كَذا فَليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُ:: فَلَيسَ لِعَينٍ لَم يَفِض ماؤُها عُذرُ
28-03-2021 10:02:04 مشاهدات 166
محمد الحبيشي بالأمس يرتقي العميد شعلان واقفا مقبلا قد أسند ظهره للبلق ويمم وجهه كالفلق يبدد غسق الإمامة ذيل فارس ويكسر أنفها ويقطع حبل أبناء حمالة الحطب ويزهق أنفاسها التي تنفث في العقد... يومها قلنا أن راية الجمهورية ليست خالدة لقائد أو حكرا على سلالة وقبيلة فإذا ما ارتقى شهيد سقطت الراية أو توارثها بقية أسرته وإنما الراية واللواء الجمهوري يتناقله أبطال الجمهورية ومن كل ربوعها. هنا في مارب روح الجمهورية ومعراج مجدها تدور الراية وتخفق عاليا ومن يأخذها فإنما يأخذها بحقها ثباتا ونضالا واستبسالا وشجاعة وتضحية وفداء فـ بعد العميد شعلان يتصدر أمين الجمهورية وليث صحرائها اللواء أمين الوائلي القادم من (وصاب العالي) ذمار تلك المحافظة التي شوهها مسيلمة البخيتي وكهنة المليشيا وصوروها بأنها إماميه الهوى وحوثية الهوية وهي كـ غيرها من المحافظات فيها تسعة رهطٍ يفسدون فيها ولا يصلحون ويحاولون تحويثها ترهيبا وترغيبا.
أبو تمام يرثي محمد بن حُميد الطُّوسي
د. عثمان قدري مكانسي
[email protected]
كنت أمس أجلس إلى جانب أم حسان أتابع
دراستها لقصيدة الشاعر الفذ أبي تمام في رثاء القائد العباسي محمد الطوسي
كذا: فليجل الخطب ، وليفدَحِ
الأمرُ فليس لعين لم يفض ماؤها عذرٌ
، وكانت تستشيرني في بعض ما تكتب
شرحاً ونقداً ، إلا في هذه القصيدة لأنني لم أكن أوافقها فيما تعلمناه قبل أربعين
سنة من أستاذنا المرحوم " محمد صبري الأشتر" في شرح هذه القصيدة ونقدها ، إذ كان
يدرسنا الأدب العباسي في أواخر الستينات من القرن الماضي في كلية اللغات " فرع
اللغة العربية " في جامعة حلب. أذكر أن أستاذنا إذ ذاك كان مندمجاً
بشرح هذه القصيدة يحرك يديه ، ويغمض عينيه وهو يعيش جوّها ، ويدعوننا لنعيش معه هذا
الحدث الحزين قائلاً: إن استشهاد القائد العربي البطل كان مصاباً جللاً ما بعده
مصاب ، وخطباً فادحاً يقتلع القلوب ، وترتجف له الصدور ، تفجّرت العيون دموعاً
غزيرة تفجّعاً عليه. أبو تمام يرثي محمد بن حُميد الطُّوسي. وما ينبغي لأحد عرف هذا القائد العظيم ، وخَبـِرَ بطولاته
إلا أن يبكيه بدل الدموع دماً.....
لا شك أن أبا تمام شاعر مجيد قل نظيره
في عالم الشعر العربي قديمه وحديثه ، وما قصيدته في فتح عمورية إلا تحفة فنية راقية
تتسنّم ذرا الشعر أسلوباً ومعانيَ وبلاغة ، أقف أمامها مبهوراً بصورها الحيّة
الدفّاقة وألوانها المتداخلة الخلاّقة.
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر - أبوتمام - Youtube
ذلك هو فقيد الأمة فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله الذي شرب من كأس المنون، ولقي ربه راضياً مطمئناً, وفجيعة المسلمين به ليست فجيعة من مصيبة دنيوية في مال أو ولد وإنما هي مصيبة في دينهم, إذ إن موت العالم التقي يعد ثلمة في الدين، لايسدُّها إلا ظهور عالم آخر يقوم بأمر الله بمثل ماكان يقوم به أنبياء الله، لأن العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم, لا أريد أن أعدد مآثر الشيخ ومناقبه فقد عرفها القاصي والداني ولا يصح ان ترى الناس الشمس وتعرفهم بها؛ فهل في الوجود من لا يعرف الشمس؟! ولكن أود أن أشير إلى أمور:
< أولها: عزاء الأمة في وفاة هذا البحر ماورثه من علم غزير، وفقه بأحكام الدين ومعرفة بدلائل النصوص الشرعية، وطرق الاستنباط التي استقاها من مدرسة ابي العباس ابن تيمية رحمه الله واستقاها من شيوخه الأقربين كالسعدي وابن باز رحمهما الله تعالى, فحان الوقت لنقتسم ميراث الشيخ الذي ليس حكراً على أبنائه، بل هو ميراث للأمة جمعاء، ونعم الميراثُ العلمُ وطوبى لمن كان له نصيب الأسد منه. < ثانياً: مَن منا لم يكن تلميذاً للشيخ رحمه الله ؟ من منا لم يستمع لأشرطته، أو لفتاواه عبر المذياع، أو لم يقرأ من كتبه، فكلنا تلامذته ولو لم نجلس في حلقته، وهذا والله هو الشرف والسؤدد, فمن حق شيخنا علينا ان ندعو له بظهر الغيب، في خلواتنا وعباداتنا؛ لأن من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه, ومن حقه علينا نشر علمه، ومنهجه في الفقه والدعوة إلى الله الذي تلقته الأمة بالقبول، وذلك لأنه نابع من إخلاص لله تعالى، وتحرٍّ للدليل ونبذٍ للتعصب والتقليد, وطرق النشر تكون في المدارس والمساجد والندوات والمحاضرات الجامعية والبحوث العلمية المنهجية, لكي ينتفع بها سائر الناس.
كذا فليجِلّ الخَطب
فتًى كانَ عَذْبَ الرُّوحِ لامِنْ غَضاضَة ٍ ولكنَّ كبراً أنْ يقالَ به كبرُ! كذا فليجل الخطب وليفدح الأمم المتحدة. فتى سلبتهُ الخيلُ وهوَ حمى لها وبَزَّتْهُ نارُ الحَرْبِ وهْوَ لها جَمْرُ وقدْ كانتِ البيضُ المآثيرُ في الوغى بَواتِرَ فهْيَ الآنَ مِن بَعْدِهِ بُتْرُ أمنْ بعدِ طيِّ الحادثاتِ محمداً يكونُ لأثوابِ الندى أبداً نشرُ ؟! إذا شجراتُ العرفِ جذَّتْ أصولها ففي أيِّ فرعٍ يوجدُ الورقُ النضرُ ؟ لَئِنْ أُبغِضَ الدَّهْرُ الخَؤونُ لِفَقْدِهِ لَعَهْدِي بهِ مِمَّنْ يُحَبُّ له الدَّهْرُ لئنْ غدرتْ في الروعِ أيامُه بهِ لَما زَالتِ الأيَّامُ شِيمتُها الغَدْرُ لئن ألبستْ فيهِ المصيبة َ طيءٌ لَمَا عُريَتْ منها تَمِيمٌ ولا بَكْرُ كذلكَ ما نَنفَكُّ نَفْقدُ هالِكاً يُشارِكُنا في فَقْدِهِ البَدْوُ والحضْرُ سقى الغيثُ غيثاً وارتِ الأرضُ سخصه وإنْ لم يكنْ فيهِ سحابٌ ولا قطرُ وكيفَ احتمالي للسحابِ صنيعة ً بإسقائِها قَبْراً وفي لَحدِهِ البَحْرُ! مضى طاهرَ الأثوابِ لم تبقَ روضة ٌ غداة ً ثوى إلا اشتهتْ أنَّها قبرُ ثَوَى في الثَّرَى مَنْ كانَ يَحيا به الثَّرَى ويغمرُ صرفَ الدهرِ نائلُهُ الغمرُ عليك سَلامُ اللهِ وَقْفاً فإنَّني رَأيتُ الكريمَ الحُرَّ ليسَ له عُمْرُ
وقد صوره غاية كل مؤمل ومبتغى كل طالب وقد ساق كل ذلك في سياق التنكير حتى يفيد المعنى العموم دلالة على كثرة من يقصدونه من الأقارب والأباعد.