ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك أي يقول الذين يجمعون بين التذكر والتفكر ، معبرين عن نتيجة جمع الأمرين ، والتأليف بين المقدمتين: ربنا ما خلقت هذا الذي نراه من العوالم السماوية ، والأرضية باطلا ، ولا أبدعته ، وأتقنته عبثا ، سبحانك وتنزيها لك عن الباطل ، والعبث بل كل خلقك حق مؤيد بالحكم ، فهو لا يبطل ولا يزول ، وإن عرض له التحول والتحليل والأفول ، ونحن بعض خلقك لم نخلق عبثا ، ولا يكون وجودنا من كل وجه باطلا ، فإن فنيت أجسادنا ، وتفرقت أجزاؤنا بعد مفارقة أرواحنا لأبداننا ، فإنما يهلك منا كوننا الفاسد ، ووجهنا الممكن الحادث ، ويبقى وجهك الكريم ، ومتعلق علمك القديم. يعود بقدرتك في نشأة أخرى ، كما بدأته في النشأة الأولى ، فريق ثبتت لهم الهداية ، وفريق حقت عليهم كلمة الضلالة ، فأولئك في الجنة بعلمهم ، وفضلك ، وهؤلاء في النار بعلمهم وعدلك فقنا عذاب النار بعنايتك وتوفيقك لنا واجعلنا مع الأبرار بهدايتك إيانا ورحمتك بنا. قال الأستاذ الإمام في تفسير: ربنا ما خلقت هذا باطلا إلخ: هذه حكاية لقول هؤلاء الذين يجمعون بين تفكرهم وذكر الله - عز وجل - ويستنبطون من اقترانهما الدلائل على حكمة الله ، وإحاطة علمه - سبحانه - بدقائق الأكوان التي تربط الإنسان بربه حق الربط.
- ربنا ما خلقت هذا باطلا - ياسر الدوسري - YouTube
- الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاط-آيات قرآنية
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - القول في تأويل قوله تعالى"ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار"- الجزء رقم7
ربنا ما خلقت هذا باطلا - ياسر الدوسري - Youtube
حجم الكواكب والنجوم (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك) - YouTube
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاط-آيات قرآنية
اهـ. فالحاصل أن المسلم إذا تفكر في خلق الله للبحر وغيره من المخلوقات فله أن يدعو ربه ويقول: ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. والله أعلم.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - القول في تأويل قوله تعالى"ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار"- الجزء رقم7
• وآيات الله تنقسم إلى قسمين: o الآيات الكونية القدرية (فهي مما نشاهده مما لا يستطيع البشر أن يخلقوا مثلها). وهي ما نصبه الله (جل وعلا) ليدل به خلقه على أنه الواحد الأحد المستحق للعبادة، كالشمس والسماء والأرض ونحوها، وكل ما في الكون من مخلوقات الله شاهد بكمال الله وقدرته وعزته وأنه المستحق للعبادة. قال تعالى (إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) أي: لعلامات واضحة جازمة قاطعة بأن من خلقها هو رب هذا الكون، وهو المعبود وحده. o الآيات الشرعية الدينية، كآيات هذا القرآن العظيم. (لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله). ومنه قوله تعالى (رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ) وقوله تعالى (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ).
لقد عزمت السفر إلي البلده المجاورة لشراء بعض الأقمشة لأبي. فقمت باكراً واصطحبت أمي وذهبنا إلي محطة القطار وجلسنا ننتظر القطار وذهبنا للبلدة وقمنا بشراء الأقمشة ثم ذهبنا مرة أخرى للمحطة لنعود من حيث أتينا، ونحن نجلس في القطار العائد إلي بلدنا، لفت نظري حديث دار بين رجل في منتصف الأربعين وشاب في بداية العشرينات، وكان الشاب يسأله هل هناك كافر ومؤمن؟ أو هل يجوز أن نحكم على شخص ما أنه كافر حسب اختلافه معي في العقيدة أو المعتقد؟
فأجابه الرجل كالتالي: في البداية سأله ما رأيك أنت؟ فأجابة الشاب بكل إقتناع أن كل من يخالف عقيدته كافر. فهلل الرجل لإجابه الشاب وقال له كلام صحيح جدًا فكل من له عقيده تخالف عقيدتك يقول أنك كافر وكذلك أنت تقول أنه كافر وعلى كل منا أن يكفر الآخر مادام هناك اختلاف، وهذه طبيعة البشر وما تؤكد عليه كل الشرائع، وواجب عليك أن تكفره لأنه لا يؤمن بما تؤمن. فقتنع الشاب بكلام الرجل وتشعر من وجه أن هذا السلوك الصحيح الذي يجب أن يتبع. ولكن هذا الحوار قد إستفزني جداً وأشعرني أن الإنسان قد خلقة الله لكي يكفر هذا ويشجب سلوك هذا ويعاقب، ويحرم، ويحلل ما يراه صحيحاً من خلال معتقداته هو.