قال الشيخ أبو بكر الجزائري: وفي هذا الحديث دليل على التحريم، ونظيره أن يتكلم اثنان بلغة غير لغة الثالث؛ فإنه كنجوى اثنين دون ثالث [10]. [1] أخرجه البخاري رحمه الله تعالى تعليقًا، ورواه النسائي وابن ماجه رحمهم الله تعالى. [2] تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى. [3] المفردات في غريب القرآن - الراغب الأصفهاني ص 486. [4] روي هذا عن مجاهد ومقاتل بن حيان رحمهما الله تعالى. [5] السام: الموت. [6] أخرجه ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى. [7] رواه مالك وأحمد والبخاري ومسلم رحمهم الله تعالى - ص. ج رقم 606. [8] رواه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه رحمهم الله تعالى - ص. ج رقم 605. [9] رواه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه رحمهم الله تعالى - ص. يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة. ج رقم 786. [10] أيسر التفاسير - الجزائري ج2 ص: 1595.
- يا ايها الذين امنوا اتقوا الله
- يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق
- يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة
- إذا شئت النجاة فزر حسيناً - السيد مصطفى الخاتمي
- شعراء أهل البيت عليهم السلام - إذا شئت النجاة فزر حسينا
يا ايها الذين امنوا اتقوا الله
المعنى: استجيبوا لما يحييكم إذا دعاكم. وقيل: اللام بمعنى إلى ، أي إلى ما يحييكم ، أي يحيي دينكم ويعلمكم. وقيل: أي إلى ما يحيي به قلوبكم فتوحدوه ، وهذا إحياء مستعار; لأنه من موت الكفر والجهل. وقال مجاهد والجمهور: المعنى استجيبوا للطاعة وما تضمنه القرآن من أوامر ونواهي; ففيه الحياة الأبدية ، والنعمة السرمدية ، وقيل: المراد بقوله لما يحييكم الجهاد ، فإنه سبب الحياة في الظاهر ، لأن العدو إذا لم يغز غزا; وفي غزوه الموت ، والموت في الجهاد الحياة الأبدية; قال الله عز وجل: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء والصحيح العموم كما قال الجمهور. الثانية: روى البخاري عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه ، ثم أتيته فقلت: يا رسول الله ، إني كنت أصلي. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنفال - الآية 24. فقال: ألم يقل الله عز وجل استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم وذكر الحديث وقد تقدم في الفاتحة. وقال الشافعي رحمه الله: هذا دليل على أن الفعل الفرض أو القول الفرض إذا أتي به في الصلاة لا تبطل; لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإجابة وإن كان في الصلاة. قلت: وفيه حجة لقول الأوزاعي: لو أن رجلا يصلي فأبصر غلاما يريد أن يسقط في بئر فصاح به وانصرف إليه وانتهره لم يكن بذلك بأس.
قال القرطبي: فالله سمَّاها صلاة العشاء، فأحب النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن تسمى بما سمَّاها الله تعالى به، فكأنه نهيُ إرشادٍ إلى ما هو الأولى، وليس على جهة التحريم، والعَرب كانوا يسمونها العَتَمة؛ وهي الحلبة التي كانوا يحلُبونها في ذلك الوقت، ويشهد لذلك قولُه صلى الله عليه وسلم: ((فإنها تعتم بحِلاب الإبل)). ﴿ طَوَّافُونَ ﴾: جمع طوَّاف بالتشديد؛ وهو الذي يدور على أهل البيت للخدمة، والطَّوَافُ في الأصل: الدَّوران، ومنه الطواف حول الكعبة، ووصف هؤلاء الخدم بالطواف؛ لأنهم يذهبون في خدمة السادة ويرجعون. والمراد في الآية أنهم خدَمُكم، يَدخلون ويَخرجون عليكم للخدمة، فلا حرجَ عليكم ولا عليهم في الدخول بغير استئذان في غير هذه الأوقات.
يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق
سورة المجادلة مدنيَّة، وآياتها ثنتان وعشرون، عن عائشة رضي الله عنها قالت: الحمد لله الذي وَسِع سمعُه الأصوات؛ لقد جاءت المجادِلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلِّمُه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فأنزَل الله: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [المجادلة: 1] [1]. والمجادلة هي: خولة بنت ثعلبة ، وزوجها: أوس بن الصامت [2]. يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق. ﴿ َنَاجَيْتُمْ ﴾: ناجيتُه؛ أي: ساررته، وأصله: أن تخلو به في نجوة من الأرض، والنجوى: أصله المصدر، قال: ﴿ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ، ﴾ وقال: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ﴾ [المجادلة: 8]، وقوله: ﴿ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾ [الأنبياء: 3]؛ تنبيهًا أنهم لم يظهروا بوجه؛ لأن النجوى ربما تظهر بعد، والنَّجِيُّ: المناجي، ويقال للواحد والجمع، قال: ﴿ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ﴾ [مريم: 52]، وانتجيت فلانًا؛ استخلصته لسرِّي، والاستنجاء: تحرِّي إزالة النجو، أو طلب نجوة لإلقاء الأذى، والنجأة بالهمز: الإصابة بالعين [3]. قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [المجادلة: 8].
ثم قال تعالى مبينًا لعباده سبيل النجاة، محذرًا من طريق الهلاك: ﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾، وهي تحريمه تعالى للربا ونهيه عنه، فمن انتهى فله ما سلف قبل معرفته للتحريم أو قبل توبته، وأمرُه بعد ذلك إلى الله إن شاء ثبته على التوبة ونجاه، وإن شاء خذله لسوء عمله وفساد نيته فأهلكه وأرداه، وهذا معنى قوله تعالى: ﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275]. وبمناسبة ذكر عقوبة آكلي الربا، نادى الله تعالى عباده المؤمنين آمرًا إياهم بتقواه تعالى، وذلك بطاعته وترك معصيته، وبالتخلي عما بقي عند بعضهم من المعاملات الربوية، مذكرًا إياهم بإيمانهم؛ إذ من شأن المؤمن الاستجابة لنداء ربه، وفعل ما يأمره وترك ما ينهاه عنه، ثم هدد المتباطئين بقوله: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [البقرة: 279]، فأُعلِموا بحرب قاسية ضروس من الله ورسوله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله آكل الربا وموكله، وشاهدَيْه وكاتبه، هم فيه سواء)) [6] ، واللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى. ثم بيَّن لهم طريق التوبة وسبيل الخلاص من محنة الربا وفتنته بقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تُبْتُمْ ﴾ بترك الربا ﴿ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ ﴾ لا غير، دون زيادة ولا نقصان، وإن وجد مَدِين لكم في حالة إعسار، فالواجب انتظاره إلى ميسرة [7].
يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة
﴿ لِيَسْتَأْذِنْكُمُ ﴾ اللام لام الأمر، واستأذن: طلب الإذن؛ لأن السين والتاء للطلب، مثل استنصر: طلب النُّصرة، واستغفر: طلب المغفرة، والاستئذان المذكور في الآية يراد منه الإعلامُ بالحضور، والسماح للمستأذن بالدخول. والمعنى: ليستأذنكم في الدخول عليكم عبيدُكم وإماؤكم، والصغار من الأطفال. ﴿ الْحُلُمَ ﴾: بضم الحاء واللام الاحتلام؛ ومعناه: الرؤيا في النوم، والحِلم: بكسر الحاء وسكون اللام الأناةُ والعقل، تقول حَلُم الرجل بالضم: إذا صار حليمًا، وفي القاموس [7]: الحُلم بالضم وبضمتين: الرؤيا، جمعُه: أحلام. وحَلم به: رأى له رؤيا، أو رآه في النوم، والحُلم والاحتلام: الجِماعُ في النوم، والاسم منه الحُلُم كعنُق، ويقال: بلغ الصبيُّ الحُلُمَ؛ أي: أصبح في سنِّ البلوغ والتكليف. ﴿ عَوْرَاتٍ ﴾: جمع عورة: ومعناه الخلَل، وسمى اللهُ تعالى كلَّ واحدة من تلك الأحوال في هذه الآية عَورة؛ لأن الناس يختلُّ حفظهم وتستُّرهم فيها. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله. وعورةُ الإنسان: سَوءتُه، سمِّيت عورة؛ لأنها مِن العار؛ وذلك لما يَلحق في ظهورها من المذمَّة والعار [8]. ﴿ الْعِشَاء ﴾ المراد بها العِشاء الآخِرة، والعرب تسمِّيها: العَتمة، وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تغلبنَّكم الأعرابُ على اسم صلاتكم العشاء؛ فإنها في كتاب الله العشاء، وإنها تُعتِم بِحِلاب الإبل)) [9] ، والمغرب تسمى العشاء الأولى، وفي الحديث: "فصلاَّها - يعني: العصر - بين العِشاءين"؛ أي: المغرب والعشاء.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) قوله تعالى ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون فيه ثلاث مسائل: الأولى: قوله تعالى: ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول هذا الخطاب للمؤمنين المصدقين بلا خلاف. والاستجابة: الإجابة. و يحييكم أصله يحييكم ، حذفت الضمة من الياء لثقلها. ولا يجوز الإدغام. قال أبو عبيدة: معنى استجيبوا أجيبوا; ولكن عرف الكلام أن يتعدى استجاب بلام ، ويتعدى أجاب دون لام. قال الله تعالى: ياقومنا أجيبوا داعي الله. وقد يتعدى استجاب بغير لام; والشاهد له قول الشاعر: وداع دعا يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب تقول: أجابه وأجاب عن سؤاله. والمصدر الإجابة. والاسم الجابة; بمنزلة الطاقة والطاعة. تقول: أساء سمعا فأساء جابة. هكذا يتكلم بهذا الحرف. والمجاوبة والتجاوب: التحاور. وتقول: إنه لحسن الجيبة بالكسر أي الجواب. لما يحييكم متعلق بقوله: استجيبوا.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم وبكم. وفقكم الله لكل خير بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.
إذا شئت النجاة فزر حسيناً - السيد مصطفى الخاتمي
التعديل الأخير تم بواسطة الزير; 2/February/2010 الساعة 12:47 am
شعراء أهل البيت عليهم السلام - إذا شئت النجاة فزر حسينا
وبالفعل ذهب الولد لكي يفي بنذر أمه! وتوجه إلى الطريق الموصلة الى كربلاءوبدأ ينتظر قدوم قوافل الزوار ، وفيأثناء إنتظاره لهم أعياه السفر وأجهدهالنظر حتى جاءه الكرى واستسلم للنومفي طريق القوافل ، فمرت الى جانبهقافلة كانت تحمل زوار الإمام الحسين عليهالسلام ولكنه لم ينتبه من نومهحتى مضت هذه القافلة وترسب غبارها على وجههولحيته وبدنه! استيقظ الشاعر الخليعي منزعجا من فوتالفرصة ، وعاد أدراجه خائبا لأنه لميستطع الوفاء بنذر أمه في ذلك اليوم ،ولكنه كان مصمما على أن يعود فياليوم التالي لإكمال المهمة! لكن اللهشاء أن يهديه ويبصره بطريق الحقليغدوا من أكبر شعراء أهل البيت عليهمالسلام الموالين لهم في ذلك العصر. فقد رأى الشاعرالخليعي في عالم الرؤيا والمنام رؤية قد أهالته.. إذا شئت النجاة فزر حسيناً - السيد مصطفى الخاتمي. كأنالقيامة قد قامتوجاء دوره للحساب وأمر به الى النار لأنه كان من المبغضينلأهل البيتالأطهار ومن الذين أرادوا قطع طريق زيارة سيد الشهداء الإمامالحسين عليهالسلام ولكن أمرا حال دون أن يدخل النار ولم يكن الشاعرالخليعي متوقعا له، إذ رأى أن النار لا تحرقه لأن ما على بدنه من غبارقافلة الزوار تلك كانبمثابة حاجز يمنع النار من لمس بدنه!! انتبهالشاعرمن رقدته وإذا به قد دبت روح الهداية في قلبه وضميره ووجدانه ،وأجهشبالبكاء نادما على ما مضى.
ذا شأت النجاة فزر حسينا حكي أن رجلاً من أهل السنة كان لصاً يقطع الطريق على الناس، فأتى جمع من الناس إلى زيارة أبي عبد الله عليه السلام، فذهب الرجل إليهم ليأخذ من متاعهم شيئاً، فلما قطع مسافة أُتعب وأخذه النوم، فجاء الزوار ومضوا عنه، فرأى اللص في المنام كأن القيامة قد قامت، ويريدون أن يذهبوا به إلى جهنم، وإذا بشخص قد أقبل، وقال: كفّوا عنه، فقد وقع عليه غبار أقدام زوّار الحسين عليه السلام، فكفّوا عنه، فانتبه وكسر سلاحه وتوجّه إلى كربلاء، فلما وصل إلى باب الروضة المباركة أنشأ قصيدة، وفي أثناء (إنشاده) القصيدة وقع على ظهره ستراً من الباب، ولذا سمي بالخليعي.