29-سورة العنكبوت 6 ﴿6﴾ وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ومن جاهد في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى، وجاهد نفسه بحملها على الطاعة، فإنما يجاهد لنفسه؛ لأنه يفعل ذلك ابتغاء الثواب على جهاده. إن الله لغني عن أعمال جميع خلقه، له الملك والخلق والأمر. تفسير ابن كثير
وقوله: ( ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه) ، كقوله: ( من عمل صالحا فلنفسه) [ فصلت: 46] أي: من عمل صالحا فإنما يعود نفع عمله على نفسه ، فإن الله غني عن أفعال العباد ، ولو كانوا كلهم على أتقى قلب رجل [ واحد] منهم ، ما زاد ذلك في ملكه شيئا; ولهذا قال: ( ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين). وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ-آيات قرآنية. قال الحسن البصري: إن الرجل ليجاهد ، وما ضرب يوما من الدهر بسيف. تفسير السعدي
{ وَمَنْ جَاهَدَ} نفسه وشيطانه، وعدوه الكافر، { فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ} لأن نفعه راجع إليه، وثمرته عائدة إليه، والله غني عن العالمين، لم يأمرهم بما أمرهم به لينتفع به، ولا نهاهم عما نهاهم عنه بُخْلًا عليهم. وقد علم أن الأوامر والنواهي يحتاج المكلف فيها إلى جهاد، لأن نفسه تتثاقل بطبعها عن الخير، وشيطانه ينهاه عنه، وعدوه الكافر يمنعه من إقامة دينه، كما ينبغي، وكل هذا معارضات تحتاج إلى مجاهدات وسعي شديد.
وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ-آيات قرآنية
وجملة: (إنّما يجاهد... ) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: (إنّ اللّه لغنيّ... ) لا محلّ لها تعليليّة. (7) الواو عاطفة في المواضع الثلاثة اللام لام القسم لقسم مقدّر (نكفّرنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع والفاعل نحن للتعظيم (عنهم) متعلّق ب (نكفّرنّ)، (لنجزينّهم) مثل: (لنكفرنّ)، (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (الذين آمنوا... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة من جاهد. وجملة: (آمنوا... ) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (عملوا... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: (نكفّرنّ... ) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين). وجملة: (نجزينّهم... ) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر الثاني.. وجملة القسم المقدّرة في محلّ رفع معطوفة على جملة القسم الأولى. وجملة: (كانوا يعملون... ) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي). وجملة: (يعملون... مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. ) في محلّ نصب خبر كانوا.... إعراب الآية رقم (8): {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)}.
ص7 - كتاب تفسير أحمد حطيبة - تفسير قوله تعالى ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه - المكتبة الشاملة
وأما الذين يفتنون المؤمنين، ويعملون السيئات، فما هم بمفلتين من عذاب الله ولا ناجين، مهما انتفخ باطلهم وانتفش، وبدا عليه الانتصار والفلاح، وعد الله كذلك وسنته في نهاية المطاف: أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا؟ ساء ما يحكمون!.. فلا يحسبن مفسد أنه مفلت ولا سابق، ومن يحسب هذا فقد ساء حكمه، وفسد تقديره، واختل تصوره، فإن الله الذي جعل الابتلاء سنة ليمتحن إيمان المؤمن ويميز بين الصادقين والكاذبين; هو الذي جعل أخذ المسيئين سنة لا تتبدل ولا تتخلف ولا تحيد. وهذا هو الإيقاع الثاني في مطلع السورة، الذي يوازن الإيقاع الأول ويعادله، فإذا كانت الفتنة سنة جارية لامتحان القلوب وتمحيص الصفوف، فخيبة المسيئين وأخذ المفسدين سنة جارية لا بد أن تجيء. ص7 - كتاب تفسير أحمد حطيبة - تفسير قوله تعالى ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه - المكتبة الشاملة. أما الإيقاع الثالث فيتمثل في تطمين الذين يرجون لقاء الله، ووصل قلوبهم به في ثقة وفي يقين: [ ص: 2722] من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت، وهو السميع العليم..
فلتقر القلوب الراجية في لقاء الله ولتطمئن; ولتنتظر ما وعدها الله إياه، انتظار الواثق المستيقن; ولتتطلع إلى يوم اللقاء في شوق ولكن في يقين. والتعبير يصور هذه القلوب المتطلعة إلى لقاء الله صورة موحية، صورة الراجي المشتاق، الموصول بما هناك، ويجيب على التطلع بالتوكيد المريح، ويعقب عليه بالطمأنينة الندية، يدخلها في تلك القلوب، فإن الله يسمع لها، ويعلم تطلعها: وهو السميع العليم.
مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
ومَعْنى ﴿فَإنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ﴾ عَلى هَذا المَحْمِلِ: أنَّ ما يُلاقِيهِ مِنَ المَشاقِّ لِفائِدَةِ نَفْسِهِ، لِيَتَأتّى لَهُ الثَّباتُ عَلى الإيمانِ الَّذِي بِهِ يَنْجُو مِنَ العَذابِ في الآخِرَةِ.
الإعراب: الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (إلى قومه) متعلّق ب (أرسلنا) الفاء عاطفة في الموضعين (فيهم) متعلّق ب (لبث)، (ألف) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لبث)، (سنة) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة استثناء (خمسين) منصوب على الاستثناء وعلامة النصب الياء، ملحق بجمع المذكّر (عاما) تمييز منصوب الواو واو الحال. وجملة: (أرسلنا... ) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة: (لبث... وجملة: (أخذهم الطوفان... ) لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي فكذّبوه فأخذهم.. وجملة: (هم ظالمون... ) في محلّ نصب حال. (15) الفاء عاطفة وكذلك الواو في الموضعين- أو واو الحال في الثانية- (أصحاب) معطوف على الضمير المفعول في (أنجيناه)، (آية) مفعول به ثان عامله جعلناها (للعالمين) متعلّق بنعت لآية. وجملة: (أنجيناه... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذهم الطوفان. وجملة: (جعلناها... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناه. البلاغة: نكتة العدد: في قوله تعالى: (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً). فإن لقائل أن يقول: هلا قيل: تسعمائة وخمسين سنة؟ الجواب: ما أورده اللّه أحكم، لأنه لو قيل: تسعمائة وخمسين سنة، لجاز أن يتوهم إطلاق هذا العدد على أكثره، وهذا التوهم زائل مع مجيئه كذلك، وكأنه قيل: تسعمائة وخمسين سنة كاملة وافية العدد، إلا أن ذلك أخصر وأعذب لفظا وأملأ بالفائدة، وفيه نكتة أخرى: وهي أن القصة مسوقة لذكر ما ابتلي به نوح عليه السلام من أمّته، وما كابده من طول المصابرة، تسلية لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكان ذكر رأس العدد أوقع وأوصل إلى الغرض من استطالة السامع مدة صبره.
جملة: (من الناس من يقول... وجملة: (يقول... ) لا محلّ لها صلة الموصول (من). وجملة: (آمنّا... ) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (أوذي... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (جعل... ) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (إن جاء نصر... ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (يقولنّ... ) لا محلّ لها جواب القسم... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: (إنّا كنّا... وجملة: (كنّا... معكم... ) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (أو ليس اللّه بأعلم... ) لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة. (11) الواو عاطفة (ليعلمنّ اللّه المنافقين) مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا. (12) الواو عاطفة (للذين) متعلّق ب (قال)، الواو عاطفة اللام لام الأمر الواو الثانية اعتراضيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (حاملين) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (من خطاياهم) متعلّق بحال من شيء (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به لاسم الفاعل حاملين اللام المزحلقة للتوكيد. وجملة: (قال الذين... وجملة: (كفروا... ) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: (اتّبعوا... وجملة: (لنحمل... ) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. وجملة: (ما هم بحاملين... ) لا محلّ لها اعتراضيّة.