دعاء التخلص من الغيبة والنميمة
عند وقوع المرء بالغيبة والنميمة تلزمه التوبة، والاستعانة بالله -تعالى- على ترك الغيبة والنميمة، ومن الأدعية المناسبة أدعية مأثورة وغير مأثورة:
(اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا). [١]
اللهمّ اكفني شرّ الغيبة والنميمة يا رب العالمين. اللهم أعنّي على ترك الغيبة والوقوع بأعراض الناس يا رحمن يا رحيم. دعاء التوبة من الغيبة والنميمة. اللهم إني تُبْت إليك من ذنب الغيبة والنميمة، فاقبل توبتي واصفح عنّي يا رب العالمين. اللهم اكفني شرّ مجالس الغيبة، وأبعدني عنها وعمّن اعتاد عليها، واسترنا بسترك يا حي يا قيوم. اللهم كلّ من وَقَعْتُ في غيبته اغفر له وارحمه، واحفظه في دينه، وبارك له في دنياه يا رب العالمين. دعاء التوبة من الغيبة والنميمة
هذه أدعية مناسبة لمن هداه الله -تعالى- للتوبة من الغيبة والنميمة، وبعضها أدعية واردة في القرآن الكريم:
( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
- التوبة من الغيبة والنميمة - إسلام ويب - مركز الفتوى
- كيفية التوبة من الغيبة - إسلام ويب - مركز الفتوى
- التوبة من الغيبة - فقه
- قال تعالى (( وما يجحد بأياتنا إلا كل ختار كفور ))
- معنى كلمة خَتَّارٌ | المعجم العربي الجامع
- ما معنى ختار كفور - موقع محتويات
- تفسير سورة لقمان الآية 32 تفسير السعدي - القران للجميع
التوبة من الغيبة والنميمة - إسلام ويب - مركز الفتوى
التوبة من الغيبة تقتضي الكف عن الغيبة، والندم عليها، والعزم على عدم العود إليها، واستسماح من تمت غيبته، فإذا لم يوجد فليكثر من اغتاب من الاستغفار والدعاء. يقول فضيلة الدكتور عجيل النشمي أستاذ الشريعة بجامعة الكويت:
الغيبة أن يذكر إنسان بما يكره أن يذكر عنه من العيوب مع وجود هذه العيوب فيه، فإن ذُكر بعيوب ليست فيه فهذا من البهتان، وهو أشد من الغيبة، لأنه غيبة وبهت. والواجب في هذه الحال هو التوبة النصوح وتكون التوبة صحيحة إذا تم الإقلاع عن الغيبة وشعر بالندم، وعزم بإصرار على عدم تكرار هذه الغيبة، لا في من اغتابه ولا في غيره. التوبة من الغيبة - فقه. كما يجب عليه أن يذهب إلى من اغتابه ويخبره أنه أساء في حقه، وتكلم عنه بما لا يليق ويريد السماح منه، ويستحب لمن وقعت عليه الغيبة أن يسامح ليخلص من اغتابه من الإثم والمعصية، ويفوز هو بالثواب، ولا تتم التوبة ورفع إثم الغيبة إلا بعفو صاحب الغيبة عنها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كانت له مظلمة لأخيه من عرضة أو شيء فيتحلل منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحُمل عليه" (البخاري). إلا إذا كان الضرر وطلب العفو ممن تمت غيبته أشد فيمكن ذكره بنفس المكان الذي كان فيه الغيبة بكلام حسن واستغفار الله سبحانه وتعالى والتوبة إلى الله.
كيفية التوبة من الغيبة - إسلام ويب - مركز الفتوى
السؤال:
لها سؤال أخير تقول فيه: كنت في الماضي أغتاب في الناس، والآن تركت الغيبة، والحمد لله، فهل يتوب الله علي؟
الجواب:
نعم، من تاب تاب الله عليه، إذا تاب الإنسان توبة صادقة، مشتملة على الندم على الماضي، والإقلاع من الذنب، والعزم الصادق ألا يعود إليه؛ تاب الله عليه، كما قال سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31] وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [التحريم:8].
التوبة من الغيبة - فقه
عباد الله: ألا وإن من أعظم الموبقات وأقبح الجرائم الغيبة، وهي أن يذكر المسلم أخاه في غيبته بما فيه مما يكرهه، وسواء كان ذلك في بدنه أو دينه أو دنياه، أو في خُلُقه أو خَلْقه أو ماله أو ولده أو والده، ويستوي في التحريم أن تكون الغيبة باللفظ أو الكتابة أو الرمز أو الإشارة، قال -جل وعلا- ناهيًا عبادَه عن هذه الخصلة الذميمة: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا)[الْحُجُرَاتِ: 12]، وقد فسَّر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ذلك بقوله: " أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. كيفية التوبة من الغيبة - إسلام ويب - مركز الفتوى. قال: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يكره، قال: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبتَه، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتَه " (رواه مسلم). فاتق الله -أيها المسلم- واعلم أن أعراض المسلمين مصونة في الإسلام، فاحذر من أن تذكر أحدًا في غيبته، بما لا يحب أن يذكر به بما يسوؤه ويعاب به، قال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا " (متفق عليه). فيا من أطلقتَ للسانِكَ العنان في أعراض المسلمين تذكر ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنها- وعن أبيها، قالت: "قلتُ للنبي -صلى الله عليه وسلم-: حسبُكَ من صفية كذا وكذا -قال بعض الرواة: يعني أنها قصيرة- فقال عليه الصلاة والسلام: لقد قلتِ كلمةً لو مُزِجَتْ بماء البحر لمزجَتْه ، قالت: وحكيتُ لها إنسانا فقال: ما أُحِبُّ أن حكيتَ إنسانا وأن لي كذا وكذا " (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح"، قال النووي: "هذا الحديث من أعظم الزواجر عن الغيبة، أو أعظمها وما أعلم شيئا من الأحاديث بلغ في ذمها هذا المبلغ").
ويمكنك مطالعة شروط التوبة المقبولة في الفتوى: 5450 ، وبيان أنها حماية من القنوط في الفتوى: 2969 ، كما يمكنك الاستزادة حول تحلل المرء من الذين اغتابهم وأقوال العلماء في ذلك في الفتوى رقم: 66515. وما ذكرناه من التوبة بشروطها هو الحل للتخلص من تبعات الغيبة، وليس من شروط توبتك التصدق عنهم، ولكن أكثري أنت من فعل الحسنات فإن الله يقول: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود: 114} والله أعلم.
فلا تيأسي من رب غفور رحيم، قال في كتابه: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً {النساء:110}
وأنت قد ندمت على ذلك، والندم هو الركن الأعظم للتوبة؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: النَّدَمُ تَوْبَةٌ. رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني. والواجب عليك لتصح توبتك أمور وهي: الإخلاص فتقصدي بتوبتك وجه الله، وأن تتركي الذنب، وأن تندمي على ما فعلت ، وأن تعزمي على عدم الرجوع إليه. وإذا كان الذنب فيه حق لأحد من العباد كالغيبة فيجب على التائب أن يتحلل من صاحب الحق، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْه. رواه البخاري. ووجوب التحلل هذا مشروط بما إذا لم يؤد إلى مفسدة عظمى كالمهاجرة والشقاق، وفي حالتك إذا خفت من وقوع مفسدة بينك وبين أهل زوجك إذا طلبت منهم المسامحة وكانوا لا يعلمون بغيبتك لهم، فلا تخبريهم بذلك ولكن تلطفي معهم وحاولي أن تستسمحيهم مسامحة عامة.
حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: ( وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور) قال: الختار: الغدار ، كما تقول: غدرني. حدثنا ابن وكيع قال: ثنا أبي ، عن مسعر قال: سمعت قتادة قال: الذي يغدر بعهده. قال: ثنا المحاربي ، عن جويبر ، عن الضحاك قال: الغدار. قال: ثنا أبي: عن الأعمش ، عن شمر بن عطية الكاهلي ، عن علي رضي الله عنه قال: المكر غدر ، والغدر كفر.
قال تعالى (( وما يجحد بأياتنا إلا كل ختار كفور ))
كَما قالَ تَعالى ﴿مِنهم أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وكَثِيرٌ مِنهم ساءَ ما يَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: ٦٦]. والجاحِدُ الكَفُورُ: هو المُفْرِطُ في الكُفْرِ والجَحْدُ. والجُحُودُ: الإنْكارُ والنَّفْيُ، وتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿ولَكِنَّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾ [الأنعام: ٣٣] في سُورَةِ الأنْعامِ. معنى كلمة خَتَّارٌ | المعجم العربي الجامع. وعُلِمَ أنَّ هُنالِكَ قِسْمًا ثالِثًا وهو المُوقِنُ بِالآياتِ الشّاكِرُ لِلنِّعْمَةِ وأُولَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ قالَ في سُورَةِ فاطِرَ ﴿فَمِنهم ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنهم مُقْتَصِدٌ ومِنهم سابِقٌ بِالخَيْراتِ﴾ [فاطر: ٣٢] وهَذا الِاقْتِصارُ كَقَوْلِ جَرِيرٍ:
؎كانَتْ حَنِيفَةُ أثْلاثًا فَثُلْثـُهُـمُ مِنَ العَبِيدِ وثُلْثٌ مِن مَوالِيها
أيْ والثُّلْثُ الآخَرُ مِن أنْفُسِهِمْ. والخَتّارُ: الشَّدِيدُ الخَتْرِ، والخَتْرُ: أشَدُّ الغَدْرِ. وجُمْلَةُ وما يَجْحَدُ إلى آخِرِها تَذْيِيلٌ لِأنَّها تَعُمُّ كُلَّ جاحِدٍ سَواءٌ مَن جَحَدَ آيَةَ (p-١٩٢)سَيْرِ الفُلْكِ وهَوْلِ البَحْرِ ويَجْحَدُ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ بِالنَّجاةِ ومَن يَجْحَدُ غَيْرَ ذَلِكَ مِن آياتِ اللَّهِ ونِعَمِهِ، والمَعْنى: ومِنهم جاحِدٌ بِآياتِنا.
معنى كلمة خَتَّارٌ | المعجم العربي الجامع
[4]
شاهد أيضًا: الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي
الحجود بنعم الله
إنَّ الذي يجحد نعم الله -عزَّ وجلَّ- يعدُّ ظالمًا، ولن يغني عنه سمعه ولا بصره، ولا فؤاده، وكأنّه حرم نفسه من نعمة الله الّتي أنعم الله بها، والنّتيجة الحتميّة للجحود هي الخلود في النّار وفوق ذلك فإنّهم أعداء لله فاستحقّوا بذلك الوعيد الشّديد الوارد في قوله تعالى: {ذَٰلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ ۖ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}. [5] [6]
شاهد أيضًا: معنى كلمة سنة في آية الكرسي
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام مقال ما معنى ختار كفور ؟ والذي تمَّت في الإجابة على السؤال المطروح وذكر أقوال المفسرون في معناها والذي يدور حول الغدر والجحود، كما تمَّ ذكر موضع هذه الجملة في القرآن الكريم، وبيان تفسير الآية الكريمة، وفي الختام تمَّ بيان عقوبة الجاحد بآيات الله -عزَّ وجلَّ-. المراجع
^
لقمان: 32
^, تفسير الطبري, 25/4/2021
^, مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف) - وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ, 25/4/2021
فصلت: 28
نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، مجموعة من المؤلفين، ص4328,, 25/4/2021
ما معنى ختار كفور - موقع محتويات
ذكر تعالى حال الناس، عند ركوبهم البحر، وغشيان الأمواج كالظل فوقهم، أنهم يخلصون الدعاء [للّه] والعبادة: { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ} انقسموا فريقين: فرقة مقتصدة، أي: لم تقم بشكر اللّه على وجه الكمال، بل هم مذنبون ظالمون لأنفسهم. وفرقة كافرة بنعمة اللّه، جاحدة لها، ولهذا قال: { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ} أي غدار، ومن غدره، أنه عاهد ربه، لئن أنجيتنا من البحر وشدته، لنكونن من الشاكرين، فغدر ولم يف بذلك، { كَفُور} بنعم اللّه. فهل يليق بمن نجاهم اللّه من هذه الشدة، إلا القيام التام بشكر نعم اللّه؟
تفسير سورة لقمان الآية 32 تفسير السعدي - القران للجميع
ثانياً: معرفة ما يكره الله ويسخط عنه من المعاصي والذنوب والآثام ونتركها ونتجنبها. [ثانياً: تقرير عقيدة البعث والجزاء]. (تقرير عقيدة البعث والجزاء)، الملاحدة، العلمانيون البلاشفة الشيوعيون، المعبوث بعقولهم، من قبل اليهود لا يؤمنون بالدار الآخرة أبداً، ولا يسألون: لِم خلقوا ومن خلقهم، فإذا سألوا عرفوا الذي خلقهم وهو الذي يخلقهم مرة ثانية ويوجدهم في مكان آخر، وقد قررنا معاشر المستمعين والمستمعات! أن القلب الذي يخلو من اعتقاد البعث الآخر والحياة الثانية والجزاء هذا القلب ميت، وصاحبه شر الخلق ولا يؤمل فيه ولا يرجى منه شيء ولا يؤمن على شيء أبداً فإنه شر الخليقة. أقول: إن القلب الذي لا يؤمن بالبعث الآخر، وبالدار الآخرة، وبالجزاء يوم القيامة، صاحب هذا القلب شر الخلق والله لشر من الخنازير والقردة ولا يوثق فيه ولا يعول عليه ولا يؤمن جانبه أبداً. وأزيدكم لطيفة أخرى، فالذين ينغمسون في الذنوب والآثام مرد ذلك إلى ضعف عقيدتهم في لقاء الله، والله العظيم، لو صدقت عقيدتهم واتضحت لهم والله لا يقوى أحدهم على أن يقول كلمة باطلة، فكيف يذبح أخاه أو يسلب ماله؟ إذا ضعفت عقيدة الإيمان بيوم القيامة يضعف إيمان العبد ويضعف عمله الصالح، وإذا انعدمت وأصبح لا يؤمن بيوم القيامة ويسخر من هذا اليوم فهذا شر البرية والعياذ بالله تعالى ولا يوثق فيه ولا يعول عليه ولا يؤمن جانبه.
وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32) ثم قال: ( وإذا غشيهم موج كالظلل) أي: كالجبال والغمام ، ( دعوا الله مخلصين له الدين) ، كما قال تعالى: ( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه) [ الإسراء: 67] ، وقال ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين) [ العنكبوت: 65]. ثم قال: ( فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد) قال مجاهد: أي كافر. كأنه فسر المقتصد هاهنا بالجاحد ، كما قال تعالى: ( فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) [ العنكبوت: 65]. وقال ابن زيد: هو المتوسط في العمل. وهذا الذي قاله ابن زيد هو المراد في قوله: ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) [ فاطر: 32] ، فالمقتصد هاهنا هو: المتوسط في العمل. ويحتمل أن يكون مرادا هنا أيضا ، ويكون من باب الإنكار على من شاهد تلك الأهوال والأمور العظام والآيات الباهرات في البحر ، ثم بعدما أنعم عليه من الخلاص ، كان ينبغي أن يقابل ذلك بالعمل التام ، والدؤوب في العبادة ، والمبادرة إلى الخيرات.