ثم بعد تلك الصحة والفرح ينـزل به هادم اللذات، ثم يكون جثة هامدة، يفقد القوى، ويفقد الصحة، ولا يستأنس بأحد: وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ [ق:19]. نعم. ألا تخشع القلوب، ألا تَهْمُل العيون بالدمع وهي ترى إنساناً قد استفحل به المرض، ولم يعد الطبيب والدواء يفيد به؟ ترى ذلك عند قرب الموت، يستشعر الندم على ما مضى وفات من التفريط والإهمال، وقد نزل به ملك الموت وتغير اللون وغارت العينان ومال العنق والأنف، وذهب الحُسن والجمال، وخَرُس اللسان، وصار لا ينطق بالكلام، وصار بين أهله وأصدقائه ينظر ولا يفعل، ويسمع ولا ينطق، إنها جثة هامدة. كيف لا تخشع القلوب ولا تدمع العيون ونحن نرى تلك الجثث يا عباد الله؟! صار يقلب بصره في من حوله من الأولاد والأهل والأقارب؟ ألا ترحمه يا عبد الله! عبدالله بن حماد الرسي. وهو يقلب بصره فيمن حوله من الأهل والأولاد، وهم كذلك ينظرون ما يقاسيه من كرب السياط، وشدة السكرات؟ ولكنهم عن إنقاذه عاجزون، يقول تعالى: فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ [الواقعة:83-85].
عبدالله بن حماد الرسي
جميع الحقوق محفوظة 1998 - 2022
القرآن الكريم
علماء ودعاة
القراءات العشر
الشجرة العلمية
البث المباشر
شارك بملفاتك
Update Required
To play the media you will need to either update your browser to a recent version or update your Flash plugin. الصوتيات
عبد الله حماد الرسي
عدد المواد: 186
التــصنـيــف:
1201462
1709495
1154
مفضلة
احوال الناس فى البرزخ
والتفت الساق بالساق
قصة هود عليه السلام
عقيدة التوحيد
الوعيد للمصورين
التعرف على الله في الرخاء
الأضحية
الاتحاد وجمع الكلمة
احذروا الفتن
تذكروا قصة الثلاثة
تذكَّروا
أهوال يوم المحشر
أيها الشاب عد إلى ربك
إلى متى تذكروا
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
حافظوا على نسائكم
وصف النار
أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات
دعاة القبور
قصة وعبر
الزواج والمهور
صلاة الجماعة
تحريم الربا
اتقوا الله واشكروا النعم
وداعاً شهر رمضان
من أسباب دخول النار
لا تأمنوا
ماذا بعد الموت! حياة عمر بن الخطاب
التحذير من ترك الصلاة
1 2 3 4 5 6 7
مكتبتك الصوتية
اسم المستخدم:
كـلـــمـة الـمـــــرور:
استرجاع الرمز السري
تسجيل عضو جديد
إعادة تفعيل حساب
ختمة لايف
نفحات رمضان
المزيد من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر
الأكثر استماعا لهذا الشهر
عدد مرات الاستماع
3038269177
عدد مرات الحفظ
728599770
ثم إن هذه الآية على صلة وارتباط بآية أخرى في سورة النساء، وهي قوله تعالى: { ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} (النساء:32) وسبب نزول هذه الآية – فيما رويَ – أن أمَّ سلمة رضي الله عنها، قالت: يا رسول الله، تغزو الرجال ولا نغزو، وإنما لنا نصف الميراث! فنزلت: { ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} رواه الترمذي. في ضلال آية "والله فضل بعضكم على بعض في الرزق" - مجتمع رجيم. قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: نهى الله سبحانه أن يتمنى الرجل مال فلان وأهله، وأَمَر عباده المؤمنين أن يسألوه من فضله. وقال الطبري في معنى الآية: ولا تتمنوا – أيها الرجال والنساء – الذي فضل الله به بعضكم على بعض من منازل الفضل ودرجات الخير، وليرضَ أحدكم بما قسم الله له من نصيب، ولكن سلوا الله من فضله. واعلم – أيها القارئ الكريم – أنه بسبب جهل بعض الناس بهذه السُّنَّة الكونية، دخل عليهم من الحسد والبلاء ما لا يحيط به قول ولا وصف، ولو قَنَع الناس بهذه السُّنَّة واستحضروها في تعاملهم ومعاملاتهم لكان أمر الحياة أمرًا آخر؛ أمَا وقد أعرض البعض عن فطرة خالقهم، ولم يسلموا ويستسلموا لِمَا أقامهم عليه، فقد عاشوا معيشة ضنكًا، وخسروا الدنيا قبل الآخرة. نسأل الله الكريم أن يرزقنا القناعة والرشاد والسداد في الأمر كله.
في ضلال آية &Quot;والله فضل بعضكم على بعض في الرزق&Quot; - مجتمع رجيم
ومع هذا كُلِّه، فينبغي للمؤمن أنْ يحزنَ لفواتِ الفضائل الدينية، ولهذا أُمِرَ أنْ ينظر في الدين إلى مَنْ فوقَه، وأنْ يُنافِسَ في طلب ذلك جهده وطاقته، كما قال تعالى (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمتَنَافِسُونَ).
في رحاب قوله تعالى: { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق }
لأن خالق الإنسان هو أعلم به, وهو الذي بعدله يقدر أرزاق البشر. والدليل على ذلك قوله عز وجل. وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ الشورى –27
مما تقدم نستنتج أن التفضيل, لا يعني الظلم, بل العدل للأسباب التالية
إن سعي الإنسان للرزق متفاوت, وكسبهم نتيجة ذلك متفاوت. في رحاب قوله تعالى: { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق }. ومن جهة أخرى إن استعداد الإنسان لتحصيل الرزق من علم ومعلومات وخبرات مكتسبة بالجهد محصلة من الأباء متفاوت أيضاً ويترتب عليه تفاوتهم في الرزق. فلسفة الدين أو القرآن في هذا السياق, تقول أنه لو كان الناس كلهم أغنياء لتوقفت الحياة وتوقف الناس عن العمل وعمارة الأرض التي هي هدف الوجود على الأرض بعد العبادة. لهذا يهب الله عز وجل الرزق بقدر, القصد هو دفع الناس لتحصيله باستمرار فيعمر بذلك الأرض بسعي من فيها في شتى المجالات. ومن هنا كانت حكمة التفضيل. لكن الرازق هو الله عز وجل بسط الرزق لبعض من عباده, وأرفق ذلك با لشرع, لهذا لا يمكننا أن نجتزأ موضوع التفضيل من سياقات القرآن ومقاصده, دون البحث والتدبر في آيات الشرع التي أعطت للعدل الإلهي على الأرض بعداً يتحقق من خلاله القسط والعدل والمساواة بين الناس, ذلك لأن القرآن يعتبر وحدة متكاملة.
والله فضل بعضكم على بعض في الرزق
قال الشوكاني عند تفسير هذه الآية: " فجعلكم متفاوتين فيه - أي الرزق - فوسَّع على بعض عباده، حتى جعل له من الرزق ما يكفي ألوفًا مؤلَّفة من بني آدم، وضيَّقه على بعض عباده حتى صار لا يجد القوت إلا بسؤال الناس والتكفف لهم، وذلك لحكمة بالغة تقصر عقول العباد عن تعقلها والاطلاع على حقيقة أسبابها؛ وكما جعل التفاوت بين عباده في المال، جعله بينهم في العقل والعلم والفهم، وقوة البدن وضعفه، والحسن والقبح، والصحة والسقم، وغير ذلك من الأحوال". وعلى هذا فمعنى الآية: أن الله سبحانه - لا غيره - بيده رزق عباده، وإليه يرجع الأمر في تفضيل بعض العباد على بعض، ولا يسع العبد إلا الإقرار بذلك والتسليم لما قدره الله لعباده من غير أن يعني ذلك عدم السعي وطلب الرزق والأخذ بالأسباب فهذا غير مراد من الآية ولا يُفهم منها، ناهيك عن أن هذا الفهم يصادم نصوصًا أُخر تدعوا العباد إلى طلب أسباب الرزق، وتحثهم على السعي في تحصيله قال تعالى: { فإذا قُضيتِ الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} (الجمعة:10) وفي الحديث: ( اعملوا فكل ميسر لما خُلق له) متفق عليه والنصوص في هذا المعنى كثيرة.
﴿واللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكم عَلى بَعْضٍ في الرِّزْقِ فَما الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أيْمانُهم فَهم فِيهِ سَواءٌ أفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾
هَذا مِن الِاسْتِدْلالِ عَلى أنَّ التَّصَرُّفَ القاهِرَ لِلَّهِ تَعالى، وذَلِكَ أنَّهُ أعْقَبَ الِاسْتِدْلالَ بِالإحْياءِ والإماتَةِ، وما بَيْنَهُما مِن هَرَمٍ بِالِاسْتِدْلالِ بِالرِّزْقِ. ولَمّا كانَ الرِّزْقُ حاصِلًا لِكُلِّ مَوْجُودٍ بُنِيَ الِاسْتِدْلالُ عَلى التَّفاوُتِ فِيهِ بِخِلافِ الِاسْتِدْلالِ بِقَوْلِهِ تَعالى ﴿واللَّهُ خَلَقَكم ثُمَّ يَتَوَفّاكُمْ﴾ [النحل: ٧٠].