وقال علي - رضي الله عنه -: لما نزل جبريل ليصعد بموسى - عليه السلام - ، إلى السماء ، وأبصره السامري من بين الناس فقبض قبضة من أثر الفرس. وقيل قال السامري: رأيت جبريل على الفرس وهي تلقي خطوها مد البصر فألقي في نفسي أن أقبض من أثرها فما ألقيته على شيء إلا صار له روح ودم. وقيل: رأى جبريل يوم نزل على رمكة وديق ، فتقدم خيل فرعون في ورود البحر. ويقال: إن أم السامري جعلته حين وضعته في غار خوفا من أن يقتله فرعون ؛ فجاءه جبريل - عليه السلام - ، فجعل كف السامري في فم السامري ، فرضع العسل واللبن فاختلف إليه فعرفه من حينئذ. وقد تقدم هذا المعنى في ( الأعراف). القران الكريم |قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي. ويقال: إن السامري سمع كلام موسى - عليه السلام - ، حيث عمل تمثالين من شمع أحدهما ثور والآخر فرس فألقاهما في النيل طلب قبر يوسف - عليه السلام - وكان في تابوت من حجر في النيل فأتى به الثور على قرنه ، فتكلم السامري بذلك الكلام الذي سمعه من موسى ، وألقى القبضة في جوف العجل فخار. وقرأ حمزة والكسائي والأعمش وخلف ( بما لم تبصروا) بالتاء على الخطاب. الباقون بالياء على الخبر. وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود والحسن وقتادة ( فقبصت قبصة) بصاد غير معجمة. وروي عن الحسن ضم القاف من ( قبصة) والصاد غير معجمة.
- فقبض قبضة من اثر الرسول للانصار
فقبض قبضة من اثر الرسول للانصار
وَاخْتَلَفَ الْقُرَّاء في قرَاءَة هَذَيْن الْحَرْفَيْن, فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْمَدينَة وَالْبَصْرَة { بَصُرْت بمَا لَمْ يَبْصُرُوا به} بالْيَاء, بمَعْنَى: قَالَ السَّامريّ: بَصُرْت بمَا لَمْ يَبْصُر به بَنُو إسْرَائيل. وَقَرَأَ ذَلكَ عَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة: " بَصُرْت بمَا لَمْ تَبْصُرُوا به " بالتَّاء عَلَى وَجْه الْمُخَاطَبَة لمُوسَى صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه, بمَعْنَى: قَالَ السَّامريّ لمُوسَى: بَصُرْت بمَا لَمْ تَبْصُر به أَنْتَ وَأَصْحَابك. وَالْقَوْل في ذَلكَ عنْدي أَنَّهُمَا قرَاءَتَان مَعْرُوفَتَان, قَدْ قَرَأَ بكُلّ وَاحدَة منْهُمَا عُلَمَاء منْ الْقُرَّاء مَعَ صحَّة مَعْنَى كُلّ وَاحدَة منْهُمَا, وَذَلكَ أَنَّهُ جَائز أَنْ يَكُون السَّامريّ رَأَى جَبْرَائيل, فَكَانَ عنْده مَا كَانَ بأَنْ حَدَّثَتْهُ نَفْسه بذَلكَ أَوْ بغَيْر ذَلكَ منْ الْأَسْبَاب, أَنَّ تُرَاب حَافر فَرَسه الَّذي كَانَ عَلَيْه يَصْلُح لمَا حَدَّثَ عَنْهُ حين نَبَذَهُ في جَوْف الْعجْل, وَلَمْ يَكُنْ علْم ذَلكَ عنْد مُوسَى, وَلَا عنْد أَصْحَابه منْ بَني إسْرَائيل, فَلذَلكَ قَالَ لمُوسَى: " بَصُرْت بمَا لَمْ تَبْصُرُوا به " أَيْ عَلمْت بمَا لَمْ تَعْلَمُوا به.
﴿ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي﴾ [ طه: 96]
سورة: طه - Ṭā-Hā
- الجزء: ( 16)
-
الصفحة: ( 318) ﴿ (Samiri) said: "I saw what they saw not, so I took a handful (of dust) from the hoof print of the messenger [Jibrael's (Gabriel) horse] and threw it [into the fire in which were put the ornaments of the Fir'aun's (Pharaoh) people, or into the calf]. Thus my inner-self suggested to me. " ﴾
بَصُرتُ: علِمتُ بالبصيرة أثر الرّسول: أثر فرس جبريل عليه السلام فنبذتها: ألقيتُها في الحليّ المُذاب سوّلت: زيّـنت و حسّـنت
قال السامري: رأيت ما لم يروه - وهو جبريل عليه السلام - على فرس، وقت خروجهم من البحر وغرق فرعون وجنوده، فأخذتُ بكفي ترابا من أثر حافر فرس جبريل، فألقيته على الحليِّ الذي صنعت منه العجل، فكان عجلا جسدًا له خوار؛ بلاء وفتنة، وكذلك زيَّنت لي نفسي الأمَّارة بالسوء هذا الصنيع. فقبض قبضة من اثر الرسول مع. الآية مشكولة
تفسير الآية
استماع mp3
الرسم العثماني
تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة طه Ṭā-Hā الآية رقم 96, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب.