البروفسور نيكول ب َ لّوز بايكر والبروفسور مارون خاطر*
يُمكِن تَعريف ال"كابيتال كونترول" على أنَّه مجموعة من التدابير التي تَهدُف إلى وَضع ضَوابط مؤقَّتة على رأس المال. لا بُدَّ أن يكون ال"كابيتال كونترول" إجراءً مؤقتًا إذ إنه يَتَعارض مع النظام الليبرالي الحُرّ ومع مبدَإِ حُريَّة حَرَكَة الأموال. يَمنَع ال"كابيتال كونترول" التحويلات بهدف المُضارَبَة (Speculative Transactions)، كما يُساعد على المحافظة على الاحتياطات بالعُملة الصَّعبة وعلى ضبط سِعر الصَّرف بفعلِ خَفض الطَّلب. ليس ال"كابيتال كونترول" أداةً لِمَنع التَّحويلات بالمُطلَق، ومِن غير الجائز استخدامه لتكبيل الاقتصاد وإغلاقه. الـ”كابيتال كونترول” في لبنان، مُحاولةُ انقلابٍ على الهَويَّة – أسواق العرب. في البلدان التي تَعتَمد نظام سعر صرفٍ ثابت، تُصبح السياسات النقديَّة بِحُكم المُعطَّلة. لِذَلك تَعمَدُ هذه البلدان إلى تَطبيق "كابيتال كونترول" بِهَدَف رَفع حساسيَّة الاستثمار في ظلّ تقلُّبات أسعار الفائدة لِتُصبِح بمستوىً أعلى من حساسيَّة رأس المال مِمَّا يَدفَع نَحو مُشاركة أوسع في عمليَّة النُّهوض بالاقتصاد. يُشَكِّل تَطبيق قانون الكابيتال كونترول في لبنان مسألة شائِكة لا بَل مُعضِلَة شَديدة التَّعقيد وهو لن يكون في أيِّ حال قادرًا على تَحقيق أهدافه النَظَريَّة والعَمَليَّة إن لم يأتِ في إطار خطة اقتصاديَّة شامِلَة.
اطار فارغ للتصميم فوتوشوب
البروفسور مارون خاطر، باحث في الشؤون الماليّة والاقتصاديّة
لا بُدَّ من أن يرتكز أي قانون كابيتال كونترول على "دراسة قطاعيّة" للحساب الجاري في ميزان المدفوعات بهدف تحديد تأثيره على مختلف القطاعات الإنتاجيّة. نُشير في هذا الإطار إلى سلسلة من الدراسات التي كُنّا قد أعددناها والتي أطلقنا من خلالها مفهوم "الكابيتال كونترول الذكي" Smart Capital Control (SCC) الذي يَعتَمِدُ في تحديدِه الاستثناءات على حاجات القطاعات الإنتاجيّة للاستيراد من أجل إعادة التصدير. الإطار الفارغ مع الحلي بجانبها, إطار جميل, الأعمال, فارغ PNG وملف PSD للتحميل مجانا | Printable paper, Frame, Paper. نلفتُ إلى أنَّ هذا المفهوم الجديد يَربطُ بين الضوابط على رأس المال وحقوق السحب الخاصّة SDRs والتي تُمعِنُ الدَّولة في استنزافها لتمويل الفساد. إلى جانب الدراسة القطاعيّة لِمُجمَل الحساب الجاري، من المُهِمّ جدّاً دراسة أحد أهم حسابات ميزان المدفوعات وهو حساب "الاستثمارات الخارجيّة" Foreign Direct Investments (FDI). نُشدِّد في هذا الإطار على أنَّ أي مشروع قانون يَمنَع خروج عائدات الاستثمارات أو يَضَع ضوابط على التدفقات النقديّة المتأتية من عائدات الصادرات إنّما يؤدي إلى هروب المُستثمرين وإلى تَحَوُّل رصيد هذا الحساب الى سالب. يُترجم ذلك عملياً بتقليص حَجم الاقتصاد وبتآكل الناتج المحلي. أخيراً، يَجِب أن تَشمل دراسة ميزان المدفوعات حساب "الأخطاء والإغفالات" Errors and Omissions Account وهو حِساب يَعتَمِدُهُ صُندوق النَّقد الدولي والبنك الدولي كمرتكز لِتَحديد حَجم التهريب، بواسطة صيَغ علميّة، كخطوة أولى على طريق مكافحته.
الأمر غريب ومدهش ومحير بالنسبة للمواطنين الذين ينظرون للأمور بمثالية شديدة، لكنه عادى جدا جدا بالنسبة للسياسيين الذين يرفعون شعار المصالح تتصالح، حتى لو كانت مع ألد الخصام. (163) قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ..} الآية:204 - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. بعد اغتيال الكاتب الصحفى السعودى خاشقجى فى قنصلية بلاده بإسطنبول فى أكتوبر 2018 شن الرئيس التركى أردوغان هجوما حادا على قادة المملكة العربية السعودية، واستعدى عليهم غالبية قادة العالم خصوصا أمريكا وأوروبا، ونفس الأمر حدث بين تركيا والإمارات، ورأينا أردوغان يوجه الانتقادات الدائمة للإمارات، ثم تمر الأيام ونرى أردوغان يزور الإمارات، ويستعد لزيارة السعودية خلال أيام. بعد كل هذه التطورات الدرامية، كيف يمكن تفسيرها وهل هى طبيعية أم متناقضة؟ تركيا حلمت بقيادة المنطقة، ودخلت فى صدامات صعبة مع مصر والسعودية والإمارات لسنوات طويلة خصوصا بعد عام 2011، وتبنت وجهة نظر جماعة الإخوان، وفعلت كل ما يمكن لإعادتها للمشهد السياسى، لكنها فشلت، بل وتلقى اقتصادها ضربات مؤلمة جعلت معدل التضخم يرتفع لمستويات قياسية، وعملتها تنهار بشكل لم يحدث من قبل. المواطن العادى يتصور ويتوهم أن العلاقات السياسية مثل العلاقات العاطفية ينبغى أن تكون مبدئية ومثالية!!
(163) قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ..} الآية:204 - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
وعندما تقرأ {و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد اللهَ على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد}. فتذكر أنها قد نزلت في شخص بعينه، لكنه ليس شخصا قد ذهب، إنه شخص مرّ من هنا، إنه نموذج مكرر.. وأن الآية ليست فقط في التعامل الفردي، بل هي منطقية أكثر بل أكثر ظهوراً في المجال العام، حيث المرونة والليونة والتزلف إذا لمس من المؤمنين قوة، فتجد نعومة الحية وجلود الضأن.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة البقرة - الآية 204
وقال الله -تبارك وتعالى- أيضًا عن صفة المنافقين: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ فكلامهم حسن كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ [سورة المنافقون:4] فهم أشباح بلا أرواح، وجسوم بلا فهوم، يحضرون مجلس رسول الله ﷺ دون أن يفقهوا ما قال، فإذا خرجوا من عنده والوحي ينزل قالوا: مَاذَا قَالَ آنِفًا [سورة محمد:16] ويتساءلون: أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا [سورة التوبة:124] على سبيل السخرية، وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ [سورة البقرة:14]. فيُؤخذ من قوله: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا أنّ أخذ الناس في مقام الحكم والقضاء والفصل بين الخصوم لا يقبل فيه مجرد الدعاوى، فإن الإنسان قد يكون صاحب حجة وخصومة، ولسن، ولكنه مُبطل، ومن الخطأ في باب الخصومات أن يسمع الإنسان من طرف واحد، سواء كانت خصومة بين الزوجين، أو بين الأخوين، أو بين الجيران، أو المتبايعين، أو بين المدير ومن تحت يده، وبين الناس في أي أمر كان، فقد تسمع من الزوجة كلامًا فتقول: ما أحلمها!
وقيل: جمع خصم ، قاله الزجاج ، ككلب وكلاب ، وصعب وصعاب ، وضخم وضخام. والمعنى أشد المخاصمين خصومة ، أي هو ذو جدال ، إذا كلمك وراجعك رأيت لكلامه طلاوة وباطنه باطل. وهذا يدل على أن الجدال لا يجوز إلا بما ظاهره وباطنه سواء. وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم.