تاريخ النشر: الأحد 18 شوال 1423 هـ - 22-12-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 26664
82210
0
364
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيموبعد قال تعالى "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم"النساءالرجاء تفسير معنى ما ملكت أيمانكم وهل تستطيع امرأة أن تهب نفسها لرجل علما وأنني من بلد يمنع تعدد الزوجات ويعاقب بالسجن لمن اتخذ عقدا عرفياأرجوكم انصحوني ولكم جزيل الشكر. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن هذا المقطع من القرآن الكريم جزء من الآية الثالثة من سورة النساء، وهي قوله تعالى ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا) [النساء: 3] ومعنى ملكت أيمانكم: إماؤكم، وهن الرقيقات المملوكات للرجل فيجوز له أن يطأهن بملك اليمين دون عقد ولا مهر ولا شهود ولا ولي... إذا لم يوجد مانع شرعي من التحريم بالرضاعة أو النسب. قال ابن عطية: (وما ملكت أيمانكم) يريد الإماء، والمعنى: إن خاف الرجل ألا يعدل في عِشْرة واحدة فما ملكت يمينه، وإسناد الملك لليمين وهي اليد اليمنى، وذلك لشرفها وتمكنها وخصوصيتها بالمحاسن.
- ما ملكت أيمانكم تفسير ابن كثير
- شرح من ما ملكت أيمانكم
- أو ما ملكت أيمانكم
- مسلسل ما ملكت أيمانكم الحلقة 10
- هل يجوز معاشرة ما ملكت أيمانكم
- خطبه عن الدعاء مكتوبه
ما ملكت أيمانكم تفسير ابن كثير
حديث آخر في ذلك: قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ، رحمه الله ، في مسنده: أخبرني من سمع ابن أبي الزناد يقول: أخبرني عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن عن عوف بن الحارث ، عن نوفل بن معاوية الديلي ، رضي الله عنه ، قال: أسلمت وعندي خمس نسوة ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اختر أربعا أيتهن شئت ، وفارق الأخرى " ، فعمدت إلى أقدمهن صحبة عجوز عاقر معي منذ ستين سنة ، فطلقتها. فهذه كلها شواهد بصحة ما تقدم من حديث غيلان كما قاله الحافظ أبو بكر البيهقي ، رحمه الله. وقوله: ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم) أي: فإن خشيتم من تعداد النساء ألا تعدلوا بينهن ، كما قال تعالى: ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) [ النساء: 129] فمن خاف من ذلك فيقتصر على واحدة ، أو على الجواري السراري ، فإنه لا يجب قسم بينهن ، ولكن يستحب ، فمن فعل فحسن ، ومن لا فلا حرج. وقوله: ( ذلك أدنى ألا تعولوا) قال بعضهم: [ أي] أدنى ألا تكثر عائلتكم. قاله زيد بن أسلم وسفيان بن عيينة والشافعي ، رحمهم الله ، وهذا مأخوذ من قوله تعالى: ( وإن خفتم عيلة) أي فقرا ( فسوف يغنيكم الله من فضله) [ التوبة: 28] وقال الشاعر فما يدري الفقير متى غناه وما يدري الغني متى يعيل وتقول العرب: عال الرجل يعيل عيلة ، إذا افتقر ولكن في هذا التفسير هاهنا نظر; فإنه كما يخشى كثرة العائلة من تعداد الحرائر ، كذلك يخشى من تعداد السراري أيضا.
شرح من ما ملكت أيمانكم
وجمهورهم على منع إظهار الزينة لغير المسلمة ، وقد بينا ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 58234 ، 50794 ، 7254 ، وبإمكانك أن تطلع عليها للمزيد من الفائدة. وعلى ذلك فالضمير في قوله تعالى: أو نسائهن. عائد على نساء المؤمنين المختصات بصحبتهن ومخالطتهن وخدمتهن، والآية شاملة للنساء المؤمنات سواء كن حرائر أو إماء. وأما الإماء المشركات فقد جاء فيهن: أو ما ملكت أيمانهن. ولو كن كوافر، قال القرطبي: لا يحل لامرأة مسلمة أن تكشف شيئا من بدنها بين يدي امرأة مشركة إلا أن تكون أمة لها فذلك قوله تعالى: أو ما ملكت أيمانهن. وأما العبيد الذكور فهم كالأجانب على ما ذهب إليه أكثر أهل العلم، ورخص بعضهم في نظر الغلام ( العبد) الوغد إلى شعر سيدته وكره ذلك بعضهم. وخلاصة ما ذكرنا من مذهب الجمهور أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تبدي زينتها لغير المسلمة إلا أن تكون أمة لها، كما لا يجوز لها أن تبدي زينتها لعبدها غير المحرم لها ولو كان مسلما. كما ننبه أن الآية الكريمة المذكورة من أمهات آيات الأحكام التي تحتوي على أبحاث طويلة وآراء متشعبة لأهل العلم لا يتسع المقام لذكرها، ويمكنك أن تعود إليها في كتب التفسير وخاصة أحكام القرآن لابن العربي ، وأحكام القرآن للجصاص ، وتفسير القرطبي ، وتفسير ابن عاشور.
أو ما ملكت أيمانكم
رواه أحمد والنسائي وابن ماجه وابن حبان عن أنس. وقوله صلى الله عليه وسلم: هم إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم. رواه الشيخان عن أبي ذر. وورد الأمر بالإحسان بصفة خاصة إلى الجواري المملوكات، كما في قوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الشيخان عن أبي موسى الأشعري وهذا لفظ مسلم:..... ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها ثم أدبها فأحسن أدبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران. والله أعلم.
مسلسل ما ملكت أيمانكم الحلقة 10
قال عروة: قالت عائشة: وإن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية ، فأنزل الله [ تعالى] ( ويستفتونك في النساء) قالت عائشة: وقول الله في الآية الأخرى: ( وترغبون أن تنكحوهن) [ النساء: 127] رغبة أحدكم عن يتيمته حين تكون قليلة المال والجمال. فنهوا أن ينكحوا من رغبوا في ماله وجماله من يتامى النساء إلا بالقسط ، من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال. وقوله: ( مثنى وثلاث ورباع) أي: انكحوا ما شئتم من النساء سواهن إن شاء أحدكم ثنتين ، [ وإن شاء ثلاثا] وإن شاء أربعا ، كما قال تعالى: ( جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع) [ فاطر: 1] أي: منهم من له جناحان ، ومنهم من له ثلاثة ، ومنهم من له أربعة ، ولا ينفي ما عدا ذلك في الملائكة لدلالة الدليل عليه ، بخلاف قصر الرجال على أربع ، فمن هذه الآية كما قاله ابن عباس وجمهور العلماء; لأن المقام مقام امتنان وإباحة ، فلو كان يجوز الجمع بين أكثر من أربع لذكره. قال الشافعي: وقد دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبينة عن الله أنه لا يجوز لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين أكثر من أربع نسوة. وهذا الذي قاله الشافعي ، رحمه الله ، مجمع عليه بين العلماء ، إلا ما حكي عن طائفة من الشيعة أنه يجوز الجمع بين أكثر من أربع إلى تسع.
هل يجوز معاشرة ما ملكت أيمانكم
ومن الجدير بالذكر ولختام هذا المقال أود أن أذكر القارئ أن القرآن حرم أي تعامل مع الأسرى إلا من خلال المن عليهم بالحرية أو بتبادل الأسرى وقت الحروب للدفاع عن النفس "فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا" (سورة محمد آية 4). ولذا فإن سبي النساء واستعبادهن في الحروب كما جاء في كتب التراث تحت مسمى "ماملكت أيمانكم"، مخالف لتعاليم القرآن في هذا الأمر وهو يعد جريمة بكل المقاييس. ولنا الآن أن نتصور ولو لوهلة واحدة لو فعلها أحد معنا -أي أخذ أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا كسبايا حرب للتسري بهن- بحجة نشر دين، ماذا كنا ياترى سنقول عن دينه وبماذا كنا سنصفه؟
وانظري الفتوى رقم: 16402 والله أعلم.
قال الاوزاعى رحمة الله خرج الناس يستسقون فقام فيهم بلال بن سعد, فحمد الله تعالى و اثني عليه بعدها قال: يا معشر من حضر: الستم مقرين بالاساءة؟, قالوا: بلى, فقال: اللهم انا سمعناك تقول: ما على المحسنين من سبيل [التوبة: 91]. وقد اقررنا بالاساءه فهل تكون مغفرتك الا لمثلنا, اللهم اغفر لنا, وارحمنا و اسقنا), فرفع يدية و رفعوا ايديهم فسقوا. وقال سفيان الثوري: "بلغنى ان بنى اسرائيل قحطوا سبع سنين حتي اكلوا الميته من المزابل و اكلوا الاطفال, وكانوا ايضا يظهرون الى الجبال يبكون و يتضرعون فاوحي الله الى انبيائهم عليهم السلام: لو مشيتم الى باقدامكم حتي تحفي ركبكم و تبلغ ايديكم عنان السماء و تكل السنتكم من الدعاء فانى لا اجيب لكم داعيا, ولا ارحم لك باكيا حتي تردوا المظالم الى اهلها, ففعلوا فمطروا من يومهم". خطبة جمعة عن الدعاء. والتوجية النبوى يقول: (اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة) [17]. خطبة عن الدعاء خطب عن الدعاء خطبة عن الدعاء المستجاب خطبه عن الدعاء خطبة عن فضل الدعاء خطبة الجمعة مكتوبة عن الدعاء خطبة الدعاء خطبة الجمعة عن ثلاث دعوات مستجابات الدعاء خطبة خطبة استجابة الدعاء 2٬328 مشاهدة
خطبه عن الدعاء مكتوبه
ويتجلى غضب الله يوم القيامةعلى من لا يدعوه في الدنيا، يوم القيامة يقول جل جلاله: "أنا الملك! أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟". فمن يكون بمنجاة من ذلك الغضب إلاّ المؤمنون والمؤمنات المتزلِّفون إلى الله، الداعون المتقربون في ظلمات الليل الدنيوي حين ينام الغافلون؟ اللهم لا تحرمنا لذة مناجاتك، واجعل لنا خظا من الليل للتضرع اليك... الختم بالدعاء...
وإن من آدابِ الدعاءِ: دعاء اللهِ بأسمائه الحسنى وصفاتِه العليا، والثناءَ عليه وحمدَه، كما قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180]. ثم بعد ذلك الصلاةُ على خاتمِ الرسلِ صلى الله عليه وسلم، فإن عمرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه قال: "إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيءٌ حَتَّى تُصلي عَلَى نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم". "الزعيري" يُخصص خطبة الجمعة للحديث عن "عاصفة الحزم". ومن آدابِ الدعاء أيها المؤمنون: الدعاءُ بالخيرِ، والبعدُ عن الإثمِ وقطيعةِ الرحمِ والاستعجالِ، ففي "صحيح مسلم" قال صلى الله عليه وسلم: (( يُستجابُ للعبدِ ما لم يدعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ))، وفيه أيضًا: (( يستجابُ لأحدِكم ما لم يعجلْ يقولُ: دعوتُ فلم يُستجَبْ لي))، ويقول: (( قد دعوتُ وقد دعوتُ فلم أرَ يستجابُ لي، فيستحسِرُ عند ذلك ويدعُ الدعاء)). ومن آدابِ الدعاءِ أيها المؤمنون: حسنُ الظنِّ باللهِ تعالى، فإن اللهَ يجيبُ دعوةَ الداعي إذا دعاه، قال صلى الله عليه وسلم: (( ادعوا اللهَ وأنتم موقنون بالإجابةِ)). وقال عمرَ رضي الله عنه: "أنا لا أحملُ همَّ الإجابةِ، ولكن أحملُ همَّ الدُّعاءِ، فمن أُلهِمَ الدعاءَ فإن الإجابةَ معه".