تفسير سورة الفاتحة للسعدي رحمه الله
تفسير الفاتحة للسعدي رحمه الله وهي مكية
{ 1 - 7} { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}
{ بِسْمِ اللَّهِ} أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى, لأن لفظ { اسم} مفرد مضاف, فيعم جميع الأسماء [الحسنى]. { اللَّهِ} هو المألوه المعبود, المستحق لإفراده بالعبادة, لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال. تفسير آية الكرسي للسعدي. { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء, وعمت كل حي, وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة, ومن عداهم فلهم نصيب منها. واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها, الإيمان بأسماء الله وصفاته, وأحكام الصفات. فيؤمنون مثلا, بأنه رحمن رحيم, ذو الرحمة التي اتصف بها, المتعلقة بالمرحوم. فالنعم كلها, أثر من آثار رحمته, وهكذا في سائر الأسماء.
- تفسير آية الكرسي للسعدي
- وكل في فلك يسبحون - YouTube
- “وكُل فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” | مساحة حرّة ضمن حدود الممكن elhanem
- قول الله تعالى ﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ - موقع الإمام المازري
- «كلٌّ في فلكٍ يسبحون»
تفسير آية الكرسي للسعدي
تفسير السعدي - اليوم الاول - سورة الفاتحة - YouTube
تفسير الفاتحة وهي مكية { 1 - 7} { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} { بِسْمِ اللَّهِ} أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى ، لأن لفظ { اسم} مفرد مضاف ، فيعم جميع الأسماء [ الحسنى]. { اللَّهِ} هو المألوه المعبود ، المستحق لإفراده بالعبادة ، لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال. { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء ، وعمت كل حي ، وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة ، ومن عداهم فلهم { [30]} نصيب منها. واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها ، الإيمان بأسماء الله وصفاته ، وأحكام الصفات. فيؤمنون مثلا ، بأنه رحمن رحيم ، ذو الرحمة التي اتصف بها ، المتعلقة بالمرحوم. فالنعم كلها ، أثر من آثار رحمته ، وهكذا في سائر الأسماء. يقال في العليم: إنه عليم ذو علم ، يعلم [ به] كل شيء ، قدير ، ذو قدرة يقدر على كل شيء.
فالمعنى أن الشمس والقمر ملازمان لما خط لهما من المسير فلا تدرك الشمس القمر حتى يختل بذلك التدبير المعمول بهما ولا الليل سابق النهار وهما متعاقبان في التدبير فيتقدم الليل النهار فيجتمع ليلتان ثم نهاران بل يتعاقبان. وكل في فلك يسبحون - YouTube. ولم يتعرض لنفي إدراك القمر للشمس ولا لنفي سبق النهار الليل لان المقام مقام بيان انحفاظ النظم الإلهي عن الاختلال والفساد فنفى إدراك ما هو أعظم وأقوى وهو الشمس لما هو أصغر وأضعف وهو القمر، ويعلم منه حال العكس ونفى سبق الليل الذي هو افتقاده للنهار الذي هو ليله والليل مضاف إليه متأخر طبعا منه ويعلم به حال العكس. وقوله: " وكل في فلك يسبحون " أي كل من الشمس والقمر وغيرهما من النجوم والكواكب يجرون في مجرى خاص به كما يسبح السمكة في الماء فالفلك هو المدار الفضائي الذي يتحرك فيه الجرم العلوي، ولا يبعد حينئذ أن يكون المراد بالكل كل من الشمس والقمر والليل والنهار وإن كان لا يوجد في كلامه تعالى ما يشهد على ذلك. والآتيان بضمير الجمع الخاص بالعقلاء في قوله " يسبحون " لعله للإشارة إلى كونها مطاوعة لمشيته مطيعة لامره تعالى كالعقلاء كما في قوله: " ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين " حم السجدة: 11.
وكل في فلك يسبحون - Youtube
لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) قوله تعالى: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون قوله تعالى: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر رفعت الشمس بالابتداء ، ولا يجوز أن تعمل لا في معرفة. وقد تكلم العلماء في معنى هذه الآية ، فقال بعضهم: معناها أن الشمس لا تدرك القمر فتبطل معناه. أي: لكل واحد منهما سلطان على حياله ، فلا يدخل أحدهما على الآخر فيذهب سلطانه ، إلى أن يبطل الله ما دبر من ذلك ، فتطلع الشمس من مغربها على ما تقدم في آخر سورة [ الأنعام] بيانه. وقيل: إذا طلعت الشمس لم يكن للقمر ضوء ، وإذا طلع القمر لم يكن للشمس ضوء. روي معناه عن ابن عباس والضحاك. وقال مجاهد: أي: لا يشبه ضوء أحدهما ضوء الآخر. وقال قتادة: لكل حد وعلم لا يعدوه ولا يقصر دونه ، إذا جاء سلطان هذا ذهب سلطان هذا. وقال الحسن: إنهما لا يجتمعان في السماء ليلة الهلال خاصة. أي: لا تبقى الشمس حتى يطلع القمر ، ولكن إذا غربت الشمس طلع القمر. «كلٌّ في فلكٍ يسبحون». يحيى بن سلام: لا تدرك الشمس القمر ليلة البدر خاصة; لأنه يبادر بالمغيب قبل طلوعها.
“وكُل فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” | مساحة حرّة ضمن حدود الممكن Elhanem
وقيل: معناه إذا اجتمعا في السماء كان أحدهما بين يدي الآخر في منازل لا يشتركان فيها ، قاله ابن عباس أيضا. وقيل: القمر في السماء الدنيا والشمس في السماء الرابعة ، فهي لا تدركه ، ذكره النحاس والمهدوي. قال النحاس: وأحسن ما قيل في معناها وأبينه مما لا يدفع: أن سير القمر سير سريع ، والشمس لا تدركه في السير. ذكرهالمهدوي أيضا. فأما قوله سبحانه: وجمع الشمس والقمر فذلك حين حبس الشمس عن الطلوع على ما تقدم بيانه في آخر [ الأنعام] ويأتي في سورة [ القيامة] أيضا. وجمعهما علامة لانقضاء الدنيا وقيام الساعة. " وكل " يعني من الشمس والقمر والنجوم " في فلك يسبحون " أي: يجرون. وقيل: يدورون. ولم يقل تسبح; لأنه وصفها بفعل من يعقل. وكل في فلك يسبحون سورة يس. وقال الحسن: الشمس والقمر والنجوم في فلك بين السماء والأرض غير ملصقة ، ولو كانت ملصقة ما جرت. ذكره الثعلبي والماوردي. واستدل بعضهم بقوله تعالى: ولا الليل سابق النهار على أن النهار مخلوق قبل الليل ، وأن الليل لم يسبقه بخلق. وقيل: كل واحد منهما يجيء وقته ولا يسبق صاحبه إلى أن يجمع بين الشمس والقمر يوم القيامة ، كما قال: وجمع الشمس والقمر وإنما هذا التعاقب الآن لتتم مصالح العباد. لتعلموا عدد السنين والحساب ويكون الليل للإجمام والاستراحة ، والنهار للتصرف ، كما قال تعالى: ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله وقال: وجعلنا نومكم سباتا أي: راحة لأبدانكم من عمل النهار.
قول الله تعالى ﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ - موقع الإمام المازري
هذا المنبر الذي أقف عليه، فيه ذراتٌ، نترونات، وإليكترونات تدور حول نفسها، نظام الذرة كنظام المجرة. قطعة المعدن هذه، كلٌّ شيءٍ تقع عليه عينك، مؤلّفٌ من جزيئات، والجزيء، مؤلَّفٌ من ذرات، والذرة، مؤلَّفةٌ من نواة، ومن كهارب لها مدارات، ولها سرعاتٌ ثابتة، هذه الآية التي تشيرإلى الذرة:
(لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ)
يعني كل شيءٍ خلقه الله في فلك يسبحون. ذرات الصخر، حجر، قطعة خشب، كأس الماء، لوح البللور، الطاولة، كلُّ شيءٍ تقع عينك عليه، إنما هو جسمٌ مؤلّفٌ من جزيئات، والجزيء من ذرات، والذرة من نواة، ومن كهارب. “وكُل فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” | مساحة حرّة ضمن حدود الممكن elhanem. منقول عن:موضوعات علمية من خطب الجمعة – الموضوع 018: مدارات الكواكب, ومذنب هالي
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1986-02-28 | المصدر
مترجم إلى: اللغة الإنجليزية | اللغة الفرنسية
«كلٌّ في فلكٍ يسبحون»
ولو تباطأ الجسم في سرعته أو تسارع بسرعة أكبر فإنه يحيد عن مداره الأصلي إما قربا من المركز أو بعداً عنه. أما إذا توقف عن الحركة فإن هذا يؤدي إلى انعدام القوة الطاردة المركزية، ومن ثم يصبح الجسم واقعا تحت تأثير القوة الجاذبية المركزية فقط فيسقط في اتجاه مركز الدوران ولهذا فإن شرط بقائه في فلكه أو مداره المحدد مرهون باكتساب سرعة دوران محددة كافية لحفظ دورانه في هذا المدار. وهنا ينبغي أن نلاحظ أن جميع الأجرام السماوية لا بد لها أن تتحرك بسرعات محددة لتسلك مساراتها المحددة التي قدرها الله تعالى لها في فضاء السماوات، فهو وحده القادر على إكسابها هذه السرعات بالقدر المطلوب لضبط حركاتها في أفلاكها. كما تجدر الإشارة إلى أن كلمة "كل" في آيتي سورة الأنبياء وسورة يس لفظ عام يشمل جميع الأجرام السماوية، أي أن كل نجم وكل كوكب وكل قمر وكل مذنب يسبح في فلكه الخاص بقدره الخالق سبحانه وتعالى بحيث تنتظم الأجرام جميعها في وحدة متماسكة مترابطة تجمع بينها في اتزان وتناغم القوى الكونية الناطقة بوحدانية خالق هذا النظام الكوني ومبدعه على أعلى درجة من الترتيب والنظام والكمال والجمال.
فالأرض لو خرجت عن مدارها البيضاوي المعتاد لسبب ما، كنقص في قوة جاذبية الشمس مثلاً فستدخل في فوضى عدم الانتظام، وقد تختل الحياة فوقها، فتفقد الأجسام استقرارها فوق الأرض، رغم وجود جاذبية الأرض، لأن جاذبية الأرض تحفظ الأجسام فوق الأرض، ولكنها لا تحفظ الأرض نفسها من عدم الانتظام، أي من عدم انتظامها في مسارها وبقائها في فلكها ومدارها، وقد تقل سرعتها فتبرد وقد تزداد إذا ما خرجت عن مدارها، وقد تقترب من الشمس أكثر مما هي عليه، لتذوب وتتبخر بفعل حرارة الشمس الشديدة، وقد تبتعد فتبرد. وكلّ ذلك يحدث بسبب خروجها عن فلكها الذي تدور فيه حول نفسها أو عن فلكها الذي تدور فيه حول الشمس. لأنّ هذه الأفلاك هي التي تشد الكواكب والنجوم إليها فتحفظ عليها انتظامها واستمرارها في حركتها ودورانها.
بل هي أفلاك مخصوصة، ومحددة، لتسبح فيها الكواكب والنجوم، جعلها الله كطرق ومسارات للنجوم والكواكب، فلا تصطدم الواحدة بالأخرى لأن لكلٍّ فلك يسبح فيه ولكلٍّ مسار يسير فيه ولكلٍّ قوة جذب تحدد علاقته بغيره، مثلما تحدد علاقة غيره به:
حيث (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يس/ 40). وهو ما يعني أنّ للأفلاك دورها في حفظ الكواكب في مداراتها، رغم أنّه لم يتحدث أحد من الفيزيائيين عن هذه الأفلاك كطرق أو مسارات للنجوم والكواكب، ولم يظهر أحد منهم أهميتها أو دورها كطرق ومسارات محددة لا يخرج عنها من يسبح فيها، وإذا ما خرج عنها نجم أو كوكب فهو هالك لا محالة. المصدر: كتاب التأملات في انتظام الأكوان وقوام الكائنات
[1]- حبك السماء: طرائقها. وفي التنزيل: والسماء ذات الحبك؛ يعني طرائق النجوم، واحدتها حَبِيكة والجمع كالجمع. وقال الفراء في قوله: والسماء ذات الحُبُك؛ قال: الحُبُك تكسُّر كل شيء كالرملة إذا مرت عليها الريح الساكنة، والماء القائم إذا مرت به الريح، والدرعُ من الحديد لها حُبُك أيضاً، قال: والشعرة الجعدة تكسُّرُها حُبُكٌ، قال: وواحد الحُبُك حِباك وحَبِيكة؛ وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: والسماء ذات الحُبُك؛ الخَلْق الحسن، قال أبو إسحق: وأهل اللغة يقولون ذات الطرائق الحسنة؛ وفي حديث عمرو بن مُرّة يمدح النبي (ص):
لأصْبَحْتَ خير الناس نفساً ووالداً *** رسول مليك الناس فوق الحبائِك
الحبائك: الطرق، واحدتها حبيكة، يعني بها السماوات لأن فيها طرق النجوم.