ذكره الترمذي الحكيم في نوادر الأصول وقال: وإنما صار الجراد أول هذه الأمم هلاكا لأنه خلق من الطينة التي فضلت من طينة آدم. وإنما تهلك الأمم لهلاك الآدميين لأنها مسخرة لهم. رجعنا إلى قصة القبط. فعاهدوا موسى أن يؤمنوا لو كشف عنهم الجراد ، فدعا فكشف وكان قد بقي من زروعهم شيء فقالوا: يكفينا ما بقي; ولم يؤمنوا فبعث الله عليهم القمل ، وهو صغار الدبى; قاله قتادة. والدبى: الجراد قبل أن يطير ، الواحدة دباة. وأرض مدبية إذا أكل الدبى نباتها. وقال ابن عباس: القمل السوس الذي في الحنطة. وقال ابن زيد: البراغيث. وقال الحسن: دواب سود صغار. وقال أبو عبيدة: الحمنان ، وهو ضرب من القراد ، واحدها حمنانة. فأكلت دوابهم وزروعهم ، ولزمت جلودهم كأنها الجدري عليهم ، ومنعهم النوم والقرار. وقال حبيب بن أبي ثابت: القمل الجعلان. والقمل عند أهل اللغة ضرب من القردان. قال أبو الحسن الأعرابي العدوي: القمل دواب صغار من جنس القردان; إلا أنها أصغر منها ، واحدتها قملة. فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل. قال النحاس: وليس هذا بناقض لما قاله أهل التفسير; لأنه يجوز أن تكون هذه الأشياء كلها أرسلت عليهم ، وهي أنها كلها تجتمع في أنها تؤذيهم. وذكر بعض المفسرين أنه كان " بعين شمس " كثيب من رمل فضربه موسى بعصاه فصار قملا.
"فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمّل والضّفادع"..
ولما تسلطت على فرعون جاءت فأخذت الأمكنة كلها ، فلما صارت إلى التنور وثبت فيها وهي نار تسعر طاعة لله. فجعل الله نقيقها تسبيحا. يقال: إنها أكثر الدواب تسبيحا. قال عبد الله بن عمرو: لا تقتلوا الضفدع فإن نقيقه الذي تسمعون تسبيح. فروي أنها ملأت فرشهم وأوعيتهم وطعامهم وشرابهم; فكان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع ، وإذا تكلم وثب الضفدع في فيه. فشكوا إلى موسى وقالوا: نتوب; فكشف الله عنهم ذلك فعادوا إلى كفرهم; فأرسل الله عليهم الدم فسال النيل عليهم دما. وكان الإسرائيلي يغترف منه الماء ، والقبطي الدم. وكان الإسرائيلي يصب الماء في فم القبطي فيصير دما ، والقبطي يصب الدم في فم الإسرائيلي فيصير ماء زلالا. آيات مفصلات أي مبينات ظاهرات; عن مجاهد. قال الزجاج: آيات مفصلات نصب على الحال. ويروى أنه كان بين الآية والآية ثمانية أيام. إرساله عذاباً لفرعون وملئه في القرآن الكريم. وقيل: أربعون يوما. وقيل: شهر; فلهذا قال مفصلات. فاستكبروا أي ترفعوا عن الإيمان بالله تعالى.
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الأعراف - قوله تعالى فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل - الجزء رقم4
والضَّفادِعُ جَمْعُ ضِفْدَعٍ وهو حَيَوانٌ يَمْشِي عَلى أرْجُلٍ أرْبَعٍ ويَسْحَبُ بَطْنَهُ عَلى (p-٧٠)الأرْضِ ويَسْبَحُ في المِياهِ، ويَكُونُ في الغُدْرانِ ومَناقِعِ المِياهِ، صَوْتُهُ مِثْلُ القُراقِرِ يُسَمّى نَقِيقًا. أصابَهم جُنْدٌ كَثِيرٌ مِنهُ يَقَعُ في طَعامِهِمْ يَرْتَمِي إلى القُدُورِ، ويَقَعُ في فِيِّ العُيُونِ والأسْقِيَةِ وفي البُيُوتِ فَيُفْسِدُ ما يَقَعُ فِيهِ وتَطَؤُهُ أرْجُلُ النّاسِ فَتَتَقَذَّرُ بِهِ البُيُوتُ، وقَدْ سَلِمَتْ مِنهُ بِلادُ (جاسانَ) مَنزِلِ بَنِي إسْرائِيلَ. "فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمّل والضّفادع"... والدَّمُ مَعْرُوفٌ، قِيلَ: أصابَهم رُعافٌ مُتَفَشٍّ فِيهِمْ، وقِيلَ: صارَتْ مِياهُ القِبْطِ كالدَّمِ في اللَّوْنِ، كَما في التَّوْراةِ، ولَعَلَّ ذَلِكَ مِن حُدُوثِ دُودٍ أحْمَرَ في الماءِ فَشُبِّهَ الماءُ بِالدَّمِ، وسَلِمَتْ مِياهُ (جاسانَ) قَرْيَةِ بَنِي إسْرائِيلَ. وسَمّى اللَّهُ هاتِهِ آياتٍ لِأنَّها دَلائِلُ عَلى صِدْقِ مُوسى لِاقْتِرانِها بِالتَّحَدِّي، ولِأنَّها دَلائِلُ عَلى غَضَبِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ لِتَظافُرِها عَلَيْهِمْ حِينَ صَمَّمُوا الكُفْرَ والعِنادَ. وانْتَصَبَ (آياتٍ) عَلى الحالِ مِنَ الطُّوفانِ وما عُطِفَ عَلَيْهِ و(مُفَصَّلاتٍ) اسْمُ مَفْعُولٍ مِن فَصَّلَ المُضاعَفِ الدّالِّ عَلى قُوَّةِ الفَصْلِ.
إرساله عذاباً لفرعون وملئه في القرآن الكريم
و (آيات) حال من المنصوبات قبل. فاستكبروا " أي عن الإيمان، فلم يؤمنوا لموسى ، ويرسلوا معه بني إسرائيل وكانوا قوما مجرمين " أي عاصين كافرين. قال الجشمي: تدل الآية على عناد القوم، وإصرارهم على الكفر وجهلهم، حيث عاهدوا في كل آية يأتي بها على صدقه وإثبات العهد، أنهم لا يؤمنون بها. وليس هذا عادة من غرضه الحق. وتدل على ذم من يرى الآيات ولا يتفكر فيها، وتدل على وجوب التدبر في الآيات. انتهى.
طرق مكافحة الجراد:? رش المبيدات بواسطة الطائرات و المرشات المختلفة.? القضاء على الحشرات حديثة الفقس وحرقها في خنادق تحفر خصيصاً لذلك.? إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الأعراف - قوله تعالى فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل - الجزء رقم4. استخدام الطريقة البيولوجية وذلك باستخدام فطر الـ Metarhiziuim (على شكل زيوت ترش من الطائرات) تصيب الجدار الخارجي للحشرة، وتخترق تجويف جسم الحشرة فيتسبب الفطر في موت الجرادة خلال (4 - 10) أيام، ومن مميزات هذا الفطر أنه ينتقل من حشرة إلى أخرى سريعاً، ولا يؤذي النباتات والحيوانات والحشرات الأخرى في المنطقة كما تفعل الطرق الكيماوية.