ومن أمراء القبائل والعشائر الكردية التي دخلت بمحض إرادتها تحت حكم الدولة العثمانية: حاكم بتليس، وملك حيزان، وأمير حصن كيفا، وحاكم عمادية، وحاكم جزرة، وحاكم جميش كزك، وحاكم برتك، والتحقت تباعا عشائر: سوران، وأورميا، وآتاك، وكرزان، وبالو، وسعرت، وسنجار، وماردين وغيرها. كاتب جزائري: سيناريو فيلم الأمير عبد القادر قيد الإنجاز. ولم يدخل فقط تحت راية الدولة العشائر الكردية والتركمان، بل سارعت إلى ذلك أيضا قبائل عربية كثيرة، مثل قبائل خرقوش، وابن سعيد، وبني إبراهيم، وبني عطا، وشيوخ صفد وغزة وأشراف حلب الذين أرسلوا إلى السلطان سليم رسالة محفوظة إلى الآن في متحف "طوبي قابي". وتقول الرسالة: "من أجل حفظ وصيانة أرواحنا وأموالنا وعيالنا، ومن أجل حماية وأمن ديننا، نقدم لكم طاعتنا، ونرى ضرورة حكمكم من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية وتأسيس العدالة". لقد ساعد على دخول هذه العشائر الكردية تحت الحكم العثماني، أن هناك العديد من القواسم المشتركة بينهما في الجوانب الدينية والثقافية والأخلاقية، كما أن طبيعة الفتوحات العثمانية كانت تشجع على ذلك، إذ كانت تشرف فقط على الولايات التابعة لها، بينما تترك إدارتها لأهلها، مما يعني الحفاظ على الصبغة السياسية والثقافية لتلك الولايات.
- كاتب جزائري: سيناريو فيلم الأمير عبد القادر قيد الإنجاز
- الدولة العثمانية.. الأكبر، والأوسع، والأكثر استقراراً | ترك برس
كاتب جزائري: سيناريو فيلم الأمير عبد القادر قيد الإنجاز
وما أن تولى سليم الأول مقاليد الحكم في الدولة العثمانية عام 1512م، حتى برزت مظاهر العداء بينه وبين الصفويين، والذين رفضوا إرسال تهنئة إليه، وهو إجراء في الأعراف الدبلوماسية يعتبر إظهارًا للعداء والخصومة. الدولة العثمانية.. الأكبر، والأوسع، والأكثر استقراراً | ترك برس. بل زاد الصفويون على ذلك بأن أرسلوا إلى سلطان المماليك في مصر والشام "قنصوه الغوري" ليتحالف معهم ضد الدولة العثمانية، إلا أن الأخير قد التزم الحياد، الأمر الذي دعّم لدى السلطان سليم فكرة مواجهة الصفويين، وهو الأمر الذي شجعه عليه القاضي العلامة ابن كمال، وهو أحد رجال العلم البارزين من الأتراك المستعربين. وفي عام 1514م، جرت معركة "جالديران" بين العثمانيين بقيادة سليم الأول، والصفويين بقيادة الشاه إسماعيل، كان النصر فيها حليف العثمانيين، الذين دخلوا تبريز عاصمة الدولة الصفوية، أما الشاه إسماعيل فقد ولى هاربًا. وفي هذه المعركة ظهرت أمارات التحالف العثماني الكردي، حيث انضم إلى الجيش العثماني بعض العشائر الكردية والتركمانية. وفي أعقاب المعركة أدرك أمراء العشائر ضرورة الانضواء تحت راية الدولة العثمانية، وهذا ما كان يدعو إليه العالم إدريس البدليسي، والذي كان يحض السلطان سليم على ضم هذه المناطق للدولة، إلا أن السلطان آثر أن يوكل إليه مهمة إقناع الأمراء بذلك.
الدولة العثمانية.. الأكبر، والأوسع، والأكثر استقراراً | ترك برس
وأثار تخريب لوحة فنية (منحوتة) لتخليد ذكرى الأمير عبد القادر قبل تدشينها في 5 فبراير/شباط، تنديدا واسعا في بلدة أمبواز (وسط) حيث تم اعتقال الأمير مع عدد من أفراد عائلته من 1848 إلى 1852. ويقول ظريف، أنه "بعد أكثر من 170 عاما من توقف مقاومة الأمير، إلا أنّ أطرافا غبية في فرنسا (لم يسمّها) لم تحفظ الدرس بعد، ولا تزال تحارب الأمير في كلّ ميدان، وهزائمها التاريخية والثقافية والحضارية أمامه". واعتبر أنّ "هذه العملية، وإن كانت جبانة، فلن تؤثر أبدا على سمعة الأمير واسمه وقامته كشخصية تاريخية وعالمية". ورابح ظريف، كاتب وشاعر وسيناريست، كتب عدد من سيناريوهات أفلام تاريخية من بينها فيلم "ابن باديس"، "أحمد باي" (آخر حكام الشرق الجزائري في العهد العثماني)، وشغل سابقا منصب مدير الثقافة (تابعة لوزارة الثقافة) ومدير متحف نصر الدين دينيه.
بعد فتح القسطنطينيّة قام السلطان "محمد الفاتح" بإرسال الكثير من الغنائم إلى الحجاز، وطلب من الدولة المملكوكيّة، بأن تستغل هذه الأموال في تحديث وتجهيز وتأمين طرق الحج، وإيجاد مصادر مياه جديدة. ما بعد فتح بلاد الحرمين "1517 ـ 1918": بعدما فتح السلطان "سليم الأول" بلاد الشام وفلسطين ومصر، فتح بعدها الجزيرة العربيّة التي تضم الديار المقدسة، وأصبحت الخلافة الإسلاميّة للعثمانيين، وأصبح يُذكر الدعاء للخليفة الجديد "سليم الأول" في خطب الجمعة، وهكذا أصبحت بلاد الحرمين تحت الإدارة العثمانيّة. عندما أصبحت الحجاز تحت إدارة الدولة العثمانيّة، قام السلاطين العثمانيون ببذل قصارى جهودهم من أجل خدمة الديار المقدسة، وكانت الدولة العثمانية تعيين "شيخ الحرم" من إسطنبول، وحسنت العلاقات مع آل هاشم الذين استعانت الدولة العثمانيّة بهم من أجل إدارة وخدمة بلاد الحرمين، وكان يُطلق على من يحكم الديار المُقدسة من بني هاشم "شريف مكة" أو "شريف المدينة". كانت الدولة العثمانيّة حريصةعلى تقديم كافة الخدمات والتسهيلات للحجاج، مثل خدمة النظافة والصحة والرقابة،، وأوكلت جهات معنيّة بتسيير وإدارة خدمة الحجاج، كما وتولت تنظيم قوافل الحج كل عام، فكانت تجمع الحجاج في الشام والقاهرة واليمن، وبعد ذلك تتجه بهم إلى مكة، وسط حماية مُشددة، مع توفير خدمة المياة والإقامة.