ولذلك جاء في سياق ذكر صبغة الله قولُه تعالى: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاقَ ويعقوبَ والاسباطِ وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيئون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون). وهذا الميراث المشترك بين الأنبياء هو المشار إليه في قوله سبحانه: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيهب) الشورى: 13.
صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة باليت
قال الرازي: معنى هذا الوجه: أن الإنسان موسوم في تركيبه وبنيته بالعجز والفاقة، والآثار الشاهدة عليه بالحدوث والافتقار إلى الخالق، فهذه الآثار كالصبغة له، وكالسمة اللازمة. صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة شعر. والظاهر أنه لا فرق بين القولين؛ إذ إن دين الإسلام هو الفطرة، ولا يخالفها في شيء. قال القاضي الباقلاني: من حمل قوله: { صبغة الله} على الفطرة، فهو مقارب في المعنى لقول من يقول: هو دين الله؛ لأن الفطرة التي أمروا بها، هو الذي تقتضيه الأدلة من عقل وشرع، وهو الدين أيضاً، لكن (الدين) أظهر؛ لأن المراد هو الذي وصفوا أنفسهم به في قوله: { قولوا آمنا بالله}، فكأنه تعالى قال: إن دين الله الذي ألزمكم التمسك به فالنفع به سيظهر ديناً ودنيا، كظهور حسن الصبغة. ثم قال الباقلاني: "وإذا حمُل الكلام على ما ذكرناه، لم يكن لقول من يقول: إنما قال ذلك لعادة جارية لليهود والنصارى في صبغ يستعملونه في أولادهم معنى، لأن الكلام إذا استقام على أحسن الوجوه بدونه فلا فائدة فيه". وعلى كلا القولين، يكون المعنى: الزموا دين الله، وقوموا به قياماً تاماً، بجميع أعماله الظاهرة والباطنة، وجميع عقائده في جميع الأوقات، حتى يكون لكم صبغة، وصفة من صفاتكم، فإذا كان صفة من صفاتكم، أوجب ذلك لكم الانقياد لأوامره، طوعاً واختياراً ومحبة، وصار الدين طبيعة لكم بمنزلة الصبغ التام للثوب الذي صار له صفة، فحصلت لكم السعادة الدنيوية والأخروية، لحث الدين على مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، ومعالي الأمور.
(34) * * * وبمثل الذي قلنا في تأويل " الصبغة " قال جماعة من أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: 2113- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: " صبغةَ الله ومن أحسن من الله صبغة " إنّ اليهود تصبغ أبناءها يهودَ, والنصارى تَصبغ أبناءَها نصارَى, وأن صبغة الله الإسلامُ، فلا صبغة أحسنُ من الإسلام، ولا أطهر, وهو دين الله بعث به نُوحًا والأنبياء بعده. 2114- حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج, عن ابن جريج, قال عطاء: " صبغةَ الله " صبغت اليهودُ أبناءَهم خالفوا الفِطْرة. * * * واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: " صبغة الله ". فقال بعضهم: دينُ الله. ذكر من قال ذلك: 2115- حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر, عن قتادة: " صبغة الله " قال: دينَ الله. 2116- حدثنا أبو كريب قال: حدثنا وكيع, عن أبي جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية في قوله: " صبغةَ الله " قال: دينَ الله، " ومن أحسن من الله صِبغةً" ، ومن أحسنُ من الله دينًا. فصل: إعراب الآية رقم (135):|نداء الإيمان. 2117- حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه, عن الربيع مثله. 2118- حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا سفيان, عن رجل, عن مجاهد مثله.
صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة شعر
جملة: (آمنوا) لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافيّة. وجملة: (آمنتم به) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة: (قد اهتدوا) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: (تولّوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: (هم في شقاق) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: (سيكفيكهم اللّه) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أرادوا الكيد لك فسيكفيكهم اللّه. وجملة: (هو السميع) لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (اهتدوا) فيه إعلال بالحذف، حذف حرف العلّة اللام لالتقائه ساكنا مع واو الجماعة الساكن، أصله اهتدوا. وزنه افتعوا بفتح العين للدلالة على الألف المحذوفة. تفسير: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) - منتديات غيمة عطر. (تولّوا)، فيه إعلال جري مجرى اهتدوا (انظر الآية 115 من هذه السورة). (شقاق)، مصدر سماعي لفعل شاقّ الرباعيّ الذي على وزن فاعل، وزنه فعال بكسر الفاء.. إعراب الآية رقم (138): {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ (138)}. الإعراب: (صبغة) مفعول مطلق لفعل محذوف أي صبغنا اللّه صبغة، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو اعتراضية (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (أحسن) خبر مرفوع (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (أحسن)، (صبغة) تمييز منصوب الواو عاطفة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عابدون) وهو خبر نحن مرفوع وعلامة الرفع الواو.
(رَبُّنا) خبره والجملة في محل نصب حال. (وَرَبُّكُمْ) معطوف على ربنا. (وَلَنا) الواو حرف عطف لنا جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر. (أَعْمالُنا) مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية معطوفة على الجملة قبلها ومثلها جملة (وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ). (وَنَحْنُ لَهُ) الواو حالية نحن مبتدأ خبره (مُخْلِصُونَ) تعلق به الجار والمجرور له.. إعراب الآية (140): {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُودًا أَوْ نَصارى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140)}. (أَمْ) عاطفة متصلة أو منقطعة بمعنى بل. (تَقُولُونَ) فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة معطوفة على جملة أتحاجوننا. (إِنَّ إِبْراهِيمَ) إن واسمها. صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة لاكمي. (وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ) أسماء معطوفة على ابراهيم والجملة مقول القول. (كانُوا) فعل ماض ناقص والواو اسمها. (هُودًا) خبرها. (أَوْ نَصارى) معطوف على هودا منصوب بالفتحة المقدرة والجملة خبر إن. (أَأَنْتُمْ) الهمزة استفهامية أنتم مبتدأ.
صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة لاكمي
تاريخ الإضافة: 16/1/2017 ميلادي - 18/4/1438 هجري
الزيارات: 37706
♦ الآية: ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (138).
تفسير القرآن الكريم
مسلسل الميراث الحلقة 253 مائتين وثلاثة وخمسون كاملة بالفيديو كشف حقيقة جويرية!
الميراث 274 الحلقة مائتين وأربع وسبعون هل سيتزوج زيد من عهود في الميراث ٢٧٤ ؟
(صورة)
دولي ساعتين ago
أنجلينا جولي تركض في الشارع بعد إطلاق صافرات الإنذار في لفيف الأوكرانية!
ص61 - كتاب سنن أبي داود ت الأرنؤوط - باب الصائم يبلع الريق - المكتبة الشاملة
قلنا: فالإسناد مسلسل بمن لا يحتج بما انفرد به. وقد انفردوا بلفظة: "ويمصُّ لسانها". ص61 - كتاب سنن أبي داود ت الأرنؤوط - باب الصائم يبلع الريق - المكتبة الشاملة. وضعفه الحافظ في "الفتح" ٤/ ١٥٣. وأخرجه أحمد في "مسنده" (٢٤٩١٦)، وابن خزيمة (٢٠٠٣)، وابن عدي في "الكامل" ٦/ ٢٢٠٥ و ٢٤٥٩، والبيهقي في "الكبرى" ٤/ ٢٣٤، والمزي (في ترجمة سعد بن أوس) من "تهذيب الكمال" من طرق عن محمد بن دينار، بهذا الإسناد. وقد سلف بأسانيد صحيحة برقم (٢٣٨٢ - ٢٣٨٥) دون قوله: ويمص لسانها. (٢) مقالة ابن الأعرابي هذه زيادة أثبتناها من هامش (هـ). وقد ذكرها ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام " ٣/ ١١٠.
اترك تعليقاً لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. التعليق الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.