( الْحَاقَّةُ) من أسماء يوم القيامة، لأنها تحق وتنزل بالخلق، وتظهر فيها حقائق الأمور، ومخبآت الصدور، فعظم تعالى شأنها وفخمه، بما كرره من قوله: ( الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ) فإن لها شأنا عظيما وهولا جسيما، [ ومن عظمتها أن الله أهلك الأمم المكذبة بها بالعذاب العاجل].
- تفسير سورة الحاقة تفسير السعدي
- تفسير سورة الحاقة - موضوع
تفسير سورة الحاقة تفسير السعدي
فإذا نفخ الملك في " القرن " نفخة
واحدة, وهي النفخة الأولى التي يكون عندها هلاك العالم,
ورفعت الأرض والجبال عن أماكنها فكسرتا, ودقتا دقة واحدة. ففي ذلك الحين قامت القيامة,
وانصدعت السماء, فهي يؤمئذ ضعيفة مسترخية, لا تماسك فيها ولا صلابة,
والملائكة على جوانبها وأطرافها, ويحمل عرش
ربك فوقهم يوم القيامة ثمانية من الملائكة العظام. تفسير سورة الحاقة - موضوع. في ذلك اليوم تعرضون على الله- أيها الناس-
الحساب والجزاء, لا يخفى عليه شيء من أسراركم. فأما من أعطي كتاب أعماله بيمينه, فيقول
ابتهاجا وسرورا: خذوا اقرؤا كتابي,
إني أيقنت في الدنيا بأني سألقى جزائي يوم
القيامة, فأعددت له العدة من الإيمان والعمل الصالح,
فهو في عيشة هنيئة مرضية,
في جنة مرتفعة المكان والدرجات,
ثمارها قريبة يتناولها القائم والقاعد والمضطجع. يقال لهم: كلوا أكلا, واشربوا شربا بعيدا عن كل أذى, سالمين من كل
مكروه بسبب ما قدمتم من الأعمال الصالحة في أيام الدنيا الماضية. فأما من أعطي كتاب أعماله بشماله, فيقول نادما متحسرا: يا ليتي لم أعط
كتابي,
ولم أعلم ما جزائي؟
يا ليت الموتة التي متها في الدنيا كانت القاطعة لأمري, ولم أبعث
بعدها,
ما نفعني مالي الذي جمعته في الدنيا,
ذهبت عني حجتي, ولم يعد لي حجة أحتج بها.
تفسير سورة الحاقة - موضوع
ذات صلة سبب نزول سورة الحاقة قصة سورة الحاقة
الاستفهام عن الحاقة ودلالاته
قال الله -تعالى-: (الْحَاقَّةُ* مَا الْحَاقَّةُ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ): [١]
جاء في الآيات الكريمة أسلوب الاستفهام؛ لتفخيم وتعظيم شأن الحاقة، فالحاقة اسم من أسماء يوم القيامة، أحقّت للمؤمنين الجنة، وأحقّت للكافرين النار، وفي قوله -سبحانه-: (وَمَا أَدْرَاكَ) ؛ خطاب موجه للنبي -صلى الله عليه وسلم-، أي ما أعلمك لولا أن الله -عزوجل- علمك شأنها؟ وقال أهل بعض العلم: كل ما جاء بهذه الصيغة، فإن الله -تعالى- سيطلعنا ويعلمنا إياه، وكل ما جاء بصيغة (وما يدريك) ؛ فإنه لم يطلعنا عليه بعد. [٢]
الأقوام المكذبة وهلاكها
جاء في سورة الحاقة، ذكر عدد من الأقوام وما آلت إليه من العاقبة، وهذه الأقوام هي: [٣]
قال الله -تعالى-: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ)، [٤] فثمود هي قبيلة سيدنا صالح -عليه السلام-، أهلكهم الله -عزوجل- بالصيحة الشديدة التي طغت وزادت عن حدّها، فلم يستطيعوا السيطرة عليها، فكل شيء يأتي من عند الله يكون بقدر؛ كقطرات الماء، والرياح، إلا أن الصيحة تجاوزت الحد، فلا حصروها ولا قدروا مقدارها.
ولا يخاف عقباها "
ولا يخاف- جلت قدرته- تبعة ما أنزله بهم من شديد العقاب. المصدر: موقع اقرأ