الكعبة اليمانية. فقال البخاري: ثنا يوسف بن موسى، ثنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قبس (قيس)، عن جرير قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا تريحني من ذي الخلصة؟ " (3) فقلت: بلى فانطلقت في خمسين ومائة (2) فارس من أحمس (3) وكانوا أصحاب خيل وكنت لا أثبت على الخيل، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضرب يده في صدري حتى رأيت أثر يده في صدري وقال " اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا " قال فما وقعت عن فرس بعد. البداية والنهاية - ابن كثير - ج ١١ - الصفحة ١٦٦. قال وكان ذو الخلصة بيتا باليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب تعبد يقال له الكعبة اليمانية. قال: فأتاها فحرقها في النار وكسرتها، قال: فلما قدم جرير اليمن. كان بها رجل يستقسم بالأزلام، فقيل له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ها هنا فإن قدر عليك ضرب عنقك، قال فبينما هو يضرب بها إذ وقف عليه جرير فقال:
لتكسرنها وتشهد أن لا إله إلا الله أو لأضربن عنقك؟ فكسرها وشهد. ثم بعث جرير رجلا من أحمس يكنى أرطاة (4) إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بذلك، قال: فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال: فبارك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات.
- البداية والنهاية - ابن كثير - ج ١١ - الصفحة ١٦٦
- إسلام ويب - البداية والنهاية - ثم دخلت سنة خمس وثمانين - الأحداث التي وقعت فيها- الجزء رقم12
البداية والنهاية - ابن كثير - ج ١١ - الصفحة ١٦٦
وقد تذكرت يزيد بن أبي كبشة ويزيد بن حصين بن نمير ، ويزيد بن دينار ، فليسوا هناك وما هو - إن كان - إلا يزيد بن المهلب ، فقال عبيد: لقد شرفتهم ، وعظمت ولايتهم ، وإن لهم لعددا وجلدا وحظا فأخلق به. فأجمع رأي الحجاج على عزل يزيد بن المهلب ، فكتب إلى عبد الملك يذمه ويخوفه غدره ، ويخبره بما أخبره به ذلك الشيخ ، وكتب إليه عبد الملك: قد أكثرت في شأن يزيد ، فسم رجلا يصلح لخراسان ، فوقع اختيار الحجاج على المفضل بن المهلب ، فولاه قليلا تسعة أشهر ، فغزا باذغيس وغيرها ، وغنم مغانم كثيرة ، وامتدحه الشعراء ثم عزله بقتيبة بن مسلم. قال ابن جرير: وفي هذه السنة قتل موسى بن عبد الله بن خازم بترمذ.
إسلام ويب - البداية والنهاية - ثم دخلت سنة خمس وثمانين - الأحداث التي وقعت فيها- الجزء رقم12
قصة جريج أحد عباد بني إسرائيل
قال الإمام أحمد: حدثنا وهب بن جرير، حدثني أبي، سمعت محمد بن سيرين يحدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: « لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم ». قال: وكان في بني إسرائيل رجل عابد يقال له: جريج، فابتنى صومعة وتعبد فيها، قال: فذكر بنو إسرائيل عبادة جريج، فقالت بغي منهم: لئن شئتم لأفتننه. فقالوا: قد شئنا ذاك. قال: فأتته فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأمكنت نفسها من راع كان يؤوي غنمه إلى أصل صومعة جريج، فحملت فولدت غلاما. فقالوا: ممن؟
قالت: من جريج، فأتوه فاستنزلوه، فشتموه، وضربوه، وهدموا صومعته، فقال: ما شأنكم؟
قالوا: إنك زنيت بهذه البغي، فولدت غلاما فقال: وأين هو؟
قالوا: هو هذا. قال: فقام فصلى ودعا، ثم انصرف إلى الغلام فطعنه بإصبعه، فقال: بالله يا غلام من أبوك؟
فقال: أنا ابن الراعي، فوثبوا إلى جريج فجعلوا يقبلونه، وقالوا: نبني صومعتك من ذهب، قال: لا حاجة لي في ذلك، ابنوها من طين كما كانت. قال: وبينما امرأة في حجرها ابن لها ترضعه، إذ مر بها راكب ذو شارة، فقالت: اللهم اجعل ابني مثل هذا. قال: فترك ثديها، وأقبل على الراكب فقال: اللهم لا تجعلني مثله. قال: ثم عاد إلى ثديها فمصه.
ثم روى ابن حبان ، عن عبد الرزاق أنه قال: القدوم اسم القرية. قلت: الذي في الصحيح أنه اختتن وقد أتت عليه ثمانون سنة ، وفي رواية وهو ابن ثمانين سنة. وليس فيهما تعرض لما عاش بعد ذلك ، والله أعلم. [ ص: 405] وقال محمد بن إسماعيل الحساني الواسطي راوي تفسير وكيع عنه فيما ذكره من الزيادات ، حدثنا أبو معاوية ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال: كان إبراهيم أول من تسرول ، وأول من فرق ، وأول من استحد ، وأول من اختتن بالقدوم وهو ابن عشرين ومائة سنة وعاش بعد ذلك ثمانين سنة ، وأول من قرى الضيف ، وأول من شاب. هكذا رواه موقوفا ، وهو أشبه بالمرفوع خلافا لابن حبان ، والله أعلم. وقال مالك: عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال: كان إبراهيم أول من أضاف الضيف ، وأول الناس اختتن ، وأول الناس قص شاربه ، وأول الناس رأى الشيب ، فقال: يا رب ما هذا ؟ فقال الله: وقار. فقال: يا رب زدني وقارا. وزاد غيرهما: وأول من قص شاربه ، وأول من استحد ، وأول من لبس السراويل ، فقبره وقبر ولده إسحاق وقبر ولد ولده يعقوب في المربعة التي بناها سليمان بن داود عليه السلام ببلد حبرون ، وهو البلد المعروف بالخليل اليوم.