفاني والوفاء، رأيت أن الروابط بينهم قامت على الصداقة، وعلى التفاني والوفاء، وعلى الإخلاص والإثيار، والإثيار أعلى مراتب الصداقة. حكت كتب القدماء أن عشرة من المسلمين وقعوا جرحى في قتال في إحدى الغزوات، وكانت مع أحدهم شربة ماء لا تكفي إلا واحداً لتهبه الحياة، فآثر بها صاحبه ومات، وآثر بها الثاني صاحبه ومات، وهكذا حتى مات الجميع. ونحن نرى أن الجماعة تحتاج إلى ترابط يربط ما بين أفرادها، وليست هذه الروابط مادية يمكن أ، ترى، فليس هناك حبل يربط بين فلان وفلان، ولو كانت الروابط حبالا لتقطعت وبقيت الصداقات الصادقة لأنها أوثق، ثم لا تبلى مع مرور الزمان بل تقوى على الأيام.
مجلة الرسالة/العدد 49/من الأدب الإنجليزي
الشعر عند ماكولي
للأستاذ محمود الخفيف
للكاتب الإنجليزي العظيم اللورد ماكولي طريقة انفرد بها في عرض آرائه والدفاع عنها، فقد أوتى بسطة في العلم، وامتاز إلى جانب عبقريته بقريحة وقادة، وذاكرة عجيبة، هذا إلى روعة في الأسلوب، وسلامة في المنطق، ولباقة في سوق المقدمات وضرب الأمثلة واستخلاص النتائج. كتب رسالة عن الشاعر ملتن، وضح فيها آراءه في الشعر وتناول الموضوع من جميع نواحيه، ولقد أشار في رسالته إلى بعض المسائل التي يختلف فيها شعراؤنا وأدباؤنا اليوم. كان ماكولي شديد الإعجاب بالشاعر الكبير، ولذلك أحفظه ما كتبه النقاد عنه وانبرى للرد عليهم في ماسة استثارت عبقريته وأيقظت قريحته.
يسرد ماكولي آراء خصوم الشاعر ثم يعلن في حماس ويقين أنه على الرغم مما يقولون يقرر أنه ما من شاعر قد اضطر أن يغالب من الظروف أسوأ مما اضطر ملتن إلى مغالبته، حتى لقد كان يخيل إلى الشاعر أنه خلق متأخراً عما كان ينبغي له بأجيال، ذلك لأنه كان يحس أن شاعريته لم تستفد شيئاً من الثقافة التي تثقفها، بل إنه كان يتطلع بعين ملؤها الأسف إلى تلك العصور التي فاتته، عصور الكلمات البسيطة والتأثير العميق! يأخذ ماكولي في الدفاع عن رأيه هذا فيجره الدفاع أولا إلى العلاقة بين العلم والمدنية. ما حال الشعر في عصور التقدم؟ وكيف كان حاله في العصور السابقة؟ وهل لتقدم المدنية تأثير مطرد فيه؟
يقرر ماكولي أنه كلما تقدمت الحضارة، انحط الشعر تبعاً لذلك التقدم، ولهذا فانه إذا أعجب بتلك الآثار الشعرية التي جادت بها الأخيلة في العصور المظلمة، فليس إعجابه بها قائماً على أنها وليدة تلك العصور، كلا. فانه يعتقد أن البرهان القاطع على العبقرية إنما هو قصيدة عظيمة تظهر في عصر من عصور المدنية والتقدم، في عصر من عصور الفلسفة والتفكير.
ذلك هو الشعر في جوهره وطبيعته، وعلى ذلك فان كثيراً من النثر الذي تتحقق فيه هذه الصفات ليعد من روائع الشعر، فإذا - ما أردنا الشعر في الاصطلاح التزمنا النظم، وبواسطة الوزن والقافية والمهارة في التوقيع، نستطيع أن نجمع بين الشاعر والموسيقار، كما جمعنا بين الشاعر والمصور. وشتان بين هذا وبين الفلسفة. نعم شتان بين عمل العقل في التفكير والتحليل، وبين اختلاج النفس بالأحاسيس وامتلاء المخيلة بالصور، وجيشان القلب بالعاطفة، وامتلاء المحاجر بالدموع، أو إشراق الوجوه بالفرح، واهتزاز الهيكل كله بالموسيقى. وإذا كان الأمر كذلك فما أعجب الخلط بين الشاعر والفيلسوف في موضوع لا يمكن إلا أن يكون واحداً من اثنين: فإما إلى العقل وإما إلى القلب!! يستخلص ماكولي من ذلك أن الرجل إذامال إلى التفكير والتحليل كان أقرب إلى الفلسفة منه إلى الشعر، وإذاأسلس العنان لخياله وأحلامه، كان إلى الشعر أقرب منه إلى الفلسفة، وقل في الأمم مثلما تقول في الإنفراد. فالأمم كالأفراد، تبدأ أولاً بالإدراك الحسي، ثم بعد ذلك ترقى إلى الإدراك العقلي أو المعنوي، وبعبارة أخرى، تبدأ أولاً بفهم الصور الجزئية، ثم تتدرج منها إلى الحدود أو النصوص العامة، وعلى ذلك كانت لغة المجتمع الراقي لغة فلسفية، ولغة المجتمع نصف المتمدين لغة شعرية، وان التطور الذي يطرأ على اللغة من تذليلها وتوسيعها وإعدادها لمقابلة التقدم الفكري ليعد شديد الخطر على الشعر عظيم الفائدة للفلسفة.