[٢٥] مُلخص لأفكار الفقرة السابقة: لسورة الشمس آثار عديدة على حياة المسلم؛ فهي تدل المسلم على طريق الصلاح؛ وذلك بتزكية النفس، كما تُعينه على تدبر آيات الله -تعالى-، والخوف من معصيته وما يترتب عليها من عقاب، ويعلم أن عليه أن يفكر في العواقب قبل الإقدام على أي فعل، كما تحثّ المسلم على عدم السكوت عن معصية، فالسكوت عنها مشاركة فيها. المراجع ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير ، صفحة 6539. بتصرّف. ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير ، صفحة 366. بتصرّف. ↑ شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي ، صفحة 72. بتصرّف. ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير ، صفحة 6543. بتصرّف. ↑ شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي ، صفحة 73. {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴿١﴾وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴿٢﴾ وَالنّهار إِذَا جَلَّاهَا﴿٣﴾وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴿٤﴾} بيان أطول وأعظم قسم في القرآن العظيم | مدونة وُرُودٌ وَ بَـــيَـــــانْ. بتصرّف. ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط ، صفحة 2883. بتصرّف. ↑ شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي ، صفحة 74. بتصرّف. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، التفسير الوسيط ، صفحة 1926. بتصرّف. ↑ ابن عبد السلام، تفسير العز بن عبد السلام ، صفحة 457. بتصرّف. ^ أ ب أبو محمد البغوي، تفسير البغوي ، صفحة 438. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم: 2722، حديث صحيح. ↑ الرازي، تفسير ابن أبي حاتم ، صفحة 3436.
- {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴿١﴾وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴿٢﴾ وَالنّهار إِذَا جَلَّاهَا﴿٣﴾وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴿٤﴾} بيان أطول وأعظم قسم في القرآن العظيم | مدونة وُرُودٌ وَ بَـــيَـــــانْ
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الشمس - الآية 2
- صحيفة تواصل الالكترونية
- وقفة مع آيات من كتاب الله
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة يس - القول في تأويل قوله تعالى " فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون "- الجزء رقم20
- إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة يس - قوله تعالى إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون - الجزء رقم11
- تفسير قوله تعالى: إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة يس - الآية 55
{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴿١﴾وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴿٢﴾ وَالنّهار إِذَا جَلَّاهَا﴿٣﴾وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴿٤﴾} بيان أطول وأعظم قسم في القرآن العظيم | مدونة وُرُودٌ وَ بَـــيَـــــانْ
وفي الآية إشارة إلى أن نور القمر مستفاد من نور الشمس ، أي: من توجه أشعة الشمس إلى ما يقابل الأرض من القمر ، وليس نيرا بذاته ، وهذا إعجاز علمي من إعجاز القرآن ، وهو مما أشرت إليه في المقدمة العاشرة. وابتدئ بالشمس لمناسبة المقام إيماء للتنويه بالإسلام; لأن هديه كنور الشمس لا يترك للضلال مسلكا ، وفيه إشارة إلى الوعد بانتشاره في العالم كانتشار نور الشمس في الأفق ، وأتبع بالقمر لأنه ينير في الظلام كما أنار الإسلام في ابتداء ظهوره في ظلمة الشرك ، ثم ذكر النهار والليل معه لأنهما مثل لوضوح الإسلام بعد ضلالة الشرك ، وذلك عكس ما في سورة الليل ؛ لما يأتي. ومناسبة استحضار السماء عقب ذكر الشمس والقمر ، واستحضار الأرض عقب ذكر النهار والليل ، واضحة ، ثم ذكرت النفس الإنسانية لأنها مظهر الهدى والضلال وهو المقصود. والضمير المؤنث في قوله: ( جلاها) ظاهره أنه عائد إلى الشمس ، فمعنى تجلية النهار الشمس: وقت ظهور الشمس. فإسناد التجلية إلى النهار مجاز عقلي ، والقسم إنما هو بالنهار لأنه حالة دالة على دقيق نظام العالم الأرضي. صحيفة تواصل الالكترونية. وقيل: الضمير عائد إلى الأرض ، أي: أضاء الأرض فتجلت للناظرين لظهور المقصود ، كما يقال عند نزول المطر: أرسلت.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الشمس - الآية 2
⁕ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا﴾ قال: يتلو النهار. ⁕ حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك، عن قيس بن سعد، عن مجاهد، قوله: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا﴾ يعني: الشمس إذا تبعها القمر. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الشمس - الآية 2. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا﴾ قال: تبعها. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا﴾ يتلوها صبيحة الهلال فإذا سقطت الشمس رُؤي الهلال. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا﴾ قال: إذا تلاها ليلة الهلال. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا﴾ قال: هذا قسم، والقمر يتلو الشمس نصف الشهر الأوّل، وتتلوه النصف الآخر، فأما النصف الأوّل فهو يتلوها، وتكون أمامه وهو وراءها، فإذا كان النصف الآخر كان هو أمامها يقدمها، وتليه هي. وقوله: ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا﴾
يقول: والنهار إذا جَلاهَا، قال: إذا أضاء.
صحيفة تواصل الالكترونية
{ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} أي من
أرداها في المهالك والمعاصي، وهذا يحتاج إلى دعاء الله سبحانه وتعإلى
أن يثبت الإنسان على طاعته، وعلى القول الثابت في الحياة الدنيا وفي
الاخرة. فعليك دائماً أن تسأل الله الثبات والعلم النافع، والعمل
الصالح فإن الله تعإلى قال: { وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ
إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]. { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ. إِذِ
انبَعَثَ أَشْقَاهَا. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ
اللَّهِ وَسُقْيَاهَا. فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدمَ
عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا. وَلاَ يَخَافُ
عُقْبَاهَا}. { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ} ثمود
اسم قبيلة ونبيهم صالح عليه الصلاة والسلام، وديارهم في الحجر معروفة
في طريق الناس، هؤلاء كذبوا نبيهم صالًحا. ونبيهم صالح عليه الصلاة
والسلام كغيره من الأنبياء يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له. كما قال الله تعإلى: { وَمَآ أَرْسَلْنَا
مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَـهَ
إِلاَّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:
25].
وقال الله تعإلى يخاطب أشرف الخلق وخير القرون: { أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ
أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ
أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: 165]. فالإنسان يصاب بالمصائب من عند
نفسه، ولهذا قال: { فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ
رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ} أي: بسبب ذنبهم. { فَسَوَّاهَا} أي: عمها بالهلاك حتى لم
يبق منهم أحد وأصبحوا في ديارهم جاثمين. وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا}
يعني: أن الله لا يخاف من عاقبة هؤلاء الذين عذبهم، ولا يخاف من
تبعتهم، لأن له الملك وبيده كل شيء، بخلاف غيره من الملوك لو انتصروا
على غيرهم، أو عاقبوا غيرهم تجدهم في خوف يخشون أن تكون الكرة عليهم. أما الله عز وجل فإنه لا يخاف عقباها. أي: لا يخاف عاقبة من عذبهم،
لأنه سبحانه وتعإلى له الملك كله، والحمد كله، فسبحانه وتعإلى ما
أعظمه، وما أجل سلطانه.
( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون). ثم بين حال المحسن وقال: ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون). وقوله: ( في شغل) يحتمل وجوها:
أحدها: في شغل عن هول اليوم بأخذ ما آتاهم الله من الثواب ، فما عندهم خبر من عذاب ولا حساب ، وقوله: ( فاكهون) يكون متمما لبيان سلامتهم فالله لو قال: ( في شغل) جاز أن يقال هم في ( شغل) عظيم من التفكر في اليوم وأهواله ، فإن من يصيبه فتنة عظيمة ثم يعرض عليه أمر من أموره ويخبر بخسران وقع في ماله ، يقول أنا مشغول عن هذا بأهم منه ، فقال: ( فاكهون) أي شغلوا عنه باللذة والسرور لا بالويل والثبور. وثانيها: أن يكون ذلك بيانا لحالهم ولا يريد أنهم شغلوا عن [ ص: 81] شيء بل يكون معناه هم في عمل ، ثم بين عملهم بأنه ليس بشاق ، بل هو ملذ محبوب. وثالثها: في شغل عما توقعوه فإنهم تصوروا في الدنيا أمورا ، وقالوا: نحن إذا دخلنا الجنة لا نطلب إلا كذا وكذا ، فرأوا ما لم يخطر ببالهم فاشتغلوا به. وفيه وجوه غير هذه ضعيفة:
أحدها: قيل: افتضاض الأبكار ، وهذا ما ذكرناه في الوجه الثالث أن الإنسان قد يترجح في نظره الآن مداعبة الكواعب فيقول في الجنة ألتذ بها ، ثم إن الله ربما يؤتيه ما يشغله عنها.
وقفة مع آيات من كتاب الله
بتصرّف. ↑ "تفسير الطبري" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-20. بتصرّف. ↑ "قوله تعالى إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-20. ↑ "تعريف و معنى أصحاب في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-20. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى الجنة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-20. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى شغل في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-20. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى فاكهون في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-20. بتصرّف. ↑ "كتاب: إعراب القرآن الكريم" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-20. بتصرّف. ↑ "إِنَّ أَصْحَٰبَ ٱلْجَنَّةِ ٱلْيَوْمَ فِى شُغُلٍۢ فَٰكِهُونَ" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-20. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:2825، صحيح.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة يس - القول في تأويل قوله تعالى " فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون "- الجزء رقم20
{إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} [سورة يس: 55-59] تفسير الآيات للقرطبي: قوله تعالى: { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} قال ابن مسعود و ابن عباس وقتادة ومجاهد: شغلهم افتضاض العذارى. وذكر الترمذي الحكيم في كتاب مشكل القرآن له: حدثنا محمد بن حميد الرازي، حدثنا يعقوب القمي، عن حفص بن حميد، عن شمر بن عطية، عن شقيق بن سلمة، عن عبدالله بن مسعود في قوله: { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ}، قال: شغلهم افتضاض العذارى. حدثنا محمد بن حميد، حدثنا هارون بن المغيرة، عن نهشل، عن الضحاك، عن ابن عباس بمثله. وقال أبو قلابة: بينما الرجل من أهل الجنة مع أهله إذ قيل له تحول إلى أهلك فيقول أنا مع أهلي مشغول؛ فيقال تحول أيضا إلى أهلك. وقيل: أصحاب الجنة في شغل بما هم فيه من اللذات والنعيم عن الاهتمام بأهل المعاصي ومصيرهم إلى النار، وما هم فيه من أليم العذاب، وإن كان فيهم أقرباؤهم وأهلوهم؛ قال سعيد بن المسيب وغيره.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة يس - قوله تعالى إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون - الجزء رقم11
وثانيهما: الأزواج هم المفهومون من زوج المرأة وزوجة الرجل كما في قوله تعالى: ( إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم) [ المعارج: 30] وقوله تعالى: ( ويذرون أزواجا) [ البقرة: 234] فإن المراد ليس هو الأشكال ، وقوله: ( في ظلال) جمع ظل ، وظلل جمع ظلة ، والمراد به الوقاية عن مكان الألم ، فإن الجالس تحت كن لا يخشى المطر ولا حر الشمس ، فيكون مستعدا لدفع الألم ، فكذلك لهم من ظل الله ما يقيهم الأسواء ، كما قال تعالى: ( لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب) [ فاطر: 35] وقال: ( لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) [ الإنسان: 13] إشارة إلى عدم الآلام.
تفسير قوله تعالى: إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون
فإن هذه القراءة تكون شاذة، فليعلم اصطلاحه حتى لا يشتبه. فيجوز لنا أن نقول: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ} و {شُغُلٍ}. (١) سورة آل عمران، الآية: ١٣٣. (٢) سورة المزمل، الآيتان: ١٥، ١٦.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة يس - الآية 55
وقال وكيع: يعني في السماع. وقال ابن كيسان { فِي شُغُلٍ} أي في زيارة بعضهم بعضا. وقيل: في ضيافة الله تعالى. وروي أنه إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين عبادي الذين أطاعوني وحفظوا عهدي بالغيب؟ فيقومون كأنما وجوههم البدر والكوكب الدري، ركبانا على نجب من نور أزمتها من الياقوت، تطير بهم على رءوس الخلائق، حتى يقوموا بين يدي العرش، فيقول الله جل وعز لهم: « السلام على عبادي الذين أطاعوني وحفظوا عهدي بالغيب، أنا اصطفيتكم وأنا أجتبيتكم وأنا اخترتكم، اذهبوا فادخلوا الجنة بغير حساب فـ { لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الزخرف:68] » فيمرون على الصراط كالبرق الخاطف فتفتح لهم أبوابها. ثم إن الخلق في المحشر موقوفون فيقول بعضهم لبعض: يا قوم أين فلان وفلان! ؟ وذلك حين يسأل بعضهم بعضا فينادي مناد { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ}. { فَاكِهُونَ} قال الحسن: مسرورون. وقال ابن عباس: فرحون. مجاهد والضحاك: معجبون. السدي: ناعمون. والمعنى متقارب. والفكاهة المزاح والكلام الطيب. وقال الكسائي وأبو عبيدة: الفاكه ذو الفاكهة؛ مثل شاحم ولاحم وتامر ولابن، والفكه: المتفكه والمتنعم.
Your browser does not support the HTML5 Audio element. بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة يس
الدَّرس: التَّاسع
*** *** ***
- القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ*هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ*سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ [يس:55-58]
- الشيخ: إلى هُنا. آياتُ الترغيبِ، لا إلهَ إلا الله، لا إلهَ إلا الله. يُخبِرُ تعالى عن أوليائِه أصحابِ الجنة في ذلكَ اليومِ، في يومِ القيامةِ، وقد ذُهِبَ بأهلِ النارِ إلى النارِ، فأصحابُ الجنة في ذلكَ اليومِ في نعيمٍ وفي مُتْعَةٍ: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} أصحابُ الجنةِ هم الذينَ
آمنوا وعملُوا الصالحات، الذينَ آمنوا وعملُوا الصالحاتِ هم أصحابُ الجنةِ، وشواهِدُ هذا في القرآنِ كثيرةٌ،
يقولُ: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ} ذلكَ اليومُ {فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} في شُغُلٍ مَعَ أزواجِهِم يَتَمَتَّعُونَ بِهِنَّ {في شُغُلٍ فَاكِهُونَ}، مَسرورُون ناعِمُون مُتَنَعِّمُون.