أيها الأحبة: كان عمرو بن العاص واليًا على مصر في زمن عمر بن الخطاب، فجاء رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين، عائذ بك من الظلم، فقال عمر: عذت معاذًا، قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط ويقول: أنا ابن الأكرمين، لماذا يضربه؟ فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم، ويقدم بابنه معه، فقدم، فقال عمر: أين المصري؟ ثم قال: خذ السوط فاضرب، فجعل المصري يضرب ابن عمرو بالسوط، ويقول عمر: اضرب ابن الأكرمين. قال أنس: فضرب والله، فما أقلع عنه حتى تمنّينا أن يرفع عنه، ثم قال عمر لعمرو -رضي الله عنهما-: " منذ كم تعبّدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارً ؟! ". سيرة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- - ملتقى الخطباء. قال: يا أمير المؤمنين، لم أعلم، ولم يأتني. تلك هي عدالة عمر، وتلك مقولته الخالدة: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟!. وتستمر مسيرة عمر الخالدة، ويدخل عام الرمادة سنة ثماني عشرة للهجرة، فيقضي على الأخضر واليابس، يموت الناس جوعًا، فحلف عمر أن لا يأكل سمينًا حتى يرفع الله الضائقة عن المسلمين، وضرب لنفسه خيمة مع المسلمين حتى يباشر بنفسه توزيع الطعام على الناس، وكان يبكي ويقول: آلله يا عمر، كم قتلت من نفس؟ وهل قتل عمر أحدًا؟!
- سيرة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- - ملتقى الخطباء
- حديث: أمرنا أن نخرج العواتق والحيض في العيدين
سيرة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- - ملتقى الخطباء
سيرة الفاروق عمر بن الخطاب كاملة رضي الله عنه.. من الطفولة للممات - YouTube
[٤]
المراجع
↑ "حياة عمر بن الخطاب في الجاهلية" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2018. بتصرّف. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8/60، إسنادة صحيح. ↑ "عمر بن الخطاب ـ الفاروق" ،. اطّلع عليه بتاريخ 20-6-2018. بتصرّف
↑ "مبايعة عمر بن الخطاب بالخلافة" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 20-6-2018. بتصرّف.
حديث: أُمرنا أن نُخرج العواتق والحُيض في العيدين
عن أم عطية رضي الله عنها قالت: "أُمرنا أن نُخرج العواتق والحُيض في العيدين، يشهدن الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحُيض المُصلى"؛ متفق عليه. المفردات:
أم عطية: هي نُسيبة بنت كعب، ويقال بنت الحارث، الأنصارية، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمر رضي الله عنه، وروى عنها أنس بن مالك رضي الله عنه، قال ابن عبدالبر: كانت تغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تُمرض المرضى وتداوي الجرحى، شهدت غسل ابنة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان جماعةٌ من الصحابة وعلماء التابعين بالبصرة يأخذون عنها غسل الميت، ونُسيبة بضم النون، وضبطها ابن ماكولا بفتح النون. أمرنا؛ أي: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي رواية للبخاري: أمرنا نبينا. العواتق: جمع عاتق، ويطلق على البنت في أول بلوغها، أو التي لم تتزوج، أو التي بين الإدراك والتعنيس. الحُيض: جمع حائض، وهي التي عليها الحيض فعلا. حديث: أمرنا أن نخرج العواتق والحيض في العيدين. يشهدن؛ أي: يحضُرن. الخير ودعوة المسلمين: يعني ذكر الله ومراسم الصلاة والوعظ والإرشاد، ويشتركن في الدعاء والتكبير سرا. ويعتزل الحُيض المصلى؛ أي: تجلس ذوات الحيض قريبا من المصلى ولا يصلين؛ لأن الحائض ممنوعة من الصلاة.
حديث: أمرنا أن نخرج العواتق والحيض في العيدين
[٤]
عن عبدالله بن السائب: "شَهِدْتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ العيدَ، فلمَّا قضَى الصَّلاةَ قالَ: إنَّا نخطُبُ، فمَن أحبَّ أن يجلِسَ للخُطبةِ فلْيجلِسْ، ومَن أحبَّ أن يُذهِبَ فليَذهَبْ". [٥]
عن أمِّ عطية أنَّها قالت: "أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا". [٦]
عن أبي هريرة أنَّه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرجَ إلى العيدينِ رجعَ في غيرِ الطريقِ الذي خرجَ منهُ". [٧]
عن أنس بن مالك أنَّه قال: "كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ". [٨]
عن جابر بن سمرة أنَّه قال: "صَلَّيْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ العِيدَيْنِ، غيرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ، بغيرِ أَذَانٍ وَلَا إقَامَةٍ".
الثالث: أن الخطبة تكون بعد الصلاة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كانَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَ أَبُو بكر و عُمَر يُصَلُّونَ العِيديْنِ قَبْلَ الخُطْبة) متفق عليه. يدل هذا الحديث على أن صلاة العيد تكون قبل الخطبة، بخلاف صلاة الجمعة، فإنها تكون بعد الخطبة. الرابع: أنها ركعتان، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: (أنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم صَلى يَوْمَ العيدِ رَكْعَتَيْنِ، لمْ يُصَل قَبْلَهُمَا ولا بَعْدهُما) متفق عليه. يدل هذا الحديث على أن صلاة العيد ركعتان، كما يدلّ على عدم مشروعية النافلة قبلها ولا بعدها في موضع أدائها. الخامس: أنه يستحبّ صلاة ركعتين في المنزل بعدها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لا يُصَلِّي قَبْلَ الْعِيدِ شَيْئاً، فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ) رواه ابن ماجه بإسناد حسن. يدل هذا الحديث على استحباب صلاة ركعتين في المنزل بعد صلاة العيد. السادس: في الخروج إلى المصلّى، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالأَضْحَى إلَى الْمُصَلَّى، وَأَوَّلُ شَيْء يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاةُ، ثُمّ يَنْصَرِفُ فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ -وَالنَّاسُ عَلَى صُفُوفِهِمْ- فَيَعِظُهُمْ وَيَأْمُرُهُمْ) متفق عليه.