فالمراد بالآية إذن: أم حسبتم أن تتركوا دون اختبار يفصل بين أحوالكم وأحوال المنافقين المذكورين فيما قبل، يومئ لهذا قوله في الآية: { وليجة}، أي: بطانة من المشركين. ويومئ له أيضاً ختامها بقوله: { والله خبير بما تعملون}، فكأن المعنى: أظننتم أن تُتركوا، وما تُظهرون من مجاهدتكم أعداءكم، ولما يحصل منكم جهاد خاص لله تعالى، لا تمالئون فيه أباً، ولا ابناً، ولا تراعون فيه حميماً ولا قريباً ولا صديقاً. ولم تتعرض آيتا البقرة وآل عمران لذكر نفاق لا تصريحاً، ولا تلميحاً، بخلاف آية براءة. فلما اختلفت المقاصد، اختلفت العبارات في مطلع الآيات وختامها بحسب ذلك. والمتحصل، أن اختلاف هذه الآيات الثلاث في بعض ألفاظها مع اتفاقها في موضوعها، إنما مرده إلى السياق الذي وردت فيه كل آية، فجاءت كل آية وفق سياقها، وجاء لكل موضع لفظ خصَّ به. تفسير: (أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم). بقى أن تعلم، أن ما ذكرناه من وجه اختلاف هذه الآيات في بعض ألفاظها، هو حاصل ما ذكره كلٌّ من الخطيب الإسكافي و الغرناطي ، ولم نقف عند المفسرين الذين رجعنا إليهم على شيء مما تقدم.
- تفسير: (أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم)
- الباحث القرآني
- وما كان ربك نسيا dr
- وما كان ربك نسيا صور
- وما كان ربك نسيا مزخرفه مناسبة الايه
تفسير: (أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم)
الرسم العثماني أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جٰهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصّٰبِرِينَ الـرسـم الإمـلائـي اَمۡ حَسِبۡتُمۡ اَنۡ تَدۡخُلُوا الۡجَـنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ اللّٰهُ الَّذِيۡنَ جَاهَدُوۡا مِنۡكُمۡ وَيَعۡلَمَ الصّٰبِرِيۡنَ تفسير ميسر: يا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أظننتم أن تدخلوا الجنة، ولم تُبْتَلوا بالقتال والشدائد؟ لا يحصل لكم دخولها حتى تُبْتلوا، ويعلم الله -علما ظاهرا للخلق- المجاهدين منكم في سبيله، والصابرين على مقاومة الأعداء. تفسير ابن كثير تفسير القرطبي تفسير الطبري تفسير السعدي تفسير الجلالين اعراب صرف ثم قال تعالى "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين" أي أحسبتم أن تدخلوا الجنة ولم تبتلوا بالقتال والشدائد. كما قال تعالى في سورة البقرة "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا" الآية. وقال تعالى "الم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون" الآية. ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله. ولهذا قال ههنا "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين" أي لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تبتلوا ويرى الله منكم المجاهدين في سبيله والصابرين على مقاومة الأعداء.
الباحث القرآني
ثم قال تعالى: { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} هذا استفهام إنكاري، أي: لا تظنوا، ولا يخطر ببالكم أن تدخلوا الجنة من دون مشقة واحتمال المكاره في سبيل الله وابتغاء مرضاته، فإن الجنة أعلى المطالب، وأفضل ما به يتنافس المتنافسون، وكلما عظم المطلوب عظمت وسيلته، والعمل الموصل إليه، فلا يوصل إلى الراحة إلا بترك الراحة، ولا يدرك النعيم إلا بترك النعيم، ولكن مكاره الدنيا التي تصيب العبد في سبيل الله عند توطين النفس لها، وتمرينها عليها ومعرفة ما تئول إليه، تنقلب عند أرباب البصائر منحا يسرون بها، ولا يبالون بها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
"﴿ولَمّا يَعْلَمِ﴾" جُمْلَةٌ حالِيَّةٌ، وهي نَفْيٌ مُؤَكَّدٌ لِمُعادَلَتِهِ لِلْمُثْبَتِ المُؤَكَّدِ بِقَدْ. فَإذا قُلْتَ: قَدْ قامَ زَيْدٌ، فَفِيهِ مِنَ التَّثْبِيتِ والتَّأْكِيدِ ما لَيْسَ في قَوْلِكَ: قامَ زَيْدٌ. فَإذا نَفَيْتَهُ قُلْتَ: لَمّا يَقُمْ زَيْدٌ. وإذا قُلْتَ: قامَ زَيْدٌ كانَ نَفْيُهُ لَمْ يَقُمْ زَيْدٌ، قالَهُ سِيبَوَيْهِ وغَيْرُهُ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ولَمّا بِمَعْنى لَمْ، إلّا أنَّ فِيهِ ضَرْبًا مِنَ التَّوَقُّعِ، فَدَلَّ عَلى نَفْيِ الجِهادِ فِيما مَضى، وعَلى تَوَقُّعِهِ فِيما يُسْتَقْبَلُ. وتَقُولُ: وعَدَنِي أنْ يَفْعَلَ كَذا، ولَمّا تُرِيدْ، ولَمْ يَفْعَلْ، وأنا أتَوَقَّعُ فِعْلَهُ. وهَذا الَّذِي قالَهُ في "لَمّا" أنَّها تَدُلُّ عَلى تَوَقُّعِ الفِعْلِ المَنهِيِّ بِها فِيما يُسْتَقْبَلُ - لا أعْلَمَ أحَدًا مِنَ النَّحْوِيِّينَ ذَكَرَهُ. بَلْ ذَكَرُوا أنَّكَ إذا قُلْتَ: لَمّا يَخْرُجْ زَيْدٌ، دَلَّ ذَلِكَ عَلى انْتِفاءِ الخُرُوجِ فِيما مَضى مُتَّصِلًا نَفْيُهُ إلى وقْتِ الإخْبارِ. أمّا أنَّها تَدُلُّ عَلى تَوَقُّعِهِ في المُسْتَقْبَلِ فَلا، لَكِنَّنِي وجَدْتُ في كَلامِ الفَرّاءِ شَيْئًا يُقارِبُ ما قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ.
قوله: وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسياروى الترمذي عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل: ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا قال: فنزلت هذه الآية وما نتنزل إلا بأمر ربك إلى آخر الآية. قال هذا حديث حسن غريب ورواه البخاري: حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عمر بن ذر قال: سمعت أبي يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل: ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت وما نتنزل إلا بأمر ربك الآية ؛ قال كان هذا الجواب لمحمد - صلى الله عليه وسلم -.
وما كان ربك نسيا Dr
تفسير: وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا - YouTube
انفرد بإخراجه البخاري ، فرواه عند تفسير هذه الآية عن أبي نعيم ، عن عمر بن ذر به. ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير ، من حديث عمر بن ذر به وعندهما زيادة في آخر الحديث ، فكان ذلك الجواب لمحمد صلى الله عليه وسلم. وقال العوفي عن ابن عباس: احتبس جبريل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وحزن ، فأتاه جبريل وقال: يا محمد ، ( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا) وقال مجاهد: لبث جبريل عن محمد صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة ليلة ، ويقولون قلي فلما جاءه قال: يا جبريل لقد رثت علي حتى ظن المشركون كل ظن. فنزلت: ( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا) قال: وهذه الآية كالتي في الضحى. وكذلك قال الضحاك بن مزاحم ، وقتادة ، والسدي ، وغير واحد: إنها نزلت في احتباس جبريل. وقال الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال: أبطأ جبريل النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوما ، ثم نزل ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ما نزلت حتى اشتقت إليك " فقال له جبريل: بل أنا كنت إليك أشوق ، ولكني مأمور ، فأوحي إلى جبريل أن قل له: ( وما نتنزل إلا بأمر ربك) الآية.
وما كان ربك نسيا صور
الرئيسية الأخبار محليات عربي ودولي فلسطين منوعات رياضة مقالات أقسام متفرقة إسلاميات دراسات وتحليلات اقتصاد صحة منوعات تكنولوجيا بورتريه بانوراما
إضافة تعليق الاسم البريد الإلكتروني التعليق
الأكثر قراءة اخر الأخبار
وكذلك قال الضحاك بن مزاحم ، وقتادة ، والسدي ، وغير واحد: إنها نزلت في احتباس جبريل. وقال الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال: أبطأ جبريل النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوما ، ثم نزل ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ما نزلت حتى اشتقت إليك " فقال له جبريل: بل أنا كنت إليك أشوق ، ولكني مأمور ، فأوحي إلى جبريل أن قل له: ( وما نتنزل إلا بأمر ربك) الآية. رواه ابن أبي حاتم ، رحمه الله ، وهو غريب. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن مجاهد قال: أبطأت الرسل على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أتاه جبريل فقال له: ما حبسك يا جبريل ؟ فقال له جبريل: وكيف نأتيكم وأنتم لا تقصون أظفاركم ، ولا تنقون براجمكم ، ولا تأخذون شواربكم ، ولا تستاكون ؟ ثم قرأ: ( وما نتنزل إلا بأمر ربك) إلى آخر الآية. وقد قال الطبراني: حدثنا أبو عامر النحوي ، حدثنا محمد بن إبراهيم الصوري ، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا إسماعيل بن عياش ، أخبرني ثعلبة بن مسلم ، عن أبي كعب مولى ابن عباس ، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن جبريل أبطأ عليه ، فذكر ذلك له فقال: وكيف وأنتم لا تستنون ، ولا تقلمون أظفاركم ، ولا تقصون شواربكم ، ولا تنقون رواجبكم.
وما كان ربك نسيا مزخرفه مناسبة الايه
فإنه مطاوع نزل- بالتشديد-، يقال: نزلته فتنزل، إذا حدث النزول على مهل وتدرج. وقد يطلق التنزيل بمعنى النزول مطلقا، إلا أن المناسب هنا هو المعنى الأول. والآية الكريمة حكاية لما قاله جبريل للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فقد ذكر كثير من المفسرين أن الوحى احتبس عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم لفترة من الوقت بعد أن سأله المشركون أسئلة تتعلق بأصحاب الكهف. وبذي القرنين وبالروح، حتى قال المشركون: إن رب محمد صلّى الله عليه وسلّم قد قلاه- أى: أبغضه وكرهه- فلما نزل جبريل على النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد فترة من غياب- قيل خمسة عشر يوما وقيل أكثر قال له: يا جبريل احتبست عنى حتى ساء ظني واشتقت إليك فقال له جبريل: إنى كنت أشوق ولكني عبد مأمور، إذا بعثت جئت، وإذا حبست احتبست، وأنزل الله- تعالى- هذه الآية وسورة الضحى». وقال الآلوسى: «ولا يأبى ما تقدم في سبب النزول ما أخرجه أحمد، والبخاري والترمذي، والنسائي، وجماعة، في سببه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لجبريل: ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ فنزلت: وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ.. لجواز أن يكون صلّى الله عليه وسلّم قال ذلك في محاورته السابقة- أيضا-، واقتصر في كل رواية على شيء مما وقع في المحاورة... ».
وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ۖ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) ذُكر أن هذه الآية نـزلت من أجل استبطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم جبرائيل بالوحي، وقد ذكرت بعض الرواية ، ونذكر إن شاء الله باقي ما حضرنا ذكره مما لم نذكر قبل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنا عبد الله بن أبان العجلي، وقبيصة ووكيع; وحدثنا سفيان بن وكيع قال: ثنا أبي، جميعا عن عمر بن ذرّ، قال: سمعت أبي يذكر عن سعيد بن جيبر، عن ابن عباس، أن محمدا قال لجبرائيل: " ما يَمْنَعُكَ أنْ تَزُورَنا أكْثرَ مِمَّا تَزُورُنا " فنـزلت هذه الآية ( وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) قال: هذا الجواب لمحمد صلى الله عليه وسلم. حدثني محمد بن معمر، قال: ثنا عبد الملك بن عمرو، قال: ثنا عمر بن ذرّ ، قال: ثني أبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لجبرائيل: مَا يَمْنَعُكَ أنْ تَزُورَنا أكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟ فنـزلت ( وَمَا نَتَنزلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ) ".