ماهو الظلم ؟
الظلم هو: مجاوزة الحد ووضع الشيء في غير موضعه والجور
وهو شائعٌ جدًا بين الناس، على الرغم من أنّ حكمه ( حرام)،
وهو محرمٌ في الكتاب والسّنة والإجماع والعقل والقياس،
ولا يُمكن أن يكون مبرراً أو مقبولاً بأي حالٍ من الأحوال،
إذ يقول الله تعالى في محكم التنزيل:" وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِينًا "
كما يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: " إيَّاكُم والظُّلمَ فإنَّ الظُّلمَ ظلُماتٌ يومَ القيامةِ ". لظلم من الكبائر القبيحة والذنوب الكبيرة، ولهذا فإنّ عاقبته وخيمة؛ لأنّه من المعاصي التي تستوجب عقاب الله تعالى، إذ يقول الله تعالى في محكم التنزيل: " وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً "،
ويقول الله تعالى: " وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ "
دعاء العدو الظالم وقل الناصر
عموماً يلجأ المسلم في وقت الشدة إلى ربه بالدعاء، والتوكل عليه في قضاء حوائجه، ومن بين هذه الأدعية دعاء رفع جور الظالم ورد القهر، والدعاء على العدو المتسلط، وهي كلها من الأدعية المستجابة وفيها البركة وإنزال الحق، وتحقيق العدل، ونحن في خضم هذه المقالة سوف نتناول دعاء النصر على الظالم وأقوى دعاء لهلاك العدو.
" حسبي الله ونعم الوكيل " وتوكيل المظلوم أمره لله عز وجل
وإنّي لأعلم يا رب أنّ لك يوماً تنتقم فيه من الظالم للمظلوم، وأتيقّن
أنّ لك وقتاً تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب، ولا يخرج عن قبضتك أحد، ولا تخاف فوت فائت،
ولكن ضعفي يبلغ بي على أناتك وانتظار حلمك، فقدرتك يا ربّي فوق كلّ قدرة،
وسلطانك غالب على كلّ سلطان، ومعاد كلّ أحد إليك وإن أمهلته، ورجوع كلّ ظالم إليك وإن أنظرته. يا ربّ إنّي أحبّ العفو لأنك تحبّ العفو، فإن كان في قضائك النافذ وقدرتك الماضية
أن ينيب أو يتوب، أو يرجع عن ظلمي أو يكفّ مكروهه عنّي، وينتقل عن عظيم ما ظلمني به،
فأوقع ذلك في قلبه السّاعة الساعة وتب عليه واعفُ عنه يا كريم. دعاء العدو الظالم باسمه. "يا ربّ إن كان في علمك به غير ذلك، من مقام على ظلمي، فأسألك يا ناصر المظلوم
المبغي عليه إجابة دعوتي، فخذه من مأمنه أخذ عزيزٍ مقتدر، وأفجئه في غفلته، مفاجأة مليك منتصر،
واسلبه نعمته وسلطانه، وأعره من نعمتك التي لم يقابلها بالشكر،
وانزع عنه سربال عزّك الذي لم يجازه بالإحسان، واقصمه يا قاصم الجبابرة، وأهلكه يا مهلك القرون الخالية، وأخذله يا خاذل الفئات الباغية. " "اللهمّ أرغم أنفه، وعجّل حتفه، ولا تجعل له قوّة إلاّ قصمتها، ولا كلمة مجتمعة إلا فرّقتها،
ولا قائمة علوّ إلاّ وضعتها، ولا ركناً إلاّ وهنته، ولا سبباً إلاّ قطعته. "
11-27-2011
مع القرآن الكريم: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
مع القرآن الكريم: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ... }
بعد أن بيّن الله في الآيات السابقة أن الكتاب من عند الله حقاً وأنه لا ريب فيه، وبعد أن بيّن سبحانه حال الذين اهتدوا به واتقوا وأنهم من المفلحين، بيّن سبحانه في هاتين الآيتين حال الذين كفروا وأنه لا ينفع معهم إنذار، فالله قد ختم على قلوبهم. وكأن هذا جواب لسائل في حيرة من أمره، يسأل لماذا لم يهتدِ الذين كفروا، وذلك لأن العرب إن قالوا «إن عبد الله قائم» كان هذا جواباً لسائل عن قيام عبد الله وهو شاكّ فيه، وحيث إنَّ الله سبحانه بدأ بالآية الكريمة {إن الذين كفروا سواء} فهذا يكون على الوجه المذكور حسب اللغة وورود همزة التسوية مع أم يجعلهما مجردتين عن معنى الاستفهام لتحقيق الاستواء بين دخولهما أي أن الذين كفروا سواء أنذروا أم لم يُنذروا لا يؤمنون يستوي الحالان في ذلك. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحج - الآية 25. وهنا تظهر المسائل التالية:
1.
ما إعراب (سواء) في قوله تعالى: &Quot;إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون&Quot;؟
الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد ينصب المبتدأ ويرفع الخبر (الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محلّ نصب اسم إنّ. (كفروا) فعل ماض مبني على الضمّ، والواو ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (سواء) خبر مقدّم مرفوع. (على) حرف جرّ والهاء ضمير متّصل في محلّ جرّ بحرف الجرّ والميم حرف لجمع الذكور، والجارّ والمجرور متعلقان ب (سواء). الهمزة مصدريّة للتسوية (أنذر) فعل ماض مبني على السكون لاتّصاله بضمير الرفع والتاء ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل والهاء ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به والميم حرف لجمع الذكور (أم) حرف عطف معادل لهمزة التسوية (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تنذر) مضارع مجزوم و(هم) ضمير متّصل مفعول به. والمصدر المؤول من الهمزة والفعل في محل رفع مبتدأ مؤخّر أي سواء عليهم إنذارك لهم أم عدم إنذارك (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع والواو ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. وجملة: (إن الذين... وجملة: (كفروا... ) لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: (سواء عليهم... ) لا محلّ لها اعتراضية. وجملة: (أنذرتهم... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. وجملة: (لم تنذرهم... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي. إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم. وجملة: (لا يؤمنون... ) في محل رفع خبر (إنّ).
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحج - الآية 25
4- كفر الشك، بأن لا يجزم بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ولا بكذبه، بل يشكُّ في أمره، قال ابن القيم: "وهذا لا يستمر شكُّه إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسول صلى الله عليه وسلم جملةً". 5- كفر النفاق، وهو أن يُظهِر الإيمان بلسانه، وينطوي بقلبه على التكذيب، وهذا هو المنافق. والنوع الثاني من الكفر: الكفر الأصغر، الذي لا يضاد الإيمان بالكلية، ولا يُخرِج من الملة، ولا يخلد صاحبه في النار؛ وإنما يوجب استحقاق الوعيد، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((سِبابُ المسلم فسوقٌ، وقتاله كفر)) [2] ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض)) [3] ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في الأنساب، والنياحة على الميت)) [4]. ومن الكفر الأصغر: الرياء؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((أخوَفُ ما أخاف عليكم الشركُ الأصغر))، فسئل عنه فقال: ((الرياء)) [5]. ومنه كفر النعمة وعدم شكرها، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة البقرة - تفسير قوله تعالى " إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون "- الجزء رقم1. قوله: ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ﴾ [البقرة: 6]؛ أي: مستوٍ عليهم.
إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة البقرة - تفسير قوله تعالى " إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون "- الجزء رقم1
والهمزة في "أأنذرتهم" الأصل فيها الاستفهام، وهو هنا غير مراد، إذ المراد التسوية، و"أأنذرتهم" فعل وفاعل ومفعول. ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم. [ ص: 106] و"أم" هنا عاطفة وتسمى متصلة، ولكونها متصلة شرطان، أحدهما: أن يتقدمها همزة استفهام أو تسوية لفظا أو تقديرا، والثاني: أن يكون ما بعدها مفردا أو مؤولا بمفرد كهذه الآية، فإن الجملة فيه بتأويل مفرد كما تقدم، وجوابها أحد الشيئين أو الأشياء، ولا تجاب بـ"نعم" ولا بـ"لا". فإن فقد شرط سميت منقطعة ومنفصلة. وتقدر بـ(بل) والهمزة، وجوابها نعم أو لا، ولها أحكام أخر. و"لم"حرف جزم معناه نفي الماضي مطلقا خلافا لمن خصها بالماضي المنقطع، ويدل على ذلك قوله تعالى: ولم أكن بدعائك رب شقيا لم يلد ولم يولد وهذا لا يتصور فيه الانقطاع، وهي من خواص صيغ المضارع إلا أنها تجعله ماضيا في المعنى كما تقدم، وهل قلبت اللفظ دون المعنى، أم المعنى دون اللفظ؟ قولان أظهرهما الثاني، وقد يحذف مجزومها.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين-تفسير القرآن الكريم-01B-19
وفي هذا التعبير سمة من سمات الاعجاز القرآني فبدلا من الوصف المباشر بأن يقول: (أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) فقد أخبر بأنهم على هداية اشارة إلى قوة الاهتداء وتمكن المؤمن من الهداية. 2- لابد من تقرير هذه القاعدة التي هي من البديهيات والتي يحسن بطالب المعرفة أيّا كانت درجته أن يضعها نصب عينيه وهي: (إنّ كل ضمير يتصل باسم فهو في محل جر بالاضافة) بخلاف الضمير المتصل بالفعل فقد يكون فاعلا مثل: (يخادعون) فالواو فاعل وقد يكون مفعولا به كقوله تعالى: (فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً) فالضمير (هم) في محل نصب مفعول به. ولاستيفاء الفائدة، لابد من الاشارة إلى أنه لدى اعراب الضمير لابد من ذكر نوعه وبنائه ومحله من الاعراب. إن الذين كفروا سواء عليهم. 3- اختلف سيبويه والكسائي حول مادة (الناس) فذهب سيبويه إلى أنه من مادة (أنس) من الأنس واتجه الكسائي إلى أنه من مادة (نوس) من الحركة. وبما أن الإنسان تغلب عليه صفة الأنس ويكاد ينفرد بها عن سائر الحيوان في حين أنه يشترك في صفة الحركة مع جميع الأحياء ويعجزنا وجود بعض أصناف الحيوان أكثر حركة من الإنسان، ولهذا يبدو أن الحق في جانب (سيبويه) ولا نكون مجانبين الصواب إذا أخذنا برأيه دون رأي الكسائي فرجحنا أن اسم الإنسان هو من الأنس وليس من الحركة وهي (النوسان).. إعراب الآية رقم (6): {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6)}.
تفسير كلام الله.. ما قاله الإمام القرطبى فى &Quot;إن الذين كفروا سواء عليهم&Quot; - اليوم السابع
الثاني: أنَّ السَّمع مصدرٌ في أصله، والمصادر لا تُجمع، يقال: رَجُلان صَوْمٌ، ورجالٌ صَومٌ، فرُوعي الأصل؛ ومما يدلُّ على ذلك جمع الأذن في قوله: وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ [فصلت: 5]. الثالث: أن نُقدِّر مضافًا محذوفًا، أي: وعلى حواسِّ سمعهم.
تفسير قوله تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 6، 7]. عظَّم الله عز وجل كتابَه العزيز في مطلع السورة، وبيَّن أنه هدى للمتقين المتصفين بالصفات المذكورة، وأكَّد وحصر الهداية والفلاح فيهم، ثم ذكَرَ عز وجل الذين لم يهتدوا بالقرآن، ففاتَهم هدى ربِّهم وتوفيقُه. وهم قسمان: قوم أظهَروا الكفر، ذكَرَهم عز وجل بقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ ﴾ إلى قوله: ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ الآيتين [6، 7]، وقوم أظهَروا الإيمان وأبطَنوا الكفر، وهم المنافقون، ذكرهم بقوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 8] الآيات، إلى قوله: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 20]، وهكذا جاء تقسيم الناس في سورة النور إلى ثلاثة أقسام: مؤمنين، وكفار، ومنافقين.