فالأول يضرب لمن يطلب شيئًا قد فَوَّته على نفسه، والثاني يضرب لمن قَنَع باليسير إذا لم يجد الخطير. وإنما خص الصيف لأن سؤالها الطلاقَ كان في الصيف، أو أن الرجل إذا لم يطرق ماشيته في الصيف كان مضيعًا لألبانها عند الحاجة"....
انتبه للجملة الأخيرة من الاقتباس، فالمثل إذن له سبب آخر،
وقد أشار إلى ذلك كذلك ابن عبد ربه في "العقد الفريد"، فهو لا يذكر أية قصة تتعلق بامرأة تطلب لبنًا، بل شرح المثل ضمن "طلب الحاجة بعد فواتها":
"معناه أن الرجل إذا لم يُطرق ماشيته في الصيف كان مضيّعًا لألبانها عند الحاجة". في الصيف ضيعت اللبن. (ج3، ص 126). ملاحظة:
إذا بدأنا المثل: الصيفَ، فإعراب الكلمة: ظرف زمان منصوب متعلق بالفعل بعدها. رواية أخرى لقصة المثل:................
كانت امرأة الأسوَد بن هُرمُز عنودًا لا ترغب في صحبة زوجها، ثم جرى بينه وبين العنود ما أدى إلى الطلاق، فحنّ الأسود إليها، فراسلها، فأجابته بقولها:
أتركتَني حتى إذا *** عُلِّقتَ أبيضَ كالشطَنْ
أنشأتَ تطلب وصلَنا *** في الصيف ضيعتَ اللبن
التاء هنا مفتوحة ، وهي في المثل مكسورة. (الزمخشري: المستقصَى في أمثال العرب، رقم 1426)
(الفيروز أبادي- القاموس المحيط ، مادة "ضاع"، وهو يذكر فتح (ضيعتَ)....
الشيء بالشيء يُذكر:
خاطب وضّاح اليمن (ت.
- جريدة الرياض | الصَّيف ضيّعت اللّبنَ
- قصة مثل: في الصيف ضيعت اللبن - سطور
- صوت العراق | أزمة الوقود في بلاد النفط بين التصديق والتشكيك
جريدة الرياض | الصَّيف ضيّعت اللّبنَ
الرئيسية / أشرعة / حكاية مثل عربي "في الصّيف ضيّعْتِ اللّبن "
21 ديسمبر، 2014
نسخة للطباعة
الأمثال العربية تُروى كما قيلت، لا تغير ألفاظها بل تجري كما جاءت، دون تغيير في هيئتها فهي تُروَى ولا تُحكى. قصة مثل: في الصيف ضيعت اللبن - سطور. قال الزجاج في شرح أدب الكاتب: "والأمثال قد تخرج عن القياس، فتحكى كما سمعت، ولا يطرد فيها القياس، فتخرج عن طريقة الأمثال"، وقال المرزوقي:" أعطِ القوسَ باريها" تسكن ياؤه، وإن كان التحريك الأصل، لوقوع المثل في الأصل على ذلك ، وقال التبريزي في تهذيبه: تقول: "أطرَّي فإنك ناعلة" لما وقع في الأصل للمؤنث لم يُغَيّر من بعد وإِن ضُرِب للمذكر، فهو يضرب للمذكر والمؤنث والاثنين والجمع على لفظ التأنيث. وحكاية مثلنا اليوم هي حكاية (الخيرِ المُضيّع بالطَّمع) وهو مثل عربي شهير يُضرب فيمن ضيع الفرصة وفوت الغنيمة، وحكى عن الأصمعي أنه يُضرَب لمنْ تركَ الشّيءَ في وقتِهِ. ( 1) فهذا المثل في الأصل خوطبت به امرَأة وهي دَخْتَنُوس بنت لقيط بن زرارة * كانت زوجة لأبي شريح عمرو بن عُدَاس بن زيد بن عبد الله بن دارم ، وقيل إنها كانت ابنت عمه، وقيل أيضا أن أباها كان يأتي كسرى فيحبوه ويكسوه ويكرمه، وكان لملك الفرس هذا بنت تدعى دخترنوش ـ أي بنت الهنيء ـ فَعرب لقيط الاسم وسمى ابنته على اسمها وكانت ذات جمال أخّاذ و بهاء ودهاء( 2).
قصة مثل: في الصيف ضيعت اللبن - سطور
Permalink ( الرابط المفضل إلى هذا الباب): الصَّيفَ ضيَّعْتَ اللبن الجذر: ض ي ع مثال: الصَّيفَ ضيَّعْتَ اللبن الرأي: مرفوضة عند بعضهم السبب: لفتح التاء في «ضَيَّعْتَ». المعنى: مَثَل يُقال لمن يحاول استدراك أمرٍ بعد ضياعه الصواب والرتبة: -من الأمثال القديمة: الصَّيْفَ ضيعْتِ اللبنَ [فصيحة] التعليق: جاء في اللسان: "وفي المثل: الصَّيْف ضَيَّعْتِ اللبن؛ هكذا يقال إذا خوطب به المذكر والمؤنث والاثنان والجمع، بكسر التاء، لأن أصل المثل إنما خوطب به امرأة.
صوت العراق | أزمة الوقود في بلاد النفط بين التصديق والتشكيك
هلا جعلنا من عطلنا فرصا للزيادة في العمل لا مِعولا لتقويض البناء؟
الخير في أمتنا إلى أن تقوم الساعة نعم، موعود يقيني راسخ نؤمن به إيماننا بهذا الدين، وعظمة هذا الدين، وخلود هذا الدين، ولكن هلاّ نبشنا عن مقومات خيريتنا وعضضنا عليها بالنواجذ؟
لتكن أخلاقنا ضياء أرواحنا ومصابيح أيامنا وأنشودة أعمارنا ومعارج آخرتنا. لتكن حياتنا أخلاقا وأخلاقنا حياة. وكل موسم وأنتم غانمون… وسالمون.
وفي سياق القاعدة نفسها، يقول المرزوقي "من شرط المثل ألا يغير عما يقع في الأصل عليه، ألا ترى أن قولهم (أعطِ القوسَ باريْها) تُسكَّن ياؤه، وإن كان التحريك الأصل؛ لوقوع المثل في الأصل على ذلك"، وقال أبو العلاء المعري "وكذلك تجري أمثال العرب، يكنون فيها بالاسم عن جميع الأسماء، فيقولون للرجل (الصَّيفَ ضيَّعْتِ اللبن)؛ فإذا قيلت للرجل فالمراد أنت عندي بمنزلة التي قيل لها هذا". الصيف ضيَّعْت اللبن
لنفهم سياقات المثل وملابسات مورده، يتعين علينا التعريج على طرف من القصة الأولى لميلاده، ولنبدأ من رائد تدوين الأمثال في العالم العربي، المفضَّل بن محمد الضبي (ت 168هـ)، ويسوق لنا ما مفاده أن عمرو بن عمرو بن عُدُس (ويقال ابن عُدَس) التميمي، كان رجلًا شريفًا من أغنى أغنياء قومه، يضارع عمنا جيف بيزوس، وكأي رجلٍّ كان يحب النساء، وتزوج ابنه عم أبيه واسمها دختنوس بنت لقيط بن زرارة. واجهت دختنوس معضلة وجودية، المال أم الإقبال على الحياة؟ لم تتحمل أن تبقى في ظل رجل كبير السن، ففركت (كرهت) الحياة مع زوجها وطالبته بالطلاق -وربما هددته بالخُلع- فطلقها وتزوجت ابن عمها عميرة بن سعيد بن زرارة، وكان شابًا وسيمًا لكنه فقير، بل "فقير قوي".
ممـا تعـلمناه في المرحلـة الإعـدادية أو في نهايـة الابتدائيـة أن نقـول: أجاب "عـن" السـؤال، وردّ "عـلى" السـؤال أو الاسـتـفـسـار، فكيـف سـأعـتب بعد اليوم على كاتب مبتدئ، إذا كانت كاتبة أديبة روائية صحفية وكاتبة مقالات منذ أكثر من نصف قرن تكتب "أجاب على معظم الأسئلة". · نرفض التقعر وهو الإتيان بكلمات صعبة القراءة والفهم، وقد قال الأقدمون "التقعر بين العامة، كاللحن بين الخاصة" فكما لا يجوز أن تخطئ في الإعراب بين علماء اللغة والمختصين، لا يجوز أن تأتي بين العامة بكلمات يصعب فهمها وقراءتها، وقد أفرد إبن الجوزي فصلاً من كتابه الجميل "أخبار الحمقى والمغفلين" لأخبار المتقعرين. وقي زمننا هذا نرفض أن يتضمن المقال الصحفي (وهو موجّه إلى العامة) كلمات مغرقة في معجميتها، فإذا كان الكاتب يعرفها قراءة وفهماً، فإننا لا نضمن أن يعرفها القراء. قرأت لأحدهـم مقالة قال فيها "وقد قلب له ظهـر المجـن" وأنا واثـق من أن معـظم القـراء (حتى المتعلمين منهم) سـيجدون صعـوبة في قراءة الكلمة الأخيرة "المجن" فما بالك بفهم العبارة كلها؟ هـذا القـول بالمناسـبة مثـل عربي قديم، والمِجَـنّ هو التُرس، ويعـني المثـل: تغيـر عـليه، وسـاء رأيه فيه، ويُضرب لمن كان لصاحبه على مودّة ورعاية، ثم تغير عن عهده.
وحْدَه دكَّان الإنترنت كان لا يزال مفتوحًا. دَلَف صالح إلى الداخل فوجد صديقه الحميم يونس مُنحنِيَ الرأس على الحاسوب، يَنْقر على الفأرة بأصابع عجولة، ويتطلَّع إلى شاشة الحاسوب باهتمام وقلق. رَبّت صالح على كتف يونس، فاستدار بانشغال واضح، وحيَّا صالحًا بعبارة عاجلة مُبْهمة، واسترسل في إبحاره. ان الله علي كل شيء قدير خوشنويسي. • هِيهِ يا يونس، أصبحْتَ نابغةً في المعلوميَّات، تُبْحِر بمهارة في الإنترنت، لكنْ خبِّرْني بالله عليك، ما الذي يَجري في القرية؟ الناس يركضون في كل الاتجاهات، يُهمْهِمون ولا يتكلمون، ما الذي يحدث؟
• ألم تسمع يا صالح نشرةَ الأخبار الجوية؟ لقد حذَّروا الناس البارحةَ مِن عاصفة رعدية قد تكون الأسوأ من نوعها، وهاهي غيوم السماء السوداء، وهذه الرِّيح الحمراء، تُنبِئان باحتمال حدوث إعصار، وأنا هنا في الإنترنت لأبحث عن أسباب الإعصارات. • أنت محِقٌّ في بحثك يا يونس، يعجبني فيك شغَفُك بالعلم، لكن قبل أن نواصل البحث في هذا الموضوع، تعالَ بنا نُؤمِنْ لدَقائِقَ معدودات، كما كان يفعل رسول الله وأصحابه، حيث كانوا يَفزعون إلى الصلاة إذا داهمَهم مَكْروه ما. • يبدو أنك خالي البال، ولا زلتَ تُصِر على نَهْج سبيل الخُرافة كما عهِدْتُك، مُؤْثرًا التشبُّثَ بالماضي وأهله، على الحاضر وناسه وقضاياهم، وأقترح عليك للتخلُّص من قبْر الماضي هذا، أن نتعلَّم ساعةً عِوَضًا عن أن نؤْمِن ساعةً!
تكاثفَتِ الغيوم في سماء، كانت زرقاء صافية. وسرحَت الغيوم البعيدة إلى حيثُ كتلَةُ السَّحاب الكبرى، فغدَت كقِنَاع رمادي غامق. وفجأةً تكدَّر الجَوُّ الذي كان عند شروق شمس ذلك الصباح يُغري بالاستجمام، والخروج في نزهات ربيعية جميلة. وأخذ الأطفال الصغار يتجمَّعون للتحْدِيق في السماء ، وزَهدوا في ألعابهم وكُراتهم البلاستيكية، وتطلعوا بأعناقهم إلى السماء، وأصابعهم تتسابق للإشارة إلى ذلك البِسَاط الدَّاكن المخيف الذي علا وجه السماء، وغطَّى خيوط الشمس الدافئة. ونظر الباعة في سوق الخُضَر إلى بعضهم البعض في خوف وقلق؛ فالتَّقلُّب الجوي بهذا الشكل من أقصى الدِّفْء والانشراح مع بداية الصباح، إلى هذا العبوس يُنبِئ عن عاصفة رعدية قد يَعْقبها سيْل يُغْرِق القرية. كما حدث قبل سنوات حين داهم القريةَ طوفانٌ والناس نائمون، فاستيقظوا على هَدير الماء يحمل متاعهم ودُورهم وأطفالهم وجُثث الغرقى منهم. استعاذ الشيوخ بالله العلي العظيم من سوء المنْقَلب ، وسارعت النساء إلى سطوح المنازل؛ لتخليص الملابس المنشورة على الأسلاك من شبابيكها وإدخالها إلى البيوت؛ خوفًا من أن يصيبها بَلل مفاجئ. وأُطفِئت قنينات الغاز الكبيرة والصغيرة، وأجهزة التلفاز، فقد تصيب عاصفةٌ رَعْدية خَيطًا ما، فيحدث تَمَاسٌّ كهربائي يُؤدي إلى حريق لا قدر الله، تندلع بعده النار إلى المواد المشتعلة، فتكون الكارثة.
وقال قتادة: أحكمها الله من الباطل، ثم فصلها بالحلال والحرام. مجاهد: أحكمت جملة، ثم بينت بذكر آية آية بجميع ما يحتاج إليه من الدليل على التوحيد والنبوة والبعث وغيرها. وقيل: جمعت في اللوح المحفوظ، ثم فصلت في التنزيل. وقيل { فصلت} أنزلت نجما نجما لتتدبر. وقرأ عكرمة { فصلت} مخففا أي حكمت بالحق. { من لدن} أي من عند} حكيم} أي محكم للأمور. { خبير} بكل كائن وغير كائن. قوله تعالى { ألا تعبدوا إلا الله} قال الكسائي والفراء: أي بألا؛ أي أحكمت ثم فصلت بألا تعبدوا إلا الله. قال الزجاج: لئلا؛ أي أحكمت ثم فصلت لئلا تعبدوا إلا الله. قيل: أمر رسوله أن يقول للناس ألا تعبدوا إلا الله. { إنني لكم منه} أي من الله. { نذير} أي مخوف من عذابه وسطوته لمن عصاه. { وبشير} بالرضوان والجنة لمن أطاعه. وقيل: هو من قول الله أولا وآخرا؛ أي لا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير؛ أي الله نذير لكم من عبادة غيره، كما قال { ويحذركم الله نفسه} [آل عمران: 28]. قوله تعالى { وأن استغفروا ربكم} عطف على الأول. { ثم توبوا إليه} أي ارجعوا إليه بالطاعة والعبادة.
اجلس إلى جانبي لِنُبحر في عالم المعرفة، فنقرأ لعلماء غربيِّين ، يتحدَّثون عن ثُقب الأُوزون، وعن التلوث الذي تسبَّب فيه الإنسان بأنانيته، وينذر في السنوات القادمة باضطرابات جوية، ستَنتج عنها فيضانات وأعاصير لم تَعْهَدها بلدان العالم، ومِن شأن هذه الفيضانات أنْ تُغْرق مدُنًا بأكملها، وتمسحها من خريطة العالم. وسأحدِّثك عن جهود بعض الدول الغربية للحدِّ من التلوث..
و....
• كفاك، كفاك يا يونس، أصبحتَ موسوعةً متنقِّلةً على ما أسمع. قال صالح متذمِّرًا:
• أنت تحفظ عن ظَهْر قلبٍ ما تُطالعه كما لو كنت مُجرَّدَ بَبغاء، غير معنِيٍّ بهُويَّتك. • آه! نفس الأسطوانة! قال يونس مُتبَرِّما ممتعضًا وإنْ في وُد:
• ما دَخْل الإسلام بأبحاثي في الإنترنت؟
• لها دخْلٌ كبير يا يونس. قال صالح مُنْفعلاً:
• إنَّ إفساد البيئة دليل على فساد القلوب، وفساد القلوب دليل على فساد الإيمان؛ تخيَّل يا يونس أنكَ تمشي في طريق مظْلِم وفي سَواد حالك لا تتبيَّن معه أي شيء في طريقك، وليس معك ضوء، قد تطأ قدماك قطعةَ زجاج، أو تَلمس حَديدةً صدِئَةً حادَّةً، قدْ تدوس حشرةً سامَّةً تلسعك، وقد تسقط في حفرةٍ ما، وقد يعتدي عليك قاطِع طريق، وقد، وقد..
لكنك إذا كنت تحمل مصباحًا أو شمعةً، فإنك - لا محالة - تستطيع أن تتبين طريقك بشكل أحسن، وستتجنب بالنتيجة كلَّ مساوئ الطريق المظلم.
إن الله على كل شيء قدير - YouTube
وقوله: { وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير} ، هذا تهديد شديد لمن تولى عن أوامر اللّه تعالى، وكذَّب رسله فإن العذاب يناله يوم القيامة لا محالة { إلى اللّه مرجعكم} أي معادكم يوم القيامة، { وهو على كل شيء قدير} أي وهو القادر على ما يشاء من إحسانه إلى أوليائه وانتقامه من أعدائه، وإعادة الخلائق يوم القيامة، وهذا مقام ترهيب كما أن الأول مقام ترغيب. تفسير الجلالين { إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير} ومنه الثواب والعذاب. تفسير الطبري الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { إِلَى اللَّه مَرْجِعكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير} بِقَوْلِهِ تَعَالَى ذِكْره إِلَى اللَّه أَيّهَا الْقَوْم مَا بِكُمْ وَمَصِيركُمْ, فَاحْذَرُوا عِقَابه إِنْ تَوَلَّيْتُمْ عَمَّا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ مِنْ التَّوْبَة إِلَيْهِ مِنْ عِبَادَتكُمْ الْآلِهَة وَالْأَصْنَام, فَإِنَّهُ مُخَلِّدكُمْ نَار جَهَنَّم إِنْ هَلَكْتُمْ عَلَى شِرْككُمْ قَبْل التَّوْبَة إِلَيْهِ. { وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير} يَقُول: وَهُوَ عَلَى إِحْيَائِكُمْ بَعْد مَمَاتكُمْ, وَعِقَابكُمْ عَلَى إِشْرَاككُمْ بِهِ الْأَوْثَان وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا أَرَادَ بِكُمْ وَبِغَيْرِكُمْ قَادِر.
• الزلزال. قال صالح:
• هذا ما جَنتْه أيدي الناس وقلوبُهم، يا يونس. وساد وُجوم في غرفة المستشفى المكتظة، وحُزْنٌ عميق؛ فقد سقطتْ معظم الدُّور المبنية بالحجارة الهشَّة، وأصبح الناس بلا مأوى، وتحلَّق الأطفال فَوق الخرائب يَبكون حُرْقةَ الجوع والعطش. صَلَب صالح قامَتَه، وكانت جِراحُه طفيفةً ، وقصَد يونس في سريره، وكانت جراحه هو الآخر خفيفةً، فعانقه وقال مخاطِبًا إيَّاه بوُدٍّ وطمأنينة لنجاته:
• الحمد لله الذي أنجانا من الموت تحت الرَّدم، إن الله على كل شيء قدير. وسارع يونُس للردِّ بلَهْجة لا تَخلو من تَشَنُّج واستهزاءٍ كعادته:
• ما دخْل قدرة الله في الزلزال؟! هذه اختلالات طبيعية، تؤكِّد ما تحدَّثنا عنه قبل قليل، والاختلالات الطبيعية من صُنْع البشر، والبشر على كل شيء قدير! فإذا تمَّ الوعي بمخاطِرِ إفساد البيئة، واتَّخذ الإنسانُ الأسبابَ العِلميَّة كما شرَحْتُ لك، فلن يحدث الزلزال. وفجأةً اهتزَّت الأرض مرَّةً أخرى، وكان جميع سكَّان القرية قد التَحَقوا بمسجد القرية الذي ظلَّ صامِدًا. ورفض يونس الالتحاق بهم؛ معتبِرًا ما شاع في القرية من أنَّ الله سينجي المسجد خُرافة! وأخذت البِنايات تتحرَّك تحت أرْجُل صالح ويونس ، وسقطتْ بضع حجارة على يونس، فهوى إلى الأرض مغشيًّا عليه، فحمله صالح على كتفيه، وركضَ به وسط عاصفة الغبار إلى المسجد.