حكم زيارة القبور للرجال حكم شرعي يتساءل عنه الرجال بعد وفاة قريب لهم، ومما يخفف من شعور الفقد بحسب ظن الشخص هو زيارة من فارق الحياة في قبره، ولهذا ستتم الإجابة في موقع المرجع على حكم زيارة القبور للرجال، وما حكم زيارة القبور، وما حكم زيارة القبور يوم الجمعة، وهل يشعر الميت بم يزوره كل ذلك في هذا المقال.
حكم زيارة القبور للرجال
[8]
ومن هنا نصل إلى مقال حكم زيارة القبور للرجال، وقد تعرفنا على جواز واستحباب ذلك، لما ورد عن رسول الله في قوله وفعله، وتحدثنا عن آداب زيارة القبور، ومن ثم حكم زيارة القبور يوم الجمعة، وتطرقنا للإجابة عن هل الميت يشعر بمن يزوره أم لا.
زيارة القبور للرجال والسيدات
ويُسْتَثْنَى من كراهة زيارة القبور للنساء عند الجمهور زيارة قبر سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإن زيارته من أعظم القربات للرجال والنساء، وكذلك قبور بقيَّة الأنبياء والعلماء والصالحين والشهداء، وقد أجمعت الأمة الإسلامية سلفًا وخلفًا على مشروعيَّة زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وبناء على ما سبق: يتبين أن زيارة قبور أولياء الله الصالحين للرجال والنساء جائزةٌ شرعًا، بل هي من جملة المندوبات، خاصة إذا اقترن بها الدعاء للنفس أو للغير.
زيارة القبور تكون للرجال والنساء سواء
والواجب على إخواننا الذين يوجد مثل هذا في بلادهم، الواجب عليهم أن ينصحوا هؤلاء الجهال، وأن يبيِّنوا لهم أن الأموات لا ينفعونهم، حتى الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينفع الناس وهو ميت، وكان الصحابة رضي الله عنهم إذا أصابهم الجدب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي حياته جاؤوا إليه وقالوا: استسقِ الله لنا، فيَستسقي الله لهم. لكن لما مات لم يأتِ الصحابة إلى قبره يقولون: ادعُ الله أن يسقينا، وقبره إلى جانب المسجد ليس بعيدًا، لكن لما أجدَبَت الأرض في عهد عمر، وحصل القحط قال: اللهم إنا كنا نَستسقي إليك بنبيِّنا فتَسقينا، يعني أنهم كانوا يَسألون الرسولَ أن يدعوَ له بالسُّقيا فيُسقَون، وإنا نستسقي إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقنا، ثم يقوم العباس فيدعو الله. ولم يقل: يا رسول الله، ادعُ الله أن يسقينا، ادعُ الله أن يرفع عنا القحط؛ لأنه رضي الله عنه يعلم أن ذلك غير ممكن، والإنسان إذا مات انقطع عملُه، ولا يمكن أن يعمل أي عمل، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ((إذا مات الإنسان انقطَع عملُه إلا من ثلاث))، فلا يستطيع الميت أن يستغفر لك، ولا أن يدعو لك؛ لأنه انقطع عن العمل. فالحاصل أن زيارة القبور لمنفعة أهل القبور، لا لمنفعة الزائر، إلا فيما يناله من الأجر عند الله عزَّ وجلَّ، أما أن ينتفع بهم بزيارته إياهم، فلا؛ لكن ينتفع بالأجر الذي يحصل له، وينتفع بالموعظة التي تحصل لقلبه إذا وفَّقه الله تعالى للاتعاظ.
زيارة القبور للرجال والنساء
وهكذا إذا زار بعض البلاد الأخرى لتجارة، أو لصديق، أو لقريب، يستحب له أن يزور القبور حتى يدعو لأهلها، وحتى يترحم عليهم، وحتى يتذكر بهم الآخرة، وحتى يستعد لها، وحتى يتذكر الموت، هكذا بين أهل العلم، ودلت عليه الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ﷺ. والخلاصة: أن زيارة القبور بالنسبة للنساء ممنوعة مطلقاً وهذا هو الصواب؛ لصحة الأحاديث بمنعهن وعدم الدليل على الاستثناء.
زيارة القبور للرجال حو ر عين
لا يطوف بها، أما الطواف بها فشرك بالله،لا سيما إذا طاف بنية التقرب إلى أصحاب القبور فهذا شرك أكبر. لا يطلب الدعاء، كدعائها والاستغاثة بأهلها، والنذر لهم، والذبح لهم هذا شرك أكبر، كما يفعل عند بعض القبور. يقول: يا سيدي انصرني أو اشف مريضي، أو أنا في حسبك، أو اشفع لي أو ما أشبه ذلك، كل هذا من الشرك الأكبر. لا يقرأ عندها؛ فالقراءة عندها بدعة، والجلوس عندها للدعاء بدعة. لا يجلس عند قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عند قبر الصحابة ولا عند غيرهم، إنما يسلم عليهم ويدعو لهم، يقول: " السلام عليكم أهل القبور.. السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية". لا يقف على قبر المنافقين؛ بدليل قوله تعالى: { وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}؛ [2] فهذا نهي لرسول الله عن الوقوف على قبور المنافقين والصلاة عليهم، أما المسلم يوقف على قبره ويدعى له بعد الدفن، حيث إذا دفن يوقف عليه ويسأل له التثبيت والمغفرة، لقول النبي عليه الصلاة والسلام إذا فرغ من دفن الميت: " استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت".
ولو فعلت وأهديت ثوابها إلى الميت فلا حرج إن شاء الله ، ولو جعلت له الدعاء مكانها لكان ذلك أقرب إلى السنة وأبعد عن البدعة. والعلم عند الله سبحانه وتعالى.
تاريخ النشر: السبت 20 جمادى الأولى 1424 هـ - 19-7-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 35049
268346
0
765
السؤال
أريد معرفه مدى صحة الحديث: (لا صلاة لمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر) وأيضا: (الجنة تحت أقدام الأمهات)؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحديث: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدًا. أثر صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه رواه عنه الإمام أحمد في الزهد، كما في كشف الخفاء ومزيل الإلباس. ولكن نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم لا تصح. قال الألباني رحمه الله تعالى في سلسلة الضعيفة: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدًا. باطل، والمراد الصلاة الصحيحة التي لم تثمر ثمرتها التي ذكرها الله تبارك وتعالى في قوله: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ[العنكبوت:45]. صحة حديث الجنة تحت اقدام الامهات. وأكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قيل له: إن فلانا يصلي الليل كله، فإذا أصبح سرق. فقال: سينهاه ما تقول - أو قال - ستمنعه صلاته. رواه أحمد والبزار والطحاوي والبغوي بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة. وأما قولهم: الجنة تحت أقدام الأمهات وتتمته: من شِئن أدخلن ومن شئن أخرجن قال الألباني في الضعيفة: موضوع ويغني عنه حديث معاوية بن جاهمة أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك.
حديث الجنة تحت اقدام الامهات : صحيح ام لا !! - موقع خبير
وقال المناوي في «فيض القدير»: «قال ابن طاهر: منصور وأبو النظر لا يُعرفان، والحديث منكر». من قال بسم الله توكلت على الله - موقع محتويات. وإن كان الحديث بلفظه ضعيفًا إلا إنه ورد حديث صحيح بمعناه، فروى ابن ماجه والنسائي واللفظ له وأحمد والطبراني في «المعجم الكبير» بإسناد حسن، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وأقره المنذري، من حديث معاوية بن جاهمة: أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو، وجئت أستشيرك؟ فقال: هل لك من أم؟ قال نعم: قال: «فالزمها؛ فإن الجنة تحت رجليها». قال المناوي: «والمعنى أن التواضع للأمهات وإطاعتهن في خدمتهن وعدم مخالفتهن إلا فيما حظره الشرع سبب لدخول الجنة». والله تعالى أعلم.
الدرر السنية
وكذلك قوله تعالى:) ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ( (الأحقاف: ١٥)، وهكذا نجد أن الله - تعالى - قد أعلى ورفع من شأن الأم وأعلى مكانتها، وربط الإحسان إليها وطاعتها بطاعته - سبحانه وتعالى - وقرنها بها. وكذلك فإن هناك الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة والتي لا مجال فيها لشك، تدعو إلى إعلاء شأن الأم والوالدين عموما ورفع مكانتها وحسن الجزاء والثواب لمن أطاعها وأحسن إليها، ومن ذلك ما روي «عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله» [8]. الدرر السنية. ومنها أيضا ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «رغم أنف، ثم رغم أنف. قيل: من يا رسول الله؟! قال: رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة» [9]. ومنها أيضا: ما روي عن عبد الله بن عمرو بن العـاص - رضي الله عنهما - قال: «أقبل رجل إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى، فقال: فهل من والديك أحد حي؟ قال: نعم، بل كلاهما.
من قال بسم الله توكلت على الله - موقع محتويات
المراجع
^, درجات الهجر والخصام, 28/03/2022
^
صحيح مسلم, أبو هريرة، مسلم، 2565، صحيح. صحيح مسلم, أبو هريرة، مسلم، 2564، صحيح. صحيح الجامع, أبو موسى الأشعري، الألباني، 1819، حسن. صحيح مسلم, أنس بن مالك، مسلم، 2559، صحيح. صحيح البخاري, أبو أيوب الأنصاري، البخاري، 6237، صحيح. صحيح مسلم, أبو هريرة، مسلم، 2588 ، صحيح. حديث الجنة تحت اقدام الامهات : صحيح ام لا !! - موقع خبير. صحيح البخاري, جابر بن عبد الله، البخاري، 2076، صحيح. صحيح مسلم, أبو هريرة، مسلم، 54، صحيح. سنن الترمذي, أبو الدرداء، الترمذي، 2509، صحيح.
[8]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: مواقيت الصلاة، باب: فضل الصلاة لوقتها، (2/ 12)، رقم (527). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الإيمان، باب: كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال، (2/466)، رقم (248). [9]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: رغم أنف من أدرك أبويه أو أحدهما عند الكبر فلم يدخل الجنة، (9/ 3682)، رقم (6390). [10]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: بر الوالدين وأنهما أحق به، (9/ 3677)، رقم (6387). [11]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الأدب، باب: من أحق الناس بحسن الصحبة؟، (10/ 415)، رقم (5971). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: بر الوالدين وأنهما أحق به، (9/ 3676)، رقم (6380). [12]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: بر الوالدين وأنهما أحق به، (9/ 3676)، رقم (6381). [13]. حسن صحيح: أخرجه النسائي في سننه، كتاب: الجهاد، باب: الرخصة في التخلف لمن له والدة، (2/ 503)، رقم (3117). وقال الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي برقم (3104): حسن صحيح.