يقول: "ضربه قومه فأدموه" يعني: ضربوه ضرباً سال منه الدم، خرج منه الدم، وهذا يدل على أنه مبرح، ضرب شديد مدمٍ.
" وهو يمسح الدم عن وجهه" وأن هذا الضرب وقع بأشرف الأشياء، وهو وجهه ورأسه، يمسح الدم عن وجهه، وأن هذا الدم الذي خرج دم كثير، فكان يمسحه عن وجهه إلى هذا الحد، وهو نبي، مؤيد من قبل الله ولكن الله -تبارك وتعالى- يبتلي الرسل، ويصيبهم من العناء والأذى من الناس ما يكون رفعة لدرجاتهم، وذلك أعظم في أجورهم. ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون دعا لهم بالمغفرة التي تتضمن الستر، والتجاوز عن الإساءة، بمعنى أنهم لا يؤاخذون عليها، دعا لهم بهذا وهذا، بقوله: اللهم اغفر لقومي ، واعتذر لهم أيضاً على هذه الإساءة فإنهم لا يعلمون فالفاء للتعليل، أنهم فعلوا ذلك لجهلهم، لعدم علمهم، فلو علموا منزلته عند الله لم يجترئوا عليه هذا الاجتراء، فالمقصود إذا كان الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- بهذه المثابة من احتمال الأذى، وأنه يقع عليهم هذا الأذى العظيم، ومع ذلك يدعون لهؤلاء بالمغفرة، وهم كفار من المعاندين الأشرار، ويعتذرون لهم أيضاً بأنهم لا يعلمون.
اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون &Quot; . رواه مسلم من حديث الأعمش
قال: وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن رجلا أتاني وأنا نائم، فأخذ السيف، فاستيقظت وهو قائم على رأسي، فلم أشعر إلا والسيف صلتا في يده، فقال لي: من يمنعك مني؟ قال: قلت: الله، ثم قال في الثانية: من يمنعك مني؟ قال: قلت: الله، فشام السيف (رده في غمده) فها هو ذا جالس، ثم لم يعرِض له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يعاقبه وجلس)(ا لبخاري). وعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كأني أني أنظر إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحكي نبيا من الأنبياء، ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)( البخاري).. اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " . رواه مسلم من حديث الأعمش. قال القاضي عياض: " قال القاضي أبو الفضل: انظر ما في هذا القول من جماع الفضل ودرجات الإحسان، وحسن الخلق وكرم النفس، وغاية الصبر والحلم، إذ لم يقتصر ـ صلى الله عليه وسلم ـ على السكوت عنهم حتى عفا عنهم، ثم أشفق عليهم ورحمهم، ودعا وشفع لهم، فقال: اغفر أو اهد، ثم أظهر سبب الشفقة والرحمة بقوله: لقومي، ثم اعتذر عنهم بجهلهم فقال: فإنهم لا يعلمون.. ". وعن أنس - رضي الله عنه - قال: ( كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، قال أنس: فنظرت إلى صفحة عنق النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أثَّرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء)( البخاري).
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون - طريق الإسلام
3- لم يكن المصلوب في حالة مزاجية تسمح له بذلك.. فمن يسب الله تعالى ويقول ".. الهي الهي لما تركتني".!! لا يمكن أن يصدر منه طلب المغفرة ممن تركه وحيدا..!! فكان أولى له أن يطلب منه أن ينقذه أولا..!! 4- اذا تصور النصارى ان يسوع قال هذا.. فهذا يخلق العديد من الاشكالات عليهم الاجابة عليها.. منها: يعتقد النصارى ان من قال هذا الكلام النبيل هو يسوع الذي هو عندهم اما اله أو ابن اله أو ثلث اله... أيا كان ما يعتقدون فيه... عليهم أن يختاروا أحد هذين الاحتمالين: 1- اما ان الله لم يسمع له ولم يجب دعوته بالمغفرة.. 2= ان الله قد أجاب دعوته وغفر لهم.. أيا كان الاحتمال فان هذا دليل ان يسوع ليس الله ولا ابن الله ولا ثلث اله.. والا لكان غفر لهم بنفسه.. اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون - طريق الإسلام. أما الدعاء بحد ذاته دليل عبودية وان يسوع ليس له من الأمر شئ.... مثله مثل أي انسان..!! والأن لو أخذنا بالاحتمال الأول ان الله لم يسمع له ولم يجب دعوته! فهذا دليل أخر ان يسوع ليس الله ولا ابن اله ولا ثلث اله - تعالى الله عن الولد والشريك والمنازع- ولو أخذنا الاحتمال الثاني ان الله استجاب له وغفر لهم..!! فهذا دليل ثالث ان يسوع ليس الله ولا ابن اله ولا ثلث اله.. لأن المدعو ليس الداعي.. فالداعي هو المضطر المسكين الفقير الى الله.. والمدعو هو الله الذي بيده مقاليد كل شئ والذي يجيب الدعاء وعو سبحانه على كل شئ قدير.. وشتان الفارق بين العبد الفقير الضعيف والله تعالى القوي القادر الذي يقول للشئ كن فيكون... فأين عقول النصارى؟؟؟ ولو اعتقد النصارى ان الله قبل دعوة يسوع الذي تسيل منه الدماء..!!
اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون | موقع البطاقة الدعوي
موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما
تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر
المصدر.
اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
٦ - الرد على الذين يتعلقون بالرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء والاستغاثة. ٧ - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مكلف، يأمره الله وينهاه. ٨ - أن الله قد يتوب على بعض الكفار. ٩ - أن الله لا يعذب إلا بذنب.
فالمقصود أن الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- لك أن تجمع بين الصلاة والسلام، ولك أن تقتصر على أحدهما، وأما النبي ﷺ فتجمع له بين هذا وهذا. وهكذا في الملائكة لك أن تقتصر على الصلاة، ولك أن تقتصر على السلام، ولك أن تجمع فتقول: جبريل ﷺ، أما غير الأنبياء وغير الملائكة فلو قيل ذلك لأحدٍ من الناس: فلان ﷺ فليس ذلك بمحرم، لكن لا يكون ذلك على سبيل المداومة، ولا يُخص به أحد بعينه، كالذي يقول مثلاً: فاطمة -عليها السلام، علي - ، أو نحو هذا، فإن ذلك من شعار بعض أهل البدع كالرافضة، ولكن لو قال أحياناً: صلى الله عليك، لو قلت لصاحبك: صلى الله عليك، اللهم صلِّ على فلان، اللهم صلِّ عليه وسلم، لا إشكال في هذا، ليس ذلك بممتنع، ليس بمحرم. الله يقول: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ [التوبة:103]، وقد قال النبي ﷺ: اللهم صلِّ على آل أبي أوفى [3]. لما قالت امرأته: يا رسول الله، صل عليَّ، وعلى زوجي، فقال: اللهم صلِّ على آل أبي أوفى. لكن لا يتخذ ذلك عادة، فالأصل أن يصلَّى على الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- والملائكة، وبالنسبة للصحابة يترضى عنهم، ومن بعدهم يترحم عليهم، وأما على سبيل التبع فالأمر في ذلك أوسع تقول: صلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين.