بعدما استتبت الأمور للمسلمين، وخلدوا إلى السكينة، عمدوا إلى أسباب الرخاء وفي جملتها… الغناء. المرجع في ذلك هم الخلفاء، إذ الناس على دين ملوكهم، لا سيما في الحكم المطلق. كان الخليفة إذا أحب الغناء، أحبه رجال دولته، فذاع بذلك بين الناس وكثر المغنون والمغنيات. بعدما تابعنا في الجزء الأول لمحة عن بداية معرفة العرب بفن الموسيقى والغناء، في هذا الجزء الثاني، نرى كيف صار الأمر لديهم بعدما أصبحوا تحت حكم الخلافة الإسلامية. اختلف فقهاء صدر الإسلام في الغناء؛ من أحله قال إن الشعر أصله وقد استحسنه النبي، ومن حرمه قال إنه يبعث على اللهو. هناك اتجاه ثالث، أحل بعضه وحرم بعضه الآخر. إجمالا، يقول الكاتب اللبناني جرجي زيدان في "تاريخ التمدن الإسلامي"، كان الغناء مكروها عند أهل التقوى. لهذا السبب لم يظهر إلا بعد الخلافة المعروفة بـ"الراشدة". يومها، حتى تُقاة القوم، من غير الحكام، كانوا يدفعون بالولاة إلى منعه. يذكر الأصفهاني في "الأغاني" أن أمير مكة كثيرا ما كان يخرج المغنين من الحرم، خوفا من أن يفتتن الناس بغنائهم وأن يصرفوهم عن أمور دينهم. الخليفة الأموي السابع، سليمان بن عبد الملك، مثلا، كان يكره الغناء.
من أول من أسلم من النساء - شبكة الصحراء
محمد مندلاوي
وفي الجزئية أدناه يزعم الدكتور سكندر:
مع هذا فإن هناك عوامل تدعونا إلى التأسف بالنسبة إلى اللور الساكنين في العراق الذين يعرفون هناك خطأ بالكورد الفيلية…. ردي على ما زعم الدكتور سكندر أعلاه:
أولاً، الكورد اللور لا يعرفون من قبل الآخرين فقط كشريحة كوردية، بل قبل أولئك هم يقولون عن أنفسهم أنهم كورد. لا تجد في العراق وجنوب كوردستان من يقول أنا لوري بدون سابقة الكورد؟، حتى شريحة الكورد الفيلية، أليست هي من اللور الصغير الأصلي ومضاربها كانت في منطقة خُرم آباد (لورستان)؟ إنها لا تعرف بدون سابقة الكورد، الكورد الفيلية. يا دكتور سكندر، يا أكاديمي، أليس بهاروند الذي تنتمي له فرعاً من عشيرة ديريكوند، التي هي الأخرى فرع من اللور الصغير؟ وهكذا الفيلي، هو الآخر فرع من اللور الصغير، لكن حسب ما ينقل لنا (ب. ليرخ) في المصدر المذكور نقلاً عن هنري راولينسون: اشتهر اسم الفيلي بسبب تسليم مقاليد الحكم من قبل شاه عباس الصفوي 1571- 1629م إلى حسين خان الأول في الإقليم وهو من سلالة الفيلي، لذا عرفت معظم عشائر اللور الصغير باسم فيلي، وخاصة تلك التي في پشتكو (خلف الجبل)، – كما يقال الناس على دين ملوكهم- البعض لا يعرف يخلط بين مواقع الجبال التي في المنطقة، لذا لا يعرف أن يحدد الموقع الصحيح أي جبل خلفه يسمى بشتكو (پشتکۆ)، وأمامه يسمى بيشكو (پێشکۆ)، إنه جبل "رنو" تقع على جانبه الغربي مدينة (إيلام)، وعلى جانبه الشرقي مدينة (إيوان) وهذه الأخيرة إحدى مدن قبيلة كلهر العريقة.
الناس على دين ملوكها!
ولما سمعه سائب، قال لعبد الله: "أنا أصنع لك مثل غناء هذا الفارسي بالعربية". في الغد أصبح عليه وقد لحّن:
لمن الديار رسومها قفر … لعبت بها الأرواح والقطر
وخلا لها من بعد ساكنها … حجج مضين ثمان أو عشر
والزعفران على ترائبها … شرق به اللبنات والنحر؟
منذ ذاك، أخذ يلحن ويغني حتى ذاع صيته. يذكر النويري في "نهاية الأرب في فنون الأدب"، أن سائب أول من عزف بالعود بالمدينة وغنى به، وأنه أول صوت غنى في الإسلام الغناء العربي المتقن الصنعة. ولم يزل سائب يغني، حتى قُتل في وقعة الحَرّة (63 هـ). يقول الأصفهاني إنه كان قد خشي على نفسه، وخرج إلى أهل الشام يحدثهم، يقول: أنا مغن، ومن حالي وقصتي كيت وكيت؛ وقد خدمت أمير المؤمنين يزيد وأباه قبله. قالوا: فغنّ لنا. فجعل يغني حتى قام إليه أحدهم فقاله: أحسنت والله! ثم ضربه بالسيف فقتله. فيما بعد مر به بعض القرشيين وهو قتيل، ضربه أحدهم برجله، ثم قال: "إن هاهنا لحنجرة حسنة". لقراءة الجزء الثالث: تاريخ الموسيقى العربية: خاثر، الموصلي، زرياب… وأعمدة أخرى 3/3
لقراءة الجزء الأول: تاريخ الموسيقى العربية… البدايات: من إلقاء الشعر إلى غنائه 1/3
مقالات قد تثير اهتمامك:
من العيطة إلى أغاني الألتراس.. حناجر غاضبة صنعت تاريخ الموسيقى الاحتجاجية في المغرب المعاصر (1/2)
عَزيزة جلال… أو أنْ تُغنّيّ قليلا ويَتصَادى صَوتُكَ إلى الأبد!
عزيزي القارئ اللبيب، جاء في كتاب (مناجاتها جاويدان ادب كُردى) باللغة الفارسية جمع وإعداد (محمد علي سلطانى) ص5: بناءً على قول (علي محمد ساكى) صاحب (جغرافياى تاريخى وتاريخ لُرستان) في زمن حكم والي بشتكو حسن خان نقل مركز الحكم من (خُرم آباد) إلى (إيلام) وكان مستشار حسن خان الشاعر غلام رضا أركوازى (ئەڕکەوازی). يقول: ذات مرة وقع غلام رضا أركوازي؟ في الأسر وكان معه عدد من الأتراك، وفي السجن لم تكن بينه وبين أولئك الأتراك الطورانيون لغة مشتركة حتى يتواصل و يتفاهم معهم، فعليه جاشت قريحته الشعرية ونظم قصيدة شعرية جاء فيها:
هەمراز توركان نەزان زووانم دويرى ژەياران هەم كەڵامانم الترجمة: مع هؤلاء الأتراك الذين لا يجيدون لغتي بعيد عن خلاني وأحبابي أبناء جلدتي. لغلام رضا الأركوازي قصيدة مناجاة عبارة عن 666 بيت شعر. في ذات السياق، ألم تقم الإمارات الكوردية في البدء حسب حدود القبيلة وباسمها، أو باسم المنطقة التي فيها مضاربها؟ كإمارة سوران، والإمارة الداسنية نسبة للإيزديين المعروفون بالداسنية أيضا، وإمارة بهدينان، الإمارة الروادية، وإمارة دملي، إمارة بدليس الخ الخ الخ. بناءً على ما سبق، لو لم تكن شريحة اللور كوردية، لماذا نقل الوالي اللوري الفيلي مركز الإمارة من خرم آباد المدينة الكوردية اللورية إلى إيلام الكوردية تلك المدينة الصغيرة، لماذا لم ينقلها إلى أية مدينة أخرى غير إيلام؟؟ التي لم تكن جزءً من لورستان؟ إلا أن الاثنين خرم آباد وإيلام مدينتان من مدن عموم كوردستان.