وقال تعالى: هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ {لقمان:3}. ولا يحرم الله الهداية إلا من علم أنه لا خير فيه، فقد جاء في تفسير السعدي: ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم ـ على الفرض والتقدير: لتولوا ـ عن الطاعة: وهم معرضون ـ لا التفات لهم إلى الحق بوجه من الوجوه، وهذا دليل على أن الله تعالى لا يمنع الإيمان والخير، إلا لمن لا خير فيه، الذي لا يزكو لديه ولا يثمر عنده.. وله الحمد تعالى والحكمة في هذا., g, ugl hggi tdil odvh gHsluil ulg, lk
- تفسير: (ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون)
- ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم - منتدى افريقيا سات
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنفال - القول في تأويل قوله تعالى " ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم "- الجزء رقم13
- شرع لكم من الدين ما وصى
- شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا
- شرع لكم من الدين
- شرع لكم من الدين ماوصى
تفسير: (ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون)
ولو علم الله فيهم خيرًا لأسمعهم
يعرفون الصدق ويكذبون، يعلمون العدل ويظلمون، يفهمون الأمانة ويخونون، يفقهون الدين ويمرقون، يرون الحق ويبطلون، القرآن يلعنهم حتى وهم يتلون! إذا عاشوا لُعِنوا من الحجر والشجر، من الشمس والقمر، من السماء والأرض، من المحيط والبحر، من الحيوان والإنسان، وإذا ماتوا فلا تتسع لهم قبورٌ، ولا تبش لهم أرض، ولا تبكي عليهم سماء! إنهم منزوعو الخيرية، ملعونو البرية، ممقوتو ربِّ البرية؛ لماذا؟ لأنهم ليس عندهم خير مطلقًا، رغم أن الكافر قد يُجازى بعمله فقط في الدنيا! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الكافر إذا عمل حسنةً، أُطعِمَ بها طعمة من الدنيا، وأما المؤمنُ فإن الله يَدَّخِرُ له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقًا في الدنيا على طاعته))؛ رواه مسلم عن أنس. ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم. أما أشرار الكفار، وأتباعهم من الفجار، فقد علم الله أنه لا خيرَ فيهم، ولا قابلية لهم، ولا هدى معهم، ليس فيهم مَن يهتدي، وليس منهم مَن يُرتضى، وليس معهم مَن يقتدي ﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ ﴾ [الأنفال: 23]؛ أي: لجعلهم يسمعون آيات الله وما تحمله من بِشارة ونذارة! ﴿ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنفال: 23] هؤلاء طائفة من المشركين، توغَّلوا في الشر والفساد، وتسلَّحوا بالظلم والاستبداد، وتعمقوا في الكبر والعناد، فحُرِموا لذلك هدايةَ الله تعالى، لم يؤمنوا لعلم الله تعالى أنه لا خيرَ فيهم، وكيف لا؟!
ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم - منتدى افريقيا سات
وجزاكم الله تعالى خيراً. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس معنى الآية أن الكفار ليس عندهم خير مطلقا، فبعض الكفار قد يعمل شيئا من أعمال الخير والإحسان، وسيجازون بها في الدنيا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا، وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقاً في الدنيا على طاعته. رواه مسلم عن أنس. ولكن المراد بالآية قوم من أشرار الكفار علم الله أنه لا خير فيهم, ولا قابلية فيهم للهداية، فقد جاء في أيسر التفاسير للجزائري: وقوله تعالى: ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ـ أي لجعلهم يسمعون آيات الله وما تحمله من بشارة ونذارة وهذا من باب الفرض، لقوله تعالى: ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ـ هؤلاء طائفة من المشركين، توغلوا في الشر والفساد والظلم والكبر والعناد، فحرموا لذلك هداية الله تعالى، فقد هلك بعضهم في بدر، وبعض في أحد، ولم يؤمنوا لعلم الله تعالى أنه لا خير فيهم، وكيف لا! وهو خالقهم وخالق طباعهم: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنفال - القول في تأويل قوله تعالى " ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم "- الجزء رقم13. اهـ. وأما مسألة الهداية: فهي فضل من الله تعالى، ولها أسباب عدة وأمارات، ومنها نفع الخلق والإحسان والإنفاق عليهم، كما قال تعالى: ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ {البقرة:2ـ 3}.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنفال - القول في تأويل قوله تعالى " ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم "- الجزء رقم13
﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ ﴾ [الأنفال: 23]؛ يعني: إذا كان الشخص فيه خير من تلك البلاد فلا بد أن يسوقه اللهُ إلى الإسلام أو يدله عليه! ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم - منتدى افريقيا سات. ﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ ﴾: هذه الآية فيها بشرى لنا جميعًا، إذا أسْمَع الله شخصًا الحقَّ، فماذا يُفهَم من ذلك؟ أن الله علم فيه خيرًا - المعنى المخالف. ﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ ﴾: طبعًا ما أسمعهم إلا لأنه لم يَعلَمْ فيهم خيرًا، فإذا أسمع الله عبدًا الحقَّ، فماذا يعني ذلك؟ أنه علم فيه خيرًا، فمجرد أن الله سبحانه وتعالى شاءت حكمته أن تولد أنتَ في بلاد المسلمين - فهذه رحمة من الله عز وجل. ﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُون ﴾ [الأنفال: 23].
(وَلَوْ) الواو حالية. لو شرطية غير جازمة. (كَثُرَتْ) فعل ماض وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، والجملة في محل نصب حال. (وَأَنَّ اللَّهَ) أن ولفظ الجلالة اسمها والظرف (مَعَ) متعلق بمحذوف خبرها. (الْمُؤْمِنِينَ) مضاف إليه. وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل جر باللام أي ولأن اللّه مع المؤمنين.. إعراب الآية (20): {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20)}. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) ينظر في إعرابها الآية 15، (أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) ينظر الآية الأولى. (وَلا) الواو عاطفة ولا ناهية جازمة. (تَوَلَّوْا) مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعل. (عَنْهُ) متعلقان بتولوا والجملة معطوفة، (وَأَنْتُمْ) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ والواو حالية. وجملة (تَسْمَعُونَ) في محل رفع خبر. والجملة الاسمية وأنتم تسمعون في محل نصب حال.. إعراب الآية (21): {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (21)}. (وَلا) ناهية جازمة والواو عاطفة. (تَكُونُوا) مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه حذف النون، والواو ضمير متصل في محل رفع اسمها.
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: {شرع لكم من الدين} أي الذي له مقاليد السماوات والأرض شرع لكم من الدين ما شرع لقوم نوج وإبراهيم وموسى وعيسى؛ ثم بين ذلك بقوله تعالى: {أن أقيموا الدين} وهو توحيد الله وطاعته، والإيمان برسله وكتبه وبيوم الجزاء، وبسائر ما يكون الرجل بإقامته مسلما. ولم يرد الشرائع التي هي مصالح الأمم على حسن أحوالها، فإنها مختلفة متفاوتة؛ قال الله تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} [المائدة: 48] وقد تقدم القول فيه. ومعنى {شرع} أي نهج وأوضح وبين المسالك. وقد شرع لهم يشرع شرعا أي سن. والشارع: الطريق الأعظم. وقد شرع المنزل إذا كان على طريق نافذ. وشرعت الإبل إذا أمكنتها من الشريعة. وشرعت الأديم إذا سلخته. وقال يعقوب: إذا شققت ما بين الرجلين، قال: وسمعته من أم الحمارس البكرية.
شرع لكم من الدين ما وصى
حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله: ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا).... إلى آخر الآية ، قال: حسبك ما قيل لك. وعنى بقوله: ( أن أقيموا الدين) أن اعملوا به على ما شرع لكم وفرض ، كما قد بينا فيما مضى قبل في قوله: ( أقيموا الصلاة). حدثنا محمد قال: ثنا أحمد قال: ثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله: ( أن أقيموا الدين) قال: اعملوا به. وقوله: ( ولا تتفرقوا فيه) يقول: ولا تختلفوا في الدين الذي أمرتم بالقيام به ، كما اختلف الأحزاب من قبلكم. كما حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة قوله: ( ولا تتفرقوا فيه) تعلموا أن الفرقة هلكة ، وأن الجماعة ثقة. وقوله: ( كبر على المشركين ما تدعوهم إليه) يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: كبر على المشركين بالله من قومك يا محمد ما تدعوهم إليه من إخلاص العبادة لله ، وإفراده بالألوهية والبراءة مما سواه من الآلهة والأنداد. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه) قال: أنكرها المشركون ، وكبر عليهم شهادة أن لا إله إلا الله ، فصادمها إبليس وجنوده ، فأبى الله تبارك وتعالى إلا أن يمضيها وينصرها ويفلجها ويظهرها على من ناوأها.
شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا
شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه
انتقال من الامتنان بالنعم الجثمانية إلى الامتنان بالنعمة الروحية بطريق الإقبال على خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين للتنويه بدين الإسلام وللتعريض بالكفار الذين أعرضوا عنه. فالجملة ابتدائية. ومعنى ( شرع) أوضح وبين لكم مسالك ما كلفكم به. وأصل ( شرع): جعل طريقا واسعة. وكثر إطلاقه على سن القوانين والأديان فسمي الدين شريعة. فـ ( شرع) هنا مستعار للتبيين كما في قوله: أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله [ ص: 50] وتقدم في قوله تعالى: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا في سورة العقود. والتعريف في ( الدين) تعريف الجنس ، وهو يعم الأديان الإلهية السابقة. و ( من) للتبعيض. والتوصية: الأمر بشيء مع تحريض على إيقاعه والعمل به. ومعنى كونه شرع للمسلمين من الدين ما وصى به نوحا أن الإسلام دين مثل ما أمر به نوحا وحضه عليه. فقوله: ما وصى به نوحا مقدر فيه مضاف ، أي مثل ما وصى به نوحا ، أو هو بتقدير كاف التشبيه على طريقة التشبيه البليغ مبالغة في شدة المماثلة حتى صار المثل كأنه عين مثله.
شرع لكم من الدين
وأما ( ما) الموصولة فأصلها اسم عام نكرة مبهمة محتاجة إلى صفة نحو قوله تعالى: إن الله نعما يعظكم به عند الزمخشري وجماعة. إذ قدروه: نعم شيئا يعظكم به. فـ ( ما) نكرة تمييز بـ ( نعم) وجملة يعظكم به صفة لتلك النكرة.
شرع لكم من الدين ماوصى
وأيا ما كان فالمقصود أن الإسلام لا يخالف هذه الشرائع المسماة وأن اتباعه يأتي بما أتت به من خير الدنيا والآخرة. والاقتصار على ذكر دين نوح وإبراهيم وموسى وعيسى لأن نوحا أول رسول أرسله الله إلى الناس ، فدينه هو أساس الديانات ، قال تعالى: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ولأن دين إبراهيم هو أصل الحنيفية وانتشر بين العرب بدعوة إسماعيل إليه فهو أشهر الأديان بين العرب ، وكانوا على أثارة منه في الحج والختان والقرى والفتوة. ودين موسى هو أوسع الأديان السابقة في تشريع الأحكام ، وأما دين عيسى فلأنه الدين الذي سبق دين الإسلام ولم يكن بينهما دين آخر ، وليتضمن التهيئة إلى دعوة اليهود والنصارى إلى دين الإسلام. وتعقيب ذكر دين نوح بما أوحي إلى محمد عليهما السلام للإشارة إلى أن دين الإسلام هو الخاتم للأديان ، فعطف على أول الأديان جمعا بين طرفي الأديان ، ثم ذكر بعدهما الأديان الثلاثة الأخر لأنها متوسطة بين الدينين المذكورين قبلها. وهذا نسج بديع من نظم الكلام ، ولولا هذا الاعتبار لكان ذكر الإسلام مبتدأ به كما في قوله: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وقوله: وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح الآية في سورة الأحزاب.
بارك الله فيكِ وجزاكِ كل خيــر …
طرح رائع جزاك الله خيرا
بارك الله فيكي
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿ويَهْدِي إلَيْهِ مَن يُنِيبُ﴾ قالَ: مَن يُقْبِلُ إلى طاعَةِ اللَّهِ. وفي قَوْلِهِ: ﴿وإنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الكِتابَ مِن بَعْدِهِمْ﴾ (p-١٣٨)قالَ: اليَهُودَ والنَّصارى. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ كَعْبٍ: ﴿وما تَفَرَّقُوا إلا مِن بَعْدِ ما جاءَهُمُ العِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ قالَ: في الدُّنْيا.