فقد أعطاه هدية لزوجته زليخة التي كانت تتميز بشدة شبابها وجمالها عن نساء مصر في ذلك الوقت. فجاءت الآية الكريمة لتبين أن الله حينما يريد فعل شيء يفعله فلا مرد لذلك. وهو حين سافر سيدنا يوسف إلى مصر وجعله في بيت عزيز مصر. أن الله عز وجل أمره غالب ويفعل ما يشاء. وعلى البشر أن يطيعوا الله عز وجل دون أن يعرفوا الحكمة من ذلك. تفسير آخر لآية تفسير والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
فقد جاء في هذه السورة العديد من الآيات الخاصة برسول الله يوسف عليه السلام. كما حذر سيدنا يعقوب أبنه بأن لا يقص رؤيته على أخواته حتى لا يتآمرون عليه. القران الكريم |إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ. ويلحقون الضرر به ولكن أمر الله غالب. ولكن كان شك نبي الله يعقوب عليه السلام في محله. فقاموا بتخطيط العديد من الحيل لكي يتخلصوا منه. فطلبوا من أبيهم أن يسمح لهم ليأخذوه يلعب معهم في رحلتهم. فقاموا بعد ذلك بإلقائه في البئر الذي لا يسقي منه أحد ولكن أمر الله غالب. ولكن قدرة الله عز وجل غالبة فجاءت قافلة وأخرجته من ذلك البئر وأخذته إلى مصر. وجاءت قدرة الله التي غيرت من حياة نبي الله يوسف عليه السلام. مقالات قد تعجبك:
تفاسير أخرى للآية الكريمة
واشتراه عزيز مصر وأهداه إلى زوجته وجاءت المعجزات تتوالى في ذلك السورة الكريمة.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يوسف - الآية 21
وتأمل كيف كان قدر الله لبني يعقوب -بني إسرائيل- أن يأتوا إلى مصر ليستوطنوها، لتبدأ دورة أخرى في حياة البشر، ليأتي بعد ذلك فرعون فيستعبدهم، ثم يبعث الله موسى -عليه السلام؛ ليستنقذهم { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}؛ لتعلم بعد هذه الكلمات: أن الله عزيز؛ إذا أراد شيئًا وأراد كل الخلق شيئًا؛ كان ما أراد الله، ولا مغالب لما أراد { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}. فلا تكن بعد هذا كله ممن قال الله فيهم في آخر السورة: { وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} [يوسف:105]!
القران الكريم |إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
قال الله -تعالى-: ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا) (يوسف:100) ، حقـًّا ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ). ثم لنتأمل في شكر يوسف -عليه السلام- ربه -تعالى-، ونسبة كل ما حصل له مِن خير لله، وأنه محض فضل ربه عليه، ولطفه به؛ لنعلم أن باب السعادة الأعظم الذي يلج منه العبد على ربه هو باب الافتقار التام لربه، وعدم شهوده لنفسه حالاً ولا مقامًا إلا لربه، فهو سبحانه لولاه ما اهتدينا، ولا تصدقنا، ولا صلينا ( وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ. رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) (يوسف:100-101). 2- ذكر الله -تعالى- في سورة الشعراء سبع قصص مِن قصص الأنبياء -عليهم السلام- في إيجاز وإعجاز ختمها بقوله: ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ.
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الشعراء:8-9) ، فهو تعالى العزيز الذي انتقم مِن أعدائه، والرحيم الذي رحم أوليائه وأنجاهم، وفي آخر السورة أمر نبيه -صلى الله عليهم وسلم- أن يتوكل على العزيز الرحيم فقال: ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) (الشعراء:217). وهكذا ينبغي لجميع العلماء والدعاة والمؤمنين أن يتوكلوا على العزيز الذي لا يغالب، ولا يمانع، والذي يعز أولياءه بطاعته، ويذل أعداءه بمعصيته، وأن يثقوا بوعده، ويوقنوا بأنه -تعالى- غالب على أمره. - ومِن أمره -عز وجل- قوله: ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:32-33) ، ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (الصف:8) ، ( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (الأعراف:128). - وأن يدوروا مع أمر الله -تعالى- حيث دار، ولا يبالوا على ما أصبحوا أو أمسوا فإنه أمر ربهم تعالى؛ فيكونوا راضين به وعنه.