وإلى جانب المخصصات السنوية والتموين الغذائي والكساء ونحوها، فقد كان صاحب العظمة يزود رعاياه بالأسلحة اللازمة للدفاع عن أنفسهم ولحماية الدولة. مخصصات ال الشيخ وزير التعليم. ففي عهد الشيخ علي بن خليفة آل خليفة وبحسب الكتاب المؤرخ في العاشر من أبريل لعام 1869م، تم تكليف راشد الجبر النعيمي من قبل الحاكم وبمشاورة زعماء القبائل القطرية، انطلاقاً من مبدأ الشورى الإسلامي، ليكون مسؤولاً عن أمن شبه جزيرة قطر، ومن أبرز مهامه حماية الحدود، ومنح مخصصاً لترتيب أمور شبه جزيرة قطر بمبلغ يقدر بـ 4000 قران، ويشكل هذا المبلغ ما يقارب نصف إيرادات شبه جزيرة قطر من جباية ضرائب الغوص والذي يقدر بـ 9000 قران. وعن ذلك يقول الباحث عبدالعزيز عبد الغني إبراهيم في كتابه قطر الحديثة بأنه في عام 1877م على سبيل المثال لا الحصر كان الحاكم، «يمد النعيم بالسلاح وبالمؤن وقت الحاجة». وكذلك يقول الميجر جرانت في تقرير مرسل للمقيم السياسي البريطاني في شهر ديسمبر 1877م «إن صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، كان يقوم بتزويد رعاياه في الزبارة بالتموين والسلاح، متى ما دعت الحاجة». وتلقي الوثائق التاريخية الضوء على جوانب مهمة من نظام التموين وطريقة إدارته وآلية توزيعه والشخصيات المسؤولة على ذلك وقد كان التمر هو الغذاء الرئيسي والأنفس في ذلك الوقت.
- مخصصات ال الشيخ ksu
مخصصات ال الشيخ Ksu
محرر الشؤون المحلية
أسست الدولة الخليفية لمفاهيم متعددة تكفل الحياة الكريمة لرعاياها في مختلف احتياجات الحياة، ومن بينها أمران مهمان للغاية هما نظام التموين والنظام التقاعدي. فقد كفلت الدولة الخليفية تحقيق الضمان الاجتماعي اللازم لرعاياها في حالة الشيخوخة أو المرض أو العجز عن العمل، كما أمنت لرعاياها الغذاء والكساء والرواتب باعتبارها من الحقوق الأساسية للرعية. مخصصات ال الشيخ ksu. وأكد الباحث القطري محمد شريف الشيباني، في كتابه قطر إمارة عربية، أن الدولة الخليفية منذ تأسيسها تضع لرؤساء القبائل مخصصات سنوية، بالإضافة إلى الكساء والغذاء، وبطبيعة الحال فإن حكام الدولة الخليفية منحوا صلاحية لرؤساء القبائل بتوزيعها للمحتاجين من أفراد قبائلهم. ويقول الشيباني إن حكام الدولة الخليفية جعلوا للقبائل القطرية مقررات سنوية، وكل رئيس قبيلة هو زعيم بلاده، وأمر الجميع يرجع إلى حاكم البحرين. وأضاف: «أكثر هذه المقررات عشر (جلات) تمر ومائتا قران وكسوة، وأقلها جلتان وخمسون قراناً وكسوة، والجلة تساوي عشر قلة أي خصافة». ودأب حكام البلاد في مختلف العهود على ذات النهج منذ تأسيس الدولة، ففي عهد صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الممتد من عام 1869م إلى 1932م كانت توزع مختلف المؤن على رعايا الدولة في الزبارة.
هذا النظام التقاعدي يعد الأقدم في تاريخ شبه جزيرة قطر، ومازالت سجلات رعايا الدولة الخليفية محفوظة في أرشيف الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي في مملكة البحرين حتى يومنا هذا.