فَالصَّلاةُ مِنَ اللهِ الرَّحمَةُ والمَغْفِرَةُ، وَمِنَ الملائكَةِ عليهِمُ السَّلامُ الاستِغفارُ، ثمَّ أمَرَ المُسْلِمينَ بالصَّلاةِ عَلَيهِ فقالَ سُبحانَهُ وتَعالى: ﴿يَا أَيُّها الَّذينَ ءَامَنوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسْليمًا﴾. رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّحمن بِنِ أَبي لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بنِ عُجَرةَ أَنَّهُ قالَ: قُلْنا يا رَسولَ اللهِ كيفَ نُصَلِّي عليكَ؟ فقال: قُولوا: "اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وعَلى ءالِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ على إبراهيمَ وعلى ءالِ إِبْراهيمَ إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ وبارِكْ على مُحمَّدٍ وعَلى ءالِ مُحَمّدٍ كَما بارَكْتَ على إِبْراهيمَ وعلى ءالِ إبْراهيمَ إِنَّكَ حميدٌ مَجيدٌ". الله وملائكته يصلون على النبي مكررة. وَرَوَى أَبو هُريْرَةَ عَنْ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قالَ: "صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ الصَّلاةَ عَلَيَّ زَكاةٌ لَكُمْ وَاسْأَلُوا اللهَ لِيَ الوَسيلَةَ" قَالوا: وَما الوَسيلَةَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: "أَعلَى دَرَجَةٍ في الجنَّةِ لا يَنالُها إلاَّ رَجُلٌ واحِدٌ وأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ". وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعالَى: ﴿وَسَلِّموا تَسْليمًا﴾ أَي قولُوا اللّهُمَّ سَلِّمْ على محمَّدٍ.
- ان الله وملائكته يصلون علي النبي، بصوت جميل
ان الله وملائكته يصلون علي النبي، بصوت جميل
وردت أحاديث كثيرة في فضل الصلاة على النبي ﷺ منها: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ»..
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وبعد: فإن الله سبحانه وتعالى أرسل نبينا محمداً -صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين، ونجاة لمن آمن به من الموحدين، وإماماً للمتقين، وحجة على الخلائق أجمعين، وشفيعاً في المحشر، أرسله الله على فترة من الرسل، فهدى به لأقوم الطرق وأوضح السبل، وافترض على العباد طاعته وتوقيره ورعايته والقيام بحقوقه والصلاة عليه والتسليم، قال بعض العلماء: ومن خواصه -صلى الله عليه وسلم- أنه ليس في القرآن ولا غيره صلاة من الله على غيره، فهي خصيصة اختصه الله بها دون سائر الأنبياء[1]. اهـ. الله وملائكته يصلون على النبي ياناس صلو. قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]. روى البخاري في صحيحه من حديث أبي العالية قال: «صلاة الله: ثناؤه عليه عند الملائكة ، وصلاة الملائكة الدعاء »، وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: «يُصَلُّونَ: يُبَرَّكُونَ» هكذا علقه البخاري عنهما[2].
قال ابن كثير: «المقصود من الآية: أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً»[3]. وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- منها ما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس - رضي الله عنه - أن النبي ﷺ قال: « مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ » [4]. وروى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ » [5]. إن الله وملائكته يصلون على النبى - فقه. وروى الترمذي في سننه من حديث أُبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي، فَقَالَ: « مَا شِئْتَ »، قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ »، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ »، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ »، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا، قَالَ: « إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ » [6].