معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها
(الكريم الأكرم)
الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [ النمل: ٤٠]. وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾ [ الانفطار: ٦]. وقال تعالى: ﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴾ [ العلق: ٣]. المعنى:
معنى الكريم، هو الكثير الخير، الجَوادُ المعطِي، الذي لا يَنْفَدُ عَطاؤه، والكريم هو الجامع لأَنواع الخير والشرَف والفضائل، فهو اسم جامع لكل ما يُحْمَد، والكريم كذلك: الصفوح كثير الصفح. يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. فالله تعالى الكريم الذي يعطي من سأله ومن لم يسأله، ويعطي المؤمن والكافر، والتقي والفاجر، وهو الذي يعطي بغير مقابل ولا سبب، وهو الذي عمَّ عطاؤه المحتاجين وغير المحتاجين. ومن كرمه سبحانه أنه يعفو ويغفر، ويتجاوز عن المسيئين والمذنبين، ويبدل السيئات حسنات، ويضاعف الحسنة إلى عشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة. وبالرغم من كل ذلك، نجد أن أكثر بني آدم غرَّهم كرم الله تعالى، ووقعوا في الجحود والعصيان والنكران، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾ [ الانفطار: ٦]، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " غَرَّهُ وَاللَّهِ جَهْلُهُ".
يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
لأنّ الشيطان توعّد أن يُضل بني آدم, لذلك ينجذب الإنسان للوقوع بالمحظورات كما ينجذب الحديد للمغناطيس, لكن ليس معنى ذلك أن يفعل الإنسان كل المعاصي ويقول بسبب الشيطان, الشيطان يوسوس فقط والإنسان إما أن يستجيب لهذه الوسوسة أو يمتنع, هنا يتدخّل الوازع الديني الذي يُشكّل درع عازل ما بين الحديد والمغناطيس فلا يعد للمغناطيس أي تأثير. قال تعالى: " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) " سورة إبراهيم. تحياتي
تــفــــضـــــل وأقــراء يـــــــا أيـــــــهــــــا الإنــــســــــــان!!!!! - مدونة لاكي
يـــــا أيــهــا الإنـــســان مــا غـــرك بــربــــك الـــكـــــــريـــــــم؟ يــــــا لـــــهــا من آيــــة عــظــيـــمــة ويــا لــه من نــداء تـهــــتــز لــه الـقـلوب وتــقـــشــعـر منــه الأبـــدان.
استخرجي اسم الله تعالى الوارد في الآية التالية : ( يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم ) - كلمات دوت نت
الانسان كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما ـ سمى إنسـانـا لأنه عهـد إليـه فنسي.. وليس هـذا القول مقصورا ولا موفوقاً على ابن عبـاس وحـده، ولكن ذهب اليـه أيضاً قوم معتبرون من أهل اللغة العربية، وقد ذهبوا إلى أقـوال مستفيضة في اشتقاقات مختلفة لا ترى داعيا لسردها. لكن الذي يهمنا هو أن نستطلـع الإنسان وصفاته وجبلته وفطرته في آيـات القـرآن الكـريـم الـتـي تعرضت للانسان، وصـورت كل دقائقه ودخائله المستوردة قبل الظاهرة البادية تشريحاً دقيقاً لا مزيد عليه. وليس معقولاً ولا متصوراً ولا مقبولاً بعد هذا البيان والتمحيص الدقيق الـرائع أن تستهـدي أو نسترشد برأي زيد أو عمرو، فإن البراهين والقرائن البينات واضحة لا غموض فيهـا ولا عجمـة ولا التباس ولا التـواء. قال تعالى يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم. وإنما يلجـا المتلقى أحيانا الى مصادر أخـرى ليفهم ما استعجم ومـا استغلق عليه، لكن هنا قوله تعالى -حاشاه ذلك - لا نرى أدنى ذرة من غموض، فإنه ليس بعد قـول الله تعالى قول ولا بعـد أمـره أمر، ولا بعد بيائه مطمع لاستزادة. لم يخلق الإنسـان عبثـا، ولن يترك سدى، فهو مخلوق للعبـادة مثل الجن تمـامـاء وقـد كـان خلق الإنسـان مسبـوفـا بخلق الجن ببضعة آلاف من السنين، قـال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} «الذاريات: ٥٦» وليس مقصوداً بالعبادة في الآية الشريفة العبادة الظاهرة المأمور بها الإنسان من عبـادات بدنية ومعاملات وغيرها على ما ذهـب الـيـه بعض المفسرين وشايعهم هذا الرأي بعض ذوي الرأي لكن المراد بالعبادة كما نقل ابن قتية - رحمه الله - عن بعض أشياخه هي التوحيد.
فقال: الآن شكرتني يا داود. ذكره الإمام أحمد. والمقصود أن حال الشاكر ضد حال القائل: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي). انتهى كلامه رحمه الله. يا أيها الإنسان ما الذي بالله غـرّك ؟ أغـرّك أنك فعلتَ وفعلت ، وأنفقت وتصدّقت ؟ قال جل جلاله: ( قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) سمع ابن سيرين رجلا يقول لرجل: فعلت إليك ، وفعلت ، فقال له: اسكت! فلا خير في المعروف إذا أُحصيَ. أغـرّك أن الله يراك على المعصية ، بل وتُقيم عليها الدهور ، وهو يحلم عليك ، ويمهلك ، بل ويَقْبلك إن رجعت ؟
أغـرّك أن ربك واسع المغفـرة فطمعت في رحمته وبحبوحة جنته دون عمل ؟قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: سيبلى القرآن في صدور أقوام كما يبلى الثوب فيتهافت ، يقرؤونه لا يجدون له شهوة ولا لذة ، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب ، أعمالهم طمع لا يخالطه خوف ، إن قصّروا قالوا: سنبلغ ، وإن أساؤوا قالوا: سيُغفر لنا! إنا لا نشرك بالله شيئا. استخرجي اسم الله تعالى الوارد في الآية التالية : ( يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم ) - كلمات دوت نت. رواه الدارمي. ما الذي بالله غـرّك وهل نسيت أصلك ؟
بزق النبي صلى الله عليه وسلم في كفه ثم وضع أصبعه السبابة. وقال: قال الله: ابن آدم أنـّـى تعجزني ، وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد ، فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي ، قلت: أتصدق ، وأنـّـى أوانُ الصدقـة.
﷽ وقفة قُرآنية ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ) { ۞ يا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ* الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ* فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ* كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ *} (سورة الانفطار) ●• اللهم ثبتنــا على ولايـۂ محمـد وآل محمـد