ما إعراب قوله تعالى: { وجنى الجنتين دان} وجنى: ♦ الواو: حالية أو عاطفة حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ♦ جنى: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر، وهو مضاف. ♦ الجنتين: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة، لأنّه مثنى. تفسير سورة الرحمن. ♦ دان: خبر للمبتدأ (جنى) مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين (سكون الياء للثقل وسكون التنوين) ولأنّ الكلمة اسم منقوص. والجملة الاسمية { جنى الجنتين دان} ، جملة معطوفة على على جملة { فيهما من كلّ فاكهة زوجان} في محل رفع إذا اعتبرنا الواو عاطفة. أو الجملة الاسمية في محل نصب حال إذا اعتبرنا الواو حالية.
تفسير سورة الرحمن
( 7)
وقيل أيضاً أنّ هاتين العينين هما، الاُولى: "الشراب الطهور"، والثانية: "العسل المصفّى". وقد جاءتا كليهما في سورة محمّد، الآية 15. وإذا فسّرنا الـ "جنّتان" في الآيات السابقة بـ (الجنّتين المعنوية والمادية) فإنّ (العينين) يمكن أن تكونا عين معنوية وهي (عين المعرفة) وعين ماديّة (عيون الماء الزلال أو الحليب أو العسل أو الشراب الطهور) ولكن لا يوجد دليل خاصّ لأيّ من هذه التفاسير. وفي الآية اللاحقة ينتقل البحث إلى فاكهة هاتين الجنّتين حيث يقول سبحانه: (فيها من كلّ فاكهة زوجان) قسم يشاهد مثيله في الدنيا، والآخر لا نظير له في هذا العالم أبداً. كما فسّرها البعض أنّهما نوعان من الفاكهة صيفي وشتوي، أو يابس وطري، أو صغير وكبير، إلاّ أنّه لا يوجد دليل واضح على أي من هذه الآراء. إلاّ أنّ من المسلّم به، أنّ الفاكهة الموجودة في الجنّة متنوّعة ومختلفة تماماً عن فواكه الدنيا ولا يقاس طعم فواكه الجنّة بطعم فواكه الدنيا ومذاقها. ثمّ يضيف سبحانه قوله: (فبأي آلاء ربّكما تكذّبان). لقد طرحت في الآيات السابقة ثلاث صفات لهاتين الجنّتين، وتستعرض الآية الكريمة التالية الصفة الرابعة حيث يقول تعالى: (متكئين على فرش بطائنها من استبرق) ( 8).
{ فِيهِنَّ}
أي: في الجنات كلها
{ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ}
أي: خيرات الأخلاق حسان الأوجه، فجمعن بين جمال الظاهر والباطن، وحسن
الخلق والخلق. { حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}
أي: محبوسات في خيام اللؤلؤ، قد تهيأن وأعددن أنفسهن لأزواجهن، ولا ينفي
ذلك خروجهن في البساتين ورياض الجنة، كما جرت العادة لبنات الملوك ونحوهن
[المخدرات] الخفرات.