الثانية: جاء قوله تعالى: { ومن يتوكل على الله فهو حسبه} تكملة لأمر التقوىº فإذا كانت تقوى الله سبب لتفريج الكربات، ورفع الملمات، وكشف المهمات، فإن في توكل المسلم على ربه سبحانه، ويقينه أنه سبحانه يصرف عنه كل سوء وشر، ما يجعل له مخرجًا مما هو فيه، وييسر له من أسباب الرزق من حيث لا يدريº وأكد هذا المعنى ما جاء في الآية نفسها، وهو قوله تعالى: { إن الله بالغ أمره} أي: لا تستبعدوا وقوع ما وعدكم الله حين ترون أسباب ذلك مفقودة، فإن الله إذا وعد وعدًا فقد أراده، وإذا أراد أمرًا يسر وهيأ أسبابه. وقد وردت عدة أحاديث تشد من أزر هذا المعنىº من ذلك ما رواه أبو ذر رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم ، ثم تلا قوله تعالى: { ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب} فما زال يكررها ويعيدها). رواه أحمد و الحاكم وغيرهما. وروى الإمام أحمد في \"مسنده\" عن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر). الثالثة: أن الله سبحانه وعد عباده المتقين الواقفين عند حدوده، بأن يجعل لهم مخرجًا من الضائقات والكربات التي نزلت بهمº وقد شبَّه سبحانه ما هم فيه من الحرج بالمكان المغلق على المقيم فيه، وشبَّه ما يمنحهم الله به من اللطف وتيسير الأمور، بجعل منفذ في المكان المغلق، يتخلص منه المتضائق فيه.
- ومن يتوكل على الله فهو حسبه - منتدى المضارب العربي
- فذلك الذي يدع اليتيم
- تفسير قوله تعالى: فذلك الذي يدع اليتيم
- إسلام ويب - تفسير الماوردي - تفسير سورة الماعون - تفسير قوله تعالى أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين- الجزء رقم6
ومن يتوكل على الله فهو حسبه - منتدى المضارب العربي
قال: إِلَّا الضَّالُّونَ [الحجر:56]، الضلال: هو الخطأ في طريق الصواب، يعني: المخطئون طريق الصواب. وفي هذه الآية: أن الله سبحانه وتعالى ذم الذي يقنط من رحمة الله عز وجل، ووصفه الله عز وجل بالضلال، مما يدل على أن القنوط من رحمة الله عز وجل محرم ولا يجوز. شرح حديث: (أكبر الكبائر الشرك بالله واليأس من روح الله.. )
قال: وعن ابن عباس رضي الله عنهما: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر؟ فقال: الشرك بالله)، الكبائر: جمع كبيرة, قد اختلف فيها العلماء رحمهم الله كثيراً، وهل الكبائر معدودة أو محدودة؟ فبعض العلماء حدها بالعد، وبعض العلماء حدها بالضبط، والصواب: أنها تحد بالضبط. واختلف العلماء رحمهم الله في الضابط، وأقرب شيء أن الكبيرة: هي كل ما رتب عليه عقوبة خاصة. والكبائر تختلف، منها ما هو أكبر الكبائر، ومنها ما دون ذلك.. إلى آخره، المهم أنها تختلف. قال: ( الشرك بالله)، تقدم لنا تعريف الإشراك والشرك، وأن الشرك تسوية غير الله بالله في ما هو من خصائص الله. قال: ( واليأس من روح الله) يعني: قطع الرجاء والأمل من روح الله.. من رحمة الله. قال: ( والأمن من مكر الله)، تقدم. والشاهد من هذا: قوله: (اليأس من رحمة الله، والأمن من مكر الله)، وتقدم الكلام على ذلك.
ماذا عساي أن فعل ؟ إنني أموت يوما بعد يوم من الهلع والفراغ القاتل. أفكر أحيانا في الانتحار فأتراجع، ثم أدعو عليهن من جراء إيذائهن لي وجورهن لأنه ليس لي نصير غير الله رغم أنني أخطأت في حق نفسي وعصيت إلهي. وأنا الآن نادمة لكن ما عاد الندم يجدي نفعا من غلبه هواه ووقع في معصية، فإنه مأمور شرعاً أن يستتر بستر الله ولا يفضح نفسه، فقد روى مالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله، فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. لكن هؤلاء الظالمات يهزأن من إيماني وصلاتي بدعوى أن الله لا ينظر إلى مثلي. لقد أصبحت أصلي خفية لتفادي استهزائهن مني. لم يعد لي حل سوى الدعاء هذا إن استجاب الله لي فإن إيماني ضعيف جدا ووساوس الشيطان تسيطر علي. أرجو من المشرفين على هذا الموقع أن يفتوني و يرشدوني. جزاكم الله خيرا.
ما معنى يدع اليتيم
فذلك الذي يدع اليتيم
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان في قوله: ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ) قال: يدفعه. ابن عاشور: فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) فمعنى الآية عطفُ صفتي: دَع اليتيم ، وعدم إطعام المسكين على جزم التكذيب بالدين. وهذا يفيد تشويه إنكار البعث بما ينشأ عن إنكاره من المذام ومن مخالفة للحق ومنَافياً لما تقتضيه الحكمة من التكليف ، وفي ذلك كناية عن تحذير المسلمين من الاقتراب من إحدى هاتين الصفتين بأنهما من صفات الذين لا يؤمنون بالجزاء. وجيء في { يكذب} ، و { يدُعّ} ، و { يَحُضّ} بصيغة المضارع لإفادة تكرر ذلك منه ودوامه. فذلك الذي يدع اليتيم. وهذا إيذان بأن الإِيمان بالبعث والجزاء هو الوازع الحق الذي يغرس في النفس جذور الإقبال على الأعمال الصالحة حتى يصير ذلك لها خلقاً إذا شبت عليه ، فزكت وانساقت إلى الخير بدون كلفة ولا احتياج إلى آمر ولا إلى مخافة ممن يقيم عليه العقوبات حتى إذا اختلى بنفسه وآمن الرقباء جاء بالفحشاء والأعمال النَّكراء. والرؤية بصرية يتعدى فعلها إلى مفعول واحد ، فإن المكذبين بالدين معروفون وأعمالهم مشهورة ، فنزّلت شهرتهم بذلك منزلة الأمر المبصَر المشاهد. وقرأ نافع بتسهيل الهمزة التي بعد الراء من { أرأيت} ألفاً.
تفسير قوله تعالى: فذلك الذي يدع اليتيم
قال تعالى في سورة الماعون في الآية الثانية ( فذلك الذي يدع اليتيم)، وفيما يلى تفسير الآية الكريمة. تفسير قوله تعالى: فذلك الذي يدع اليتيم. تفسير " فذلك الذي يدع اليتيم "
تفسير الطبري
فسر الامام الطبري قوله تعالى ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ): أي هذا الشخص الذي يكذِّب بالدين يقوم بإبعاد حقوق اليتيم ويقوم بظلمه، وقد قيل عن ذلك قول ابن عباس في قوله تعالى ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) حيث قال: يدفع حقّ اليتيم، وقيل عن مجاهد في قوله تعالى ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ): يدفع اليتيم فلا يُطعمه. وقيل عن قتادة في قوله تعالى ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ): أي يقهره ويظلمه، وقيل عن ابن عبد الأعلى في قوله تعالى ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ): يقهره ويظلمه، وقيل أيضا عن الضحاك في قوله تعالى: ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ): يقهره، وقيل عن سفيان في قوله تعالى ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ): يدفعه. تفسير القرطبي
فسر شمس الدين القرطبي قوله تعالى ( فذلك الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)، حيث فسر قوله "يدع" أي يدفع ، وقد قيل عن ابن عباس في قوله تعالى (فذلك الذي يدع اليتيم): أي يدفعه عن حقه، كما قيل عن قتادة في نفس الآية: يقهره ويظلمه. ويقل أن قديم لم يكن يورثوا النساء ولا الصغار، وقد تم ذكر ذلك في سورة النساء ، ولقد وصى الرسول بالأيتام في الكثير من المواضع، وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: من ضم يتيما من المسلمين حتى يستغني فقد وجبت له الجنة.
إسلام ويب - تفسير الماوردي - تفسير سورة الماعون - تفسير قوله تعالى أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين- الجزء رقم6
[ ص: 350] سورة الماعون
مكية في قول عطاء وجابر ، ومدنية في قول ابن عباس وقتادة. بسم الله الرحمن الرحيم أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون
قوله تعالى أرأيت الذي يكذب بالدين فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: يعني بالحساب ، قاله عكرمة ومجاهد. الثاني: بحكم الله تعالى ، قاله ابن عباس. الثالث: بالجزاء الثواب والعقاب. واختلف فيمن نزل هذا فيه على خمسة أوجه:
أحدها: أنها نزلت في العاص بن وائل السهمي ، قاله الكلبي ومقاتل. الثاني: في الوليد بن المغيرة ، قاله السدي. الثالث: في أبي جهل. الرابع: في عمرو بن عائذ ، قاله الضحاك. الخامس: في أبي سفيان وقد نحر جزورا ، فأتاه يتيم ، فسأله منها ، فقرعه بعصا ، قاله ابن جريج. فذلك الذي يدع اليتيم فيه ثلاثة أوجه: [ ص: 351]
أحدها: بمعنى يحقر البيت ، قاله مجاهد. إسلام ويب - تفسير الماوردي - تفسير سورة الماعون - تفسير قوله تعالى أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين- الجزء رقم6. الثاني: يظلم اليتيم ، قاله السدي. الثالث: يدفع اليتيم دفعا شديدا ، ومنه قوله تعالى: يوم يدعون إلى نار جهنم دعا أي يدفعون إليها دفعا. وفي دفعه اليتيم وجهان:
أحدهما: يدفعه عن حقه ويمنعه من ماله ظلما له وطمعا فيه ، قاله الضحاك.
وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من ضم يتيما من المسلمين حتى يستغني فقد وجبت له الجنة. وقد مضى هذا المعنى في غير موضع. الطبرى: وقوله: ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) يقول: فهذا الذي يكذِّب بالدين, هو الذي يدفع اليتيم عن حقه, ويظلمه. يقال منه: دععت فلانًا عن حقه, فأنا أدعه دعًا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) قال: يدفع حقّ اليتيم. حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله: ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ) قال: يدفع اليتيم فلا يُطعمه. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ): أي يقهره ويظلمه. حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ) قال: يقهره ويظلمه. حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( يَدُعُّ الْيَتِيمَ) قال: يقهره.