وقد رتب سبحانه في كلامه على نسيانهم له نسيانه لهم وعلى ذكرهم له ذكره لهم فقال: ﴿نسوا الله فنسيهم﴾ التوبة: 67، وقال: ﴿فاذكروني أذكركم﴾ البقرة: 125 وتصليته عليهم ذكر منه لهم بالرحمة فإن ذكروه كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا صلى عليهم كثيرا وغشيهم بالنور وأبعدهم من الظلمات. ومن هنا يظهر أن قوله: ﴿هو الذي يصلي عليكم﴾ إلخ، في مقام التعليل لقوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا﴾ وتفيد التعليل أنكم إن ذكرتم الله كثيرا ذكركم برحمته كثيرا وبالغ في إخراجكم من الظلمات إلى النور ويستفاد منه أن الظلمات إنما هي ظلمات النسيان والغفلة والنور نور الذكر. وقوله: ﴿وكان بالمؤمنين رحيما﴾ وضع الظاهر موضع المضمر، أعني قوله: ﴿بالمؤمنين﴾ ولم يقل: وكان بكم رحيما، ليدل به على سبب الرحمة وهو وصف الإيمان. قوله تعالى: ﴿تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما﴾ ظاهر السياق أن ﴿تحيتهم﴾ مصدر مضاف إلى المفعول أي إنهم يحيون - بالبناء للمفعول - يوم يلقون ربهم من عند ربهم ومن ملائكته بالسلام أي إنهم يوم اللقاء في أمن وسلام لا يصيبهم مكروه ولا يمسهم عذاب. يا أَيها الذين آمنوا اذكروا اللَّهَ ذكرا كثيرا - عائض القرني. وقوله: ﴿وأعد لهم أجرا كريما﴾ أي وهيأ الله لهم ثوابا جزيلا. قوله تعالى: ﴿يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا﴾ شهادته (صلى الله عليه وآله وسلم) على الأعمال أن يتحملها في هذه النشأة ويؤديها يوم القيامة وقد تقدم في قوله: ﴿لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا﴾ البقرة: 121، وغيره من آيات الشهادة أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) شهيد الشهداء.
- عالم حواء
قلت: يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله؟ قال: لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله أفضل درجة منه. وفي العلل، بإسناده عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده الحسن بن علي (عليهما السلام) قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسأله أعلمهم فيما سأله فقال: لأي شيء سميت محمدا وأحمد وأبا القاسم وبشيرا ونذيرا وداعيا؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أما الداعي فإني أدعو الناس إلى دين ربي عز وجل، وأما النذير فإني أنذر بالنار من عصاني، وأما البشير فإني أبشر بالجنة من أطاعني. وفي تفسير القمي، في قوله: ﴿يا أيها النبي إنا أرسلناك إلى قوله ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا﴾ أنها نزلت بمكة قبل الهجرة بخمس سنين.
يا أَيها الذين آمنوا اذكروا اللَّهَ ذكرا كثيرا - عائض القرني
وعن عبد الله بن بشر قال: جاء أعرابيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهما: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من طال عمره وحسن عمله »، وقال الآخر: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فمرني بأمر أتشبث به، قال صلى الله عليه وسلم: « لايزال لسانك رطباً بذكر الله تعالى » [ أخرجه الإمام أحمد وروى الترمذي وابن ماجه الفصل الأخير منه]. وفي الحديث: « أكثروا ذكر الله تعالى حتى يقولوا مجنون» [ أخرجه الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً].
تفسير الآية &Quot; يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرا &Quot; | المرسال
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) القول في تأويل قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) قال أبو جعفر: وهذا تعريفٌ من الله جل ثناؤه أهل الإيمان به، السيرةَ في حرب أعدائه من أهل الكفر به، والأفعالَ التي يُرْجَى لهم باستعمالها عند لقائهم النصرة عليهم والظفر بهم.
يا أَيها الذين آمنوا اذكروا اللَّهَ ذكرا كثيرا
تقييم المادة:
عائض القرني
معلومات: ---
ملحوظة: ---
المستمعين: 24673
التنزيل: 54080
الرسائل: 48
المقيميّن: 22
في خزائن: 143
تعليقات الزوار
أضف تعليقك
عادل
جزاكم الله خير ووفقكم وسدد خطاكم الى كل خير ورفع الله قدركم وجعلكم سبب للهدايه
ahmed suleman
جزاكم الله خير يامن نقول عنهم رجال الدين ورجال الامه اوصيكم بالدعاء لي ولسائر امه محمد
المزيد من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر
الأكثر استماعا لهذا الشهر
عدد مرات الاستماع
3038269177
عدد مرات الحفظ
728599770
تفسير السعدي رحمه الله...
(41) يأمر تعالى المؤمنين بذكره ذكرا كثيرا، من تهليل، وتحميد، وتسبيح، وتكبير
وغير ذلك، من كل قول فيه قربة إلى الله، وأقل ذلك، أن يلازم الإنسان، أوراد الصباح، والمساء،
وأدبار الصلوات الخمس، وعند العوارض والأسباب، وينبغي مداومة ذلك، في جميع الأوقات، على جميع الأحوال،
فإن ذلك عبادة يسبق بها العامل، وهو مستريح، وداع إلى محبة الله ومعرفته، وعون على الخير
وكف للسان عن الكلام القبيح. (42) وسبحوه بكرة وأصيلا أي: أول النهار وآخره، لفضلهما، وشرفهما، وسهولة العمل فيهما. (43) هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما
أي: من رحمته بالمؤمنين ولطفه بهم أن جعل من صلاته عليهم وثنائه وصلاة ملائكته ودعائهم،
ما يخرجهم من ظلمات الذنوب والجهل إلى نور الإيمان، والتوفيق والعلم والعمل،
فهذه أعظم نعمة أنعم بها على العباد الطائعين، تستدعي منهم شكرها، والإكثار من ذكر الله،
الذي لطف بهم ورحمهم، وجعل حملة عرشه، أفضل الملائكة، ومن حوله، يسبحون بحمد ربهم
ويستغفرون للذين آمنوا فيقولون:
فهذه رحمته ونعمته عليهم في الدنيا. ♥
(44) وأما رحمته بهم في الآخرة، فأجل رحمة، وأفضل ثواب، وهو الفوز برضا ربهم، وتحيته،
واستماع كلامه الجليل، ورؤية وجهه الجميل، وحصول الأجر الكبير
الذي لا يدريه ولا يعرف كنهه، إلا من أعطاهم إياه،
ولهذا قال:
♥ ♥ ♥