تاريخ النشر: الأحد 21 رجب 1425 هـ - 5-9-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 52830
42963
0
478
السؤال
هل يجوز التناجي إذا كان في المجلس أكثر من ثلاثة، ومتى يمكن للنجوى أن تكون جائزة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق حكم تناجي جماعة دون واحد في الفتوى رقم: 52152. وأما الشطر الثاني من السؤال، فإن النجوى تجوز إذا أذن الواحد للمتناجين بالنجوى، أو كان الجماعة أربعة فأكثر فتناجى اثنان دون البقية. أما إذا كانت الجماعة ثلاثة فقط، فلا يجوز تناجي اثنين دون الثالث حتى يختلطوا بالناس أو يجدوا رابعاً على الأقل ويدل لهذا ما في الصحيح: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى يختلطوا بالناس من أجل إن ذلك يحزنه. معنى حديث "لا يتناجى اثنان دون الثالث". متفق عليه وهذا لفظ مسلم. وفي رواية لابن حبان عن أبي صالح عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتناجى اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يحزنه. قال أبو صالح: فقلت لابن عمر: فأربعة؟ قال: ذلك لا يضرك. وروى الإمام مالك في الموطأ عن عبد الله بن دينار قال: كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عقبة التي في السوق فجاء رجل يريد أن يناجيه وليس مع ابن عمر أحد غيري فدعا ابن عمر رجلاً آخر حتى كنا أربعة فقال لي وللرجل الذي دعا: استأخرا شيئاً، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يتناجى اثنان دون واحد.
لا يتناجى اثنان دون آخر | موقع نصرة محمد رسول الله
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإنَّ ذلك يُحزِنُه) رواه مسلم. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إِذا كُنْتُمْ ثلاثة فلا يتناجى اثْنان دون الثّالث، إلَّا بإذنه، فإنّ ذلك يُحْزِنه) رواه أحمد, وفي رواية أخرى: ( إذا كُنْتُم ثلاثة فلا يتناجى اثنانِ دونَ صاحبِهما حتَّى يختلِطوا بالنَّاس، فإنَّ ذلك يُحزِنه). قال الخطابي: "وإنما قال ليحزنه لأنه قد يتوهم أن نجواهما إنما هي سوء رأيهما فيه، أو لدسيسة غائلة له". لا يتناجى اثنان دون آخر | موقع نصرة محمد رسول الله. وقال النووي: "في هذه الأحاديث النهي عن تناجي اثنين بحضرة ثالث، وكذا ثلاثة بحضرة واحد، وهو نهي تحريم فيحرم على الجماعة المناجاة دون واحد منهم إلا أن يأذن، ومذهب ابن عمر و مالك وأصحابنا وجماهير العلماء أن النهي عام في كل الأزمان وفي الحضر والسفر.. أما إذا كانوا أربعة فتناجي اثنان دون اثنين فلا بأس بالإجماع". ومما يدل على جواز تناجي اثنين دون الجالسين معهم إذا كانوا أربعة فأكثر، ما رواه مسلم في صحيحه من مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها بحضرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.
وفي الأدب المفرد له بإسناد الصحيح بزيادة من. قال الخطابي: نطقوا بها اللفظ بإسقاط من ذكر له شاهدا ويجوز كسر همزة أن والمشهور فتحها. انتهى. قال الخطابي إنما يحزنه لأجل معنيين أحدهما أنه ربما يتوهم أن نجواهما لتبييت رأي أو تدسيس غائلة له ، والثاني من أجل الاختصاص بالكرامة وهو يحزن صاحبه. وأخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا يحل لثلاثة يكونون بأرض فلاة يتناجى اثنان دون الثالث}. قال في الآداب الكبرى: والنهي عام وفاقا للمالكية والشافعية. وخصه بعض العلماء بالسفر. وزعم بعضهم أنه منسوخ وأنه كان في أول الإسلام والله أعلم [ ص: 341] ( تنبيهات): ( الأول): ظاهر هذا الحديث الحرمة لا الكراهة ، فإنه متى انتفى الحل خلفه الحظر ، وجزم به النووي ، ومن ثم قال بعضهم نسخه. والمعتمد فقها يكره ذلك تنزيها والله أعلم. من أحكام التناجي - إسلام ويب - مركز الفتوى. ( الثاني): مفهوم كلام الناظم لو كانوا أربعة فتناجى ثلاثة دون الرابع أن ذلك مكروه. قال في الرعاية: ويكره أن يتناجى اثنان دون ثالثهما. وفي المجرد: ولا يتناجى اثنان دون واحد. قال في الآداب: ومرادهم جماعة دون واحد اقتصر عليه. وقال الحجاوي: ولا يكره إلا إذا كانوا ثلاثة لا أربعة فأكثر.
معنى حديث "لا يتناجى اثنان دون الثالث"
وتمامها بعد قَوْله: {وَالتَّقوى} {وَاتَّقوا الله الَّذِي إِلَيْهِ تحشرون}. الْآيَة الثَّانِيَة: قَوْله: {إِنَّمَا النَّجْوَى من الشَّيْطَان ليحزن الَّذين آمنُوا وَلَيْسَ يضارهم شَيْئا إلاَّ بِإِذن الله وعَلى الله فَليَتَوَكَّل الْمُؤْمِنُونَ} الْآيَة الثَّالِثَة: قَوْله تَعَالَى: { (85) يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا} إِلَى قَوْله: { (85) فَإِن الله غَفُور رَحِيم} (المجادلة: 2) الْآيَة الرَّابِعَة قَوْله: { (85) أشفقتم أَن تقدمُوا.... وَالله خَبِير بِمَا تَعْمَلُونَ} (المجادلة: 3) وسَاق الْأصيلِيّ وكريمة الْآيَتَيْنِ الْأَوليين بتمامهما، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر وَقَول الله عز وَجل: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا تناجيتم فَلَا تتناجوا} إِلَى قَوْله: {الْمُؤمنِينَ}. وَكَذَا سَاق الْأصيلِيّ وكريمة الْآيَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بتمامهما. وَفِي رِوَايَة أبي ذَر: وَقَول الله عز وَجل: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا نَاجَيْتُم الرَّسُول فقدموا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صَدَقَة}. إِلَى قَوْله: {بِمَا تَعْمَلُونَ} وَأَشَارَ البُخَارِيّ بإيراد الْآيَتَيْنِ الْأَوليين إِلَى أَن الْجَائِز الْمَأْخُوذ من مَفْهُوم الحَدِيث مُقَيّد بِأَن لَا يكون التناجي فِي الْإِثْم والعدوان.
وأنت خبير بأن في كلام الحجاوي رحمه الله مسامحة في حمل كلام الناظم على ما حمله ، وهل أحد قال: إن الجمع اثنان فقط ، وإنما قالوا أقل الجمع اثنان على مذهب وهو مرجوح ، وقليل بالنسبة إلى ما قابله من أن أقل الجمع ثلاثة ، والقرآن مملوء بذلك. وأما كون أقل الجمع اثنين إنما ورد في حجب الأم من الثلث إلى السدس. وهذا الجمع قليل جدا في كلام العرب ، لكن ما أحد قال إن الجمع لا يطلق على الثلاثة فأكثر. وصاحب الآداب الكبرى قال مرادهم جماعة دون واحد ، واستشهد بكلام الناظم ولم يذكر خلافه. وأما استدلال الحجاوي بقصه ابن دينار مع ابن عمر ومناداته [ ص: 342] للرجل الرابع فلا دليل له بذلك ، فإن ظاهر كلام الناظم مشعر بذلك حيث قيد انفراد الذي لم يدخل معهما أو معهم في المناجاة ، فإن مفهومه متى كان معه واحد فأكثر لم يكره اختصاص بعض الجمع بالمناجاة ، وهذا ظاهر لا غبار عليه وهو المذهب بلا ريب ، وإنما المكروه انفراد الجمع بالمناجاة دون واحد منفرد ليس معه من يناجيه ولا يستأنس به. ولا سيما إذا كانوا في سفر أو موضع مخيف والعلة التي ذكروها في الاثنين دون الثالث موجودة في الثلاث فأكثر دون واحد فالأظهر والله أعلم إبقاء كلام الناظم على عمومه.
من أحكام التناجي - إسلام ويب - مركز الفتوى
[5]
لقد تحدّثنا في هذا المقال عن مفهوم التناجي في اللغة والاصطلاح وأجبنا عن السؤال القائل ما حكم تناجي اثنين دون الثالث وتناولنا الحديث عن متى يكون التناجي جائزًا وعن آثار التناجي أيضًا. المراجع
^, شروح الأحاديث, 19-09-2020
^
صحيح مسلم, مسلم، عبد الله بن مسعود، 2184، صحيح. ^, من أحكام التناجي, 19-09-2020
صحيح ابن حبان, ابن حبان، عبد الله بن عمر، 582، أخرجه في صحيحه. ^, النهي عن تناجي اثنين دون الثالث بغير إذنه, 19-09-2020
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَ اثْنَانِ دُونَ الْآخَرِ" معناه: لا يتحدث رجل مع رجل بصوت خافت، فهذا هو معنى المناجاة. والنهي للكراهة إذا كانت المناجاة لم تطل ولم تكن عن قصد، ولم يكن فيها ما يوهم الثالث يتوقع شيء يخافه أو يغضبه. أما إن كانت المناجاة على العكس من ذلك فإنها تحرم لوجود الضرر.