On يوليو 23, 2020 10:06 ص
العمرة
«لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك».. هذا هو الدعاء الذي يردده الحجاج والمعتمرون في موسم الحج من كل عام.. فما معنى هذه التلبية؟
إن علماء اللغة والشريعة قد استوقفتهم التلبية؛ لكونها شعار النسك، ولاشعار معها، ولا يغني عنها غيرها، فتفننوا في عرض معانيها، وبيان الارتباط الوثيق بينها وبين العبودية لله تعالى؛ ما يدل على اتساع اللغة العربية ومتانتها، وغزارة ما في التلبية من المعاني العظيمة. "لبيك اللهم لبيك"، أي: إجابة لك بعد إجابة؛ ولهذا كررت التلبية إيذانًا بتكرير الإجابة. لبيك الله هما لبيك. فالمُرَاد التكرير والتكثير والتوكيد. والتلبية انقياد، أي: انقدت لك يا رب، وسعيت لك بنفس خاضعة ذليلة. وفي التلبية معنى اللزوم، كأن الملبي بتلبيته يقول: رب إني مقيم على طاعتك، ملازم لها. وتأتي التلبية بمعنى المواجهة، كأن الملبي يقول: متوجه إليك يا رب، مواجهك بما تحب.
وفي التلبية معنى الحب، أي حبًّا لك يا رب بعد حب. وفي التلبية إعلان الخلوص لله تعالى، كأن المحرم لما تجرد من ثيابه ولبس الإحرام قد تجرد من كل شيء، وأقبل على الله تعالى، والمعنى أخلصت لُبي وقلبي لك، وجعلت لك لبي وخالصتي.
- التفريغ النصي - لبيك اللهم لبيك - للشيخ خالد الراشد
التفريغ النصي - لبيك اللهم لبيك - للشيخ خالد الراشد
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك". قال: وكان عبدالله بن عمر يزيد فيها: لبيك وسعديك والخير بيديك، والرغباء إليك والعمل. التفريغ النصي - لبيك اللهم لبيك - للشيخ خالد الراشد. • قال البخاري: باب التلبية، عن عائشة رضي الله عنها قالت: إني لأعلم كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يُلبي: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك [1] ؛ انتهى. معنى التلبية: الإجابة. • قوله: (لبيك): معناه إجابة بعد إجابة، أو إجابة لازمة، وقيل: معنى لبيك اتجاهي وقصدي إليك، وقيل: معناه محبتي لك. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لَمَّا فرغ إبراهيم عليه السلام من بناء البيت، قيل له: أذِّن في الناس بالحج، قال: رب، وما يبلغ صوتي؟ قال: أذِّن وعليَّ البلاغ، قال: فنادى إبراهيم: يا أيها الناس، كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق، فسمِعه من بين السماء والأرض، أفلا ترون أن الناس يجيؤون من أقصى الأرض يُلبون؛ رواه ابن أبي حاتم. وفي رواية: فأجابوا بالتلبية في أصلاب الرجال وأرحام النساء، وأول من أجابه أهل اليمن، فليس حاج يحج من يومئذ إلى أن تقوم الساعة، إلا من كان أجاب إبراهيم يومئذ.
يقول الحاج عثمان: لما مات صاحبنا الثالث نزلني هم شديد وغم عظيم، وكان ذلك أشد ما لاقيت في رحلتي فقد كان أكثرنا صبراً وقوة، فخشيت أن أموت قبل أن أنعم بالوصول إلى المسجد الحرام، فكنت أحسب الأيام والساعات على أحر من الجمر. إذا برقت نحو الحجاز سحابة دعا الشوق مني برقها المتيامن فلما وصلنا إلى جدة مرضت مرضاً شديداً، وخشيت أن أموت قبل أصل إلى بيت الله الحرام، فأوصيت صاحبي إذا أنا مت أن يكفنني في إحرامي، وأن يقربني قدر المستطاع إلى مكة، عل الله أن يضاعف لي الأجر ويتقبلني في الصالحين. فيوشك أن يحول الموت بيني وبين جوار بيتك والطواف فكم من سائل لك ربي رغباً ورهباً بين منتعل وحافي أتاك الراغبون إليك شعثاً يسوقون المقلدة الصواف قال: فمكثنا في جدة أياماً حتى خف عني المرض، ثم واصلنا المسير على الأقدام، فكانت أنفاسي تتسارع والفرح يملأ وجهي، والشوق يهزني ويشدني إلى أن وصلنا إلى المسجد الحرام، فسكت الحاج عثمان وهو يكفف عبراته وهو يتذكر تلك الذكريات، ثم واصل الحديث قائلاً: أقسم بالله العظيم أني لم أر ولم أشعر بلذة في حياتي كتلك التي ملأت علي قلبي لما رأيت الكعبة المشرفة! يقول: فلما رأيت الكعبة سجدت لله شكراً، وأخذت أبكي من شدة الرهبة والهيبة كما يبكي الأطفال، فما أشرفه من بيت!