رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) ( رب المشرقين ورب المغربين) يعني مشرقي الصيف والشتاء ، ومغربي الصيف والشتاء. رب المشرقين ورب المغربين. وقال في الآية الأخرى: ( فلا أقسم برب المشارق والمغارب) [ المعارج: 40] ، وذلك باختلاف مطالع الشمس وتنقلها في كل يوم ، وبروزها منه إلى الناس. وقال في الآية الأخرى: ( رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا) [ المزمل: 9]. وهذا المراد منه جنس المشارق والمغارب ، ولما كان في اختلاف هذه المشارق والمغارب مصالح للخلق من الجن والإنس
تفسير سورة الرحمن - معنى قوله تعالى رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ وقوله تعالى ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
قائمة بأكثر القراء إستماعاً المزيد من القراء
118761
724333
77847
686125
71840
653494
74853
645803
67734
630328
59259
604580
استمع بالقراءات
الآية رقم ( 47) من سورة ص برواية:
جميع الحقوق محفوظة لموقع ن للقرآن وعلومه ( 2022 - 2005)
اتفاقية الخدمة
وثيقة الخصوصية
جريدة الرياض | عن المشرقين والمغربين ونهاية الكون
رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ يذكر تعالى خلقه الإنسان من صلصال كالفخار، وخلقه الجان من مارج من نار، وهو طرف لهبها، قاله ابن عباس وهو قول عكرمة ومجاهد والحسن وابن زيد ، وعنه: {من مارج من نار} من لهب النار من أحسنها، وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {من مارج من نار} من خالص النار، وكذا قال عكرمة ومجاهد والضحّاك وغيرهم، وروى الإمام أحمد عن عائشة قالت، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (خُلِقت الملائكةُ من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم) ""أخرجه مسلم والإمام أحمد"".
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط
وحدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران ، عن سفيان [ ص: 277] ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) قال: لا تقضوا أمرا دون رسول الله ، وبضم التاء من قوله ( لا تقدموا) قرأ قراء الأمصار ، وهي القراءة التي لا أستجيز القراءة بخلافها ، لإجماع الحجة من القراء عليها ، وقد حكي عن العرب قدمت في كذا ، وتقدمت في كذا ، فعلى هذه اللغة لو كان قيل: ( لا تقدموا) بفتح التاء كان جائزا. وقوله ( واتقوا الله إن الله سميع عليم) يقول: وخافوا الله أيها الذين آمنوا في قولكم ، أن تقولوا ما لم يأذن لكم به الله ولا رسوله ، وفي غير ذلك من أموركم ، وراقبوه ، إن الله سميع لما تقولون ، عليم بما تريدون بقولكم إذا قلتم ، لا يخفى عليه شيء من ضمائر صدوركم ، وغير ذلك من أموركم وأمور غيركم.
يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله لعنهم
وقال الحسن: أناس من المسلمين ذبحوا قبل صلاة رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يوم النحر, فأمرهم نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يعيدوا ذبحا آخر. يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله وانفقوا. حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) قال: إن أُناسا كانوا يقولون: لو أنـزل في كذا, لو أنـزل في كذا, وقال الحسن: هم قوم نحروا قبل أن يصلي النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, فأمرهم النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يعيدوا الذبح. حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) يعني بذلك في القتال, وكان (1) من أمورهم لا يصلح أن يقضى إلا بأمره ما كان من شرائع دينهم. حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله جلّ ثناؤه: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) قال: لا تقطعوا الأمر دون الله ورسوله. وحدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) قال: لا تقضوا أمرا دون رسول الله, وبضم التاء من قوله ( لا تُقَدِّمُوا) قرأ قرّاء الأمصار, وهي القراءة التي لا أستجيز القراءة بخلافها, لإجماع الحجة من القرّاء عليها, وقد حكي عن العرب قدّمت في كذا, وتقدّمت في كذا, فعلى هذه اللغة لو كان قيل: ( لا تَقَدَّمُوا) بفتح التاء (2) كان جائزا.
يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله والمؤمنون
فَأَعْجَبَهُمْ. فَضَحِكَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم). نعم. ( لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) فخافوا الله في قولكم وفعلكم أن يخالَف أمر الله ورسوله، وعليكم بالاقتداء والاتباع ، وإياكم والابتداع فإن الله سميع لأقوالكم، عليم بنياتكم وأفعالكم. وَقَالَ قَتَادَةُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَاسًا كَانُوا يَقُولُونَ: لَوْ أُنْزِلَ فِي كَذَا كَذَا، لَوْ صُنِعَ كَذَا، فَكَرِهَ اللَّهُ ذَلِكَ ودعاهم ألا يقدموا بين يدي الله ورسوله. وقال الحسن: هم قوم نحروا قبل أن يصلي النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم( أي صلاة عيد الأضحى)، فأمرهم النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يعيدوا الذبح. يا أبها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. أيها المؤمنون
لن يعظم الله تعالى من لم يعظم أمره سبحانه، ولن يوقره تعالى من لم يوقر شريعته عز وجل، ولن يقدره حق قدره من لا يستسلم لحكمه، ولا يخضع لشرعه. ومن حكَّم أهواء الناس على الشرع فهو جاهل بربه مغتر ببشر مثله. والآية تدعوا المؤمنين الى تعظيم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال أبو هريرة «يَا ابْنَ أَخِي، إِذَا سَمِعْتَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَضْرِبْ لَهُ مَثَلًا» رواه الترمذي ، فالمؤمن إذا سمع قول الله أو قول رسوله فعليه ألا يقدم رأيه على حكم الله ورسوله ، وفي صحيح مسلم (قال سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ«لاَ تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا ».
يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله وانفقوا
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلاَلَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ » ، ومن البدع التي نراها حولنا بناء المساجد على القبور وقراءة القرآن عند الأموات ، والاستغاثة بغير الله والنذر لغير الله والحلف بغير الله ، والإسراف في زينة المساجد وخروج النساء متبرجات. واختلاط الرجال بالنساء وسماع الأغاني والمزامير ، والتغني بقراءة القرآن والذبح للأموات والقطعية والأربعين والحولية والبناء فوق القبور والطواف حولها وغيرها الكثير والكثير ، فكل من يفعل ذلك فهو مبتدع في الدين ويقدم بين يدي الله ورسوله ، ويخالف الكتاب والسنة فالحذر من ذلك. الدعاء
النهي عن اللمز وعن التنابز بالألقاب، إذ حرّمت الآيات أن يعب المسلم أخاه المسلم، وأن يلمزه بالقول والفعل ويعيره بالألقاب المذمومة، وقد نفّرت الآيات من هاتين الصفتين المذمومتين وأن من يتصف بهما وصف بالفسوق، ومن تفضل الله عليه ووصفه بالإيمان يجب أن يعدل ويبعد عن الفسوق. يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله والنور الذي أنزلنا. النهي عن الظن السيء بالمؤمنين، إذ أمرت الآيات الكريمة المؤمنين بحسن الظن ببعضهم البعض، وعد اتهام بعضهم ومعرفة بأنّ كثرة الظنون والتهم تصل دائمًا إلى نتائج لا تحمد عقباها، فيجب على المؤمن اجتناب الظن واحترام حرمة المسلم. النهي عن التجسس، وقد قـال الحـافظ ابن كثير في ذلك: "التجسس غالباً يطلق على الشر، ومنه الجاسوس، وأما التحسس فيكون غالباً في الخير، وقد يستعمل كل منهما في الشر"، وأن المسلم لا يتجسس على أخيه إلّا عندما يسوء الظن به وتيهمه، لذلك جاء ترتيب الآيات بالحديث عن سوء الظن أولًا ثم عن التجسس. النهي عن الغيبة، إذ نهت الآيات الكريمة عن الغيبة وقد بينت أنّها رذيلة وصفة قبيحة وفيها هتك لحرمة المسلم، وقد نفرت الآيات من هذه الرذيلة وشبهت المسلم الذي يغتاب أخيه كأنّها يأكل لحم أخيه الميت، وذلك لشدة قبحها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قِيلَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْغِيبَةُ؟ قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ، قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ) [٧].